نبوة سفر الرؤيا الإصحاح 17: نبوة السبعة ملوك – قد تم تحديد هوية الملك الثامن!
٣١ ديسمبر ٢٠٢٢ لم نعد نعتقد أن البابا فرانسيس هو الملك الثامن. ومع ذلك ، ما زلنا نعتقد أن الجبال / الملوك السبعة هم سبعة باباوات ، والبابا بنديكتوس السادس عشر المتوفى الآن هو الملك السابع. يرجع التغيير في فهمنا بشكل أساسي إلى المعرفة المكتسبة مؤخرًا بالأحداث الأخيرة التي تنبأ بها النبي حزقيال. بعد أن يتدخل يهوه بقوة لتدمير جيوش روسيا وتركيا وإيران في جبال إسرائيل ، سيستغرق الأمر سبع سنوات لإسرائيل [حزقيال ٣٩: ٩] لتطهير الأرض من جميع المعدات العسكرية للجيوش المهزومة. لنفترض أننا أضفنا إلى هذه الفترة الوقت الذي تحتاجه روسيا لاستكمال تدميرها لأوكرانيا ونزع سلاح الناتو. في هذه الحالة ، نصل إلى جدول زمني أطول مما يسمح به العمر الحالي للبابا فرانسيس. علاوة على ذلك ، فإن عبارة [رؤيا ١٧: ١١] وصف "الثامن كواحد من السبعة" يحيرنا. أحد التكهنات المحتملة لهذا اللغز الإلهي هو أن البابا الذي سيأتي بعد فرانسيس ي قد يكون الانتحال الذي طالما كنا نعتقده في بدء مناداتنا بفهمنا للنبوة. إذا حدث هذا ، فسيكون مناسبًا لوصف الثامن كواحد من السبعة. وهكذا ، فإن البابا فرانسيس هو بابا انتقالي لأنه ليس واحدًا من السبعة. من المنطقي أكثر أن تقمص شخصية يوحنا بولس الثاني قد تأخر لأن المسرح العالمي ليس جاهزًا تمامًا لتلاقي الأحداث النهائية التي ستتكشف في نفس الوقت على عدة جبهات ، وتبلغ ذروتها مع عودة يهوشوا. نحن حريصون مثل أي وقت مضى على عودة يهوشوا لحكم أمم العالم من أوروشليم. لكن لا يمكننا تجاوز الجدول الزمني ليهوه. |
نحن الآن نعيش تحت حكم "الملك" الثامن، والبابا الأخير.
نود أن نطلعكم بكل تواضع وجدية اهمية حقيقة ظهور "الملك" الثامن، والبابا الأخير، والسبب في ان الثامن هو البابا فرانسيس، وليس يوحنا بولس الثاني كما كنا نظن سابقا، وكيف أخطأنا في فهمنا لرؤيا ١٧. ان صلاتنا في موقع إنذار للباحثين عن الحقيقة بصدق ان يغفروا لنا لهذا الخطأ، وها نحن نجدد العهد ليهوه أننا بنعمته لن نتشبث بأي موقف خاطئ على الإطلاق، لأننا نسعى بجدية لنكون بلا لوم امامه وبلا تلاعب في معتقداتنا. كلمته لا تسقط أبدا لأنها معصومة، اما تفسيراتنا فيمكن أن تسقط لأننا بشر. ولكن أولئك المتوجهين بروحه يبحثوا باجتهاد في كلمته إلى فهم النبوءات الصحيح في الأوقات التي حددها.
نبدأ هذه الدراسة القصيرة من خلال مشاركة الأسباب التي تجعلنا نعتقد أن بنديكت السادس عشر كان في الواقع الملك السابع في رؤيا ١٧.
1. السبع ملوك في رؤيا ١٧ يمكن الأشارة لهم كممالك أو ملوك. ليس هناك احتمال ثالث. سياق رؤيا ١٧ يتمحور حول كنيسة روما. إن تطبيق تفسير "الملوك" في سفر الرؤيا ١٧ إلى ممالك شأنه أن يشكل انتهاكا صارخا للسياق، ولكن حتى لو طبقنا تفسير الممالك بدلا من الملوك، فلا يوجد هناك توليفة من الممالك الممكنة التي من شأنها أن تكون في وئام مع الوصف الوارد للملوك، خاصة عند تطبيقها على عهد الملك السابع، والتي تنبأت أن تكون لمدة قصيرة. لا يوجد في يومنا هذا مملكة يمكن أن توصف بالمدة القصيرة والتي يجب أن تسقط قبل بدء عهد الثامنة.
2. في "البرية" سياق (العدد ٣) يتطلب منا الانتباه على الوقت الذي كانت البابوية في تجربة "البرية". حدث ذلك عندما تلقت البابوية الجرح المميت في عام ١٧٩٨، عندما نفي نابليون البابا بيوس السادس إلى فالينس بفرنسا. قبل عام ١٧٩٨، كانت البابوية أعلى من جميع الأباطرة والملوك والأمراء في أوروبا. وفي عام ١٩٢٩، حجمت البابوية وتقلصت املاكها إلى مجرد قطعة من الأرض مساحتها ١٠٠هكتار تقريبا في روما. (حتى عام ١٨٦٠، غطت الولايات البابوية وحدها أكثر من ثلث مساحة إيطاليا.) لذلك بدأ عد السبع ملوك بداية من بيوس الحادي عشر.
3. أن نظام تتابع الباباوات بداية من بيوس الحادي عشر الى بنيدكت السادس عشر يتوافق تماما مع وصف النبوة الواردة في سفر الرؤيا ١٧ من ناحيتين: في عهد الملك/البابا السادس، وعهد الملك/البابا السابع. فقد تجلى ذلك عندما أخذ الملاك يوحنا الى عهد الملك السادس (يوحنا بولس الثاني)، الذي حكم أطول فترة بين السبع ملوك، وسيكون أكثر البابا الأكثر شعبية بين جيل النهاية. نظام التتابع تم تأكيده بشكل مذهل عندما استقال البابا بنيدكت السادس عشر بشكل مفاجئ وغير مسبوق، الأمر الذي صدم العالم واهتزت له الكنيسة الكاثوليكية.
إذا كان الملك السابع هو بنيدكت السادس عشر، فإنه يترتب على ذلك أن البابا الذي يتبعه سيكون الثامن. رؤيا ١٧ لا تسمح بأي ثغرة أو مرحلة إنتقالية بين السابع و الثامن. فلماذا لم يظهر يوحنا بولس الثاني مباشرة بعد نهاية عهد بنيدكت السادس عشر؟ هل نحن في موقع إنذار قد أخطأنا في تحديد هوية الثامن؟
بالفعل قد أخطأنا بغير قصد، ونحن نسعى بكل تواضع مغفرة يهوه، أبينا السماوي، ويهوشوه مخلصنا. ونحن نسعى أيضا في طلب مغفرة كل دارسي نبوات الكتاب المقدس، الذين اتفقوا معنا أن يوحنا بولس الثاني سيكون "الملك" الثامن.
كيف أخطأنا في إعتقادنا بأن الملك/البابا الثامن سيكون يوحنا بولس متقمصا ؟ فيما يلي الأسباب التي أدت الى ذلك:
"الهاوية" ثابتة في الكتاب المقدس كمقر الشياطين. وبما أنه وجب أن يأتي الملك / البابا الثامن من "الهاوية"، إفترضنا خطأ أنه سيكون واحدا من ملائكة الشيطان الساقطة وسيقوم بإنتحال أحد الباباوات السبعة السابقين. فقد إستنتجنا ذلك من عبارة "وَالْوَحْشُ الَّذِي كَانَ وَلَيْسَ الآنَ فَهُوَ ثَامِنٌ، وَهُوَ مِنَ السَّبْعَةِ، وَيَمْضِي إِلَى الْهَلاَكِ." (العدد ١١).مع أن سياق "الهاوية"، يمكن أن يشير أيضا إلى أن الملك / البابا الثامن سيكون خاضعاً بالكامل لسيطرة وتوجيه الشيطان وملائكته إلى درجة لم يشهدها الباباوات السبع السابقين. يبدو الآن أن هذا هو التفسير الصحيح للهاوية في رؤيا ١٧.
إن التلميح المقدس "واحد موجود" (عدد ١٠)، جعلنا نركز بشدة على مضمونها اكثر من اللازم. عندما أعطيت الرؤية ليوحنا، قد أُخذ إلى زمن حكم يوحنا بولس الثاني. فكان من الطبيعي أن يُأخذ يوحنا لعهد أهم الملوك السبعة. أن ذهاب يوحنا في الرؤيا لعهد السادس يؤكد أن السبعة ملوك كانوا في الواقع سبع باباوات، وتم اختيار السادس لأن حكمه كان الأطول، والأكثر تميزا بين الباباوات السبعة، والأهم من ذلك لأنه كان الأكثر تقديراً ، وتذكراً ، وأحب بابا في أيامنا الحالية.
