٣١ ديسمبر ٢٠٢٢ لم نعد نعتقد أن البابا فرانسيس هو الملك الثامن. ومع ذلك ، ما زلنا نعتقد أن الجبال / الملوك السبعة هم سبعة باباوات ، والبابا بنديكتوس السادس عشر المتوفى الآن هو الملك السابع. يرجع التغيير في فهمنا بشكل أساسي إلى المعرفة المكتسبة مؤخرًا بالأحداث الأخيرة التي تنبأ بها النبي حزقيال. بعد أن يتدخل يهوه بقوة لتدمير جيوش روسيا وتركيا وإيران في جبال إسرائيل ، سيستغرق الأمر سبع سنوات لإسرائيل [حزقيال ٣٩: ٩] لتطهير الأرض من جميع المعدات العسكرية للجيوش المهزومة. لنفترض أننا أضفنا إلى هذه الفترة الوقت الذي تحتاجه روسيا لاستكمال تدميرها لأوكرانيا ونزع سلاح الناتو. في هذه الحالة ، نصل إلى جدول زمني أطول مما يسمح به العمر الحالي للبابا فرانسيس. علاوة على ذلك ، فإن عبارة [رؤيا ١٧: ١١] وصف "الثامن كواحد من السبعة" يحيرنا. أحد التكهنات المحتملة لهذا اللغز الإلهي هو أن البابا الذي سيأتي بعد فرانسيس ي قد يكون الانتحال الذي طالما كنا نعتقده في بدء مناداتنا بفهمنا للنبوة. إذا حدث هذا ، فسيكون مناسبًا لوصف الثامن كواحد من السبعة. وهكذا ، فإن البابا فرانسيس هو بابا انتقالي لأنه ليس واحدًا من السبعة. من المنطقي أكثر أن تقمص شخصية يوحنا بولس الثاني قد تأخر لأن المسرح العالمي ليس جاهزًا تمامًا لتلاقي الأحداث النهائية التي ستتكشف في نفس الوقت على عدة جبهات ، وتبلغ ذروتها مع عودة يهوشوا. نحن حريصون مثل أي وقت مضى على عودة يهوشوا لحكم أمم العالم من أوروشليم. لكن لا يمكننا تجاوز الجدول الزمني ليهوه. |
لا تركز WLC على التوقيت الدقيق لحدوث الأبواق ؛ بدلاً من ذلك ، نود التأكيد على أن صوت الأبواق هو في المستقبل ، وسوف يحدث قبل إغلاق باب الشفاعة. وهذا يتناقض مع التعاليم الشعبية الزاعمة بأن الأبواق قد تحققت بالفعل ، وهي ليست خاطئة فحسب ، بل هي خطيرة للغاية ، حيث أنها تترك شعب يهوه غير مستعد تماما للأحداث الكارثية التي سوف تتكشف. |
في ما يلي عرض غير مبالغ فيه لأحداث تم التنبؤ بها وقد تتم في أي يوم. هذه الأحداث مأخوذة من سفر الرؤيا. إذ تقترب الأحداث المتنبأ عنها من أن تصبح واقعا، تبقى رغبة الآب السماوي هي أن يفهم أبناؤه سفر الرؤيا بالكامل، هذا السفر الذي يكشف عن كل ما يمكن للمرء أن يعرفه عن الأحداث الختامية من تاريخ العالم. في سفر الرؤيا من بدايته إلى نهايته توجد هناك وعود ثمينة، وهناك أيضا...إنذارات رهيبة مخيفة.
كشف أبونا المحب أن العالم قريبا جدا سيواجه سلسلة من ١٤ ضربة: السبع الأولى تدعى أبواق: و هي بمثابة آخر دعوة يقضة للبشر تماما قبل إغلاق باب الشفاعة أو انتهاء زمن النعمة، بحيث تعطي فرصة وحيدة أخيرة قبل أن يختم على مصير كل إنسان. أما السبع ضربات الباقية فهي سبع ضربات أخيرة ستصيب الأرض بعد إغلاق باب الشفاعة مباشرة قبل المجيء الثاني للسيد المسيح. لن ينظر الناس إلى الأحداث الكارثية المرافقة لهذه الضربات على أنها نكبات طبيعية بل على أنها إنذارات إلهية. وسيمتد تأثير هذه الكوارث ليشمل العالم كله.
البوق الأول
البوق الأول سيأتي على العالم كمفاجأة كاسحة مباغتة، وسيسبب للبشر رعبا لم يسبق أن عرفوا نظيره. استنادا إلى رؤيا أصحاح ١٧، نحن قريبون جدا من مشاهدة الأبواق وهي تضرب الأرض في تعاقب سريع. وبما أن فترة حكم بنديكت السادس عشر، الملك السابع قد انتهت، فنحن نتوقع أن تبدأ الأبواق في ضرب الأرض في أي وقت.
ماذا يقول الكتاب المقدس عما سيحدث عندما يضرب البوق الأول الأرض؟
"فبوّق الملاك الأول فحدث برد ونار مخلوطان بدم وألقيا إلى الأرض فاحترق ثلث الأشجار واحترق كل عشب أخضر" (رؤيا ٧:٨)
البوق الأول سيسبب دمار ثلث الأشجار على مستوى العالم و الدمار الكامل لكل عشب أخضر. لكي نفهم البعد الكارثي لهذا البوق، علينا أولا أن نقيم القيمة الغذائية الراهنة الغير مستقرة التي تواجه عالمنا:
-
كل يوم يموت ٢٥ ألف شخص لأسباب مرتبطة بالجوع.
-
كل سبع ثوان يموت طفل من الجوع.
-
في الوقت الذي يصرف فيه أكثر من نصف دخل الأسرة الفقيرة على الطعام، سيترك ارتفاع أسعار الغذاء بحق أثرا مدمرا على ملايين البشر الذين يصارعون للبقاء على الحافة.
-
نظرا لفيضانات سنة ٢٠١١، فإن محاصيل القمح الشتوية في أستراليا قد تعرضت للدمار الكلي.
-
في شتاء ٢٠١٠/٢٠١١، تعرضت البرازيل لأخطر فييضان عرفته البلاد على الإطلاق. وهذا ما أضعف بصورة ملحوظة قدرة البرازيل على إنتاج الغذاء.
-
روسيا، ثالث أكبر منتج للقمح في العالم ما زالت تعاني من آثار الارتفاع الغير مسبوق في درجات الحرارة في صيف ٢٠١٠. الأمر الذي دفع روسيا إلى استيراد القمح لسد احتياجات قطعان مواشيها لشتاء ٢٠١١/٢٠١٠.
-
في عام ٢٠١٠، قاست باكستان أهوال أسوأ فيضان عرفته البلاد مما أدى إلى تدمير محاصيلها الزراعية. و في وقت معين، كان خمس باكستان بأسرها مغمورا بالمياه. يصعب تصور مقدار الخراب اللاحق بالزراعة في باكستان نتيجة هذه الفيضانات.
-
أما الصين فتستعد لجفاف قاس طويل الأمد يوصف بأنه أسوأ جفاف خلال ستة عقود، مما يؤثر مباشرة على أكبر بلد لزراعة القمح في المنطقة.
حتى من دون معرفتهم بالآثار الكارثية للبوق الأول، فإن الكثير من خبراء الأمم المتحدة للغذاء يعتقدون أن العالم ليس بعيدا عن مجاعة عالمية مروعة. يقدر البعض أن حوالي مليار شخص حول العالم يذهبون كل ليلة لفراش النوم و هم جياع.
سيجد مئات الملايين حول العالم، الذين بالكاد يقدرون أن يسدوا جوعهم، أن شراءهم الخبز اليومي أصبح أكثر صعوبة من قبل. في أماكن عدة حول العالم لا يزال الارتفاع في أسعار السلع الغذائية يدفع الناس إلى التظاهر في الشوارع. الأسعار المرتفعة للسلع الغذائية الأساسية اعتبرت أنها المحفز الرئيسي لأعمال الشغب الهائلة في تونس، و التي تحولت إلى ثورة. كما امتدت الاحتجاجات إلى الجزائر و المغرب و اليمن وأبرزها إلى مصر (أكبر مستورد للقمح في العالم) حيث أدّت المظاهرات إلى إسقاط نظام مبارك.
في اليوم الذي سيضرب فيه البوق الأول الأرض، سوف تغمر دول العالم موجة من الذعر الذي يفوق الوصف إذ يدرك الناس فجأة أن كل محاصيل العالم بأجمعه وثلث الأشجار، بما في ذلك أشجار الفاكهة قد تعرضت للدمار الشامل. لانجرؤ على وصف مشاهد الشغب التي ستجتاح مدن العالم حينئذ. لكن الأحداث التالية أكيدة الحصول بعد ضربة البوق الأول:
-
انهيار مفاجئ و مثير للدولار الأمريكي، عملة العالم الاحتياطية، مما سيؤدي إلى انهيار كل العملات الأخرى. سيدرك المستثمرون على الفور أن عصر التضخم المفرط قد بدأ إذ تغدو الحكومات مجبرة على تشغيل مطابع عملتها وذلك لمواجهة التكلفة الاقتصادية و الاجتماعية الباهظة لهذه الضربة الكارثية. هذه الصدمة الكاسحة ستحل في وقت ما يزال فيه الاقتصاد العالمي بحاجة إلى التعافي من أسوأ أزمة اقتصادية منذ ثلاثينيات القرن الماضي ١٩٣٠.