"الوحش الذي كان [حتى ١٧٩٨]، وليس، [في عهد الملك السادس، لا يزال الوحش في زمن البرية ] حتى إذا كان الثامن [ولكن خلال فترة حكم الثامن، فإن قوة الوحش سيتم استرجاعها كاملة للبابوية]، وهو من السبعة، [اما الثامن، على الرغم من ان له قوة الوحش الآن، فهو بعد ملك، تماما مثل السبع ملوك الذين سقطوا قبله]، ويمضي إلى الهلاك [والثامن سوف ينهزم، ويتم تدميره ومعاقبته بعنف من قبل العشرة ملوك، عندما يدركون متأخرا طبيعة الوحش الشريرة ]. (عدد ١١).
ما هو أفضل سيناريو من شأنه أن يخدم خطة الشيطان الخادعة عند حدوث الكوارث الأخيرة: ظهور الملك/البابا الثامن كشيطان متقصما يوحنا بولس الثاني (كما كنا نعتقد سابقا)، أو ظهور فرانسيس الأول؟ نحن مقتنعون بما لا يدع للشك أن تقديم فرانسيس الأول كالملك الثامن يخدم الشيطان، أكبر المضللين، للأسباب التالية:
1. في حين كان تلاميذ النبوات ينتظرون بفارغ الصبر ظهور يوحنا بولس الثاني، أدخل الشيطان خلسة الملك / البابا الثامن بدون ضجة، ووسط قبول عام في جميع أرجاء العالم. والكثير منا الذين كانوا يعلقون آمالنا على تقمص يوحنا بولس الثاني شعروا بخيبة أمل كبيرة لأن توقعاتنا لم تتحقق، وبعض [للأسف]مرجح أن يتخلوا عن نبوءات الكتاب المقدس. نناشد أولئك الذين يميلون إلى اليأس والتخلي عن عقيدتهم في نبوءات الكتاب المقدس لعدم إعطاء الشيطان فرصة لاعلان إنتصاره المزعوم.
2. كان من شأن حدوث تقمص يوحنا بولس الثاني أن يعطي الحقيقة نوع من المصداقية والتي يخشاها الشيطان أكثر من آي شئ آخر. وبالتالي، كان من الضروري للشيطان وضع خطة لإدخال الملك / البابا الثامن لعرقلة قضية أتباع يهوه، والذي من شأنه أن يجعل العديد يشعرون بالاحباط عندما لم تتحقق توقعاتهم في تقمص يوحنا بولس الثاني. هذا الإحباط هو انتصار للشيطان، وهو دبر أن يكون ظهور الملك / البابا الثامن مصدرا للإحباط لكثيرين من أتباع يهوه.
3. من خلال عدم ارسال احد ملائكته الساقطة إلى تقمص يوحنا بولي الثاني، نجح الشيطان في تجنب معركة لا داعي لها مع هؤلاء المسيحيين الذين قد استنكروا هذا الظهور المزمع ليوحنا بولس الثاني لإعتباره قيامة زائفة ، مذكرين العالم ان الموتى سيظلوا أمواتا حتى يوم القيامة، وأن ظهور شخص ميت قد يعتبر عمل شيطاني. هذه المقاومة من بعض المسيحيين المستنيرين كان يمكن أن تسبب معضلة للشيطان هو في غنى عنها، بل وكان يمكن أن تقوض جدول الأعمال الذي أعده الشيطان للملك / البابا الثامن لإنجاز المهمة في وقت قصير نسبيا. نحن بحاجة إلى التأكيد بشكل واضح أن ذروة تقمص عدة شخصيات من الكتاب المقدس ستحدث في المستقبل القريب من قبل الشيطان نفسه عندما يتقمص شخص يهوشوه – بعد الصراخ الأول عندما يتم خداع العالم إلى الاعتقاد بأن الملك / البابا الثامن نجح في إنهاء غزو الكائنات الفضائية الشيطاني. بعد هذا الإنجاز، سيتوجب على العالم أن يؤمن بأي شيء يتفوه به الملك / البابا الثامن - فرانسيس الأول.
4. توقع الشيطان الكساد الاقتصادي الذي سيعم العالم في المعركة النهائية قبل المجيء الثاني ليهوشوه، والذي سببه يعزى إلى القوى التدميرية التي سوف يطلقها على كوكبنا. وهكذا، خطط أن الملك / البابا الثامن سيكون شخص ذات مصداقية جارفة لدى الفقراء في بلده الأم. وفيما هو مسلحا بهذه المصداقية، سيقوم الملك / البابا الثامن بإستغلالها ليتبعه أعداد لا تحصى من فقراء العالم، وسوف يحشد الفقراء لممارسة الضغط على السياسيين في العالم إلى تبني قوانين وتشريعات من شأنها أن تحد بشدة الحريات الدينية التي تتمتع بها كثير من البلدان اليوم. حيث يزداد عدد الفقراء بشكل مطرد في جميع أنحاء العالم، ونظرا لتردي الأوضاع الاقتصادية العالمية مقارنة بأي وقت مضى، سيصبح الفقراء أداة قوية ومدمرة، وتهديداً حيويا في يدي الملك / البابا الثامن ضد زعماء العالم.
5. من الذي يستطيع أن يضر ويكثر من عدد الشهداء اكثر من بابا يسوعي؟ البابا فرانسيس الأول هو أول بابا يسوعي في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية الرومانية. الشيطان كان يعد الملك / البابا الثامن لعقود عديدة، ولم يجد مرشح أفضل لدور الملك الثامن من بابا يسوعي. نحن الآن غير مندهشين في تخيلنا كيف ولماذا سيتم استشهاد عدد لا يحصى من المؤمنين في السنوات المقبلة بناء على أوامر من الملك الثامن!
6. سيتضمن عهد الملك / البابا الثامن ثلاث سنوات ونصف على الأقل، تتم فيها التكنيل بأتباع يهوه المخلصين فهم رمزيا سيكونوا لابسين مسوحا (خيش) حسب النبوة (رؤيا ١١ : ٣). أضف إلى الثلاث سنوات ونصف الوقت الذي سيستغرقه ملائكة يهوه لكي يعلنوا بدء الأبواق الأربعة الأولى (رؤيا ٨)، بالإضافة إلى البوق الخامس والذي سيستمر خمسة أشهر (رؤيا ٩ : ١-٥). بنائاً على ذلك، يمكننا أن نستنتج أن عهد الثامن يحتمل أن يكون أقصر من عهد الملك / البابا السابع. وبالتالي، فإن عمر الملك / البابا الثامن ليس بالمعضلة الكبيرة، نظرا لانه يبلغ من العمر ٧٦ سنة. وبالفعل يفتخر الثامن بأن عمره ميزة كبيرة، حيث أنه يعكس معرفته المتراكمة وحكمته. بغض النظر عن طول فترة حكم فرانسيس الأول، فمن المؤكد أنه هو البابا الأخير قبل المجيء الثاني القريب لسيدنا ومخلصنا، يهوشوه المسيح.
الخبر السار الذي نود أن نشارككم به الآن هو أننا أخيراً نعيش في عهد "الملك" الثامن وأننا على بعد سنوات قليلة فقط من المجيء الثاني المجيد ليهوشوه المسيح، والأبدية. ومع ذلك، فمن الآن وحتى المجيء الثاني، يجب علينا أن نقاسي اشد الاضطهادات والتجارب. هناك الكثير من العمل الذي يتعين علينا القيام به في قلوبنا وخلقنا، والكثير من العمل الذي يتعين القيام به لتحذير العالم لما هو آت. هل نحن مستعدون للحياة تحت حكم "الملك" الثامن، بابا روما الأخير؟ نصلي أن نصبح جميعا مستعدين قبل أن ينتهي زمن النعمة إلى الأبد.
التالي هو المفهوم/التفسير الأولي لموقع إنذار حيال "السبعة ملوك" الوارد ذكرهم في رؤيا الإصحاح السابع عشر.
قادنا يهوه، مِن خلال دراسة رؤيا 17، إلى حدث مُذهل يؤيِّد ويدعم حقيقة أننا نقترب من نهاية كل شيء بأسرع مما يتصوَّر أي شخص. وقد حثــَّنا إلهنا المُحب على مشاركة هذه النبوة مع الآخرين حتى لا يؤخذ أحد في أشراك الأحداث الشاملة التي ستكتنف العالم قريباً في أعظم خدعة يبتكرها الشيطان. ويتجرأ موقع إنذار هذا على شبكة المعلوماتية على أن يُعلن هذا التفسير للعالم أجمع لأننا نتقيَّد ونلتزم فقط بالتفسير الكتابي الدقيق والموثوق. وهذا يعني أننا نفسِّر نبوات الكتاب المقدس باستخدام الكتاب ذاته، أي أننا نجعل الكتاب يُفسرِّ نفسه بنفسه. وبهذا الإجراء، نتأكــَّد مِن صحَّة الرؤيا. |
وإذ ندرك بكل وضوح أننا نعيش في العصر الذي يسبق مُباشرة المجيء الثاني لسيدنا يهوشوه المسيح في سحب السماء، نلتمس مِن الآب السماوي أن يلهم قلبك بمدى قصر الوقت المتبقي الذي يتقرَّر بعده مصير كل إنسان. وليت روحه القدوس يمنحك الفطنة والبصيرة والحكمة اللازمة إذ تبدأ في هذه الدراسة الجدية. آمين.
رؤيا 17
1. أي جزء من الكتاب المقدس قادكم إلى هذه النتيجة؟
"ثم جاء واحد من السبعة الملائكة... وتكلم معي قائلاً، هلمَّ فأريك دينونة الزانية العظيمة الجالسة على المياه الكثيرة 2 التي زنى معها ملوك الأرض وسكر سكان الأرض من خمر زناها. 3 فمضى بي بالروح إلى برية: فرأيت امرأة جالسة على وحش قرمزي، مملوء أسماء تجديف، له سبعة رؤوس وعشرة قرون. 4 والمرأة كانت متسربلة بأرجوان وقرمز، ومتحلية بذهب وحجارة كريمة ولؤلوء، ومعها كأس من ذهب في يدها مملوَّة رجاسات ونجاسات زناها 5 وعلى جبينها اسم مكتوب سر، بابل العظيمة، أم الزواني ورجاسات الأرض. 6 ورأيت المرأة سكرى مِن دم القديسين ومن دم شهداء يهوشوه. فتعجبت لما رأيتها تعجباً عظيما. 7 ثم قال لي الملاك، لماذا تعجَّبتَ؟ أنا أقول لك سر المرأة والوحش الحامل لها، الذي له السبعة الرؤوس والعشرة القرون 8 الوحش الذي رأيت كان، وليس الآن، وهو عتيد أن يصعد من الهاوية، ويمضي إلى الهلاك. وسيتعجب الساكنون على الأرض، الذين ليست أسماؤهم مكتوبة في سفر الحياة منذ تأسيس العالم، حينما يرون الوحش أنه كان وليس الآن، مع أنه كائن. 9 هنا الذهن الذي له حكمة. السبعة الرؤوس هي سبعة جبال عليها المرأة جالسة. 10 وسبعة ملوك خمسة سقطوا، وواحد موجود والآخر لم يأت بعد، ومتى أتى ينبغي أن يبقى قليلاً. 11 والوحش الذي كان، وليس الآن، فهو ثامن، وهو مِن السبعة ويمضي إلى الهلاك. 12 والعشرة القرون التي رأيت هي عشرة ملوك، لم يأخذوا ملكاً بعد، لكنهم يأخذون سلطانهم كملوك ساعة واحدة مع الوحش. 13 هؤلاء لهم رأي واحد، ويعطون الوحش قدرتهم وسلطانهم. 14 هؤلاء سيحاربون الخروف والخروف يغلبهم لأنه سيّد الأسياد وملك الملوك والذين معه مدعوون ومُختارون ومؤمنون. 15 ثم قال لي المياه التي رأيت حيث الزانية جالسة، هي شعوب وجموع وأمم وألسنة 16 وأما العشرة القرون التي رأيت على الوحش فهؤلاء سيبغضون الزانية وسيجعلونها خربة وعريانة ويأكلون لحمها ويحرقونها بالنار 17 لأن يهوه وضع في قلوبهم أن يصنعوا رأيه. وأن يصنعوا رأياً واحداً ويعطوا الوحش ملكهم حتى تكمل أقوال يهوه 18 والمرأة التي رأيت هي المدينة العظيمة التي لها ملك على ملوك الأرض" (رؤيا 17: 1-18).
2. هل لك أن تـُقدِّم تفسيراً موجزاً لهذا كله؟
باختصار، كشفت ليوحنا الدينونة الأخيرة للزانية العظيمة، نتيجة لمسلك أفعالها وهذه الزانية العظيمة يُشار إليها على أنها بابل العظيمة. وظهرت ليوحنا وهي في البرية (عد3). وهذا مشهد مهم كما سنرى لاحقاً.
ووصف الزانية يتوازى مع الوحش المذكور في رؤيا 13 فهذا أيضاً له سبعة رؤوس وعشرة قرون (عد7). مما يدل على أن الرمزين يمثلان الشخصية أو المنظمة ذاتها، وهي النظام البابوي الكاثوليكي. وفضلاً عن ذلك، وُصِفت الزانية على أنها جالسة على سبعة جبال (عد9). وكثيراً ما عُرفت روما منذ قديم الزمان وحتى وقتنا هذا على أنها المدينة ذات التلال السبعة.
وفي حين دُمِجت وحدة الكنيسة والدولة في رمز واحد في رؤيا 13، فقد صوَّرهما يهوه في رؤيا 17 بشكل منفصل. والمرأة ترمز دائماً إلى كنيسة في الكتاب المقدس، وفي هذه الحالة فإن الزانية تشير إلى كنيسة دنسة. والوحش يُشير دائماً إلى مملكة أو أمة تضطهد شعب يهوه. فأمامنا هنا امرأة دنسة تجلس على (تسيطر) وحش قرمزي (دموي). وهذا، مرة أخرى، يعزز ويدعم حقيقة كون النظام الكاثوليكي هو النظام الوحيد الذي يعمل ككنيسة وكمملكة أرضية في آن واحد. وقد وُصِفـَت هذه الزانية على أنها عظيمة الغنى ومتكبرة. والأهم من هذا وذاك، أنها فاسدة جداً (العددان 4، 5). وهي حتماً تمثل أداة الشيطان الفائقة الأخيرة للخداع.
والآيات التالية تعتبر آيات أساسية: (( وسبعة ملوك: خمسة سقطوا، وواحد موجود، والآخر لم يأتِ بعد، ومتى أتى ينبغي أن يبقى قليلاً. والوحش الذي كان وليس الآن فهو ثامن وهو من السبعة، ويمضي إلى الهلاك )). رؤيا 17 : 10، 11 . وقد توسع يهوه في الحديث عن السبعة الرؤوس التي للوحش وعرَّفها على أنها سبعة ملوك. ومن المهم الإشارة إلى أن أحداث النبوة التي رآها يوحنا هنا كانت تتم خلال حكم الملك السادس. وهذا الملك كان سيعقبه الملك السابع، الذي يحكم لفترة قصيرة. ولكن الملك الثامن سيكون واحداً من الملوك السبعة السابقين، وأنه عندما يظهر من الهاوية (عد8) فلن يكون مجرد ملك (قوة حاكمة)، بل وحشاً (قوة مضطهدة)، ثم يمضي أخيراً إلى الهلاك.
عندما يظهر واحد من الملوك السبعة من الهاوية بوصفه الملك الثامن، ولكن على هيئة وحش، فإنّ ملوك الأرض العشرة (عد12) [عشرة رقم كوني شامل ويدل على أن هذا يتضمن كافة حكام الأرض؛ مثلما هو الحال بالنسبة لمثل العذارى العشرة]، ستصيبهم الهيبة والرهبة بشكل كبير بسبب الوحش، ويُخضعون قوتهم طواعية للوحش لفترة قصيرة (العددان 12، 13). وكل من الوحش والملوك العشرة سيحكمون ويحاربون المسيح في شخص أتباعه لفترة قصيرة؛ ولكنهم لن يتغلبوا عليهم (عد14).
قبل نهاية كل شيء بقليل، يكتشف الملوك العشرة أنّهم قد وقعوا في الشرك وخُدِعوا بواسطة الوحش (الملك الثامن الصاعد من الهاوية) فيصبّون جام انتقامهم على نظام الوحش، ويدمرونه (عد16) ؛لأنّهم في هذه المرة، وإن يكن متأخراً، سينفذون إرادة يهوه (عد17).