-
انهيار فوري سيحل بالأسواق المالية، الأمر الذي سيؤدي إلى انهيار طلبات بيع الأسهم و السندات في كل بورصات العالم، ونتيجة لذلك ستحل فوضى عارمة لا يمكن وصفها في أسواق رؤوس الأموال. لن يكون هناك من يشتري بأي ثمن، وهذا ما سيقود المسؤولين إلى إغلاق بورصات العالم كما حدث مؤخرا في مصر. سينشب بين الدول التي تعاني من نقص مخزون الغذاء تزاحم عنيف لشراء ما تقع عليه أيدي هذه الدول من مواد غذائية أساسية، الأمر الذي سيقود إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار هذه المواد الغذائية.
-
سيندفع زعماء العالم لتفعيل خطط لمواجهة هذا الوضع الطارئ المدمر بينما يسعون لاحتواء مظاهرات الشغب المطالبة بالطعام و التي ستندلع في كل المدن حول العالم.
-
سيطلق الناس العنان للاضطراب المدني الخارج عن السيطرة، إذ يدركون على حين غرة أن الكثيرين منم سيموتون من الجوع في أماكن لم تختبر نقص الغذاء من قبل.
-
و سينهار النظام والقانون بالكامل إذ يتزاحم الناس لتأمين طعامهم بأية وسيلة.
وستتم بالحرف كلمات النبوة التي نطق بها مخلصنا إذ قال:
" وتكون علامات في الشمس والقمر والنجوم. وعلى الأرض كرب أمم بحيرة. البحر والأمواج تضج. والناس يغشى عليهم من خوف وانتظار ما يأتي على المسكونة لأن قوات السموات تتزعزع. " (لوقا ٢١:٢٥،٢٦)
أعدت صحيفة التلغراف البريطانية تقريرا مفاده أن بلدانا عديدة في أوائل عام ٢٠١١ في آسيا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قامت بشراء الأرز و القمح و غيرها من الحبوب بمئات الآلاف من الأطنان. في بعض الحالات، قامت هذه الدول بشراء ما يكفي من الحبوب لمدة عام. من أين سيتاح لهذه الدول أن تشتري الحبوب التي تحتاج إليها لإطعام شعوبها عندما يضرب البوق الأول الأرض؟ وأية دول ستكون مستعدة حينئذ لتصدير مخزونها المحدود من الحبوب؟ كم من أنظمة ستتعرض للانهيار عندما يعترف قاعدتها بأنهم عاجزون حتى عن تأمين السلع الغذائية الأساسية لشعوبهم بعد وقوع ضربة البوق الأول؟
البوق الأول سرعان ما يلحقه البوق الثاني و الثالث و الرابع. يوصف البوق الخامس و السادس و السابع بأنهم ويلات. وهذا يعني أنهم سيكونون أكثر ترويعا وتدميرا من الكوارث التي سببتها الأبواق الأربعة الأولى.
" ثم نظرت وسمعت ملاكا طائرا في وسط السماء قائلا بصوت عظيم ويل ويل ويل للساكنين على الأرض من أجل بقية أصوات أبواق الثلاثة الملائكة المزمعين أن يبوّقوا " (رؤيا ١٣:٨)
" إذ قيل اليوم إن سمعتم صوته فلا تقسّوا قلوبكم كما في الإسخاط. " (عبرانيين ١٥:٣)
اليوم فرصتك للتوقف عن الهروب من يهوه، لتقبل آخر نداء رحمة يرسله لك، تلك الرحمة التي وفرها لأجلك بدمي ابنه الوحيد الذي لا يقدر بثمن. فرصتك لتكون حكيما بشأن خلاصك الأبدي. لماذا تخسر تاجك الأبدي، و حياتك الأبدية، لأجل مكاسب دنيوية زائلة ستتحول في أفضل الأحوال إلى رماد يحترق؟
"لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه و ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه؟" (متى ٢٦:١٦)
اليوم فرصتك كي تتسلح بوعوده لحمايتك وصمودك أثناء ضربات الأبواق الوشيكة التي ستلحق دمارا كاسحا في العالم بأسره. والتي ستسبب الخراب المدمر على العالم أجمع. هل تجرؤ على المرور عبر الأبواق الأربعة و الويلات الثلاث دون حمايته ورعايته؟ هذا الوعد لأولئك الذين جعلوا يهوه صخرة ملجئهم.
" لأنك قلت أنت يا رب ملجإي. جعلت العلي مسكنك. لا يلاقيك شر ولا تدنو ضربة من خيمتك. لأنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك." (مزمور ٩١: ٩ -١١)
البوق الثاني
وحتى قبل أن يضرب البوق الأول الأرض، فقد دخل العالم مرحلة الحرج بالنسبة للأمن الغذائي. فاليوم يعاني مليار شخص من الجوع. لا يصعب أن نتخيل النقص الحاد في الغذاء الذي سيلاقينا بعد أن يضرب البوق الأول كوكبنا.
عندما يضرب البوق الثاني الأرض، سيزداد النقص العالمي في الغذاء سوأ:
"ثم بوق الملاك الثاني، فكان جبلا عظيما متقدا بالنار أُلقي إلى البحر، فصار ثلث البحر دما. و مات ثلث الخلائق التي في البحر التي لها حياة، وأهلك ثلث السفن" (رؤيا ٨:٨-٩)
يصف البوق الثاني جبلا ملتهبا أو شهابا و هو يسقط على البحر، و سيلحق دمارا بيئيا لايمكن تصوره.
النتائج ستكون:
-
ثلث محيطات الأرض ستتحول إلى دم.
-
ثلث الكائنات البحرية ستموت.
-
ثلث سفن العالم ستتعرض للدمار.
وسيرجع السبب في موت ثلث خلائق البحر إلى الطبيعة البالغة السمية للكتلة الملتهبة و/أو أثر التخبط تحت الماء. سيسبب البوق الثاني أقوى تسونامي يدمر ثلث السفن، أي أن حوالي ثمانية عشر ألف سفينة تجارية ستختفي في قاع البحار في يوم واحد. وهذا سيجعل المجاعة العالمية أكثر سوأ، وسيسرع مدى انتشار الأمراض.
يقول العلماء عن النيازك (الشهب) قد اصطدمت بالأرض عده مرات في تاريخ كوكبنا، ويستمر الأمر في الحدوث من وقت لآخر. يخشى العلماء اليوم من أن تندفع بسرعة نحو الأرض صخرة هائلة الحجم محاطة بغازات قابلة للاشتعال. وإذ تدخل الغلاف الجوي، ستشتعل الغازات فتصبح هذه الصخرة كرة ملتهبة. تقوم وكالة الفضاء الأمريكية ناسا بإعداد خطط تسليح نووي لمواجهة المخاطر المحتملة للشهب، وذلك بواسطة السفن الفضائية من دون طيار تعترض الشهب قبل أن تكون قادرة على الاصطدام بالأرض. على أي حال، لن ينجح أي تدخل بشري على الإطلاق في إيقاف الشهاب المشتعل للبوق الثاني.
في السابع من يناير ٢٠٠٢، نجا كوكبنا على نحو عجائبي من كويكب يبلغ قطره ٣٠٠ مترا، وهو يطوف قريبا جدا من الأرض. وكان الكويكب الملقب ٥ كبيرا بما يكفي للقضاء على دولة بحجم فرنسا. لكي نفهم مدى الخراب الناتج من تصادمات الشهب المتعددة الحجم بالأرض، قام العلماء في مؤتمر سنة ١٩٨١ حول الانقراض البشري بوضع السيناريوهات التالية:
-
التصادم مع كويكب قطره ٢٠٠ متر سيحدث انفجارا بقوة ألف ميغاطن مما سيسبب موت ما بين ٢٠٠ ألف إلى ١٠٠ مليون شخص.
-
التصادم مع كويكب قطره ٤٠٠ متر سيسبب انفجارا بقوة ١٠ آلاف ميغاطن وموت ما بين مليونين إلى مليار شخص. و هذا كله من كويكب يبلغ عرضه أقل من نصف كيلو متر.
-
التصادم مع كوكب قطره ١٠ كيلومتر و هو يضرب المحيط، سيسبب موجة يصل ارتفاعها إلى خمسة كيلو متر من نقطة التاثير. و على بعد ١٥٠٠ كيلومتر سيكون ارتفاع التسونامي ٥٠٠ متر.