مشهد البرية
3. اُخِذ يـوحنــا إلى البريــة حيث رأى الزانيـة العظيمـة تجلـس على وحــش (رؤيا 17 : 3)
هذه نقطة مهمة لأنّه ليس بمحض الصدفة أن تكون (( الزانية العظيمة التي تجلس على وحش قرمزي )) قد شوهِدت في البرية. ففي رؤيا 17 يُظهر يهوه الفترة الزمنية التي شوهِدت فيها كنيسة الروم الكاثوليك. ولكي نفهم ماذا سيحدث للعالم عندما تخرج مِن اختبار البرية هذا، علينا أن نستوعب أولاً كيف دخلت كنيسة الروم الكاثوليك إلى هذا الاختبار.
4. ماذا تعني البرية في نبوات الكتاب المقدس؟
ولنا مثل آخر في سفر الرؤيا عن كنيسة ذهبت إلى البرية. كانت تلك هي كنيسة يهوه الحقيقية خلال العصور الوسطى، عندما تعرَّضت الكنسية للاضطهاد البابوي: (( والمرأة (الكنيسة) هربت إلى البرية، حيث لها موضِع مُعَد مِن يهوه، لكي يعولها هناك ألفاً ومئتين وستين يوماً )) (رؤيا 12 : 6). نعلم أنَّ هذه الكنيسة كانت طاهرة، لأنَّ يهوه هو الذي قادها إلى البرية، بعيداً عن الاضطهاد البابوي الذي اشتعل لمدَّة 1260 سنة، مِن 538- 1798م. كان التنين (الشيطان) يُحارب الكنيسة خلال تلك الفترة، مُستخدماً في ذلك، أداته الأرضية، كنيسة الروم الكاثوليك: (( فأعطيت المرأة جناحي النسر العظيم، لكي تطير إلى البرية، إلى موضِعها، حيث تـُعال زماناً وزمانين ونصف زمان مِن وجه الحية )) (رؤيا 12 : 14). البرية، إذاً، في نبوة الكتاب، هي استعارة مجازية تــُصوِّر الأحوال والظروف القاسية التي تـُواجه الكنيسة في فترة مُعيَّنة مِن التاريخ.
5. متى خرجَت كنيسة يهوه الحقيقية مِن اختبار البرية هذا؟
الجواب المنطقي لهذا السؤال هو: عندما انتهى الاضطهاد البابوي. وقد انتهى الاضطهاد بشكل رسمي سنة 1798م، عندما أرسل نابليون بونابرت الجنرال برتيه إلى روما، وأسر البابا بيوس السادس ونفاه في فلينس بفرنسا. وفي الوقت ذاته أعلن برتيه نهاية السيطرة الزمنية على معظم أوربا التي استمتعت بها الكنيسة الكاثوليكية حتى ذلك الوقت. ووضع ذلك نهاية مفاجئة ومذلــّة لحكم طويل من فرض القوة استمر 1260 سنة. وبعد ذلك بقليل، انتشرت جمعيات الكتاب المقدس عبر العالم أجمع دون أن يعيق عملها أي عائق ودون أن يواجهوا أي تهديد أو موانع بابوية. وهكذا فإن سنة 1798م تحدد التاريخ الذي خرجت فيه الكنيسة من اختبار البرية هذا. والآن أصبحت كنيسة حرة لتركز طاقاتها على ترجمة ونشر الكتاب المقدس في أكبر عدد ممكن من اللغات، ولتدير نشاطات كرازية في شتى أنحاء العالم.
6. هل دخلت الكنيسة الكاثوليكية عندئذ في اختبار البرية في الوقت الذي خرجت فيه كنيسة يهوه الحقيقية منه؟
ذلك ما حدث تماماً. ففي سنة 1798م، لم تفقد فقط الكنيسة الكاثوليكية قوتها الزمنية على معظم ملوك وحكام وأمراء أوربا، بل ولم تعد حرة للاستمرار في التمتع بامتيازاتها الإكليريكية مثل اختيار البابا الذي يخلف بيوس السادس. وقد احتاج ممثلوها الآن الحصول على الإذن من نابليون بونابرت قبل تعيينهم للبابا بيوس السابع سنة 1800م ليخلف البابا الذي مات في المنفى قبل ذلك بسنة.
وفضلاً عن ذلك، فإن اختبار البرية بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية كان له التأثير الأكبر عليها من جهة غير متوقعة على الإطلاق من فنائها الخلفي أي من إيطاليا ذاتها. هنا تكمن الخلفية لوقائع الحياة القاسية والجافة التي واجهت الكنيسة الكاثوليكية في إيطاليا في القرن التاسع عشر.
فبعد الهزيمة الثانية والأخيرة لنابليون سنة 1815م، وجد الإيطاليون أنَّ شبه جزيرتهم قد قسِّمت إلى دويلات أو ولايات وإمارات بابوية. وقد اعتاد القائد النمساوي القوي، في ذلك الوقت، ويُدعى ميتيرنخ، أن يُشير إلى إيطاليا على أنها مُجرَّد "تعبير جغرافي"، وهو قول يعكس الافتقار إلى الدولة الموحدة. وهذه الحالة الغريبة أفسحت المجال لظهور محاولات قومية لتوحيد إيطاليا في دولة واحدة، ولكن هذه المحاولات واجهت الكثير من الشك والريبة والمُقاومة من قبل الكنيسة الكاثوليكية. وبمرور الوقت تزايد الاقتناع في عقول أولئك القادة القوميين بأن الكنيسة الكاثوليكية كانت بالحقيقة عقبة خطيرة أمام تحقيقهم لطموحاتهم وتطلعاتهم الوطنية.
ولكنّ التوجه صوب توحيد إيطاليا وتكوين أمة متّحدة جاز في مَعْلــَم أو حدث تاريخي هام، عندما اغتـُصبت الولايات والإمارات البابوية بالقوة سنة 1860م. ومع ذلك بقيت عقبة واحدة أساسية أمام تكوين دولة إيطالية واحدة. فقد أراد الإيطاليون أن تكون روما هي عاصمة دولتهم الموحدة. والمعروف أنّ روما كانت هي مقر أو كرسي الكنيسة الكاثوليكية وآخر ما بقي للكنيسة من ممتلكات. وقد تحقق هذا الحلم الإيطالي عندما احتلت القوات الإيطالية روما في 20 أيلول (سبتمبر) 1870، أثناء حكم البابا بيوس التاسع. ثم اُعلنت مملكة إيطاليا بعد ذلك بقليل.
تفهَّم البابا خطورة الأمر فرفض الاعتراف بالمملكة الجديدة وقام بنفي نفسه طواعية احتجاجاً على هذا الإعلان. هذه الحالة التي لم يسبق لها مثيل عُرفت تاريخياً فيما بعد بالمسألة أو القضية الرومانية. وظلت هذه المسألة أو القضية بلا حل على مدى 59 سنة، كان كافة الباباوات اللاحقين خلالها، يحصرون تحركاتهم على مجرد التنقل بين عدَّة مبانٍ قليلة بالفاتيكان في روما، رافضين مُغادرة روما. من المؤكد أن الكنيسة الكاثوليكية في القرن التاسع عشر كانت مكتنفة بمحيط أشبه بالبرية الشديدة العداء.
وباختصار، فقد رأينا حتى الآن أنه منذ عام 1798م (عندما نـُفي البابا بيوس السادس إلى فلينس بواسطة الجنرال الفرنسي)، وحتى عام 1870 (عندما اغتـُصِبَت روما بواسطة الجيش الإيطالي)، غاصت كنيسة الروم الكاثوليك عميقاً في اختبار البرية، وهو اختبار أبعد ما يكون عن وضعها السابق كوحش، والذي استمتعت به خلال 1260 سنة لسيادتها عندما كانت قوة كونية مضطهدة تسببت، إما مباشرة أو من خلال تأثيرها الطاغي على حكام أوربا، في استشهاد ما يقرب من 100 مليون من أتباع المسيح الأمناء.
7. كيف تمَّ حل المسألة أو القضية الرومانية بين إيطاليا والكنيسة الكاثوليكية سنة 1929؟
كان الأمر غير معقول ويستحيل فهمه على بابا روما، وهو أن يكون رأساً للكاثوليك عبر أنحاء العالم، وفي الوقت ذاته أن يكون خاضعاً في وطنه لرئيس آخر هو رئيس الدولة. فوفقاً لاعتقاد الكنيسة الكاثوليكية أنّ البابا بفضل دعوته، له الحق الذي لا يُمكن أن يتحوَّل أو يتغيَّر، في أن تكون له السيادة الزمنيّة المُطلقة. فعندئذ فقط يمكنه أن يمارس بحرية وبشكل كامل، واجباته بوصفه رأساً للكنيسة الكاثوليكية الجمعاء. ولكنّ هذه المطالبة تعارضت وتضاربت مع رغبة الإيطاليين الطبيعية في أن تكون لهم دولة متحدة وعاصمتها روما. وهكذا وجد الإيطاليون أنفسهم بعد سنة 1870م، ممزقين بين ولائهم وإخلاصهم للكنيسة الكاثوليكية بوصفهم كاثوليك أنفسهم، وبين ولائهم وإخلاصهم لدولتهم التي انشأت حديثاً. وهذا التوتر، الذي لم يجد حلاً، بين الجانبين أضعف الدولة الحديثة التكوين على المستوى العالمي والمحلي على حد سواء. فكان يجب إيجاد حل للمسألة أو القضية الرومانية.
كان طرفا النزاع يتوقان لوضع حد لهذه المعضلة التي طال أجلها. وفي سنة 1922، تبوَّأ مركز القيادة والقوة كل من الدوق بينيتو موسوليني، والبابا بيوس الحادي عشر. وبحلول عام 1929، وجدا أخيراً الحل للمسألة أو القضية الرومانية الشائكة التي استمرت 59 سنة. وفي 11 شباط (فبراير)، 1929، تمَّ في روما توقيع ثلاث مجموعات من الوثائق والمستندات عُرفـَت في مجموعها بلقب "اتفاقيات لاتيران"، نسبة إلى قصر لاتيران الذي تمَّ فيه التوقيع بواسطة كل من الكاردينال جاسباري، مُمثلاً للبابا بيوس الحادي عشر، وموسوليني، ممثلاً للملك فيكتور إمانوئيل الثالث.
8. هل لك أن تلخِّص النقاط الأساسية لمعاهدة لاتيران سنة 1929م بين إيطاليا وكنيسة الروم الكاثوليك؟
1- اعترفت الدولة الإيطالية بسيادة الكنيسة الكاثوليكية واعتبرت الكنيسة على أنّها عضوة مستقلة في المجتمع الدولي. ومن خلال هذه الإتفاقية حصلت الكنيسة على ولاية [دولة] مستقلة في روما على مساحة 44 هكتار.
2- اعترفت الدولة الإيطالية بكنيسة الروم الكاثوليك بوصفها الديانة الرسمية للدولة، واعترفت الكنيسة الكاثوليكية بدورها باستقلال المملكة الإيطالية.
3- ألغيت كافة القوانين التي أصدرها البرلمان ضد رجال الدين منذ 1870م واعتـُبرت باطلة.
4- أجريت تسوية نقديّة في صالح كنيسة الروم الكاثوليك لتعويضها عن تخليّها عن كافة مطالبها الشرعية بمدينة روما وكافة الولايات والإمارات البابوية القديمة.
5- تعهّد البابا بالتزام جانب الحياد الدائم فيما يختص بالعلاقات الدولية والامتناع عن التوسُّط في أي خلاف إلا إذا طــُلِبَ منه ذلك بشكل محدّد من قبل كافة الفرقاء المعنيين.
9. ما هي أهمية مُعاهدة لاتيران سنة 1929م بالنسبة لاختبار البرية الذي دخلت فيه
الكنيسة الكاثوليكية منذ سنة 1798م؟
إنّ ما حصلت عليه كنيسة الروم الكاثوليك سنة 1929م هو استقلالها وسيادتها. والاستقلال السياسي يعني أنها الآن أصبحت مملكة، وإن يكن على مساحة من الأرض أصغر بكثير، حيث صار البابا هو الحاكم المُطلق عليها. وأصبح البابا الآن هو الرأس الأعلى للكنيسة الكاثوليكية حول العالم، وليس هذا وحسب، بل صار أيضاً هو الملك الزمني بلا مُنازع على دولة مدينة الفاتيكان. وهكذا لم يعد البابا سجين الأسر.
ومع ذلك، فإن كنيسة الروم الكاثوليك، لم تستعد في سنة 1929م، ولا حتى من بعيد، المنزلة التي كانت لها قبل عام 1798م، عندما كانت قوة مُطلقة [الوحش]. وبهذا فهي في سنة 1929م، لم تخرج بعد من اختبار البرية. ومع أنّه في 1929م، وبفضل مُعاهدة لاتيران، تمَّ الاعتراف بالبابا عالمياً بوصفه ملكاً له سُلطة مُطلقة، إلا أنَّ مُعاهدة لاتيران اشترطت على البابا أن يتعهَّد بالتزام جانب الحياد الدائم بالنسبة للشؤون الدولية. وما كان يُمكن تخيّل أن يوافق أي بابا، قبل عام 1798م، على مثل هذه الشروط المقيِّدة للحرية. فاعتقاد الكنيسة الكاثوليكية منذ قديم الزمان، هو أنَّ المسيح هو سيِّد الأرض كلها، وأنّه عند صعوده أوكل سلطته وسيادته تلك لممثله بطرس ولخليفة بطرس، وهو البابا. وبناء على ذلك، فموقف الكنيسة الكاثوليكية المُعلن هو أنَّ القوة الزمنية الحقيقية والسيادة المطلقة ترتكز بشكل كامل في شخص البابا. وبالتالي، فإن كل حاكم أرضي أو ملك، لا يتمتع بأية قوة أو يسيطر على أي مساحة، إلا كما يرى البابا مُناسباً.
ومُجمل القول هو أنّ معاهدة لاتيران، وإن كانت قد ضمنت للكنيسة الكاثوليكية بعض المكاسب الملموسة، إلا أنّها لم تـُرجـِع للبابا سلطته العليا وقوته التي تمتعت بها الكنيسة دولياً حتى عام 1789م، وجعلتها قادرة على اضطهاد أعدائها، وبالتالي لـُقـِّبت في نبوات الكتاب المقدس بلقب الوحش [ذات السلطة المُطلقة]. ومن هنا فلا توجد أهمية خاصة لمعاهدة لاتيران سنة 1929م بالنسبة لاختبار البرية الخاص بكنيسة الروم الكاثوليك، نظراً لأنها ظلت في البرية حتى بعد عام 1929
سبعة ملوك
10. وماذا عن الملوك السبعة لكنيسة الروم الكاثوليك خلال فترة البرية التي كانت فيها؟
نأتي الآن إلى أهم جزء في الأصحاح كله. لقد أنبأ يهوه بوجود سبعة ملوك فقط: (( وسبعة ملوك، خمسة سقطوا وواحد موجود، والآخر لم يأت بعد، ومتى أتى، ينبغي أن يبقى قليلاً )) (رؤيا 17 : 10). ويمكننا الخروج بالحقائق التالية، من هذه الآية:
1- الملوك سبعة في مجموعهم
2- اُخِذ يوحنا في الرؤيا إلى زمن الملك السادس: "خمسة سقطوا، وواحد موجود". وهو يأتي بعد أن يكون الخمسة الأولين قد سقطوا. مرة أخرى نشدّد على أنّها لم تكن بمحض الصدفة أن يؤخذ يوحنا عندما كان في الرؤيا إلى الوقت الذي يتواجد فيه الملك السادس. فهذه إشارة إلهية يقود بها يهوه شعبه لأن يركزوا انتباههم على ذلك الملك بوجه خاص، إذ أنّه سيلعب دوراً في غاية الأهمية في أحداث الأيام الأخيرة.
3- الملك السابع "ينبغي أن يبقى قليلاً".
11. إذاً، مَن هم الملوك/الباباوات السبعة؟
كان بيوس الحادي عشر هو أول بابا للروم الكاثوليك (مِن 6 شباط (فبراير)، 1922) وأصبح ملكاً أيضاً في 11 شباط (فبراير)، 1929. وهو الذي اشترك مع موسوليني في إبرام مُعاهدة لاتيران.
12. ما الذي تعيَّن أن يحدث بعد الفترة القصيرة التي أنبئ بها بالنسبة لحكــم بينيدكت 16؟
(( والوحش الذي كان، وليس الآن، فهو ثامن، وهو من السبعة، ويمضي إلى الهلاك )) (رؤيا 17 : 11). ومن هنا نعرف الآتي:
1- كانت كنيسة الروم الكاثوليك، وحشاً، ذات مرة (حتى 1798)، ولكنها الآن ليست كذلك (إذ أنها كانت في اختبار البرية منذ 1798). ولكنها ستستعيد مكانة الوحش مرة أخرى (بمعنى أنها ستخرج من اختبار البرية) بعد سقوط الملك السابع بينيدكت 16.
2- سيكون وحشاً أيضاً، لأنّه مِن خلاله تستعيد كنيسة الروم الكاثوليك قوَّتها السابقة وسلطتها على اضطهاد أعدائها.
3- والثامن عندما يأتي سيكون هو الأخير، لأنّه (( يمضي إلى الهلاك)).