فلو تسنى لهكذا كويكب أن يضرب خليج المكسيك، لأحدثت الأمواج فيضانا في مدينة كنساس الأمريكية! و أمواج كهذه ستلحق دمارا بالنقل البحري للعالم و بالعديد من المدن الساحلية. (المصدر غيريت ل. فيرشير، نهاية الحضارة؟، علم الفلك ١٩، رقم ٩، سبتمبر ١٩٩١، ٥٠-٥٤.
ماهي الغاية من هذه الأبواق؟
لقد قصد أبونا السماوي المحب، يهوه، أن تكون الأبواق بمثابة آخر محاولة منه للفت انتباه كل شخص على الأرض قبل أن يقوم بإنهاء زمن النعمة المتاح للبشر. قبل أن يأتي مخلصنا يهوشوه ثانية، "يكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة" (متى ١٤:٢٤) بالفعل، ولكن للأسف، معظم الناس كثيروا الانشغال بحيث لا يمكنهم أن يقضوا وقتا في الاستماع لآخر نداء رحمة من يهوه.
هناك كوارث تجري من حولنا تقوم بدور علامات جلية تدل على قرب انتهاء زمن النعمة، ومع ذلك فمعظم الناس يصرفون النظر عنها بوصفها فلتات عشوائية من الطبيعة. فأذهان الناس، إذ انغمست في الانهماك بالشؤون الدنيوية و تقاليد البشر، تحول اليوم بينهم وبين سماع الانجيل وقبوله. و لكن قريبا جدا، سوف يعترض يهوه بشكل مفاجئ حياة الناس على الأرض و تحدي طريقة تفكيرهم عن طريق الأبواق.
وإذ يرى الناس وجها لوجه حقيقة الموت التي تطرحها هذه الأبواق، سيتحتم على كل بشر أن يتخذ قرارا بطاعة يهوه أو الشيطان. و لن ينتهي زمن النعمة للأبد ويختم على مصير الكل إلا بعد أن يكون آخر إنسان قد اتخذ قراره النهائي. وبعد فترة قصيرة، سيأتي المخلص ثانية ليقيم الأموات الأبرار الذين يسيؤخذون إلى السماء مع الأحياء الأبرار. |
البوق الثالث
" ثم بوق الملاك الثالث فسقط من السماء كوكب عظيم متقد كمصباح ووقع على ثلث الأنهار وعلى ينابيع المياه. واسم الكوكب يدعى الأفسنتين فصار ثلث المياه أفسنتينا ومات كثيرون من الناس من المياه لأنها صارت مرّة" (رؤيا ٨: ١٠ -١١)
عندما يضرب البوق الثالث الأرض، سيسقط من السماء شهاب هائل آخر كأنه شعلة ملتهبة. وسيسقط على ثلث الأنهار و ينابيع المياه، مما سيجعل ثلث المياه العذبة على الأرض مرة. سيموت الكثيرون من شرب هذه المياه الشديدة المرارة و السمية.
هذا الكوكب العظيم أو الشهاب الملتهب يدعى الأفسنتين. يشير الاسم إلى نبات عشبي سام، ذو رائحة عطرية قوية و مذاق شديد المرارة. في الكتاب المقدس، يرمز هذا النبات إلى الحزن و المصيبة العظيمة.
وقد سبق النبي إرميا فأنبأ عن كارثة البوق الثالث في التحذير المهيب الآتي:
" فقال يهوه على تركهم شريعتي التي جعلتها أمامهم ولم يسمعوا لصوتي ولم يسلكوا بها. بل سلكوا وراء عناد قلوبهم ووراء البعليم التي علمهم إياها آباؤهم. لذلك هكذا قال يهوه الجنود إيلوهيم إسرائيل. هأنذا أطعم هذا الشعب أفسنتينا وأسقيهم ماء العلقم." (إرميا ٩: ١٣ -١٥)
وهكذا نرى أنه أثناء البوقين الثاني و الثالث، ستكون المياه العذبة والمالحة ملوثة جدا. من خلال هاتين الكارثتين، ستصبح ثلث مياه العالم كلها غير صالحة للاستعمال إذ تتحول مياه البحر إلى دم في البوق الثاني و تصبح المياه العذبة مرة في البوق الثالث. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا البوقين، على الأرجح، سيحدثان ثلوثا جويا خطيرا.نعلم أن الشهب هائلة السمية. وقد وردت تقارير عن غازات سامة و إشعاع منبعث من شهب صغيرة نسبيا ضربت الأرض في الماضي.
في ١٨ سبتمبر/ أيلول من عام ٢٠٠٧، نشرت بوابة أخبار بيرو مقالة عنوانها الرئيسي كان: "ضباط شرطة يدخلون المستشفى بعد جمعهم عينات شهب في بيرو". وذلك بحسب وكالة أنباء بيرو الحكومية. (http://archive.peruthisweek.com/news-4724-environmentnature-police-officers-hospitalized-after-collecting-meteorite-samples-peru)
لاشك في أن سقوط الشهاب العظيم للبوق الثالث سيؤدي إلى تخريب مصادر المياه العذبة. الأنهار و الجداول و البحيرات. و اليوم حتى قبل حلول النتائج الكارثية للبوق الثالث، هناك أزمة في مياه الشرب على مستوى العالم. إليكم بعض الحقائق:
-
تقريبا سدس سكان العالم أي ١،٢ مليار شخص لا يستطيعون الحصول على مياه شرب نظيفة.
-
إن الأمراض الناتجة عن استهلاك الماء الملوث هي السبب الأساسي لمرض الناس ووفياتهم.
-
يقدر أن ٢،٢ مليون شخص يموتون سنويا في البلدان النامية كنتيجة لنقص الصرف الصحي و الحرمان من مياه الشرب آمنة.
-
نصف أنهار العالم الرئيسية البالغ عددها ٥٠٠ هي أنهار ملوثة مستنزفة على نحو خطير.
-
بعض الأنحاء من أمريكا تستهلك ما يبلغ ٨٠ في المئة من مصادرها المتاحة من مياه الشرب العذبة (هذا قد يعني أن جفافا طفيفا أو زيادة في الاستهلاك شيء سيسبب نقصا في المياه).
-
يعاني ثلثا المدن في الصين من نقص الماء، و الأصعب من ذلك هو العثور على مياه نظيفة.
-
تفيد تقارير البنك الدولي أن ٨٠ بلدا يعاني الآن من نقص في الماء، الأمر الذي يشكل تهديدا لصحة الناس واقتصاديات بلدانهم. علاوة على ذلك، يقدر التقرير أن ٤٠٪ من العالم أي أكثر من ملياري شخص ليس بوسعهم الحصول على مياه نظيفة أو صرف صحي.
إن الأنهار و البحيرات حول العالم في هذه الأيام ملوثة من:
-
التلوث في غالب الأحيان بسموم مميتة.
-
الإشعاعات.
-
تعرية التربة (الناتجة عن إزالة الغابات).
-
التعدين عن الذهب (وغالبا ما يستخدم الزئبق في استخراجه).
-
الأمطار الحمضية (سحب مشبعة بالتلوث من المناطق الصناعية).
-
المبيدات الحشرية (يتم استخدامها عالميا في الأراضي الزراعية و في المناطق الاستوائية لقتل البعوض... إلخ).
عندما يضرب البوق الثالث الأرض تباعا بعد كل من البوق الأول و الثاني، فإن كارثة العالم الحالية للمياه العذبة ستتفاقم بشدة و الكتاب المقدس يؤكد أن كثيرين سيموتون من هذه الضربة.
نؤمن أن الأبواق ستضرب الأرض سريعا، و خاصة بعد انتهاء فترة حكم الملك السابع، بنيديكت السادس عشر. إن الاستقالة المفاجئة لبينيديكت السادس عشر تتفق تماما مع ما أنبأ به يهوشوه يوحنا الرائي بخصوص فترة حكم الملك السابع. فكان ينبغي أن "يبقى قليلا" (رؤيا ١٠:١٧).
![]() |
كلمة يهوه لا تسقط أبدا. وقد البابا بيندكت لمدة ٨ سنوات. و الآن نعيش في فترة حكم الثامن(فرانسيس الأول)، و الذي سيكون آخر بابا، بحسب رؤيا أصحاح ١٧. |
كلمة يهوه لا تسقط أبدا. وقد البابا بيندكت لمدة ٨ سنوات. و الآن نعيش في فترة حكم الثامن، و الذي سيكون آخر بابا، بحسب رؤيا أصحاح ١٧. وسيصعد الثامن من الهاوية بحسب رؤيا ٨:١٧. وهذا يعني أن سيطرة الشيطان عليه ستكون بدرجة أعلى لم ترى في أي من الملوك السبعة السابقين لأنه سيكون البابا الأخير.
في الكتاب المقدس، الضرب بالبوق هو بمثابة تحذير. في سفر الرؤيا، تمثل الأبواق تحذيرا رهيبا و مخيفا، وهو أن فترة الإمهال الإلهي نحو البشر أوشكت على الانتهاء. و بواسطة الأبواق، سيحاول يهوه أن يأسر اهتمام البشرية و يغير طريقة تفكيرنا لكي ندرك قرب النهاية و أهمية قبول نداء رحمته الأخير. بالفعل، ولكن للأسف، معظم الناس كثيروا الانشغال بحيث لا يمكنهم أن يقضوا وقتا في الاستماع لآخر نداء رحمة من يهوه.
اليوم ... هل تقبل دعوته المحبة للرحمة؟ كل ما عليك القيام به هو الاعتراف بحالتك الخاطئة الحالية و إدراك حاجتك العظمى ليهوشوه. فاقبله كالسيد على حياتك و مخلص العالم! القرار متروك لك. ومازال يهوه يقدم عرض محبته ورحمته لك حتى الآن.
"خبروا في يهوذا وسمّعوا في أورشليم وقولوا إضربوا بالبوق في الأرض. نادوا بصوت عال وقولوا اجتمعوا فلندخل المدن الحصينة. إرفعوا الراية نحو صهيون. إحتموا. لا تقفوا. لأني آتي بشر من الشمال وكسر عظيم." (إرميا ٤: ٥ -٦)
"سمع صوت البوق ولم يتحذّر فدمه يكون على نفسه. لو تحذّر لخلّص نفسه." (حزقيال ٥:٣٣)
البوق الرابع
وحتى بعد ما يشهد سكان الأرض التداعيات المدمرة للأبواق الثلاثة الأولى، سيظل هناك كثيرون يرفضون أن يعترفوا بأن هذه المصائب كانت بمثابة تحذيرات إلهية. من المثير للاهتمام والملاحظة أنه في حين أن معظم الناس المتدينين اليوم يؤمنون بوجود إله و يعترفون بأنه هو المسيطر سيطرة كاملة على كل ما يحدث في العالم...نجد فقط قليلين ممن يرسمونها خطا مستقيما من هذا المعتقد، و هو أن يهوه يستخدم الطبيعة لكي ينفذ دينونته و يبعث لنا من خلالها رسائل تحذيرية.
![]() |
آثار تسونامي في اليابان (مارس ، ٢٠١١) |
في أي وقت يتم فيه ربط أية كارثة طبيعية مع أحكام أو إنذارات إلهية امتعض معظم الناس من هذا الربط. محافظ طوكيو، شنتارو إشيهارا، اضطر للاعتذار عن وصفه لزلزال اليابان، الذي كان بقوه تسعة على مقياس ريختر، بأنه عقاب إلهي لكي يرضي غرور اليابانيين. في أعقاب هذا الزلزال و أمواج التسونامي في اليابان، أجرى معهد بحوث الدين العام استطلاعا للرأي؛ و كانت نتيجته أن أعدادا قليلة من الناس يؤمنون بأن يهوه يعاقب الأمم علي خطاياهم، أو أن الزلازل، و الأعاصير، و الفيضانات، و الكوارث الطبيعية الأخرى هي بمثابة رسائل تحذيرية من الآب السماوي المحب. إن معظم الناس اليوم يفضلون أن ينظروا إلى الكوارث على أنها أحداث طبيعية بدلا من اعتبارها تأثيرات خارقة للطبيعة. لذلك، فهم يعتبرون الكوارث الحادثة دليلا على تغير المناخ العالمي، و ليس دليلا على أنها أحداث نهاية الزمان كما تنبأ الكتاب المقدس.
نحن نؤمن أنه عندما يضرب البوق الرابع الأرض، فإن وجهة النظر الشائعة بأن معظم الكوارث هي من الطبيعة، بدلا من كونها خارقة للطبيعة، ستتغير إلى الأبد. سوف ترى البشرية ما هي حقيقة هذه النكبات: فهي تدخلات إلهية الغرض منها تقديم التحذيرات و الإنذار بقدوم الدينونة من قبل أبينا السماوي المحب. سوف يرى الجميع بكل وضوح أن البوق الرابع و الأبواق الثلاثه الأولى كانت بمثابة تحذيرات مصيرية وأحكام فائقة الأهمية.
دعونا نقرأ ماذا سيحدث عندما يضرب البوق الرابع الأرض:
"ثم بوّق الملاك الرابع فضرب ثلث الشمس وثلث القمر وثلث النجوم حتى يظلم ثلثهنّ والنهار لا يضيء ثلثه والليل كذلك. " (رؤيا ١٢:٨)
عندما يضرب البوق الرابع، سيرسل يهوه دينونته على السماوات و الأنوار ذاتها التي تضيء من السماء. فسيضرب ثلث المصادر الثلاثة الطبيعية للضوء. سيكون هذا الحادث مرعبا و مخيفا جدا؛ فالشمس ستظلم تماما لمدة ثلث اليوم، و القمر و النجوم أيضا سيظلم ثلثهن في فترة الليل. عند هذه النقطة، لن يستطيع أحد بعد ذلك أن يدعى بأن هذه الظواهر الكارثية هي فقط مجرد عواقب نتيجة تغير المناخ العالمي. الجميع سيكون مرتعبا و صامتا.
و الكلمات النبوية التالية سوف تحقق حرفيا عندما يضرب البوق الرابع:
"لذلك ترتخي كل الأيادي ويذوب كل قلب إنسان فيرتاعون. تأخذهم أوجاع ومخاض يتلوون كوالدة. يبهتون بعضهم إلى بعض. وجوههم وجوه لهيب" (إشعياء ١٣: ٧-٨)
هنالك تتشابه عميق بين الأبواق الأربعة الأولى من حيث التناسق التام لأن كل ثلث تأثر فيها بشكل مباشر. هذا يشير إلى أن الغرض من هذه الأحكام هو تحذير الناس وإعطائهم الوقت لكي يتوبوا قبل أن ينصب غضب يهوه كاملا خلال الضربات السبع الأخيرة التي ستضرب الأرض مباشرة بعد انتهاء زمن النعمة.
إن الأبواق الأربعة الأولى حقا مخيفة، و لكن لا يمكن مقارنتها بالأبواق الثلاثة الأخيرة. إن الأبواق الثلاثة الأخيرة تدعى ويلات و هذا لأن دمارهم ساحق جدا و لا يمكن وصفه.
إلهنا المحب يهوه يريد أن يعطي الجميع فرصة ثانية واحدة أخيرة قبل أن يغلق باب الرحمة. غالبية الناس دنيويون في تفكيرهم وخططهم. فهم سعداء ومكتفون بالعيش و الموت على هذا الكوكب، و تنازلوا عن الحقائق الأبدية كأولوية مستقبلية. و يحدث هذا في الوقت الذي يوشك فيه يهوه أن يغلق باب إمهال البشرية؛ لذلك، فالأبواق هي بمثابة فرصته الأخيرة ليوقظ الناس من بلادتهم الروحيه وغيبوبتهم.
هل ستسلم قلبك اليوم ليهوه و تعترف بخطاياك؟ وهل ستجعله سيدا على قلبك وعقلك؟ إن أبانا السماوي قد عمل كل ما يمكن عمله لكي يضمن لنا امتياز الحياة الأبدية. و لكن يجب أن نقبل عرضه و نستعد للحياة الآتية. فالاستعداد قلبيا وعقليا يتطلب وقتا؛ إن سرعة استجابتنا وتمكينه من البدء في عملية تطهير قلوبنا و حياتنا من الخطية و التشبه بالعالم، ستؤكد انتصارنا على كل العقبات التي سيضعها الشيطان في رحلة سياحتنا نحو السماء.