الملك الثامن
13. من هو الثامن الذي يستعيد منزلة الوحش ومكانته لكنيسة الروم الكاثوليك؟
للإجابة على هذا السؤال، علينا أولاً أن نلاحظ أصل ومصدر الثامن: (( والوحش الذي رأيت كان [كانت الكنيسة الكاثوليكية قبلاً وحشاً حتى 1798]، وليس الآن [خلال فترة اختبارها في البرية]، وهو عتيد أن يصعد [بعد سقوط بينيدكت 16، سيستعيد الثامن منزلتها ومكانتها كوحش] من الهاوية، ويمضي إلى الهلاك )) (رؤيا 17 : 8). ومن هذه الآية يمكننا استنتاج الآتي:
1. ملك واحد آخر سيأتي بعد بينيدكت 16، وهو الثامن. وهذا الملك يستعيد لكنيسة
الروم الكاثوليك منزلتها أو مكانتها كوحش، لأنّه في أثناء حكمه تـُستأنف الاضطهادات
مجدداً لشعب يهوه، مثلما كانت في العصور الوسطى.
2. هذا الملك الثامن يصعد "من الهاوية"، وفي الوقت المُعيَّن، "يمضي إلى الهلاك".
14. ما هي الهاوية التي منها يصعد الملك الثامن؟
مرة أخرى، علينا التوجه إلى الكتاب المقدس وحده للإجابة على هذا السؤال الشرعي. الكلمة اليونانية التي ترجمت "هاوية"، هي abussos. ومثيلتها في الإنجليزية هي abyss. وتوضح لنا الآيات التالية معنى هذه الكلمة abussos.
"رجل... كان فيه شياطين منذ زمان طويل... 31 فسأله يهوشوه قائلاً، ما اسمك؟ فقال، لجئون، لأنّ شياطين كثيرة دخلت فيه. 32 وطلب إليه أن لا يأمرهم بالذهاب إلى الهاوية abussos... 33 فخرجت الشياطين من الإنسان ودخلت في الخنازير..." (لوقا 8 : 27 و30 و31 و33).
نفهم من آيات الكتاب السابقة أن الكلمة abussos اليونانية (التي ترجمت "الهاوية") تشير إلى موضع أو مكان محدد (غير معروف للبشر) حيث قـُيـِّد أو احتجز بعض الملائكة الساقطين الأشرار. وليس كل الملائكة الأشرار يُسمح لهم بترك الهاوية abussos، وهي ليست بالمكان المُسر أو الممتع لتواجد أي شخص، حتى وإن كانوا هم الملائكة الأشرار. ويمكن للمرء أن يتصور الجحيم والتدافع المستمر الذي يتم في الهاوية abussos بين الملائكة المتمردين. إن الحشد الكبير من الشياطين (فرقة أو فيلق) الذين كانوا يعذبون هذا الرجل المذكور في القصة السابقة، خافوا لئلا يأمرهم المسيح بالذهاب إلى abussos. فالتمسوا إليه ألا يأمرهم بالذهاب إلى الهاوية abussos. لقد وجدوا مسرتهم الكبيرة في تعذيب الناس والحيوانات على أن يكونوا في صحبة شياطين مِن أمثالهم.
وللتلخيص نقول، إنّ الهاوية هي موضع أو مكان يقيد فيه بعض الملائكة الأشرار (الشياطين).
الهاوية هي مكان يُقيَّد فيه بعض الملائكة الأشرار (الشياطين). |
15. هذا غير معقول! كيف يمكن للثامن أن يأتي من الهاوية (abussos)؟ كيف يمكن للثامن أن يكون شيطاناً؟
ما تعلمناه حتى الآن سيفهم بشكل أكبر متى ركزنا الانتباه على الآية التالية: (( الوحش الذي كان، وليس الآن، فهو ثامن، وهو مِن السبعة، ويمضي إلى الهلاك )) (رؤيا 17 : 11). يوضح لنا يهوه أنّ الثامن هو في الحقيقة واحد مِن الملوك السبعة. وإذ ندمج هذا التفسير المهم للرمز مع حقيقة أن الثامن سيكون ملاكاً شريراً (شيطان) مِن الهاوية، يمكننا أن نستوعب، أو على الأقل نبدأ في استيعاب ما سيهيمن ويكتسح العالم بأسره من إذعان واستسلام لم يسبق له مثيل.
الثامن سيكون شيطاناً من الهاوية منتحلاً شخصية أحد الملوك السبعة. |
سيكون الثامن شيطاناً من الهاوية abussos منتحلاً أو متقمصاً شخصية أحد الملوك السبعة. وعندما يظهر الثامن على المسرح، فسيعمل على التعجيل السريع بخروج كنيسة الروم الكاثوليك من اختبار البرية لتصبح وحشاً مكتملاً مِن حيث البطش والقوة.
وليس من الصعب على الإطلاق تخيُّل ذلك التحوُّل المُذهل الذي أنبئ به، بالنسبة لكنيسة الروم الكاثوليك (خروجاً من وضعها في البرية إلى منزلة الوحش المكتمل) حالما نعيِّن هوية الملك (مِن السبعة) الذي سيتم انتحال شخصيته بواسطة شيطان صاعد مِن الهاوية.
16. أي من الباباوات السبعة سينتحل الشيطان الصاعد من الهاوية شخصيته؟
يمكننا الاستنتاج مِن دراسة رؤيا 13 و17 أنّ واحداً فقط يشكل أفضل شخصية لتحقيق برنامج الشيطان للأيام الأخيرة، وهو يوحنا بولس الثاني العظيم. وفيما يلي ندرج الأسباب:
1. مِن بين الملوك السبعة، هو الوحيد الذي يتمم العبارة النبوية: (( ورأيت واحداً مِن رؤوسه كأنّه مذبوح للموت، وجرحه المميت قد شفي: وتعجَّبت كل الأرض وراء الوحش )) (رؤيا 13 : 3). يوحنا بولس الثاني هو الملك الوحيد بين السبعة الذي اختبر جُرحاً مميتاً سنة 1980، عند محاولة اغتياله وكاد يُقتل. ومِن بعد هذا الحدث تعجَّبت كل الأرض وراءه، مثلما جاء في النبوة.
2. تذكــَّر التلميح الإلهي: (( خمسة سقطوا، وواحد موجود، والآخر لم يأت بعد )) (رؤيا 17 : 10). عندما اُخذ الرسول يوحنا في الرؤيا ورأى المستقبل، اُخذ إلى وقت حكم الملك السادس (يوحنا بولس الثاني).
ملحوظة هامة: عندما نذكر يوم السبت، فنحن نشير بذلك إلى سبت الوصية الرابعة أي اليوم السابع من الأسبوع وليس السبت الحالي "Saturday". يجب أيضا الأخذ في الاعتبار أن السبت يجب حفظه حسب التقويم الإلهي وليس حسب التقويم الروماني الجريجوري الحديث الذي يتبعه العالم اليوم. فسبت الوصية الرابعة، أي اليوم السابع من الأسبوع يقع دائما في الكتاب المقدس في أيام 8، و15، و22، و29 من الشهر القمري، في هذه التواريخ المحددة من كل شهر، الأمر الذي لا يستطيع أن يفعله أي تقويم آخر. لمعرفة المزيد حول تقويم الكتاب المقدس الأصلي وسبت يهوه الحقيقي، يمكنك دراسة كورس ثلاثة شهور متتالية من موقعنا.
3. ونأتي الآن إلى أهم سبب: مَن كان الأكثر شهرة بين الملوك السبعة، وأكثر احتراماً وحباً في جيلنا اليوم؟ وإذا كان للشيطان أن يقود العالم إلى فرض قوانين عالمية لتمجيد ( السبت المزيف ) على تقويم روما الوثني (الجريجوري)، فمن تكون الشخصية الأكثر فعالية لذلك غير يوحنا بولس الثاني؟ مَن يكون أكثر فعالية منه وهو الذي دعا المسيحيين "للتأكد مِن أنّ الدساتير والتشريعات والقوانين المدنية تحترم واجبهم في حفظ يوم الأحد مقدساً... والتوقف عن العمل والنشاطات التي لا تنسجم مع قدسية يوم السيد" [عن الخطاب الرسولي Des Domins ليوحنا بولس الثاني، بتاريخ 31 أيار (مايو)، 1998]؟ مرة أخرى نشدّد على أنّه لا يوجد أي شخص أكثر ملائمة لتنفيذ مخطط الشيطان من يوحنا بولس الثاني. وبالتالي فانتحال أو تقمص شخصيته هو الأكثر واقعية بالنسبة للشيطان، الذي ينوي على خداع العالم كله.