"هذا وإنكم عارفون الوقت أنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم. فإن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنّا. قد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور. لنسلك بلياقة كما في النهار لا بالبطر والسكر لا بالمضاجع والعهر لا بالخصام والحسد. بل إلبسوا السيد يهوشوه المسيح ولا تصنعوا تدبيرا للجسد لأجل الشهوات" (رومية ١٣: ١١ -١٤)
البوق الخامس (الويل الأول)
الغزو الفضائي الشيطاني
"ورأيت السبعة الملائكة الذين يقفون أمام يهوه وقد أعطوا سبعة أبواق...ثم أخذ الملاك المبخرة وملأها من نار المذبح وألقاها إلى الأرض فحدثت أصوات ورعود وبروق وزلزلة. ثم إن السبعة الملائكة الذين معهم السبعة الأبواق تهيّأوا لكي يبوّقوا." (رؤيا ٨: ٢،٥ -٦)
إن إلقاء الملاك للمبخرة إلى الأرض كان استجابة إلى "صلوات القديسين" الذين قتلوا من أجل كلمة يهوه حين صرخوا قائلين: "حتى متى أيها السيد القدوس والحق لا تقضي وتنتقم لدمائنا من الساكنين على الأرض؟" (رؤيا ٤:٨، ٦:٩ء١٠). إن إلقاء المبخرة هذا يشير إلى بدء قيام يهوه بعقاب من قتلوا أولاده. وبهذا العمل تبدأ أحداث النهاية التي تقودنا إلى زمن النعمة، عندما يطرح يهوشوه رئيس كهنتنا مبخرته الشفاعية للمرة الأخيرة و يسمع صوت يهوه عاليا مصرحا: "قد تمّ".(رؤيا ١٧:١٦)
الأبواق الأربعة الأولى هي دعوات تصاعدية لإيقاظ البشر. ومع ذلك، فإن الأبواق الثلاثة الأخيرة ستفوق في شدة قسوتها الأبواق الأربعة الأولى؛ ولهذا السبب تم الاشارة إليهم على أنهم "ويلات":
"ثم نظرت وسمعت ملاكا طائرا في وسط السماء قائلا بصوت عظيم ويل ويل ويل للساكنين على الأرض من أجل بقية أصوات أبواق الثلاثة الملائكة المزمعين أن يبوّقوا" (رؤيا ١٣:٨)
لقد تم تحذيرنا مسبقا أنه في هذه الأيام الأخيرة سيعمل الشيطان "بكل قوة و بآيات وعجائب كاذبة، و بكل خديعة الإثم (٢ تسالونيكي ٢: ٩ -١٠)و في ضوء هذا التحذير، دعونا نراجع وصف البوق الخامس- الويل الأول:
" ثم بوق الملاك الخامس فرأيت كوكبا قد سقط من السماء إلى الأرض وأعطي مفتاح بئر الهاوية. ففتح بئر الهاوية فصعد دخان من البئر كدخان أتون عظيم فأظلمت الشمس والجو من دخان البئر. " (رؤيا ٩: ١ -٢)
سيضرب البوق الخامس الأرض تباعا بعد انتهاء ضربات الأربعة أبواق الأولى. نتوقع أن يحدث هذا أثناء الفترة الأولى من حكم الملك الثامن. يعرف الكتاب المقدس الهاوية على أنها دار سجن الملائكة في الساقطين:
"وطلب إليه [يهوشوه]أن لا يأمرهم[فيلق الشياطين الذي مسّ رجل من كورة الجدريين] بالذهاب إلى الهاوية ." (لوقا ٣١:٨)
ان كلمة أبيس الورادة في لوقا ٣١:٨ و كلمة الهاوية الواردة في رؤيا ١:٩ و رؤيا ٨:١٧ هي نفس الكلمة اليونانية أبو سوس. لذلك فالشيطان إذ أعطي مفتاح بر الهاوية، يمكنه فقط إطلاق سراح ملائكته الساقطين على قدر ما يسمح له يهوه. تذكر أنه عندما سقط الشيطان، سقط معه أيضا ثلث ملائكة السماء لأنهم صدقوا أكاذيبه. (رؤيا ٤:١٢)إ
" ففتح بئر الهاوية فصعد دخان من البئر كدخان أتون عظيم فأظلمت الشمس والجو من دخان البئر. ومن الدخان خرج جراد على الأرض فأعطي سلطانا كما لعقارب الأرض سلطان." (رؤيا ٩: ٢ -٣)
من الواضح أن غزو هذه الشياطين سيكون عظيما جدا و كثيفا لدرجة أن الشمس و الغلاف الجوي سيظلمان في كل العالم كدخان أتون عظيم. عندما نقرأ عن وصف هذا الجراد يجب أن نتذكر، أن الشياطين (الملائكة الساقطة) مثلهم مثل الملائكة الصالحة لديهم القدرة على اتخاذ أي شيء مادي يرغبون في تقمصه لكي يحققوا أغراضهم:
"ولا عجب.لأن الشيطان نفسه يغيّر شكله إلى شبه ملاك نور. فليس عظيما إن كان خدامه أيضا يغيّرون شكلهم كخدام للبر. الذين نهايتهم تكون حسب أعمالهم" (٢ كورنثوس١١:١٤-١٥)
" وشكل الجراد شبه خيل مهيّأة للحرب وعلى رؤوسها كأكاليل شبه الذهب ووجوهها كوجوه الناس. وكان لها شعر كشعر النساء وكانت أسنانها كأسنان الأسود. وكان لها دروع كدروع من حديد وصوت أجنحتها كصوت مركبات خيل كثيرة تجري إلى قتال." (رؤيا ٩:٧-٩)
الشياطين الخارجة من بئر الهاوية ستتميز بأن لها الأوصاف التالية:
-
وجوه الناس
-
شعر النساء
-
أسنان الأسود
-
أذناب العقارب
-
دروع حديدية
-
وستحدث ضجة كبيرة عندما تطير.
إن شكل هذا الجراد يشبه إلى حد كبير الصور الخيالية للكائنات الفضائية التي تشبع العامة بمشاهدتها يوميا على الشاشة دون توجس. لذلك فالشيطان من خلال هوليود يعد الجماهير لمقابلة هذه الكائنات، وهذا يجعله أكثر خبثا من مجرد استخدامه وسائل الإعلام الرئيسية. يجب أن نستنتج أن أعظم خدع الشيطان ستبدأ عندما تتخذ الشياطين الخارجة من بئر الهاوية أشكال الكائنات الفضائية و تغزو كوكب الأرض بهدف تدمير البشرية.
لمدى آلاف السنين كان الشيطان يجهز لهذا الغزو الخادع بواسطة إعداد البشر لقبول الفكر الخاطئ بأن هنالك كائنات فضائية و مخلوقات أخرى ساقطة في الكون. ولهذا السبب، سينجح الشيطان إلى حد كبير في زعزعة المعتقدات الدينية لمنع اقتنعوا بهذا التعليم الخاطئ. فالعالم أجمع تقريبا سيصدق أننا بالفعل تحت هجوم من الكائنات الفضائية الآتية من الفضاء الخارجي بدلا من كونه هجوم من ملائكة الشيطان الشريرة.
"...ومن الدخان خرج جراد على الأرض فأعطي سلطانا كما لعقارب الأرض سلطان. وقيل له أن لا يضر عشب الأرض ولا شيئا أخضر ولا شجرة ما إلا الناس فقط الذين ليس لهم ختم يهوه على جباههم. وأعطي أن لا يقتلهم بل أن يتعذبوا خمسة أشهر. وعذابه كعذاب عقرب إذا لدغ انسانا." (رؤيا ٩: ٣ -٥)
هذه الكائنات الفضائية الشيطانية ستقوم بتعذيب البشر عن طريق لذغهم بأذنابها، و الأعراض التي سيختبرها البشر بعد لذغهم ستكون قريبة الشبه بما يختبره إنسان عندما يلدغه عقرب سام. لدغة العقرب السام ربما ينتج عنها الآتي: آلام محرقة، شعور بالاختناق، تنفس سريع، شلل جزئي، صعوبة في التحدث و تكوين جمل مفهومة، تشنج عضلي، ارتجاف وضعف عام.
"وفي تلك الأيام سيطلب الناس الموت ولا يجدونه ويرغبون أن يموتوا فيهرب الموت منهم...ولها أذناب شبه العقارب وكانت في أذنابها حمات وسلطانها أن تؤذي الناس خمسة أشهر." (رؤيا ٩:١٠،٦)
![]() |
الشيطان من خلال هوليود هو تكييف الجماهير لاحتضان الخداع. |
هذا العذاب سيستمر خمسة أشهر. سيطلب كثيرون أن ينهوا حياتهم بدلا من أن يتألموا من هذا العذاب، و لكن سيتعذر عليهم فعل ذلك. و لكن توجد هنالك حماية لمن جعلوا يهوه ملجأهم:
"وقيل له أن لا يضر عشب الأرض ولا شيئا أخضر ولا شجرة ما إلا الناس فقط الذين ليس لهم ختم يهوه على جباههم." (رؤيا ٤:٩)
سيمنع يهوه هذه الشياطين الغريبة الشكل من إلحاق أي ضرر بأي شخص قد حصل على ختم حمايته. هذا الختم يعطى فقط لمن عاشوا بالكامل وفق إرادته. أيضا هذه الشياطين الغريبة الشكل لن تضر بأية محاصيل أو مزروعات.
"ولها ملاك الهاوية ملكا عليها اسمه بالعبرانية أبدّون وله باليونانية إسم أبوليون." (رؤيا ١١:٩)
ملاحظة: البابا فرانسيس ليس بعد ، ولكنه سيصبح في القريب العاجل "وحش" سفر الرؤيا ١٧: ٨ ، ١١.
الشيطان يسقط من السماء كونه أبدون / أبولون. خلال الويل الخامس ، الهجوم الشيطاني ، يتفاوض البابا فرانسيس على السلام في نهاية ١٥٠ يومًا / ٥ أشهر [٥ أشهر متنبأ بها بالفعل [رؤيا ٩: ٣ ، ٥]. هذا يعطيه شعبية كبيرة / موافقة مع الغالبية في العالم الذين ليسوا على دراية كاملة بهذه النبوءة ، وهذه الشعبية / الموافقة توفر للشيطان الفرصة الحاسمة للسيطرة الكاملة وتمكين البابا فرانسيس ، مما يجعله آخر رجل آثم/ضد المسيح/الوحش ، وسوف يصعد من قاع الهاوية..............
" الوحش الذي رأيت كان وليس الآن وهو عتيد أن يصعد من الهاوية ويمضي إلى الهلاك.وسيتعجب الساكنون على الأرض الذين ليست أسماؤهم مكتوبة في سفر الحياة منذ تأسيس العالم حينما يرون الوحش أنه كان وليس الآن مع أنه كائن...والوحش الذي كان وليس الآن فهو ثامن وهو من السبعة ويمضي إلى الهلاك." (رؤيا ١٧: ٨ ، ١١)
يخبرنا الأصحاح ١٧ من سفر الرؤيا أنه عندما تنتهي فترة حكم الملك السابع القصيرة، سيتبعها فترة حكم الملك الثامن و سيكون الثامن هو آخر ملك /وحش يحكم. لقد شاهدنا أمام أعيننا، إعلان الاستقالة المفاجئ لبنديكت السادس عشر، و الذي أتى بنا إلى نهاية فترة حكم الملك السابع. وبنهاية فترة حكم الملك السابع، بنديكت السادس عشر، فالبابا الذي يأتي بعده هو الثامن، و هو البابا الأخير و سيمضي إلى الهلاك.
سيكون الثامن تحت سيطرة الشيطان الكاملة، وسيعتبر أنه الإنسان الوحيد القادر على التفاوض لوضع نهاية للغزو الشيطاني لكوكب الأرض. وبالتالي سينال الثامن المنصب الذي اشتهاه الشيطان دائما كمخلص العالم، وسيعطيه الشيطان سلطانا مطلقا فوق قادة العالم لكي يصدر قانون يوم الأحد العالمي ليرفع من شأن سبت مزيف مبني على تقويم مزيف.
لا يمكننا أن نبالغ بالقدر الكافي في وصف المعاناة الرهيبة الناتجة عن الأبواق الأربعة الأولى و العذاب المخيف المصاحب للبوق الخامس (الويل الأول). ولكن "الويل الواحد مضى، هوذا يأتي ويلان أيضا بعد هذا" (رؤيا ١٢:٩)
اليوم لدينا الفرصة لكي ننال وعد يهوه بختم حمايته عندما نختاره ليسود على قلوبنا. وإلى أتباعه الحقيقيين يؤكد يهوه دائما و مجددا الوعود الثمينة التالية:
"لا تخف أني فديتك. دعوتك باسمك. أنت لي. إذا اجتزت في المياه فأنا معك وفي الأنهار فلا تغمرك. إذا مشيت في النار فلا تلدع واللهيب لا يحرقك. لأني أنا يهوه إلهك قدوس إسرائيل مخلّصك. جعلت مصر فديتك كوش وسبأ عوضك. إذ صرت عزيزا في عينيّ مكرما وأنا قد أحببتك أعطي أناسا عوضك وشعوبا عوض نفسك. لا تخف فإني معك. من المشرق آتي بنسلك ومن المغرب أجمعك." (إشعياء ٤٣: ١ -٥)
هل ستختار أن يختمك يهوه؟ هل ستقبل نداء رحمته الأخير طالما كان هذا متاحا؟
"لذلك كما يقول الروح القدس اليوم إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم كما في الإسخاط يوم التجربة في القفر" (عبرانيين ٣: ٧ -٨)
البوق السادس (الويل الثاني)
مذبحة ٦٠ دقيقة لثلث البشرية
دعونا نراجع البوق الخامس قبل الخوض في البوق السادس:
في البوق الخامس (الويل الأول) تعرض العالم للغزو لمدة ٥ أشهر بواسطة الشياطين الظاهرين في هيئة كائنات فضائية غريبة. قرب نهاية فترة الخمسة أشهر سيصبح العالم مهيئا للاعتقاد بأن نهاية هذا الغزو الفضائي المرعب ستكون ممكنة عن طريق تدخل الملك الثامن. سوف يتفاوض مع الكائنات الفضائية محاولا أن ينهي غزوهم، و هم سيوافقون على الرحيل في يوم معين (بالضبط بعد خمسة أشهر منذ غزوهم تماما كما تنبأ الكتاب المقدس في رؤيا ٥:٩). بعد انتهاء غزو الكائنات الفضائية سيشيد قادة العالم بالملك الثامن على اعتبار أنه المنقذ و بكل سرور..."يعطون الوحش قدرتهم و سلطانهم" (رؤيا ١٣:١٧)
والملك الثامن، البابا فرنسيس، سوف يقيم فورا و بدون أدنى مقاومة "رجس المخرب" (دانيال ١٢: ١١). الذي هو عبارة عن فرض قانون عالمي لتعظيم شأن يوم الأحد، وبهذا العمل ستبدأ فترة الثلاث سنوات و نصف المتنبأ عنها في رؤيا ٣:١١.
"وسأعطي لشاهدي فيتنبآن ألفا ومئتين وستين يوما لابسين مسوحا." (رؤيا ٣:١١)
الثلاث سنوات ونصف ستبدأ عندما يتم رفع شأن يوم الأحد بواسطة القانون، مباشرة بعد البوق الخامس، و ستنتهي هذه الفترة عندما يغلق باب الرحمة بالنسبة للبشر بعد وقت قصير من بدء البوق السادس. هذه الفترة ستكون قاسية جدا بالنسبة لشعب يهوه و للعالم أيضا.
"ويكون زمان ضيق لم يكن منذ كانت أمة " (دانيال ١:١٢)
والأمناء ليهوه في هذا الوقت سوف يتنبأون (معطين التحذير بقدوم بقية الأبواق و الضربات السبع الأخيرة و متوسلين لدى الآخرين حتى يتوبوا). لابسين مسوحا (تشير إلى الظروف الشديدة القسوة و الاضطهاد الذي سيواجهونه أثناء ذلك الوقت). وبما أنهم قد تنبأوا بحدوث الأبواق، فسيلامون على الشقاء الناتج بسببها.
إن العقوبة المصاحبة لعدم الانصياع لقانون يوم الأحد ستزداد تدريجيا، و ستجعل من الصعب على أتباع يهوه أن يحفظوا سبت اليوم السابع الحقيقي على تقويمه القمري الشمسي، وبالتالي سيكون هناك استشهاد للكثيرين دفاعا عن سبت يهوه الحقيقي. ستكون هنالك مهلة عدة سنوات ما بين نهاية البوق الخامس وبداية البوق السادس وذلك للأسباب التالية: الثلاث سنوات ونصف ستبدأ بعد البوق الخامس عندما ينجح الملك الثامن، البابا فرانسيس، في فرض قانون عالمي بتعظيم شأن يوم الأحد، وستنتهي بغلق باب الرحمة مباشرة قبل بدء البوق السابع.
البوق السادس سيحدث في ساعة واحدة، و البوق السابع سوف "يأتي سريعا" (رؤيا ١١: ١٤). هذا يعني أنه سيمر من الوقت تقريبا ثلاث سنوات ونصف بين نهاية البوق الخامس وبداية البوق السادس. عندما يضرب البوق السادس كوكب الأرض سيعلن الملك الثامن أن القانون العالمي المفروض لتعظيم شأن قدسية يوم الأحد لم ينزل مصادقة السماء بعد لأنه ما زالت هناك شرذمة متطرفة توقر السبت القمري و تزدري بيوم الأحد الغريغوري.
والآن، دعونا نتعمق في تفاصيل البوق السادس (الويل الثاني):
" ثم بوق الملاك السادس فسمعت صوتا واحدا من أربعة قرون مذبح الذهب الذي أمام يهوه قائلا للملاك السادس الذي معه البوق فك الأربعة الملائكة المقيدين عند النهر العظيم الفرات." (رؤيا ٩: ١٣ -١٤)
من هم هؤلاء الملائكة المقيدون عند النهر العظيم الفرات؟ هؤلاء الملائكة ليسوا ملائكة السماء لأن ملائكة السماء لا تقيد أبدا. نعلم من خلال دراسة كلمة يهوه أن كثيرين من الملائكة الساقطين مقيدون في الهاوية الغير مرئية. لذلك، نستنتج من الكتاب المقدس أن نهر العظيم الفرات هو دار السجن الذي يقيد فيه قادة الملائكة الساقطين داخل الهاوية.
" فانفك الأربعة الملائكة المعدّون للساعة واليوم والشهر والسنة لكي يقتلوا ثلث الناس. وعدد جيوش الفرسان مئتا ألف ألف.وأنا سمعت عددهم." (رؤيا ٩: ١٥ -١٦)
الوقت المنبأ به في البوق السادس محدد جدا. في ساعة معينة و في يوم محدد من الشهر و السنة، سيهلك ثلث سكان الأرض بواسطة ٢٠٠ مليون شيطان، إطاعة لأوامر القادة الأربعة من الملائكة الساقطين. سيستخدم إبليس هذا الجيش العظيم المكون من ١٠٠ مليون شيطان ليغرق العالم بسيل من الدماء في غضون ساعة واحدة فقط.