لا يوجد أي شخص أكثر ملائمة لتنفيذ مُخطــَّط الشيطان من يوحنا بولس الثاني. |
17. كيف لشيطان أن ينتحل شخصية يوحنا بولس الثاني؟
"ولا عجب لأن الشيطــان نفسه يُغيِّــر شكله إلى شبـه مـلاك نــور" (2كـورنثــوس 11 : 14).
لم يعرفنا يهوه مِن خلال كلمته المكتوبة عن الطريقة التي يتم بها هذا التــَّقمُّص. ومع ذلك، فقد حذرنا الرسول بولس أن عودة الوحش في الأيام الأخيرة ستكون "بعمل الشيطان بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة، وبكل خديعة الإثم." (2تسالونيكي 2 : 9، 10). والعناصر التي سيستخدمها الشيطان لخداع العالم كله وإيقاعه في قبضة أداته، كنيسة الروم الكاثوليك، هي: (1) بكل قوة (2) وبآيات (3) وعجائب كاذبة (4) وبكل خديعة الإثم.
وانتحال شخصية يوحنا بولس الثاني، هذا، سيتبعه انتحال آخر لشخصيات معروفة حتى يصل هذا الانتحال المُتكــِّرر إلى ذروته بانتحال شخصية السيد يهوشوه المسيح مِن قِبَل الشيطان، الذي سيجعل الأمر يبدو أمام العالم أجمع، أنّ (( يهوه )) يُكرم بشكل واضح ويبارك كنيسة الروم الكاثوليك بإعلانات ومعجزات إلهية لم يسبق لها مثيل. وسيجعل الشيطان الأمر يبدو وكأنّ السماء قد أحسنت إلى الأرض "بإقامة" أعظم شخصية محبوبة في العالم، وأنّه قد قام مِن الموت حاملاً معه مُخططاً إلهياً ينبغي أن يكون هو الشغل الشاغل لقادة العالم. وهو بالفعل سيشغل اهتمامهم.
انتحال شخصية يوحنا بولس الثاني بواسطة شيطان، سيتبعه انتحال آخر لشخصيات معروفة حتى يصل إلى ذروته بانتحال شخصية المسيح يهوشوه. |
فترة الوحش الأخير
18. كيف سيغيّر انتحال شخصية يوحنا بولس الثاني، العالم كما نعرفه اليوم، ويؤثر على المصير الأبدي لكافة الأحياء؟
يتنبأ الكتاب المقدس بحدوث تغييرات عظيمة وحافلة بالأحداث في العالم حالما تستعيد الكنيسة الكاثوليكية منزلتها كوحش، عندما تخرج مِن اختبار البرية بمجيء البابا القادم، الملك الثامن. وفيما يلي قائمة بالتغييرات البارزة التي ستحدث كما أنبأ بها أبونا السماوي المُحب في كلمته.
1. يستخدم الشيطان البابوية (قوة الوحش) والولايات المتحدة الأميركية (صورة الوحش) لفرض قوانين دينية في أنحاء العالم لتمجيد الأحد، وانتهاك هذه القوانين يحرم المواطنين مِن حقوقهم الأساسية للشراء والبيع: "ويجعل الجميع، الصغار والكبار، الأغنياء والفقراء، والأحرار والعبيد، تصنع لهم سمة على يدهم اليمنى أو على جبهتهم، وأن لا يقدر أحد أن يشتري أو يبيع، إلا مَن له السمة أو اسم الوحش أو عدد اسمه." (رؤيا 13 : 16، 17).
2. شعب يهوه الذين يصرّون على رفضهم إكرام الوحش وقبول السبت المزيَّف، سيضطهدون ويقتلون: "ويعطي روحاً لصورة الوحش حتى تتكلم صورة الوحش، ويجعل جميع الذين لا يسجدون لصورة الوحش يُقتلون." (رؤيا 13 : 15).
|
|
3. ستتمكن كنيسة الروم الكاثوليك مِن ممارسة هذه القوة التي لم يسبق لها مثيل، في هذا العصر الحديث، وذلك مِن خلال المعجزات الكاذبة التي ستـُجرى في وسطها، ابتداءً بقيامة يوحنا بولس الثاني، ووصولاً إلى الذروة بانتحال الشيطان نفسه لشخصية السيد يهوشوه المسيح. هذه المعجزات غير المسبوقة ستؤدي بقادة العالم إلى إخضاع قوتهم وسلطتهم للبابوية، اعتقاداً منهم أنهم بذلك يرضون (( يهوه )) وينفّذون مخططه: "والعشرة القرون التي رأيت هي عشرة ملوك، لم يأخذوا ملكاً بعد، لكنّهم يأخذون سلطانهم كملوك ساعة واحدة مع الوحش. هؤلاء لهم رأي واحد، ويعطون الوحش قدرتهم وسلطانهم." (رؤيا 17 : 12، 13). وقد سبق للنبوة أن أشارت إلى دور المُعجزات في توحيد قادة العالم لتنفيذ مُخطــَّط الشيطان: "ورأيت مِن فم التنين ومِن فم الوحش ومِن فم النبي الكذاب، ثلاثة أرواح نجسة شبه ضفادع. فإنهم أرواح شياطين صانعة آيات، تخرج على ملوك العالم وكل المسكونة، لتجمعهم لقتال ذلك اليوم العظيم يوم يهوه القادر على كل شيء." (رؤيا 16 : 13 و14).
4. ستحدث، حول العالم، زيادة ملحوظة في الكوارث الطبيعية والمصائب مصحوبة بنزاعات سياسية لا مثيل لها، ويدّعي الشيطان وأعوانه أنهّا علامات على استياء "يهوه" وعدم رضاه على حَفـَظة السبت الحقيقي لأنّه سيُعلن أن الناس يهينون (( يهوه )) بانتهاكهم لحفظ يوم الأحد على تقويم روما الجريجوري ذات الأصل الوثنى سبتاً للسيد الإله، وأنّ خطية الانتهاك هذه قد جلبت مصائب لن تتوقف حتى يُفرض حفظ الأحد بشدَّة على التقويم الجريجوري، وأن الذين يتمسكون بادعاء الوصية الرابعة على التقويم الحقيقي للخالق، وبذلك يشوهون الوقار الذي يجب أن يكون لتقويم روما الوثنى، إنما يُكدرون الشعب، ويحولون دون استعادتهم لرضى (( يهوه )) ويمنعون عنهم الازدهار الزمني.
5. ستفرض سمة الوحش أثناء هذه الفترة العصيبة من تاريخ الأرض. وسيكون السبت هو الامتحان الأعظم للولاء، لأنّه نقطة الحق الوحيدة المُتنازع عليها بشكل خاص. وعندما يواجه كافة البشر الامتحان الأخير، عندئذ تتضح العلامة الفارقة بين أولئك الذين يعبدون يهوه والذين لا يعبدونه، وفي حين يكون حفظ السبت المزيف (الأحد أو السبت بحسب التقويم الميلادي)، إذعاناً لقانون الدولة، هو إقرار بالولاء لقوة مقاومة يهوه، فإنّ حفظ السبت الحقيقي (بحسب تقويم الخالق الذي يختلف عن التقويم الميلادي بشكل كبير)، إطاعة لناموس يهوه، يكون هو دليل الولاء للخالق. فبينما المجموعة الأولى، بقبولها علامة الخضوع للقوى الأرضية، تنال سمة الوحش، فالمجموعة الثانية بقبولها رمز الولاء للسلطة الإلهية، تنال ختم يهوه. وكما كان الحال في كافة العصور، فإن السبت (بحسب التقويم الإلهي، وليس بحسب تقويم روما الميلادي) سيكون هو محك اختبار الولاء ليهوه علامة بينه وبين أولاده. وأولئك الذين يواصلون العصيان، بعد أن يكون قد وصلهم النور المتعلق بناموس يهوه، ويمجدون القوانين البشرية فوق ناموس يهوه، في الأزمة الهائلة التي أمامنا، سينالون سمة الوحش.
6. في وسط كل هذا الذي سيحدث، مِن كوارث ومصائب طبيعية إلى حروب وأخبار حروب، ستكون هناك إشارات واضحة على الجوع الروحي بين الناس، ونوع الجوع هذا لا يمكن إشباعه، لأنّه لا يرتكز في الأساس على الرغبة الصادقة في الطاعة. بل يرتكز، بالأحرى، على المبادرات البشرية لإسكات الضمير دون إخضاع القلب الكامل لتأثير يهوه المقدس. وبمعنى آخر، عندما يعود الوحش مُتسلحاً بمعجزات وآيات كاذبة، سيُلاحَظ في العالم الديني دلائل واضحة على نهضات وإنتعاشات دينية كاذبة. وقد كان النبي عاموس دقيقاً في نبوته عن هذه الظاهرة: "هوذا أيـــام تأتي، يقول السيد يهوه، أرسل جوعاً في الأرض، لا جوعاً للخبز، ولا عطشاً للمــاء، بل لاستماع كلمـــات يهوه: فيجولون مِن بحر إلى بحر، ومِن الشمال إلى المشرق، يتطوَّحــون ليطلبــوا كلمة يهوه، فلا يجدونهــا." (عـامــوس 8 : 11، 12).