في ساعة واحدة ستكون حصيلة القتلى أكثر من ٢ مليار شخص. بما أن نهاية الثلاث سنوات ونصف تعلن نهاية زمن الشفاعة، فمن الطبيعي الاستنتاج أن يهوه لن يسمح بوقوع هذه المذبحة العالمية لثلث البشر إلا قرب نهاية الزمن الذي سيغلق فيه باب الرحمة. هذا هو السبب الذي يجعلنا متأكدين أن توقيت المذبحة العالمية سيحدث قرب نهاية فترة الثلاث سنوات والنصف.
" وهكذا رأيت الخيل في الرؤيا والجالسين عليها. لهم دروع نارية وأسمانجونية وكبريتية ورؤوس الخيل كرؤوس الأسود ومن أفواهها يخرج نار ودخان وكبريت. من هذه الثلاثة قتل ثلث الناس من النار والدخان والكبريت الخارجة من أفواهها. فإن سلطانها هو في أفواهها وفي أذنابها لأن أذنابها شبه الحيّات ولها رؤوس وبها تضر." (رؤيا ٩: ١٧ -١٨)
إن الهيئة الجسدية التي يتميز بها هذا الجيش الشيطاني تختلف عن الهيئة المذكورة في البوق الخامس. هذه الشياطين ستظهر كالفرسان، والخيول التي ستمتطيها الشياطين ستكون لها رؤوس تشبه الأسود، وأذناب كالحيات، وسيخرج من أفواهها نار و دخان و كبريت. إن هذه النار و هذا الدخان و الكبريت هم ماسيمحو ثلث البشرية.
"وأما بقية الناس الذين لم يقتلوا بهذه الضربات فلم يتوبوا عن أعمال أيديهم حتى لا يسجدوا للشياطين وأصنام الذهب والفضة والنحاس والحجر والخشب التي لا تستطيع أن تبصر ولا تسمع ولا تمشي. ولا تابوا عن قتلهم ولا عن سحرهم ولا عن زناهم ولا عن سرقتهم." (رؤيا ٩: ٢٠ -٢١)
للأسف فإن ثلثي البشرية الباقين سيستمرون في تمردهم ضد يهوه، محتقرين دعوة رحمته الأخيرة. فبعد انتهاء الأبواق الستة الأولى، ما هو الإنذار الأقوى الذي كان ممكنا أن يعطيه لنا الآب الرحيم المحب قبل أن يغلق باب النعمة؟!إننا بواسطة عنادنا الطائش سنختم على مصيرنا، وسنبتلى بضربة البوق السابع (الويل الثالث) الذي سيصب علينا من دون رحمة.
" الويل الثاني مضى وهوذا الويل الثالث يأتي سريعا" (رؤيا ١٤:١١)
وللأمناء العائشين في هذا الوقت فالمواعيد المذكورة في مزمور ٤٦ ستتحقق في حياتهم:
يهوه لنا ملجأ وقوة. عونا في الضيقات وجد شديدا. لذلك لا نخشى ولو تزحزحت الأرض ولو انقلبت الجبال إلى قلب البحار. تعج وتجيش مياهها. تتزعزع الجبال بطموها. سلاه. نهر سواقيه تفرح مدينة يهوه مقدس مساكن العلي. يهوه في وسطها فلن تتزعزع. يعينها يهوه عند إقبال الصبح. عجّت الامم. تزعزعت الممالك. أعطى صوته ذابت الأرض. رب الجنود معنا. ملجأنا إله يعقوب. سلاه. هلموا انظروا أعمال يهوه كيف جعل خربا في الأرض. مسكن الحروب إلى أقصى الأرض. يكسر القوس ويقطع الرمح. المركبات يحرقها بالنار. كفّوا واعلموا أني أنا يهوه. اتعالى بين الامم اتعالى في الارض. رب الجنود معنا. ملجأنا إله يعقوب. سلاه (انظر مزمور ٤٦)
البوق السابع (الويل الثالث)
الضربات السبع الأخيرة للبوق السابع...
أثناء الأبواق الستة الأولى قدم يهوه فرصة أخيرة لكل إنسان حي لقبول الخلاص قبل أن يغلق باب إمهال البشرية للأبد. الأبواق الستة الأولى (بخلاف الضربات السبع الأخيرة) كانت ممزوجة بالرحمة لأن ثلث البشرية فقط قاسى من أهوالها.
"وأما بقية الناس الذين لم يقتلوا بهذه الضربات فلم يتوبوا... " (رؤيا ٩: ٢٠ -٢١)
في محاولة لإيقاظ العالم ، ما الذي يمكن أن تفعله السماء أو تقدمه ولم يتم فعله في التضحية الأبدية بابن يهوه الوحيد ، يهوشوه؟
"لن يجوعوا بعد ولن يعطشوا بعد ولا تقع عليهم الشمس ولا شيء من الحرّ" (رؤيا ١٦:٧)
من خلال التمرد المستمر ورفض الاستجابة لتحذيرات الأبواق الستة الأولى ، ستقوم البشرية في الواقع بتحدي "يهوه" لإغلاق باب الشفاعة.
" من يظلم فليظلم بعد. ومن هو نجس فليتنجس بعد. ومن هو بار فليتبرر بعد. ومن هو مقدس فليتقدس بعد. " (رؤيا ١١:٢٢)
سيصبح غير التائبين مهيئين لاختبار الضربات السبع الأخيرة الغير ممتزجة بالرحمة الويل الثالث و الأخير.
" الويل الثاني مضى وهوذا الويل الثالث يأتي سريعا " (رؤيا ١٤:١١)
"ثم بوق الملاك السابع فحدثت أصوات عظيمة في السماء قائلة قد صارت ممالك العالم لربنا ومسيحه فسيملك إلى أبد الآبدين." (رؤيا ١٥:١١)
عندما يضرب البوق السابع، ستصبح ممالك هذا العالم ملكا ليهوشوه، معلنا أن الصراع بين الشيطان و يهوه قد انتهى، عندئذ سيأتي يهوه للمطالبة بخاصته الأمناء. فإذ قمنا بعمل مقارنة بين الأبواق وبعضها سنجد أن كل بوق يزداد شدة عن البوق الذي يسبقه، مما يجعل البوق السابع الأكثر دمارا. بما أن البوق السابع هو البوق الأكثر دمارا ويأتي مباشرة قبل المجيء الثاني للسيد المسيح، والضربات السبع الأخيرة هي الأسوأ في حجم الدمار و تأتي مباشرة قبل المجيء الثاني، لذلك نستنتج أن البوق السابع هو الضربات السبع الأخيرة.
التالي هو ما قد تعلمناه من الكتاب المقدس حيال الضربات السبع الأخيرة:
-
تنصب الضربات بعد انتهاء زمن النعمة و لهذا السبب فهي ضربات غير ممتزجة بالرحمة. "...لأن بها أكمل غضب يهوه." (رؤيا ١:١٥). "غضب يهوه المصبوب صرفا في كأس غضبه" (رؤيا ١٠:١٤).
-
ستبدأ الضربات و تنتهي سريعا. نعلم من سفري دانيال والرؤيا أنه من وقت نهاية البوق الخامس إلى نزول ضربات البوق السابع ستكون هناك فترة تمتد تقريبا إلى ثلاث سنوات ونصف. ولكن فترة الضربات السبع الأخيرة ستمتد فقط لمدة ٣٠ يوما (دانيال ١٢: ١١) وهذا يتماشى مع الوصف الإلههي بانسكاب الضربات من الجامات (رؤيا ١٥: ٧).
-
تأثير هذه الضربات لن يكون عالميا، و إلا أصبح كل الأشرار الباقين أمواتا قبل المجيء الثاني. ومع ذلك فالأبواق الستة الأولى سيظهر تأثيرها شاحبا مقارنة بالضربات السبع الأخيرة.
-
الأحياء الأبرار في ذلك الوقت (وعددهم ١٤٤٠٠٠) سيختبرون الضربات أيضا. "لن يجوعوا بعد ولن يعطشوا بعد ولا تقع عليهم الشمس ولا شيء من الحرّ" (رؤيا ١٦:٧). وبينما يموت الأشرار من الجوع و الوباء فالملائكة ستقوم بحماية ١٤٤٠٠٠ وسيمدونهم باحتياجاتهم. ولكل من هو "سالك بالحق" يتم له الوعد، "يعطى خبزه و مياهه مأمونة".(إشعياء ٣٣:١٥ء١٦).
إن الكون المراقب سوف يقر بعدالة يهوه في سكبه للضربات السبع الأخيرة.
"نعم أيها الرب الإله القادر على كل شيء حق وعادلة هي أحكامك" (رؤيا ٧:١٦).
و العوالم الغير ساقطة ستشهد أنه حتى في وقت انسكاب الضربات السبع الأخيرة على الأشرار فإن قلوبهم أصبحت أكثر صلابة من أي وقت مضى.
" فاحترق الناس احتراقا عظيما وجدفوا على اسم يهوه الذي له سلطان على هذه الضربات ولم يتوبوا ليعطوه مجدا" (رؤيا ٩:١٦).