سيكون السبت (بحسب تقويم الخالق، لا التقويم الميلادي) هو محك اختبار الولاء ليهوه، علامة بينه وبين أولاده |
ماذا عساني أفعل؟
19. نهاية كل شيء قد اقتربت، وأريد أن أكون مستعداً لاستقبال سيّدي ومخلصي يهوشوه المسيح عندما يأتي. فماذا يتوجَّب عليَّ أن أفعل؟
هدف هذه الدراسة هو تنبيه القارئ الكريم وإيقاظه لحقيقة قصر الزمن الذي يتوسَّط بين وقتنا الراهن وبين نهاية كل شيء. لقد رأينا أننا نعيش في زمن الملك السابع، آخر بابا بشري. وأعلمنا يهوه، في كلمته المكتوبة، أنّ الملك الثامن سيُغيِّر وضع كنيسة الروم الكاثوليك بإخراجها مِن اختبار البرية وإعادتها إلى منزلتها السابقة كوحش مُضطهد. والملك الثامن، وهو شيطان منتحلاً شخصية يوحنا بولس الثاني، سيعمّم الاضطهاد على شعب يهوه الذين يلتزمون بالطاعة لسبته الحقيقي ( الذي يُحفظ بحست تقويم يهوه لا التقويم الميلادي). ويشهد زمن الملك/ الوحش الثامن، حتى ذلك الحين، معجزات وآيات كاذبة، تمجّد البابوية في أعين كل مَن لم تــُكتــَب أسماءهم في سفر الحياة: "الوحش الذي رأيت كان، وليس الآن، وهو عتيد أن يصعد من الهاوية، ويمضي إلى الهلاك: وسيتعجب الساكنون على الأرض الذين ليست أسماؤهم مكتوبة في سفر الحياة، منذ تأسيس العالم، حينما يرون الوحش أنه كان، وليس الآن، مع أنه كائن." (رؤيا 17 : 8).
ستجد في القريب العاجل أنّ أمانك الوحيد لن يكون إلا في الكتاب المقدس وحده: "إلى الشريعة وإلى الشهادة. إن لم يقولوا مثل هذا القول فليس لهم فجر" (إشعياء 8 : 20). ولهذا السبب وجب أن يكون الكتاب المقدس اليوم هو مرشدنا المعصوم وقانون إيماننا. فكلمة يهوه هي حصننا الوحيد ضد تأثير المعلمين الكذبة وقوة أرواح الظلمة المُضللة التي تلف العالم اليوم. يستطيع الشيطان بسهولة أن يُسيطر على عقول أولئك الذين لا يتيقظون لتأثيره. ولهذا السبب تزودنا كلمة يهوه بالعديد من الأمثلة على عمله الضار، وتكشف أمامنا القناع عن قواته السرية، وبذلك تجعلنا متيقظين لهجماته. ولهذا، فإن الشيطان يلجأ إلى كافة الوسائل والحيل الممكنة ليحول دون حصول الناس على المعرفة الحقيقية للكتاب المقدس، لأن أقواله الصريحة الواضحة تكشف لنا عن خداعه. عند كل انتعاش لعمل يهوه، ينهض الشيطان ليضاعف جهوده المكثفة. وهو الآن يشحذ أقصى جهوده استعداداً للمعركة الأخيرة ضد المسيح وأتباعه. وقريباً ستأتي علينا الخدعة العظمى. فالمسيح الكذاب سيقوم بأعمال عظيمة أمامنا. وسيكون التزييف قريب الشبه جداً بالحق بحيث يستحيل علينا التمييز بينهما إلا مِن خلال الكتاب المقدس الذي علينا مِن خلال شهادته أن نمتحن كل معجزة.
الذين يجتهدون لحفظ كل وصايا يهوه سيواجهون المقاومة والاستهزاء. فلكي يصمدون أمام التجربة التي أمامهم، عليهم أن يفهموا إرادة يهوه كما هي مُعلنة في كلمته. فهم لا يستطيعون أن يكرموا خالقهم إلا إذا كانت لهم معرفة صحيحة لصفاته وحكومته وأهدافه، ويتصرفون وفقاً لها. وليس غير الذين حصَّنوا عقلهم بحق الكتاب، سيصمدون خلال النزاع الأخير العظيم. ولكل نفس يأتي الامتحان الفاحص: هل أطيع يهوه عوضاً عن البشر؟ الساعة الحاسمة قد حانت، فهل أرجلنا مثبتة على صخرة كلمة إلهنا التي لا تتحول ولا تتبدَّل؟ وهل نحن مستعدون للوقوف بصلابة في دفاعنا عن وصايا يهوه وإيمان يهوشوه؟
لقد تجلـَّت محبة يهوه لك، بكل وضوح، في كشفه عن المستقبل أمامك، لكي لا تفاجئك هذه الأحداث وأنت غير مُستعد. نعمة يهوه كافية لتطهِّرك مِن كل خطية، وتأهّلك للصمود أمام الصراع الوشيك، لكي توجد بارّاً ومُستعدّاً عندما يظهر ثانية. والوقت الذي يتم فيه هذا الحدث المجيد الذي نتمناّه، يُقاس اليوم بالسنين وليس بالعقود: "هذا، وإنكم عارفون الوقت، أنّها الآن ساعة لنستيقظ من النوم: فإنّ خلاصنا الآن أقرب ممّا كان حين آمنّا. قد تناهى الليل وتقارب النهار: فلنخلع أعمال الظلمة، ونلبس أسلحة النور. لنسلك بلياقة، كما في النهار، لا بالبطر والسكر، لا بالمضاجع والعهر، لا بالخصام والحسد. بل البسوا السيد يهوشوه المسيـا، ولا تصنعوا تدبيــراً للجسد لأجــل الشهـــوات." (رومية 3 : 11-14).
ستجد في القريب العاجل أنّ أمانك الوحيد هو في الكتاب المقدس. |
إذا كنت قد تنبَّهت لضرورة خلاصك، فما عليك إلا أن تطلب يهوه باجتهاد ومُثابرة، وهو سيكون قريبا منك. ولكنه لا يقبل توبة جزئية. فإذا تركت خطاياك ، فهو على استعداد دائم لأن يغفر. أفلا تخضع له الآن وتسلــِّمه حياتك؟ ألا تنظر إلى جلجثة وتستعلم عن الحقيقة: "ألم يقدم المسيح تلك الذبيحة مِن أجلي؟ ألم يخلصني من عذاب الشعور بالذنب ورعب اليأس، ويجعلني سعيداً في ملكوته؟". انظر إليه، يا أخي، ذاك الذي ثقبت خطاياك يديه، وخذ قرارك وتصميمك: "للسيد يهوشوه حياتي وطاقاتي. لن أعود فيما بعد أتــَّحد مع أعدائه، ولن ألقي بتأثيري مع المتمردين على حكومته. فكل ما أملك، وكل ما أنا عليه هو أقل ما يُمكن أن أكرسه لذاك الذي هكذا أحبَّني حتى بذل حياته مِن أجلي، حياته الإلهية بكاملها من أجل شخص خاطئ مثلي". انفصل عن العالم، وقف بجملتك في جانب خالقك، وتقدم في جهادك صوب البوابات الدهرية. عندئذ تواكبك انتصارات مجيدة. ألا تعزم أن تطيعه ابتداءً مِن هذه اللحظة، مهما كانت كلفة تلك الطاعة؟ ألا تنوي وتقرر أن تشارك هذا النور مع الآخرين، حتى تـُعجِّل بالحقيقة، من عودة سيدنا ومخلصنا يهوشوه المسيح على سحاب المجد؟
طوبى لمن ينتبه لكلمات الحياة الأبدية، لأنه يسترشد "بروح الحق" الذي يقوده إلى كل الحق. ومع أن العالم قد لا يحبه ولا يكرمه أو يمتدحه، إلا أنه يكون عزيزاً في نظر السماء: "انظروا، أية محبة أعطانا الآب، حتى نـُدعى أولاد يهوه. مِن أجل هذا لا يعرفنا العالم، لأنه لا يعرفه." (1يوحنا 3 : 1).