و كثيرون من الأحباء الأبرار ١٤٤٠٠٠ سيكونون في زنزانة السجون أو مختبئين في أماكن منعزلة، متوسلين في طلب الحماية الإلهية لمواجهة قانون الإبادة العالمية الصادر ضدهم. لقد أفلح الوحش و الخدام الكذبة في إقناع الأشرار بأن رفض الأبرار لتوقير يوم العبادة المزيف الخاص بروما هو السبب في حدوث الأبواق و الضربات. وستحث روما حلفائها الجميع على أن السبيل الوحيد لاستعادة رضى السماء هو التخلص من ١٤٤٠٠٠ في ضربة واحدة قاتلة.
إن المحنة التي سيحتملها ال ١٤٤٠٠٠ في هذا الوقت العصيب وصفت كالتالي: "وقت ضيق على يعقوب" (إرميا ٣٨:٥ء٧). لا يمكن لأي وصف أن يسرد بدقة ووضوح حجم المعاناة التي سيحتملها ال ١٤٤٠٠٠ بمفردهم عندما يتوقف يهوشوه عن عمليه الشفاعي في المقدس السماوي. ستكون هذه المعاناة شبيهة في الطبيعة بما اختبره يهوشوه على الصليب عندما احتجب عنه وجه الآب، ولكن ليست بنفس المقدار.
سيتم منع الأبرار من حقهم في البيع و الشراء قبل انسكاب الضربات السبع الأخيرة.
" وأن لا يقدر أحد أن يشتري أو يبيع إلا من له السمة أو اسم الوحش أو عدد اسمه. " (رؤيا ١٧:١٣)
إن رفضهم لتوقير يوم العبادة المزيف الخاص بروما، ورفضهم لتدنيس تقويم يهوه و أيام عبادته المقدسة، سيجلب عليهم عداوة العالم و سيؤدي إلى فرض قانون عدم الشراء والبيع عليهم. هذا هو الثمن الذي سيدفعه الأبرار نظير عدم قبولهم سمة الوحش. سوف يثأر يهوه لسن هذا القانون الصادر ضد شعبه، وسيجعل التجارة العالمية تتجمد أثناء الضربات السبع الأخيرة:
"ويبكي تجار الارض وينوحون عليها لأن بضائعهم لا يشتريها أحد فيما بعد" (رؤيا ١١:١٨)
خلال ٣٠ يوما التي ستنزل فيها الضربات سيستيقظ الأشرار تدريجيا إلى حقيقة الأمر و هو أن الأبرار يتم العناية بهم بطريقة معجزية. وفجأة سيتضح للأشرار أنهم بالفعل خدعوا و غرر بهم من قبل روما وحلفائها، التي وعدتهم باستعادة الرخاء المادي و الرضا الإلهي عندما يتخلص العالم من الذين رفضوا توقير تقويم روما المزيف و يوم عبادتها المزيف. إن الرغبة في الربح العالمي و الرخاء المادي الذين ضحوا بكل شيء لتأمينهما يظهران لهم الآن في نورهما و قيمتهما الحقيقية.
إن اليأس و العذاب الذي سيحيق بالأشرار أثناء ذلك الوقت قد تم وصفه بوضوح:
" السيف من خارج والوبأ والجوع من داخل. الذي هو في الحقل يموت بالسيف والذي هو في المدينة يأكله الجوع والوبأ. وينفلت منهم منفلتون ويكونون على الجبال كحمام الأوطئة. كلهم يهدرون كل واحد على إثمه. كل الأيدي ترتخي وكل الركب تصير ماء. ويتنطقون بالمسح ويغشاهم رعب وعلى جميع الوجوه خزي وعلى جميع رؤوسهم قرع. يلقون فضتهم في الشوارع وذهبهم يكون لنجاسة. لا تستطيع فضتهم وذهبهم إنقاذهم في يوم غضب يهوه. لا يشبعون منهما أنفسهم ولا يملأون جوفهم لأنهما صارا معثرة إثمهم." (حزقيال ٧: ١٥ -١٩)
إن مهلة الثلاثة أيام والنصف، التي سيمنحها الأشرار ل١٤٤٠٠٠ لكي يستسلموا ويتخلوا عن ولائهم لسبت يهوه، سبت اليوم السابع الحقيقي، ستكون قرب نهاية فترة الثلاثين يوما المخصصة لانسكاب الضربات السبع الأخيرة. في اليوم ٣٠ ستكون الضربات الستة الأولى قد انسكبت على العالم و الأشرار مستعدون الآن لفرض قانون الإبادة العالمي على المئة و ٤٤ألف. في نفس اللحظة التي سيتأهب فيها الأشرار بكل شوق للانقضاض على ١٤٤٠٠٠ فإن صوت يهوه، كصوت مياه كثيرة، سيصعد كالرعد على الأشرار قائلا:
"قد تم" (رؤيا ١٧:١٦)
إن صوت يهوه لن يزعزع السماوات و الأرض فقط بل سيسبب أيضا زلزال الضربة السابعة العظيم، و..."فحدثت أصوات ورعود وبروق. وحدثت زلزلة عظيمة لم يحدث مثلها منذ صار الناس على الأرض زلزلة بمقدارها عظيمة هكذا." (رؤيا ١٨:١٦)
هذا الزلزال سيدمر كل الهياكل المصنوعة من البشر في كل دول العالم وسيجعلها تستوي مع الأرض. بعد الضربة السابعة الأخيرة، ذلك الزلزال العظيم الذي أحدثه صوت يهوه و خلص ١٤٤٠٠٠ من أيدي الأشرار، ستبدأ فترة ال ٤٥ يوما و التي ستنتهي عند المجيء الثاني ليهوشوه. أثناء هذه الفترة الأخيرة من تاريخ الأرض سيتمجد القديسون عندما يأمر يهوه بأن الأشرار...
"يأتون ويسجدون أمام رجليك ويعرفون أني أنا أحببتك." (رؤيا ٩:٣)
إن قادة العالم (الممثلين في العشرة ملوك) الذين خدعوا بتسليم "قدرتهم وسلطانهم" (رؤيا ١٣:١٧) لقوة الوحش سيحولون غضبهم وقوتهم الآن نحو...
" الوحش فهؤلاء سيبغضون الزانية وسيجعلونها خربة وعريانة ويأكلون لحمها ويحرقونها بالنار. لأن يهوه وضع في قلوبهم أن يصنعوا رأيه وأن يصنعوا رأيا واحدا ويعطوا الوحش ملكهم حتى تكمل أقوال يهوه." (رؤيا ١٧: ١٦ -١٧)
نحن نؤمن أنه في أي لحظة من الآن قد يضرب البوق الأول ثم تعقبه بقية الأبواق في تتابع سريع. و الآن إذ انتهت فترة حكم الملك السابع (بنديكت السادس عشر) فالأبواق ستضرب الأرض أثناء الفترة الأولى من حكم الملك الثامن.
إن الغرض الأساسي من الأبواق هو منح البشرية دعوة يقظة أخيرة قبل أن ينسحب روح يهوه بالكامل من الأرض و يختم إلى الأبد على مصير كل نفس. إن العالم على وشك أن يشهد حوادث كارثية غير مسبوقة، التي من خلالها سوف يأسر يهوه انتباه الناس. و الآن بما أن فترة حكم الملك السابع القصيرة قد انتهت، نتوقع أن نرى الأبواق تضرب الأرض في تتابع سريع أثناء الفترة الأولى من حكم الملك الثامن.
"لأنه قد جاء يوم غضبه العظيم ومن يستطيع الوقوف" (رؤيا ١٧:٦)
اليوم، وبينما رئيس كهنتنا العظيم يتشفع فينا، فلنغتنم الفرصة لكي نغسل ثيابنا ونبيضها في دم الحمل، لكي ننفصل عن الخطية بالإيمان بدم يهوشوه الذي يكفر عنا. إن المخلص الغالي يدعوك لتنضم إليه، لتقرن ضعفك بقوته، وجهلك بحكمته، و عدم استحقاقك باستحقاقاته. إن خلاص أولئك الذين انتظروا مجيء المخلص بصبر سيكون مجيدا حقا، الذين كتبت أسمائهم في سفر الحياة.
" لأنه يخبئني في مظلته في يوم الشر. يسترني بستر خيمته. على صخرة يرفعني." (مزمور ٥:٢٧)
" يبلع الموت إلى الأبد ويمسح السيد الرب الدموع عن كل الوجوه وينزع عار شعبه عن كل الأرض لأن يهوه قد تكلم. ويقال في ذلك اليوم هوذا هذا إلهنا انتظرناه فخلّصنا. هذا هو يهوه انتظرناه. نبتهج ونفرح بخلاصه." (إشعياء ٢٥: ٨ -٩)
"ها أنا آتي سريعا.طوبى لمن يحفظ أقوال نبوة هذا الكتاب...طوبى للذين يصنعون وصاياه لكي يكون سلطانهم على شجرة الحياة ويدخلوا من الأبواب إلى المدينة." (رؤيا ٧:٢٢ و ١٤)
مواد ذات صلة: