Print

شفاء السماء

 mountain lake

كيف تحصل على الشفاء؟

لاستيعاب مفاهيم الشفاء، نحتاج أوّلاً إلى معرفة:

لماذا نمرض؟

المرض هو مجهود تبذله الطبيعة لتحرير الجسم من الحالات الناتجة عن مخالفة قوانين الصحة.

ماذا يعني ذلك؟

1. أنَّ أعراض المرض (مثلاً: الألم، الحمّى، والالتهاب) هي محاولات تبذلها الطبيعة للتحسّن.

2. أنَّ المرض يجيء لأننا نخالف نواميس يهوه الطبيعية.

كيف تكون أعراض المرض محاولات تبذلها أجسامنا للتماثل للشفاء؟

ليس المرض حالة سلبية يجب مقاومتها وإخمادها (أي "معالجتها")، وإنَّما هو مجهود دفاعي يقوم به الجسم لوقاية نفسه واسترداد صحته. الألم هو الطريقة التي تخبرنا بها أجسامنا بأنّ هناك خطأ ما. وما الوجع إلاَّ عملية تجديدية، ولا يجب إخماده. إنَّ كلّ مرض حادّ هو مجهود تبذله الطبيعة من أجل التنقية والشفاء. وعندما نقوم بإخماده، يزداد حدَّةً، ثُمَّ لا يلبث أن يصبح مُزمِنًا ويصيب أعضاء الجسم بالتلف.

كيف يكون المرض نتيجة لمخالفة نواميس يهوه الطبيعية؟

يقترح الطبّ أنّنا ضحايا المرض، أنَّ كائنًا عضويًا يهاجمنا، أنّ أحد أعضائنا قد تلف، أنَّنا ابتُلينا بجينات رديئة...الخ. في الواقع، المرض -في أغلب الأحيان- هو نتيجة اختياراتنا الخاصة ولا يعتمد على عوامل خارجة عنtrees سيطرتنا. الكائنات الحية المسبّبة للمرض هي حيوانات تقتات على القمامة؛ أي لا تستطيع أن تعيش في جسم صحّي يتمتّع بنظام مناعة قوي. فليست البكتريا ولا الفيروس ولا العدوى الطفيلية هي السبب الأساسي للمرض، لكن بالأحرى نتيجته. بل إنَّ لويس باستير، واضع نظرية الجراثيم، بدأ يفهم العلاقة الحقيقية بين الجراثيم والمرض في وقت متأخر من حياته، فقال: "الجرثومة لا شيء، إنَّما التربة [حالة الجسم] هي كُلّ شيء،" مما يعني أنَّ الجرثومة لا يمكنها أن تزدهر إلاَّ في بيئة مناسبة.

إنَّ شريعة يهوه مكتوبة بإصبعه على كلّ عصب، وكلّ عضلة، وكلّ إمكانية ائتمن الإنسان عليها. أسّس يهوه -في حكمته- قوانين طبيعية للسيطرة الصحيحة على الملبس والنزعات الغريزية والشهوات، وهو يطالبنا بالطاعة في كلّ بند من هذه البنود؛ ذلك أنَّ حالتنا الصحية مرهونة بهذه الطاعة. إنّ استمتاعنا أو معاناتنا يمكن ردّهما إمّا إلى الطاعة أو إلى تجاوز القانون الطبيعي.

يهوه يحبّ مخلوقاته محبّة رقيقة وقوية في آن واحد. فأسّس نواميس الطبيعة، لكن نواميسه ليست فروضًا تعسفية. وكلّ نهي من نواهيه، سواء في ناموسه الطبيعي أو الأخلاقي، إنَّما يحتوي أو يدلّ على وعد. فإن أطعناه، رافقت البركات كُلّ خطواتنا، وإن عصيناه، كانت النتيجة خطرًا وشقاءً. إنّ تعدّي القانون الطبيعي هو تعدّي شريعة يهوه. ولمّا كانت الخطيّة هي تعدّي الناموس الأخلاقي، فالمرض هو تعدّي الناموس الطبيعي.

قالت فلورِنس نايتِنجايل ذات مرَّة: "ليس هناك أمراض معيّنة، بل حالات مرضية فقط". المرض هو مجرّد الانحراف عن الصحة العادية. أمّا المراعاة الحذرة للقوانين التي غرسها يهوه في كياننا فتضمن الصحّة وتمنع تدهورها. وقد تعهّد يهوه بالمحافظة على عمل هذه الماكينة في حالة صحيحة طالما أطاع الوكيل الإنساني قوانينه وتعاون معه. "إِنْ كُنْتَ تَسْمَعُ لِصَوْتِ يهوه إِلهِكَ، وَتَصْنَعُ الْحَقَّ فِي عَيْنَيْهِ، وَتَصْغَى إِلَى وَصَايَاهُ وَتَحْفَظُ جَمِيعَ فَرَائِضِهِ، فَمَرَضًا مَا ... لاَ أَضَعُ عَلَيْكَ. فَإِنِّي أَنَا يهوه شَافِيكَ" (خروج 15: 26).

عندما ندرك أنَّ المرض نتيجة تجاوز نواميس يهوه الطبيعية، نجد أنَّ العلاج يكمن في تحديد المسبّب. وإن أبعدنا المسبّب حصلنا على العلاج.

فماذا أعمل عندما أمرض؟

إنّ السبب الأعظم لمعاناة الإنسان هو جهل الإنسان كيفية التعامل مع جسمه. ففي حالة المرض، يجب التحقّق من العِلّة، ثُمَّ تغيير الحالات غير الصحّية، وتصحيح العادات الخاطئة. بعد ذلك، يجب إعانة الطبيعة في مجهودها لطرد الشوائب وتجديد الحالات الصحيحة في جسم الإنسان.

برجاء التوضيح.
illness عندما يبلغ سوء استخدام الصحة حدًّا يترتّب عليه المرض، يمكن أن نعمل لأنفسنا ما لا يعمله أحد معنا:
1- أوّلاً نكتشف ما يسبّب المرض؛ لأنّ المرض لا يجيء أبدًا بدون سبب. تَناقش مع نفسك: "ما الذي عملته لأُصاب بالمرض؟". قد يكون من الصعب في البداية تتبّع السبب وربطه بالنتيجة، لكن بالممارسة والدراية الواعية يزداد الأمر سهولة.

وحينئذٍ ستقول مع داود: "أَكْثَرَ مِنَ الشُّيُوخِ فَطِنْتُ، لأَنِّي حَفِظْتُ وَصَايَاكَ" (مزمور 119: 100).

2- نُبعِد المسبِّب؛ أي نتوقّف عن عمل الأشياء التي أمرضتنا.

3- نساعد جهود الجسم في طرد الشوائب باستعمال العلاجات الطبيعية والاتّكال على يهوه.

4- وأخيرًا، لا نسعى إلى معالجة الصعوبات بإضافة عبء الأدوية السامّة.

كيف أحصل على شفاء السماء؟

يتوق المسيح لأن يتعاون العنصر البشري مع الإلهي. فما تقدر القوّة الإنسانية على عمله، لا تُستدعى القوّة الإلهية إلى عمله. يهوه لا يستغني عن تعاون الإنسان، وإنَّما يقوّيه ويُؤازره في استخدامه القدرات والملكات الموهوبة له.

ثَمَّة طرق عديدة لممارسة فنّ الشفاء، لكن ثَمَّة طريقة وحيدة توافق عليها السماء. فأدوية يهوه هي أبسط الوسائل الطبيعية التي لا تُرهِق الأجهزة ولا تضعفها بما لها من خواصّ قويّة. الهواء النقي والماء الصافي، النظافة، النظام الغذائي السليم، طهارة الحياة، والاتّكال الراسخ على يهوه، هي كلها أدوية يموت الآلاف لافتقارهم إليها. لكنَّ الناس انصرفوا عن هذه الأدوية لأنّ استعمالها الماهر يتطلّب مجهودًا، وهو ما لا يهواه الناس. إنَّ الهواء النقي، والرياضة، والماء الصافي، والمَرافق النظيفة الحلوة هي في متناول الجميع، دون تكلفة تذكر، لكن العقاقير غالية الثمن، سواء كان ذلك فيما ننفقه من مواردنا أو في التأثير الناتج على جسمنا البشرى.

والإنسان يُهين يهوه إهانةً كبيرة بالطريقة التي يعامل بها جسمه، وهو لن يُجرِيَ معجزة لصدّ انتهاك منحرف لقوانين الحياة والصحة. قد جعل يهوه من خطته أن يحصد الإنسان بحسب ما زرع.

لكنّنا نكون في جانب الصواب إذا اقترحنا أنَّ الشخص، بعدما يعمل كلّ ما بمقدوره للتفتيش على سبب المرض والتخلّص منه، فتبيّن أنَّ السبب فائق لقدرة الإنسان على استبعاده، حينئذٍ، وإذا كان الهدف الوحيد من الشفاء هو مجد يهوه وحفظ صاياه، فيجوز له -بثقة كاملة ويقين تامّ- أن يطلب من يهوه شفاءه.

مهما يكن من أمر، حينما نعرض طلباتنا بجدية، يجب أن نقول: "وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ" (لوقا 22: 42). وما أدرانا إن كانت البركة التي نرغبها هي أفضل شيء لنا أو لا! لذلك يجب أن تتضمّن صلواتنا هذا الخاطر: "يا يهوه، إذا كان استرداد عافيتي لمجدك، فأنا أطلب ذلك في اسم ياهوشوه . وإلاَّ فلتعطني نعمتك لتعزّيني وحضورك ليعضدني".

ثماني عادات تضمن الصحة الكاملة

فما هي، إذن، الطريقة الوحيدة للحصول على الشفاء الذي توافق عليه السماء؟

هَبْ أنَّ طبيبك أوصاك بتناول ثماني حبّات مختلفة كُلّ يوم لتتحسّن صحتك، وأعطاها لك مجانًا، فهل تجرّبها؟ أغلب الظنّ أنك ستفعل ذلك. أمّا اليوم فأعظم طبيب في الكون يعرض علينا ثمانية أدوية يمكننا تناولها كلّ يوم لنتحسّن وتدوم صحتنا. علاوة على ذلك، هي بسيطة للغاية. فهل نقبل عرضه؟

يستعمل يهوه أسهل الوسائل غالبًا لتحقيق أعظم النتائج. فجُليات العملاق قتلته حصاة صغيرة. لم تأتِ القوّة من الحصاة، بل من إيمان داود وطاعته لله. ونعمان الأبرص شُفِيَ بالاغتسال في نهر الأردنّ، لأنه بطاعته عبّر عن الثقة والطاعة لله. أمّا اليوم فـ"ياهوشوه  المسيح (الذي) هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ" (عبرانيين 13: 8)، الطبيب الحقيقي الوحيد، يودّ أن يُطلِعك على ثمانية أدوية تمنع المرض وتُكسِبك شفاءه الإلهي.

هذه الأدوية أفضل من الأدوية التقليدية التي يقدّمها العالم لأنها: أوّلاً مجانية، وثانيًا تصلح للجميع، وأخيرًا ليس لهما آثار جانبية سيئة (إنَّما آثارها حميدة فقط، مثل: المزيد من الطاقة، المزيد من القدرة على الاحتمال، ذاكرة حادةّ، بشرة أنضر وأكثر شبابا، فقدان الوزن الزائد ... الخ).

كيف يمكن أن تصلح هذه الأدوية الثمانية للجميع؟

رغم اختلافنا بعضنا عن البعض من حيث المظهر، يحكم أجسامنا من الداخل نفس القوانين الطبيعية. ولذلك تفلح نفس الخطة مع كلّ شخص.

فما هي هذه الأدوية الثمانية التي يريد ياهوشوه  إطلاعنا عليها؟

اسمحوا لي بتقديم هذه الأدوية كلٍّ على حِدَة:

 


 

1. مخزوننا المجاني من الفيتامينات

"اَلنُّورُ حُلْوٌ، وَخَيْرٌ لِلْعَيْنَيْنِ أَنْ تَنْظُرَا الشَّمْسَ" (الجامعة 11: 7). هل سبق وتوقّفت لتفكّر كيف تنعدم الحياة من هذه الأرض لو انقطع ضوء الشمس؟ - فما كانت ورقة أو ثمرة لِتنمو، وما كانت زهرة لِتتفتّح. فإنّ حياة كلّ مخلوق تزداد كمالاً كُلَّما تمتّع المخلوق بتأثير الضوء. فإذا حَرمت نباتًا أو حيوانًا من الضوء، مهما حصل على غذاء ورعاية وحرث، فقد لونه أوّلاً، ثمّ نضارته، وأخيرًا تحلّل تمامًا.

خلق يهوه الإنسان ليعيش في العراء بصورة عامة، حيث يمكن للجسم الحصول على إشعاع الشمس بوفرة. والحقيقة أنَّ الإنسان خُلِقَ ووُضِعَ في الجنة لكي تشرق الشمس على كامل جسمه.

يوجد مصنع للمعجزات تحت جلدنا؛ فعندما تمسّ أشعة الشمس فوق البنفسجية البشرة، يبدأ المصنع يعمل. ذلك أنَّ هناك غدّدًا زيتية صغيرة جدًا تحت الجلد تُدعى ستيرولات، عندما تصدمها أشعة الشمس تُشِعّ من داخلها مواد اسمها إرجوستيرولات، ولا تلبث أن تتحوّل هذه إلى فيتامين «د». ثُمَّ تقوم كرات الدم الحمراء، التي تتدفّق بشكل ثابت في الأوعية الدموية الصغيرة جدًا في كافة أنحاء بشرتنا التي تبلغ مساحتها ,0003 بوصة مربّعة، تقوم بنقل هذا الفيتامين إلى كافة أنحاء الجسم.

ويتفرّد فيتامين «د» بأنّه الفيتامين الوحيد الذي يُنتجه البشر ذاتيًا بعد التعرّض للأشعة فوق البنفسجية "ب" الصادرة من الشمس. يختلف فيتامين (د) المُتولَّد من ضوء الشمس على الجلد عن الفيتامينات الأخرى في أنّه يؤثّر على كامل الجسم. أمّا المستقبلات التي تستجيب لهذا الفيتامين فتوجد في كلّ نوع من خلايا الإنسان تقريبًا، من المخّ إلى العظام.

ولا يُعرَف إلى الآن كلّ تأثيرات فيتامين «د» الناتج عن ضوء الشمس على الصحة؛ إنَّما الواضح أنّ للفيتامين قدرة غذائية عظيمة على عمل أشياء كثيرة، منها التالي:

فيتامين «د»:-

كيف أتمتّع بمنافع ضوء الشمس بدون خطر سرطان الجلد أو الشيخوخة قبل الأوان؟

ابدأ بتعريض وجهك وذراعيك ورجليك 10-15 دقائق يوميًا، أو المنطقة المريضة من الجسم. ثُمَّ زِدها إلى 20-30 دقيقة يوميًا. فالجسم يختزن فيتامين د بسهولة لأكثر من أسبوع. لكن اجتنب ضربة الشمس، ولا تستعمل كريمات الوقاية من الشّمس أو مستحضرات السُّمرة.

لتفادي خطر سرطان الجلد، قلّل الدهون الحرّة مثل الزيوت، وأَزِل الدهون الرديئة (ومن ضمنها كلّ الدهون الحيوانية والسمن والدهون المُهَدرجة والأطعمة المقلية). وكذلك تجنّب الأطعمة المقلية بالزبد قليًا سريعًا(سوتيه)، والزيوت النباتية التي يُستعمل التسخين في تحضيرها (يتضمّن هذا كلّ الزيوت النباتية المُكرَّرة تقريبًا). أمّا الزيوت المناسبة للاستعمال فهي زيت جوز الهند البِكر المعصور على البارد، وزيت الزيتون البِكر المعصور على البارد. أضفهما دائمًا إلى الطعام قبل تقديمه مباشرةً .. لا تطبخ الطعام بالزيوت. وفي حالة عدم توفُّر ما سبق، كُل الزيت كما يوجد في الطعام على طبيعته، مثلاً المكسّرات النيئة، والبذور، والأڤوكادو، والزيتون، والذرة، الخ.


2. مُزيل المرض الخفي

sunlightهل تذكر أول شيء عملته حين وُلِدت؟ تنفّست الهواء. قد يعيش الإنسان من 5-6 أسابيع بدون طعام، وبضعة أيام بدون ماء، لكنَّه لا يعيش بدون الهواء سوى بضع دقائق فقط. إن احتياج جسمنا الغذائي الأهم ليس إلى البروتين، ولا الدهون، ولا النشويات، بل الأوكسجين! كما لا يمكن الإبقاء على النار مشتعلة في الفرن بدون كمية هواء كافية، هكذا نيران الحياة في الجسم لا يمكن إبقاؤها بدون وفرة من الأوكسجين في الجسم. كذلك يمكن أن تؤثّر طريقة تنفّسنا تأثيرًا جوهريًا على مظهرنا، ومشاعرنا، ومقاومتنا المرض، بل وعلى فترة حياتنا.

للحصول على دم جيد، يجب أن نتنفّس جيدًا. يملأ الشهيق العميق من الهواء الصافي الرئتين بالأوكسجين؛ فينقّي الدم، ويرسله -وهو تيار الحياة- إلى كلّ جزء في الجسم. التنفس الجيد يُهدِّئ الأعصاب، وينشّط الشهية، ويساعد على تحسين الهضم، ويبعث على النوم العميق والمنعش.

الهواء النقي أفيد للمرضى من الدواء، وهو ألزم لهم من غذائهم. إنهم يتحسّنون ويستعيدون عافيتهم سريعًا عندما يُحرمون من الطعام، و لكن تتدهور صحتهم عندما يُحرَمون من الهواء النقي. فالحياة في الهواء الطلق وسط البيئة الطبيعية المحيطة تصنع العجائب للعاجزين واليائسين من الشفاء. ويمكن شفاء بعض الأمراض عن طريق الهواء السليم. فأنجح علاج للدّرن الرؤي يتطلّب كمية كبيرة جدًا من الهواء النقي للمريض نهارًا وليلاً. يجب توفير شرفات للنوم ولا يجب السماح لمثل هؤلاء المرضى بالدخول إلاَّ في وقت وجبات الطعام والحوائج الأخرى. قد مات آلاف بسبب الافتقار إلى الماء والهواء النقي، ولولا ذلك لعاشوا.

هل تؤثّر وقفتي أو جلستي على تنفّسي؟

يمكن أن تتمدّد الرئتان بشكل صحيح فقط عندما يجلس الشخص ويقف معتدلاً؛ وإلا انضغطت حويصلات الرئتين التي تستوعب الهواء. وما لم تنَل الرئتان كفايتها من الهواء، لا يحصل الدم على كفايته من الأوكسجين؛ وبناءً عليه لا يقوم بعمله بالكفاءة الواجبة. فلتمارس كيف تجلس وتقف معتدلاً - رافع الرأس مستقيم الظهر.

كيف أتأكّد من حصولي على الهواء الكافي؟

يظهر على السطح أنّك عندما تستنشق، يدخل الهواء ثُمَّ يرتدّ إلى الخارج فورًا. في الحقيقية، حوالي واحد على سبعة فقط من الهواء في الخلايا الهوائية للرئتين هو الذي يُستبدل في كلّ نَفَس. فمن المهم ممارسة تمرينات التنفّس العميق يوميًا (يُفضَّل ثلاث مرات يوميًا). احرص على عمل ذلك في الصباح قبل الفطور. خذ نَفَسًا عميقًا بقدر ما تسع رئتاك، واكتمه، ثمّ أطلق الزفير ببطء حتّى النهاية، واكتم نفسك مرَّة ثانية. كرّر هذا حوالي 20 مرَّة. ذلك يساعد دورة الهواء ويخلّص أجهزة الجسم من التُكسينات (السموم المسبّبة للأمراض).

من أفضل الطرق لتعلّم التنفّس العميق (التنفّس الطبيعي) هي أن تستلقي على ظهرك وتضع يدك على بطنك. حين تشهق بعمق يجب أن ترتفع يدك. يجب ممارسة هذا التمرين حتى ترتفع عضلات البطن تلقائيًا كلّ مرَّة تتنفّس فيها. يشير هذا إلى أنّ الرئة تتمدّد بالكامل، مع التأكيد على الجزء الأدنى من الرئة والمنطقة البطنية.

اقضِ أطول وقت ممكن في العراء، ومارس الرياضة دائمًا في الهواء الطلق. أمّا في البيت فمن المهم ضمان تهوية تامّة والكثير من ضوء الشمس. اهتمّ بالتهوية الصحيحة متى كنت في البيت، أو العمل، أو المدرسة، الخ). ويجب حماية دورة الهواء من السموم باستمرار.

تنفّس الهواء النقي وأنت نائم؛ وذلك بفتح النوافذ. حتى في ليالي الشتاء الباردة، ضاعف عدد البطانيات لكن أبقِ النوافذ دائمًا مفتوحة. هَوِّ غرف النوم يوميًا بفتح النوافذ. فعندما ننام في غرفة سيئة التهوية، نصحو شاعرين بالسخونة والإرهاق. يرجع هذا إلى منع الهواء الحيوي، مما يأتي بالمعاناة على نظامنا كلّه.

لا تدخّن التّبغ، وتجنب التدخين السلبي أيضًا. إن بشرتنا تتنفّس، فحاول أن تلبس أقمشة طبيعية فقط (100٪ قطن، أو كتان، أو حرير، أو صوف) على كلّ شيء يمسّ البدن لكي يمكن أن يتنفّس بدون معوقات. اجتنب الدخان وكلّ المواد الكيماوية، ومواد التنظيف، والمذيبات، ومذيلات الطلاء، والمبيدات الحشرية، ومزيلات رائحة العرق. يوجد أفضل هواء عند شواطئ البحار والمحيطات والشلاّلات والعواصف الرعدية والغابات، وعند شروق الشمس؛ فكلّ هذه البيئات الطبيعية تشحن جزيئات الأوكسجين كهربائيًا إلى أيونات سلبية تبعث على الصحة. إلاَّ أنَّ الهواء المنبعث من مكيّفات الهواء ليس الأفضل؛ ذلك بأنَّه إيجابي التأيُّن.

ماذا أفعل إذا كان الهواء باردًا جدًا؟

عندما تشعر بالبرد، لا تكثر من الملابس. إذا أضفت الملابس، فقَلِّل، وعليك بالتمرينات، إذا أمكنك ذلك، لاستعادة الحرارة المطلوبة. إذا لم يمكنك فعلاً القيام بتمرينات رياضية نشطة، دَفّئ نفسك بالمدفأة؛ لكن حالما تدفأ، اخلع عنك ملابسك الإضافية وابتعد عن النار. إذا استطاع أولئك القيام بعمل نشيط لصرف تفكيرهم عن أنفسهم، فسينسوا عمومًا أنّهم أحسّوا بالبرد، ولن يمسهم أذى. يجب أن تُخفِض درجة حرارة الغرفة حالما تستعيد دِفأك الطبيعي. أمّا أصحاب الرئتين الضعيفتين، فليس هناك شيء أسوأ من جوّ زائد التدفئة. ذلك أنَّ الجوّ المُدفّأ إلى درجة مرهقة، يحرم الإنسان من الحيوية ويخدّر المخّ الحسّاس، ويسبّب انكماش الرئتين وخمول الكبد.

ماذا يحدث إذا لم أتنفّس تنفّسًا صحيحًا؟

إذا لم يحصل الجسم على نسبة كافية من الأوكسجين خلال التنفّس الضحل، يتحرّك الدم ببلادة. والفضلات، أي المواد السامّة، التي يجب التخلّص منها عن طريق الزفير من الرئتين، يُحتَفظ به ويتلوّث الدم. ولا تتأثّر الرئتان فقط، بل الكبد والمخ والمعدة أيضًا. كذلك يصفرّ الجلد ويتأخّر الهضم. معروف أنَّ نقص الأوكسجين في الخلايا يسبّب السرطان. وأثبتت التجارب أنّ الخلايا السرطانية لا تستطيع العيش في الدم المُؤَكسَج أكسجة جيدة.

لا يجب اعتبار الهواء عدوًّا، بل بركة ثمينة. يشقى عدد كبير تحت وطأة الفكرة الخاطئة أنهم عندما يصابون بالبرد يجب أن يستبعدوا الهواء الخارجي بعناية، ويرفعوا درجة حرارة غرفتهم حتّى الإفراط. إن ذلك يشوّش نظام الجسم ويجعل المسام تنسدّ بالنفاية. فتعاني الأعضاء الداخلية من الالتهاب، كلٌّ على حسب تأثُّره، لأن الدم تعرّض للتبريد من السطح ثُمَّ انصبّ عليها. في هذا الوقت بالذات، لا يجب حرمان الرئتين من الهواء النقي المنعش. إذا كان الهواء النقي ضروريًا، فهو أكثر ضرورة عندما يتعرّض أيّ جزء من الجسم، كالرئتين أو المعدة، للمرض.

يعاني عدد كبير من الأُسَر من التهاب الحلق، واضطرابات الرئة ومشاكل الكبد، التي جلبها عليهم سوء عملهم. فهم يتنفّسون نفس الهواء مرارًا وتكرارًا، حتى يتشبّع بالشوائب السامّة. من ينتهك صحته بهذه الطريقة، فلا بد أن يعاني من المرض.


3. أفضل شيء تفعله للحفاظ على الشباب الدائم

هل مرّت بك أيام شعرت فيها بأنّك لا تملك الطاقة لعمل ما تحتاج إلى عمله؟ فتنظر إلى أطفالك، وترى مدى نشاطهم، فتتمنّى لو كان لك نصف طاقتهم. ألا تفضّل أن يصف طبيبك شيئًا رخيصًا وبسيطًا له الآثار الجانبية التالية:-

young coupleاعتاد الإنسان أن يعمل في زراعة المحاصيل وحصادها للحصول على الغذاء وتغذية ماشيته. أمّا الحياة الحديثة فأزالت 90٪ من الحركة والتدريب الذي تحتاج إليه أجسامنا لتأدية وظائفها على الوجه الأمثل. ولم نعد محتاجين إلى العمل اليدوي للحصول على الغذاء؛ إنَّما نذهب ببساطة إلى السوق. غير أنَّ مستوى امتصاص الأوكسجين يتحدّد بمستوى العمل البدني.

قد أدّى أسلوب حياتنا المستقرّ إلى جوع مُزمِن للأوكسجين. مما يضطر أعضاءنا وعضلاتنا ومخّنا وأعصابنا الآن إلى الصراع للقيام بمهامها بالرغم من النقص المزمن في هذا العنصر الغذائي الأكثر أهمية. والنتائج واضحة: تدهور جسماني وذهني، وتزايد الأمراض المسبّبة لتلف الأعضاء واشتدادها - وهذا كله نتيجة لأسلوب الحياة الآلية الجديدة، علاوة على التلوث.

على حدّ قول الدكتور وليامز إيفانس، من مركز بحوث التغذية الإنسانية على الشيخوخة: "العديد مما ندعوه مؤشّرات بيولوجية دالّة على الشيخوخة قد تكون في الحقيقة مؤشّرات بيولوجية دالّة على الخمول".

فالصحة المثالية تتطلّب دورة دموية مثالية. وكلما مارسنا الرياضة، تحسّنت دورتنا الدموية. فضلاً عن ذلك، تُنتج التمرينات هرمونات دماغية (تُدعى إِنْدُورْفِينات) تُشعِرنا بالارتياح مثلها مثل الأدوية. فيجوز أن نُدخِل كلّ التغذية اللازمة إلى دمنا، لكن إذا لم نجعل الدم المغذَّى يصل إلى حيث يلزم أن يذهب، وذلك عن طريق التمرين، فلن نستفيد شيئًا.

ما مقدار الرياضة التي يجب عليّ ممارستها؟

مارس الرياضة على الأقل 30 دقيقة يوميًا. المشي السريع جيد. في اليوم الأول ابدأ برنامجًا للمشي بالقدر الذي يريحك، ثُمَّ درّب نفسك على المشي أطول من ذلك تدريجيًا حتّى تصل إلى خمسة أميال (ثمانية كيلومترات) يومًا. إنَّ العمل في الهواء الطلق، في أيّ نشاط مفيد، لهو مصدر ممتاز للتمرين.

في الصحة، سيساعد التمرين الجسم بشكل أفضل على تحمّل المخالفات الغذائية والعوامل المنهكة الأخرى الناجمة عن أسلوب حياة سيء. ولكنّ كُلَّما ساء النظام الغذائي، ازدادت أهميّة التمرينات، مع العِلم بأنّ الإنسان لا يحقّق حينئذٍ إلاَّ حماية جزئية.

التمرينات مهمة جدًا حتّى لو كنت مريضًا جدًا. في هذا الوقت يكون للراحة أهمية خاصّة، لكن احرص على المشي، ومارس تمارين التنفّس كُلّ يوم. فإذا عجزت عن التمرين، استعمل ترامبولينًا. ويجوز أن ينفع التدليك لأنَّه تمرين سلبي. ثَمَّة مجموعة كاملة من تمارين الحركة مفيد أيضا.


4. حمّامنا المهمل

"نَقِّ أَوَّلاً الدَاخِلَ ... لِكَيْ يَكُونَ الخَارِج ... أَيْضًا نَقِيًّا" (مت 23: 26). تتزايد النفاية السامّة في الجسم حين لا نشرب كفايتنا من الماء.health

يحتوي جسم الرضيع حديث الولادة على أكثر من 80٪ ماءً. لكن كمية الماء في الأنسجة تقلّ بتقدّم العمر. علمًا بأنّ جسم الإنسان يتكوّن من الماء نسبة تزيد على 60٪.

عاش البشر 81 يومًا بدون طعام، لكنّهم يموتون في 5 أيام بدون ماء. إذا فقد شخص 5٪ فقط من مائه الكليّ، بدأ يهذي وفقد الاتّجاه وانتفضت عضلاته. وإذا فقد 15٪ من مائه الكليّ، تعرّضت حياته للخطر. أمّا إذا فقد أكثر من 15٪ من سوائل الجسم، فقد يؤدّي ذلك إلى الموت. مع ذلك، لا يملك الجسم نظامَ تخزينٍ للماء للاعتماد عليه في أوقات الحاجة.

إلاَّ أنَّ أجزاء الجسم التي تعاني أكثر من غيرها من الجفاف هي تلك التي بدون دورة أوعية دموية مباشرة، مثل غضاريف المفاصل في الأصابع والركب والفقرات. والآلام المزمنة هي —في أغلب الأحيان— مؤشرات على الجفاف المزمن. عندما يبدأ أيّ مفصل من مفاصلك يرسل إشارة آلام موجعة متقطّعة، يجب أن يخطر على بالك قبل أي شيء آخر: "جسمي بحاجة شديدة إلى الماء". ولكن عندما لا يتمّ تمييز إشارات نقص الماء في غضاريف المفاصل وتفسيرها على الوجه السليم، يصف الأطباء مُسكّنات للآلام تؤدّي كثيرًا إلى الاعتماد على العقاقير الطبية، فتسبّب الإدمان وغيره من النتائج الدائمة الضارة التي تسبب انفصال الغضاريف في عظام المفاصل.

childطبقًا للدّكتور فيريدون باتمنجلدج، فإنّ الجفاف يمكن أن يسبّب المرض: "ليس جفاف الفم الإشارة الوحيدة على الجفاف، والانتظار حتّى تعطش خطأ. الألم في الجسم إنَّما هو نداء يرسله الجسم عند تعرّضه لأزمة الماء. يجب منع العطش. عندما لا يتلقّى الجسم كفايته من الماء ويعاودك الألم، فهذا دليل على الجفاف".

كذلك أوضح الدّكتور باتمنجلدج أنَّ: "الألم المزمن في الجسم الذي لا يمكن تفسيره بسهولة على أنَّه إصابة أو عدوى، يجب تشخيصه -أوّلاً وقبل كل شيء- بأنَّه يشير إلى نقص المياه المزمن في المنطقة التي يُسجَّل فيها الألم. يجب الاهتمام أوّلاً بإشارات الألم هذه و أعتبارها كمؤشرات أساسية على جفاف الجسم قبل إخضاع المريض لأيّ إجراءات معقّدة أخرى".

ما مقدار الماء الذي يجب شربه وكيف أعرف أني شربت كفايتي من الماء؟

waterعلى نقيض الاعتقاد الشائع، ليس العطش مؤشرًا جيدًا. فحين تشعر بالعطش، يكون جسمك قد فقد أكثر من 3٪ من مائه. وإذا كان بولك أصفر فاقع الصفار، فأنت تشرب كمية من الماء أقل مما تحتاجه. إذ يجب أن يكون لون بَوْلك باهتًا قدر المستطاع، أو عديم اللون تقريبًا. إن المداومة على شرب الماء على مدار اليوم مهم لأنه عند تناول كمية ضخمة من الماء، تقوم الكليتان بطرده في الساعات القليلة التالية. لهذا فإنّ شرب الكثير من الماء في وقت واحد ليس الحلّ الأمثل للحصول على حصتك اليومية من الماء. اشرب كوبًا أو كوبين من الماء كلّ ساعة أثناء الاستيقاظ على مدار اليوم.

واشرب أكثر إذا عرقت كثيرًا أو كان الطقس حارًا. وسيساعدك هذا على التحمّل. احمل معك مخزونًا من الماء. ولدى الاستيقاظ، اشرب كوبين في درجة حرارة الغرفة مضافًا إليهما ليمونة معصورة.

ماذا عن "الحمّام" اليومي؟

الضحيّة المحترق الذي دُمّر ما يربو على 50٪ من وظيفة جلده، تقلّ فرصة بقائه على قيد الحياة، وتنوء كليتاه بعبء ضخم بسبب فقد العوامل المساعدة على الطرد بالجلد. نعم، فالجلد بمثابة كُلية ثالثة. إذ أنَّ الشخص العادي الصحيح يتخلّص من حوالي 1 كيلوغرام من الفضلات يوميًا من خلال مسامّ الجلد! والأشخاص الذين يقومون بنشاط جسماني قاسٍ، يطردون كمية أكبر من هذه. من المهم، إذًا، إبقاء المسام مفتوحة وتنظيفها بالاستحمام اليومي.

لا يجب أن يتجاهل الأصحّاء الاستحمام اليومي- مهما كان السبب. فما بال الذين صحتهم متعثّرة، مِمَّن يعانون من شوائب في الدم؟! تنسدّ المسام العديدة، التي يتنفّس منها الجسم، وتمتلئ بالنفاية، ولا يكون الجلد في حالة صحّية. من ثُمَّ يلزم تنظيف الجلد بعناية ودقّة، حتّى تقوم المسام بعملها في تحرير الجسم من الشوائب. لا بُدَّ أنَّ الضعفاء من المرضى يحتاجون إلى فوائد الاستحمام اليومي وبركاته.

showerسواء كان الشخص مريضًا أو معافًى، يتحرّر التنفّس ويسهل إذا واظب على الاستحمام. فبواسطته تلين العضلات، وتدبّ الطاقة في العقل والجسم على حدّ سواء، ويتّقد الفكر، وتنشط كلّ مَلَكة. زِد على ذلك أنَّ الحمّام مهدِّئ للأعصاب. وكذلك يدعم العرق عمومًا، ويعجّل الدورة الدموية، ويتغلّب على الحواجز في النظام، وله تأثير حميد على الكلى والجهاز البولي. يساعد الاستحمام الأمعاء والمعدة والكبد، إذ يمنح الطاقة والحياة الجديدة لكلّ منها. وهم يدعم الهضم، وبدلاً من إصابة النظام بالوهن، يزداد قوةً.

بدلاً من زيادة احتمال الإصابة بالبرد، يحصّن الاستحمام السليم ضدّ البرد، لأن الدورة الدموية تتحسّن، وتستريح الأعضاء البولية، التي تكاد تكون محتقنة، حيث يُصعَد الدم إلى السطح، ويتدفق الدم بأكثر سهولة وانتظام خلال كلّ الأوعية الدموية. تذكّر أن تُنهِي حمّامك أو "دُشّك" دائمًا بالماء البارد، لأن هذا يقوّي الجسم، بينما يُضعِف الجسمَ الانتهاءُ بالماء الدافئ أو الحار.

هل يجب أن أستعمل العلاج بالماء حين أمرض؟ وما مدى فعاليته؟

عناصر الطبيعة بركات من يهوه، وفّرها لنا لتهب الصحة للجسم والذهن والنفس. وهي تُعطَى للأصحّاء لإبقائهم أصحّاء، وللمرضى لجعلهم أصحّاء. العلاجات الطبيعية مثل الاستشفاء بالماء أكثر فعالية في ردّ الصحة من كلّ دواء عقاري في العالم.

خذ حمّامًا حارًا واحدًا في اليوم، ثُمَّ امكث في الحمّام 20 دقيقة. ويجب أن تكون درجة حرارة الماء 43 درجة مئوية، وأتبِعه بدُشّ بارد لمدة 1-3 دقائق. قبل كلّ دش أو حمّام، مشط الجلد و هو جاف بفرشاة صلبة حتى يتورّد الجلد ويدفأ. وليكن تمسيدك بالفرشاة في اتجاه منطقة القلب.

امتلاك حمام بخار في البيت أمر ممتاز. استمتع بحمام بخار مرَّة في اليوم في المرض، أو مرّتين حتّى تتعافى. اجلس على كرسي صغير، وتغطَّ ببطّانية، من الرقبة حتّى القدمين. ثُمَّ ضع طستًا (طشتًا) من الماء المغلي بين قدميك، واستبدل الماء كُلَّما برد بماء أسخن. وابقَ على هذا الوضع عشرين دقيقة، ثُمَّ أَنهىِ جلستك بدشّ بارد لمدة دقيقة إلى دقيقتين.


5. أهم سرّ لمن يريد أن يعمّر حتّى المئة

بعد إجراء دراسة على 2000 من المعمّرين حتّى سنّ المئة لم يوجد بينهم شيء مشترك سوى الاعتدال في كمية الغذاء. وقد بيّنت الملاحظات على الألفي مُعمّر أنَّ كمية الغذاء أهمّ من نوع الغذاء المستهلك للتمتّع بعمر أطول.

longevityيتكلّم الكتاب المقدّس عن الاعتدال الحقيقي في كلّ ما يتعلّق بالحياة، ليس فقط بالغذاء. يعلّمنا الاعتدال الكتابي الاستغناء كليًّا عن كلّ ما هو ضارّ، واستعمال كُلّ ما هو صحّي بتعقّل. يعني ذلك أنّنا يجب أن نتفادى كلّ ما لا يدعم الصحة، ونتمتّع بما يدعمها باعتدال. ولا يقتصر الاعتدال الحقيقي على الأكل والشرب فحسب، بل يتضمّن كلّ ما في الحياة: الاعتدال في النوم، والعمل، واللعب، وأيضا تجنّب التوتّر، والأفكار الرديئة، والغضب، ...الخ. أطِل حياتك بمراقبة نفسك بحذر.

عندما يتعلق الأمر بالنظام الغذائي، لا يجب إدخال شيء إلى جسم الإنسان من شأنه ترك تأثير مؤذ خلفه. يتضمّن الاعتدال الحقيقي في الغذاء الامتناعَ عن كلّ المنشّطات، مثل: المخدّرات؛ التبغ؛ الكحول؛ مشروبات الكافيين - أي: الكولا والمشروبات الغازية؛ الشاي والقهوة؛ والشوكولاته. تجنب أكل جميع اللحوم الحيوانية (البقر، الخنزير، الطيور، الأسماك، ...). إن كان أكل اللحوم مأمونًا من قبل، فهو بالتأكيد غير مأمون الآن. ذلك أنَّ احتمال التعرّض للمرض يزداد عشرة أضعاف بأكل اللحم. السرطانات والأورام وجميع الأمراض الالتهابية سببها الرئيسي أكل اللحوم. يتضمّن ذلك أيضًا تفادي المكونات غير الصحّية التالية:

كُن معتدلاً حتّى في الأشياء الجيدة. لا تفرط في أكل الأطعمة الصحّية. أيّ طعام يؤخذ بإفراط يتحولّ إلى سمّ. عدم الاعتدال في كمية الغذاء الذي يؤكل خطيّة، حتى إذا كانت النوعية لا بأس بها. الإفراط في الأكل هو خطيّة هذا العصر. لا ينجز عدد كبير من أصحاب القدرات الطبيعية الممتازة نصف ما يقدرون عليه لو كانوا معتدلين في كلّ شيء.

تتضمّن العقاقير استعمال الأدوية التي يصفها الطبيب والأدوية التي نشتريها بدون وصف الطبيب. العقاقير مكلّفة، سواء من حيث المال الذي ننفقه أو التأثير الناتج على الجسم. العقاقير لا تعالج أبدًا، إنَّما تغرس في الجسم بذورًا سوف تأتي بحصاد شديد المرارة. أولئك المعتادون على تعاطي العقاقير يخطئون في حقّ ذكائهم ويعرّضون حياتهم الابدية بكاملها للخطر. قد أساء الطبّ إلى عالمنا أكثر مما نفع، فقتل عددًا أكبر ممن ساعدهم أو عالجهم.

يمكن منع العلاج بالعقاقير. على سبيل المثال، يمكن علاج عدد ضخم من مرضى ارتفاع ضغط الدم بدون عقاقير. ولكنّ بعضهم قد يعتمدون في حياتهم اعتمادًا كليًا على هذه العقاقير. أكرر: سبب هذه الاعتمادية إما إهمال الإشارات الأولى لضغط الدم أو علاجها بشكل غير صحيح، وعدم الرغبة في تغيير طريقة غذائنا وأسلوب الحياة اللذين يسبّبان ارتفاع ضغط الدم.

قد ينتشر المرض في أي مكان في الجسم بحيث يتعيّن استعمال المضادات الحيوية. لكنَّ هذا لا يحدث عادةً إلاَّ إذا تجاهل الفرد أول إشارات المرض، أو أُجهِدت طاقة الفرد الحيوية ومناعته الصحية جدًا بسبب التغذية السيّئة أو غيرها من العوامل بحيث لا يعود الجسم قادرًا على علاج نفسه بسرعة تكفي.

ينبغي الاستعانة بالجراحة أو العقاقير أو المضادات الحيوية كحلّ أخير، أو في حالة عدم وجود أي بديل آخر. تبدأ كلّ عمليات المرض في الأصل قبل الاحتياج إلى العقاقير والجراحة بفترة طويلة. فنحن ندفع الجسم بشكل مستمر نحو الكارثة بإهمالنا أو بكبت المرض الحادّ بدايةً من الطفولة المبكرة. ولكن إن أنصتنا إلى لغة المرض وعالجناه بشكل صحيح في بدايته، لمَا احتجنا إلى العقاقير أو الجراحة في أغلب الأحوال.

السبب الرئيسي للإعياء هو النظام الغذائي الخاطئ، والوجبات المتفاوتة، وقلة التمرين البدني. زيادةً على ذلك، يستنزف عدم انتظام الأكل والنوم قدرات المخ. لامتلاك صحة جيدة وللنجاح في بلوغ مستوى عالٍ من التقوى، عليك بالاعتدال في كلّ شيء.

وهناك أناس قد يستفيدون من الامتناع عن الطعام لمدّة يوم أو يومين كلّ أسبوع أكثر من أيّ كمية علاج أو استشارة طبية. فالصوم يوم واحد في الأسبوع سيعود عليهم بمنفعة وفيرة.

"وَكُلُّ مَنْ يُجَاهِدُ يَضْبُطُ نَفْسَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. أَمَّا أُولئِكَ فَلِكَيْ يَأْخُذُوا إِكْلِيلاً يَفْنَى، وَأَمَّا نَحْنُ فَإِكْلِيلاً لاَ يَفْنَى. إِذًا، أَنَا أَرْكُضُ هكَذَا كَأَنَّهُ لَيْسَ عَنْ غَيْرِ يَقِينٍ. هكَذَا أُضَارِبُ كَأَنِّي لاَ أَضْرِبُ الْهَوَاءَ. بَلْ أَقْمَعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ، حَتَّى بَعْدَ مَا كَرَزْتُ لِلآخَرِينَ لاَ أَصِيرُ أَنَا نَفْسِي مَرْفُوضًا" (1كورنثوس 9: 25-27).

يطالبنا يهوه بالاعتدال في كلّ شيء. ما لم نزاول الاعتدال الحقيقي، فلن نخضع، بل ولن نستطيع أن نخضع، لتأثير الحقّ المُقدِّس. تؤدي عادات الأكل والشرب الخاطئة إلى التفكير والتصرف الخاطئين. ما لم نتحرّر من عبودية كلّ عادة، فلن يمكننا أن نكون خدامًا حقيقيين، مطيعين للمسيح.


6. الغذاء المثالي

يزداد الوعي، ونحن محاطون بسمّيات متزايدة في غذائنا وبيئتنا، بأنّ تناول وجبة نقية وصحّية أهمّ من أي وقت مضى.

ولنتعرف على أفضل الأطعمة، يجب أن ندرس خطة يهوه الأصلية لنظام البشر الغذائي. مَن خلق الإنسان ويفهم حاجاته، عيّن لآدم غذاءه: إذ تشكّل الخضراوات، والفاكهة، والحبوب، والمكسّرات الوجبة التي اختارها لنا خالقنا. "إِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُكُمْ كُلَّ بَقْل يُبْزِرُ بِزْرًا عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ، وَكُلَّ شَجَرٍ فِيهِ ثَمَرُ شَجَرٍ يُبْزِرُ بِزْرًا لَكُمْ يَكُونُ طَعَامًا" (تكوين 1: 29).

"fruits and vegetablesيمكن ربط القَتَلة الثلاثة الرئيسيين في المجتمع الحديث- أي مرض الشريان التاجي، والسرطان، والسّكتة- بما يأكله الناس ويشربونه" (الدّكتور ب. هِتزِل، رئيس قسم ومؤسسة التغذية الإنسانية، وأستاذ الطبّ الاجتماعي والوقائي بجامعة موناش).

طبقًا للأكاديمية الوطنية للعلوم، فإنّ 60٪ من جميع أمراض السرطان عند النساء، و40٪ عند الرجال، سببها عوامل غذائية وأخرى متعلّقة بالنظام الغذائي.

أعطى يهوه أبوينا الأوّلَين الغذاء الذي صمّمه لإطعام الجنس البشري. وكان أخذ حياة أيّ مخلوق يتناقض مع خطته. وكان المقصود ألاَّ يوجد موت في عدن. فكانت فاكهة الأشجار في الجنة هي ما يحتاج إليه الإنسان في غذائه. أعطاهما الخالق الكريم أدلّة على جوده وحبّه في تزويدهم بالفاكهة والخضراوات والحبوب وأنواع المكسّرات، وفي جعل الأرض تنتج كلّ انواع الأشجار لمنفعتهم وإبهاجهم. ولم تبدأ الحيوانات تأكل الحيوانات إلاَّ بعد الخطيّة، والإنسان يأكل الحيوانات، ضدّ إرادة يهوه.

لم يرخّص يهوه للإنسان أكل الطعام الحيواني إلاَّ بعد الطوفان. فكلّ ما كان يقتات عليه الإنسان قد تحطّم. لذلك سمح يهوه لنوح بالأكل من الحيوانات الطاهرة التي أخذها معه إلى الفلك. لكن الطعام الحيواني ما كان قط أصحّ الأطعمة. من الجدير بالملاحظة أنَّه بدخول اللحوم ضمن الوجبة الغذائية، قصر عمر الإنسان بشدّة بعد الطوفان. كان متوسط عمره قبل الطوفان 912 سنة، أمّا بعده فصار 350 سنة فقط. ثُمَّ تدهور حال الاجيال المتعاقبة بعد الطوفان بسرعة أكثر. علاوةً على ذلك، أعطى يهوه أوامر مشدَّدة بتناول أيّ لحم بدون الدهن وبدون الدم (لاويين 3: 17) وهو ألذّ جزء في اللحم!

healthy dietعندما أخرج يهوه شعب إسرائيل من مصر بعد 400 سنة من العبودية، أعطاهم نظامًا غذائيًا نباتيًا: "وَأَكَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الْمَنَّ أَرْبَعِينَ سَنَةً حَتَّى جَاءُوا إِلَى أَرْضٍ عَامِرَةٍ. أَكَلُوا الْمَنَّ حَتَّى جَاءُوا إِلَى طَرَفِ أَرْضِ كَنْعَانَ" (خروج 16: 35). هل توقّفت قطّ لتفكّر كيف كان يمكن لله أن يوفّر لهم اللحم بنفس السهولة التي وفّر بها المن، ولكنه ربط هذا بتقييد لخيرهم؟ وكان غرضه تجهيزهم بطعام يتناسب مع حاجتهم أفضل مما تعودوا عليه في مصر. وكان يجب تعويد الشهية المنحرفة على حالة أكثر صِحّية، لكي يتمتّعوا بالغذاء المُجهَّز أصلا للإنسان: أي ثمار الأرض. ولهذا السبب حُرِم بنو إسرائيل، إلى حدّ بعيد، من الطعام الحيواني.

كُل الكثير من الخضراوت (خاصة الاوراق الخضراء الداكنة اللون)، والفواكه، والحبوب الكاملة، والمكسرات والبذور، والبقول، والفاصوليا بأنواعها والفول، والبازِلاّء وهي طازجة بقدر الإمكان. ويُحبَّذ الفواكه والخضر الطازجة.

اقتراحات وجبة الطعام:
وجبة الطعام التي أساسها الخضر يمكن أن تتضمّن: نشا غذائي كامل (بطاطس، بطاطا، أرزبني، دَخْن، قلقاس، الذرة، القرع، المكرونة المصنوعة من حبوب كاملة ...الخ). احرص على إعداد طبخة كبيرة من الخضر الورقية
natural remedies - fruitالخضراء الغامقة، في موسمها، مع خضر مطبوخة أخرى. جهّز سلطتك آخِر الكل لكن قدّمها أوّل الكلّ، وأعدّ كمية كبيرة منها. (يمكن أن تتكوّن السلطة من أوراق الكرنب والخس والكرفس المُقطّعة، والجزر والخيار والفجل المبشور، والفلفل لأخضر والطماطم، و/أو البصل).
salad يمكن أن تكون تحيقة السلطة عبارة عن عصير ليمون، زبدة البندق أو البذور، زيت الزيتون و/أو أي أعشاب تفضّلها. الخضر الملوّنة أفضل؛ ذلك أنَّ اللون يأتي من مواد كيماوية تدعى مانعات التأكسد، وهي تتغذّى على الشوارد الحرة بشدة. كُل ما يسهل هضمه أوّلاً (مثلاً: السلطات والشوربة)، وانتهِ بالأطعمة الثقيلة، لأن أول شيء يؤكل هو أول شيء يهضم. يمكن أن تتناول انواع مختلفة من البقول (كالعدس، الحمص الفاصوليا البيضاء، الفول، اللوبيا.

natural remediesيمكن أن تتضمّن وجبة طعام الفاكهة: نوعًا أو نوعين من الفاكهة مع أحد الحبوب الكاملة المطبوخة (كالخبز الاسمر أو عيش السن، البليلة، الأرز البني، الشَّعِير، الدُّخْن، طحين الذرة، الخ) مع نوع من التسالي أو المكسّرات النية (كبذور السمسم، اللب الابيض، اللب السوبر، لب عباد الشمس، اللوز، البندق، الجوز، الفستق، الكاجو، الفول السوداني، وبذر الكتان، الخ)

يجب أن تقنعنا الأبحاث الحديثة، التي تؤكّد منافع الكربوهيدرات المعقّدة، بأنّ الفطور التقليدي الذي أساسه الحبوب (حبوب كاملة مطبوخة) لا يزال مثاليًا: مثل الشوفان المطبوخ، الأرزّ البني، طحين الذرة، الحنطة السوداء، الدخن، البزور غير المقشورة، وخبز الحبوب غير المقشورة ... الخ.

عندما يُرهَق الذهن بشكل ثابت، ويقل التدريب البدني، يجب الاقتصاد حتّى في تناول الأطعمة البسيطة. وكثيرًا ما أراحت وجبة الفاكهة لمدّة بضعة أيام أولئك العاملين بأذهانهم.
وإذا لم تزل وجبة العشاء مرغوبة، فيجب أن تكون أخفّ وجبة طعام في اليوم ويمكن أن تشتمل على عصير فاكهة طبيعية أو بعض الفاكهة مع خبز مُحمّص من حبوب غير مقشورة.

كيف أغيّر عادات أكلي؟

قد يشمئزّ بعض الناس من فكرة تقييد الغذاء إلى هذا الحدّ. ولكن الشخص الذي عانى من المرض المزمن وجرّب الكثير من الأدوية بدون فائدة دائمة، وقاسى الألم والمرض، لن يتورّع عن الخضوع لأي درجة من الانضباط الذوقي إذا تأكّد من أن التضحية ستضمن النتيجة المنشودة.

أمّا الأشخاص الذين أشبعوا شهيتهم في أكل اللحوم والأطعمة المهيجة والحلوى، فلا يستطيعون الاستمتاع فورًا بغذاء بسيط وصحي ومغذّي. فقد فسد مذاقهم جدًا بحيث لم يعودوا يستمتعون بوجبة من الأطعمة النباتية الصرف. فإذا لم يستطيعوا الاستمتاع بالطعام البسيط في بادئ الأمر، يجب أن يصوموا حتى يمكنهم ذلك. وسيثبُت لهم أن الصوم ذو منفعة أعظم من الدواء، لأنَّ المعدة المرهَقة ستجد الاستراحة التي طالما احتاجت إليها، وحينئذٍ يمكن إشباع الجوع إشباعًا حقيقيًا بحمية بسيطة. "اَلنَّفْسُ الشَّبْعَانَةُ تَدُوسُ الْعَسَلَ، وَلِلنَّفْسِ الْجَائِعَةِ كُلُّ مُرٍّ حُلْوٌ" (أمثال 27: 7).

سيستغرق الأمر وقتًا ليتعافى المذاق من الانتهاكات التي لحقت به ويعود فيكتسب نشاطه الطبيعي. لكن المثابرة في سبيل إنكار الذّات والامتناع عن الأكل والشرب ستجعل الغذاء البسيط والمفيد سائغ المذاق، وسرعان ما سيُلتَهم بسرعة أكثر مما يلتهم الذَّوَّاقَة أطايبه الشهية. في كلّ الحالات، عَوِّد الضمير، واستعِن بالإرادة، و تناول الطعام المفيد والجيد، فيحدث التغيير بسهولة، وسرعان ما تتوقّف المطالبة باللحم.

لا تعرّضي البيت للتجربة. أبقي كلّ المنتجات الحيوانية والأطعمة عديمة القيمة الغذائية خارج البيت. "لاَ تَصْنَعُوا تَدْبِيرًا لِلْجَسَدِ لأَجْلِ الشَّهَوَاتِ" (رومية 13: 14). بشكل مؤقت على الأقل، وإن لم يكن على الدوام، قلّلي الاختلاط بالأصدقاء وأفراد العائلة الذين يشجّعون على الأكل غير الصحّي. "اَلْمُسَايِرُ الْحُكَمَاءَ يَصِيرُ حَكِيمًا، وَرَفِيقُ الْجُهَّالِ يُضَرُّ" (أمثال 13: 20). وإذا علمت أنّك ستخرج مع بعض الأصدقاء الذين سيغرونك على التدخين، أو ستذهب إلى بيت عائلة معيّنة وسيغرونك على أكل اللحم، فلا تذهب. استعمل الفرامل (الكابح)، وسيطر على شهيتك بصرامة، ثُمَّ سلّم أمرك إلى يهوه. ولا يجب إضعاف أو هدم جدران ضبط النفس والانضباط الذاتي بأية حالة.

healthy dietيمكن تعديل العديد من الأطباق المفضّلة لتصبح صحّية. حافظي على بساطة الوجبات. وأكثري من تناول أطعمتِك المفضّلة؛ فالعديد من الناس لا يضايقهم تناول أطباقهم المفضّلة عدّة مرات في الأسبوع. وإذا كانت عائلتِك غير نباتية، فلا تطبخي وجبتَي طعام؛ بل ضعي اللحم ومنتجات الألبان جانبًا. فقدّمي مثلاً الأرز الأسمر مع الخضر، مضافًا إليهما اللحم. يجب أن تُعدّ الأطباق بحيث تفتح الشهية وتكون مبهجة للنظر.

استعيني بتعاون عائلتِك. دَعِي أطفالِك يشاركون في كلّ مراحل تحضير الطعام، من زرع الخضراوات أو شراء البقالة، إلى تقطيع الخضار أو خلط العجين. أثني عليهم وشجّعيهم على تحضير الطعام. فعندما يساعدون في تحضير وجبة الطعام، يكونون أكثر ميلاً إلى الإعجاب بالطعام. كذلك داومي وأنتِ في المطبخ على تعليم الأطفال عن التغذية بصورة نشيطة، موضّحةً أسباب تغيير نظام العائلة الغذائي.

قبل النوم، اختاري ما ستأكلونه في اليوم التالي وأعدّي مقدمًا ما تقدرين عليه. إذا فشلتِ في التخطيط، فقد خطّطتي للفشل! خطّطي وجبات طعامك وقائمة مشترياتك قبل الموعد بثلاثة إلى أربعة أيام أو حتّى أسبوع.

واطبخي لعدّة أيام. ضاعفي المقادير وجمّدي نصف الكمية (يجوز تجميد الفول، الحساء، القُرَص، وصلصات الطماطم.) وفّري الطعام دائمًا؛ واتركي فاكهة وخضارًا مقطّعًا وجاهزًا للأكل في الثلاجة. ولتوضع الفاكهة على السفرة بوفرة. ليكن مطبخك مزوّدًا بعديد من الاطعمة الصحّية.

لا تنخدعوا في البداية إذا قلّت طاقتكم. فالطعام والشراب الأقل قيمة والذي يحتوي على اللحوم والكافين والسكر والتوابل والملح الزائد، يميل إلى تحفيز الجسم أكثر من الأطعمة الأعلى قيمة. وبالتالي، يُنتِج سحب هذه الأطعمة المحفّزة مرحلةَ ارتياح أبطأ للقلب تُسجَّل في الدماغ على أنَّها نقص في الطاقة.

كلّ ما نحتاج إلى معرفته عن الأكل

الأكل ضرورة، لكن الأكل بذكاء فنّ. إن كيفية الأكل ومواعيد الأكل، إن لم تكن أكثر أهميّة من الأكل نفسه، فهي مساوية له في الأهمية. فيما يلي المبادئ الأساسية لعادات الأكل المُثلى:

أهمية المضغ

healthy eating habitsقيل إنَّه يجب مضغ شرابك وشرب طعامك! فلا تعتمد المنفعة المستمدّة من الطعام كثيرًا على الكمية المأكولة بل على هضمه التامّ؛ كما لا يعتمد إرضاء المذاق كثيرًا على كمية الطعام المبلوع بل على طول وقت بقائه في الفم. يبدأ الهضم في الفم، حيث يسمح المضغ التامّ للإنزيمات الهضمية في اللعاب بالاختلاط تمامًا بالطعام، وهي خطوة أولى ضرورية للهضم المثالي.

لضمان هضم الطعام هضمًا صحّيًا يجب أكله ببطء. كُلَّ من تمنىَّ تفادي عُسر الهضم، وأدرك ضرورة الحفاظ على كلّ قدراته في حالة تمكّنه من أداء أفضل خدمة لله، يصنع حسنًا إذا تذكّر هذا. إذا كان وقت تناولنا الطعام محدودًا، فلا يجب أن نبلع طعامنا، بل بالأحرى نأكل أقل، ونمضغ ببطء. أمّا أولئك المنفعلون، أو القلقون، أو المستعجلون، فيصنعون حسنًا إذا امتنعوا عن الأكل حتّى يجدوا الراحة أو الترويح، لأن القدرات الحيوية المُنهَكة بشدّة لا تستطيع توفير السوائل الهضمية الضرورية.

والعلكة (اللِّبَان) أيضًا من "الممنوعات" لأنها ترهق الغدّد اللعابية؛ ذلك أن الفم يواصل إنتاج اللعاب أثناء المضغ.

تناوَل فطورًا جيدًا
family meal time من عادات المجتمع وتقاليده تناول فطور خفيف، لكن هذا ليس أفضل طريقة للتعامل مع المعدة. ففي وقت الفطور، تكون المعدة في حالة أفضل للتعامل مع الطعام أكثر من وجبة الطعام الثانية أو الثالثة. من الخطأ الاعتياد على أكل فطور خفيف وعشاء كبير. اجعل فطورك أقوى وجبة مشبعة في اليوم.

وجبتين طعام أفضل من ثلاثة

"وَكَانَتِ الْغِرْبَانُ تَأْتِي إِلَيْهِ بِخُبْزٍ وَلَحْمٍ صَبَاحًا، وَبِخُبْزٍ وَلَحْمٍ مَسَاءً، وَكَانَ يَشْرَبُ مِنَ النَّهْرِ" (1ملوك 17: 6).

قد تَبيّن أنَّ المواظبة على أكل وجبتي طعام فقط في اليوم أفيد عمومًا للصحة. وأولئك الذين يغيّرون نظامهم الغذائي من ثلاث وجبات إلى وجبتين في اليوم، سيصابون بالإعياء في بادئ الأمر، خصوصًا قرب وقت تناولهم وجبة طعامهم الثالثة المعتاد. لكن إذا ثابروا لفترة قصيرة، اختفى هذا الوَهَن.

لكن قد يحتاج البعض في ظروف معينة إلى وجبة طعام ثالثة. إنما يجب أن تكون هذه الوجبة خفيفة، وتتكوّن من طعام سهل الهضم. عصير الفواكه الطازجة أو خبز محمّص مع الفاكهة هو أفضل طعام مناسب لوجبة الطعام المسائية.

من خمس إلى ستّ ساعات بين وجبات الطعام

clockلا يجب تناول وجبة طعام ثانية حتّى يتسنّى للمعدة استرداد عافيتها من هضم وجبة الطعام السابقة. يجب أن يتخلّل وجبات الطعام من خمس إلى ستّ ساعات على الأقل؛ وغالبية الأشخاص الذين يجرّبون هذا النظام سيجدون أنَّ وجبتي طعام في اليوم أفضل من ثلاثة.

الأكل قبل النوم «ممنوع» نحن لسنا حيوانات ليلية؛ فعندما ننام يتباطأ ميتابوليزم الجسم (أى التغيير الكيميائى فى الخلايا الحية) بالكامل. يجعل وضعُ الاتّكاء وزنَ الأعضاء الداخلية يضغط على الضفائر العصبية الكبرى على جانبي العمود الفقري ويوقف الآلية التي تعمل على تنشيط المنطقة المعوية. وحتى بين الساعة 2:00 الى3:30 صباحًا تنخفض درجة حرارة جسمنا وتقل طاقتنا.

milk and cookiesعندما نضطجع في الليل، يجب أن تكون المعدة قد أتمّت عملها كلّه، كي تتمتّع بالراحة مثلها مثل سائر أجزاء الجسم الأخرى. لكن إذا فُرِض عليها مزيد من الطعام، اضطرت الأعضاء الهضمية إلى التحرّك ثانيةً لأداء نفس نوبة العمل خلال ساعات النوم. ينتاب نوم أولئك -في أغلب الأحيان- أحلامٌ مزعجةٌ غير سارة، وفي الصباح ينهضون غير منتعشين.

يطلق الكثيرون العِنان لعادة خبيثة: هي الأكل قبل الخلود إلى النوم مباشرةً. ربّما يكونون قد تناولوا وجباتهم المعتادة، ولكن لأنهم يشعرون بالوهن، يعتقدون أنّه يجب عليهم تناول العشاء. إنّ إطلاق العنان لهذه الممارسة الخاطئة يحوّلها إلى عادة. وهم يشعرون كما لو أنّهم لا يستطيعون النوم بدون طعام. يكون هذا الوَهَن في الكثير من الحالات نتيجة إرهاق الأعضاء الهضمية بشدّة خلال اليوم في التخلّص من كميات الطعام الهائلة المفروضة عليها. فتحتاج هذه الأعضاء إلى فترة كاملة من الراحة، وذلك لاستعادة طاقاتها المستنزفة.

عندما يتحوّل تناول الطعام قبل النوم إلى عادة، تفقد الأعضاء الهضمية حيويتها الطبيعية ويجد الشخص نفسه مُتخَمًا بائسًا. ولا يؤثّر تجاوز نواميس الطبيعة سلبيًا على المتجاوِز وحده، بل يعاني الآخرون معه بطريقة أو بأخرى. فليتناول أي واحد وجبة تهيّجه بأية طريقة من الطرق، وسترون كيف يظهر عليه نفاد الصبر بسرعة!

إذا شعرتَ بأنّك يجب أن تأكل في الليل، فلتتناول شربة ماء بارد، وفي الصباح ستكون أفضل حالاً لعدم تناولك طعامًا.

كُل في أوقات منتظمة

"لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ، وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ وَقْتٌ" (الجامعة 3: 1).

إنَّ تناوُل وجبات طعامك في نفس الوقت من كلّ يوم ينظّم ويتحكّم في الإشارات الداخلية للشهية والجوع والشبع. إنك تضر صحتك كثيرًا بالإفراط في الأكل وبالأكل في أوقات غير صحيحة. هذا يقلّل من وصول الدم إلى الدماغ، فيختلّ العقل وتفقد السيطرة الصحيحة على نفسك- "أَطْعِمْنِي خُبْزَ فَرِيضَتِي، لِئَلاَّ أَشْبَعَ وَأَكْفُرَ" (أمثال 30: 8،9)

في إحدى الدراسات مُنِح المُجرَى عليهم الاختبار وجبات طعام منتظمة لمدة أسبوعين، وبعد ذلك وجبات طعام غير منتظمة لمدة أسبوعين آخرين. فيما يلي بعض الفوائد التي خرجت بها الدراسة عندما أكل الناس وجبات طعام منتظمة في مقابل أوقات الأكل غير المنتظمة:

يمكن أن تساعدنا كلّ هذه المنافع في الحفاظ على وزن صحّي بسهولة، وتحسين مستويات الكولسترول، وتحسين مستويات الأنسولين، مما يترك أثرًا إيجابيًا على صحتنا.

فإذا واظبنا على عادات منتظمة ومرتّبة، تحسّنت صحتنا، وموقفنا الذهني، وذاكرتنا، ومزاجنا العامّ. من واجبنا مراعاة قواعد صارمة في كلّ العادات في الحياة. فهذا لمصلحتنا الخاصة .. جسديًا وأخلاقيًا على السواء.

«التصبيرة» بين الوجبات

إنَّ الملك الذي لا يستطيع التحكم في نظامه الغذائي لا يمكنه التحكم في مملكته بسلام وهدوء. "طُوبَى لَكِ أَيَّتُهَا الأَرْضُ إِذَا كَانَ مَلِكُكِ ابْنَ شُرَفَاءَ، وَرُؤَسَاؤُكِ يَأْكُلُونَ فِي الْوَقْتِ لِلْقُوَّةِ لاَ لِلسَُّكْرِ!" (الجامعة 10: 17). عدم child eating an apple

الانتظام في الأكل يفسد النشاط الصحّي للأعضاء الهضمية، فيعود ذلك بالضرر على صحة الإنسان وإقباله على الحياة.

يجب أن يكون الحدّ الأعلى لما نتناوله في اليوم ثلاث وجبات .. ولا شيء بينها - ولا حتّى تفاحة. أولئك الذين يتجاوزن ذلك الحدّ ينتهكون نواميس الطبيعة وسيعانون من العقوبة.

"مَنْ يَحْفَظُ فَمَهُ يَحْفَظُ نَفْسَهُ. مَنْ يَشْحَرْ (أي يفغر) شَفَتَيْهِ فَلَهُ هَلاَكٌ" (أمثال 13: 3).

مزيدًا من التنويع في الطعام لكن تنويعًا أقل في كلّ وجبة

لا يجب تناول العديد من أنواع الطعام في الوجبة الواحدة، كما لا يجب أن تتكوّن كلّ الوجبات من نفس نوع الطعام بدون اختلاف. بل يجب أن يُهيَّأ الطعام ببساطة، ولكن بتأنّق يفتح الشهية. كلما كانت وجبتنا أبسط، زادت منفعتها لنا.

هناك أدلة كثيرة على أنه كلما كانت أكلتنا بسيطة وقلت الأطعمة التي نخلطها في نفس الوجبة، تحسّن هضمنا وأستفادتنا من الغذاء، وبالتالي قَوِيَت صحتنا. يتطلّب كلّ طعام مجموعة إنزيمات هضمية مختلفة، ولذلك يؤدي خلط الكثير من الأطعمة في نفس الوقت إلى قلة كفاءة الهضم.

health food

يتمسّك أكثر الناس بالوهم القائل بأنّ تنوع الأطعمة ضروري للصحة الجيدة. لكن عند وصف الصحة الممتازة والمظهر الفتيّ للهنود الحُمر، كتب بنيامين راش سنة 1776: "… ربّما يتحقّق فيهم المثل القديم: "الطبيعة ترتضي بالقليل". كلّ الأطعمة المختلطة والمعقّدة ضارة بصحة البشر. حتّى الحيوانات البكماء لا تأكل مثل هذا الخليط الذي يوضع -في أغلب الأحيان- في المعدة الإنسانية.

إن التنويع والخلط بين اللحوم والخضر والفاكهة والنبيذ والشاي والقهوة والكعك والفطائر الدسمة هما اللذان يفسدان المعدة ويضعان البشر في وضع العاجزين مع كلّ التأثيرات الكريهة للمرض على المِزاج. إن الحلويات والمهلبية والكعك والخضر، إذا قُدِّمت كلها في وجبة واحدة، سبّبت اضطرابًا في المعدة. كذلك يستهلك تقديم تشكيلة كبيرة من عدة أطعمة وقتًا ومالاً وعملاً كثيرًا، بدون تحقيق أيّ منفعة. قد تكون وجبة الطعام المؤلَّفة من نصف دستة من الأطباق مطابقة لذوق العصر، لكنها عادة مدمّرة للصحة. إنه ذوق ينبغي على الرجال والنساء العقلاء إدانته .. بالنصيحة والقدوة على حدٍّ سواء.

الكمية المفرطة من الطعام المأكول، أو الخلط غير الصحيح، يؤدي عملاً ضارًّا. وعبثًا يقوم الجسم بإرسال تحذيرات مسبقة، فتكون المعاناة هي النتيجة. ثُمَّ يحلّ المرض محلّ الصحة.

إيّاكم والإكثار من التنوّع في وجبة الطعام: ثلاثة أو أربعة أطباق تكفي. وإذا كان عملك يتطلب الجلوس، فعليك بالتمرين كلّ يوم، وفي كلّ وجبة لا تأكل أكثر من نوعين أو ثلاثة أنواع من الطعام البسيط، ولا تتناول منه إلا ما يسدّ الجوع فحسب.

خلط الطعام خلطًا صحيحًا

من المفيد جدًا التسلّح بالمعرفة فيما يتعلق بخلط الطعام خلطًا صحيحًا، وينبغي قبولها كحكمة من يهوه. هنالك طريقة لخلط الطعام وإعداده بحيث يكون مفيدًا ومغذّيًا على السواء. يجب أن يفهم أولئك الذين يطبخون كيفية عمل هذا. ويجب أن تُعالَج المسألة من وجهة نظر الكتاب المقدّس. فهناك ما يطلق عليه حرمان الجسم من التغذية. يجب أن يصير تحضير الطعام بأفضل أسلوب ممكن عِلمًا. من المهم أن يُعدّ الطعام بعناية، بحيث تستمتع به الشهية، طالما أنها لم تفسد بعد. وليس لأنه من مبدأنا رفض استعمال كلّ المنتجات الحيوانية والأطعمة المصنّعة التي تفسد الصحة، أن يظنّ البعض أنّ ما نأكله لا يهم كثيرًا أو قليلاً.

• لا تخلط الفاكهة بالخضراوات

vegetarian mealليس حسنًا أن تأكل الفاكهة والخضراوات في نفس الوجبة. فالفاكهة والخضراوات إذا امتزجا في وجبة واحدة أنتجا حموضة في المعدة. ويترتّب على ذلك تلوّث الدم وعدم صفاء العقل لأن الهضم لم يكتمل. وإذا كان الهضم ضعيفًا، فيسبّب استعمالُ الصنفين معًا -في أغلب الأحيان- التوتر وعدم القدرة على بذل الجهد العقلي. يُحبَّذ تناول الفاكهة في وجبة، والخضراوات في وجبة أخرى.

fruitلا تتناول الفاكهة بعد الوجبات

يُنصح بالفاكهة لا سيما لخواصها الباعثة على الصحة، لكن لا يجب أكلها بعد وجبة كاملة من الأطعمة الأخرى. فالفاكهة تُهضم بسرعة، وعند تناولها بعد وجبة كاملة تسبّب اختمارًا في المعدة.

health foodوازن بين الطعام النيّ والمطبوخ، وبين القلوي والحمضي

لأن العناصر الغذائية تتجاوب بشكل مختلف مع الطبخ، فإنّ الوجبة الغنية بأنواع شتّى من الغذاء المطبوخ وغير المطبوخ هي الأفضل.
للحفاظ على الصحة و زيادة القوّة، تجنّب الطبخ الزائد الذي ملأ العالم بالعاجزين. إنّ الطعام الذي أعطاه يهوه لآدم في حالة براءته هو الأفضل للإنسان وهو يسعى إلى استرداد تلك الحالة البريئة. يجب أن يكون الطعام بسيطًا جدًا بحيث لا يستغرق تحضيره وقت الأمّ كلّه. إن الطبخ الكثير ليس ضروريًا على الإطلاق. وكذلك لا يجب أن يفتقر طعامنا إلى النوعية أو الكمية.

يجب أن يشمل 75٪ من غذائنا على طعام قلوي في الوضع المثالي. أما إذا كنت معتلاًّ، فيجب أن تتكوّن حميتك على الأقل من 90٪ من الأطعمة القلوية. يعود أكل الكثير من الأطعمة المنتجة للحمض بالمرض، بينما تتغلّب الأطعمة القلوية على المرض وتساعد على منعه. أكثر الفاكهة والخضراوات قلوية. وأكثر الحبوب والبقوليات والمكسّرات والبذور حمضية جدًا. وكلّ البروتينات الحيوانية، ومنها المأكولات البحرية واللحوم ومنتجات الألبان، حمضية جدًا. لا يترعرع السرطان وعدّة أمراض أخرى إلا في بيئة حمضية.

الشرب بين الوجبات

توقّف عن الشرب قبل وجبة الطعام بحوالي ثلاثين دقيقة وانتظر قُرابة ساعة واحدة بعدها. لا يجب "تبليع" الطعام بالماء. فكلَّما ازدادت السوائل الداخلة إلى المعدة مع الوجبات، ازدادت صعوبة هضم الطعام لأنّ السوائل يجب أن تُمتَصّ أولاً. كلَّما أقللنا من الشرب أثناء الوجبات، كان أفضل؛ ذلك أنّ جفاف طعامنا يوفّر الحافز الضروري لإفراز اللعاب والعصارات المعوية والمعدية. أما زيادة السوائل في القناة الهضمية فتتدخّل في عمل الغدّد المُفرِزة له، وذلك بتخفيف الإفرازات waterوإضعاف جودة الهضم.

لتحسين الهضم بتكثيف بطانة المعدة، يُنصَح بشرب 1-2 كوب من الماء الفاتر قبل كلّ وجبة بنصف ساعة.

• تجنب الأطعمة المالحة

لا تُكثِر من الأطعمة المالحة- تخلَّ عن المخللات كثيرة التوابل، وأبعد الأطعمة المهيجة عن المعدة. تناول وجبات من الفاكهة فيهدأ التهيُّج الذي يدعو إلى الإكثار من الشرب.
food إذا كنت تحتاج إلى شيء لتروي ظمأك، فالماء الصافي هو كلّ ما تحتاجه الطبيعة. إياك والكحوليات أو الشاي أو القهوة أو الكاكاو أو الصودا أو عصائر الفاكهة المُحلاّة بالسكَّر.

ليس ساخنا جدًا؛ ولا باردا جدًا 

ice-creamلا يجب أن يُأكَل الطعام ساخنًا جدًا أو باردًا جدًا. إذا برد الطعام، تُستَدعى القوة الحيوية للمعدة لتدفئته قبل هضمه. فالبرودة تشلّ المعدة. مِنْ ثَمَّ يجب استدعاء الحيوية من الجسم لتدفئة الطعام حتى يصل إلى نفس درجة حرارة المعدة قبل مواصلة عملية الهضم. كلَّما زادت برودة الماء، زاد الضرر الذي يُلحِقه بالمعدة. أنّ تناول الماء المُثلَّج أو شراب الليمون المُثلَّج مع الوجبات يوقف الهضم حتّى يوفّر الجسم كمية كافية من الدفء للمعدة لتمكينها من مواصلة عملها ثانية.

soupتوهِن الحرارة المعدة وتسبّب الحموضة. فالمشروبات الساخنة غير مطلوبة، إلاَّ على سبيل الدواء. كما أنَّ المعدة تُضَرّ كثيرًا من كثرة الطعام الساخن والشراب الساخن. مما يُضعِف الحلق والأعضاء الهضمية، ومن خلالها أعضاء الجسم الأخرى. الحرارة تُرخِي وتَشُلّ. مِنْ ثَمَّ يُضعِف الطعام والشراب الساخنان عضلات القناة الهضمية. إن ممارسة أكل الطعام كأسخن ما يكون، وخصوصًا تناول المشروبات الساخنة مع الوجبات أو بعدها، لهي مُسبّب رئيسي للإمساك.

تمتّع بغذائك
من الخطأ الأكل لمجرّد إرضاء الشهية الفاسدة، ولكن لا يترتّب على ذلك عدم المبالاة بما نتناوله من غذاء، لا بل هي مسألة غاية في الأهمية. هناك فئة يبدو أنها تظنّ أنَّ كل ما أُكِل قد فُقِد، وأنَّ كل ما يُلقَى به في المعدة لملئها يتساوى مع الطعام المُعدّ بمهارة وعناية. لكن من المهم استمتاعنا بالطعام الذي نأكله. وإذا لم نستطع ذلك، وتعيّن علينا أكله أكلاً ميكانيكياً، نكون قد عجزنا عن الحصول على التغذية السليمة.

لكي يُهضَم الطعام بشكل صحيح، يجب إفراز كلّ إنزيم وعصارة هضمية بكمية صحيحة وفي الوقت المناسب. أما إذا لم نكن جائعين، ولم تكن لنا شهية للأكل، أو إذا لم يكن مذاق الطعام جيدًا، فلن تتدفّق العصارات الهضمية بشكل صحيح، وسيهضم الطعام بشكل سيئ.

children eating watermelonfamily meal time

الطعام المُعدّ والمقدَّم بمحبة مليء بالغذاء؛ لأنَّ ما نَأْكلُه ليس هو المهمّ، بل ما نستفاد به. تتحسّن أستفادتنا بالغذاء إذا استمتعنا بوجبة الطعام. "أَكْلَةٌ مِنَ الْبُقُولِ حَيْثُ تَكُونُ الْمَحَبَّةُ، خَيْرٌ مِنْ ثَوْرٍ مَعْلُوفٍ وَمَعَهُ بُغْضَةٌ" (أمثال 15: 17).

اطلب بركة يهوه ثمّ كُل بقلب شكور

عند تناول الطعام، يجب أن نطرح كلّ همّ وقلق، وألاَّ نُحسّ بالعجلة، بل نأكل ببطء وابتهاج، وقلوبنا ملآنة بالشكر لله على كلّ بركاته.

قد تتعفّن في معدة المنزعجين عقليًا أشهى المأكولات في العالم. فالعلاقة بين العقل والجسم لا يمكن فصمها. تضرّ هذه المشاعر المكبوتة بهم صحيًا، ذلك أنها تتدخّل في التغذية بتعطيل عملية الهضم.mealtime prayer

أكتشف اخْتِصَاصِيُّو الفيزيُولُوجْيا العصبية أنَّ الذين يأكلون بقلب شكور يختبرون هضمًا أكفأ وأكمل من أولئك الذين تشتّ أفكارهم وهم يأكلون. الشعور بالشكر على الطعام يزيد من حركة الأمعاء والمعدة، وإنزيمات الهضم، وإنتاج الأحماض. إن الأكل بقلب شكور لا يستلزم طلب بركة يهوه على الطعام فقط قبل الأكل ثم التهامه وأنت تشاهد التلفزيون، أو تقرأ مجلة، أو الدخول مع صاحبك في نقاش حادّ. إنما معناه الشعور بالشكر عند كل لقمة.

فما هي، إذًا، خلاصة آداب المائدة المثالية؟


7. أسرار الراحة

baby

عندك موعد نهائي تنهى به يومك، فتقرّر حرمان نفسك من النوم وتسهر الليل كله. يتأخر بك الوقت، لكنّك تشرب قدحًا من القهوة وتستمرّ. إلاَّ أنَّ جسمك -بالطبع- يحاربك في كل خطوة. وسواء أدركت أو لم تدرك، فقد بدأ ذهنك يوصد أبوابه بمناسبة الليل. وبعد حوالي 18 ساعة بدون نوم، يبدأ وقت ردّ فعلك يتباطأ من  4/1 ثانية إلى 2/1 ثانية، ثُمَّ أطول من ذلك.

عندما يرسل جسمنا في طلب السوائل، نشعر بالعطش، أي برغبة ملحّة في الشرب؛ ومتى جعنا انفتحت شهيتنا الطبيعية للأكل. لكن عندما نتعب، لا ندرك أنَّ ذلك إشارة إلى ضرورة الراحة. إِنَّما نواصل العمل ونتعدّى حدود أجسامنا إلى حدّ الإعياء. وهذا العامل هو أحد أكبر العوائق في طريق استعادة الصحة.

الراحة هي أحد عناصر العلاج الأساسية التي طالما عرفتها البشرية. في حالة مرضنا، ما الذي نريد عمله أكثر من أي شيء؟ أن نخلد إلى الراحة. فتعيد الطبيعة القوّة والنشاط أثناء ساعات النوم، ما دامت قوانينها لم تُنتَهك.

أصدر معهد الطبّ تقريرًا يؤكّد على وجود صلات مؤكّدة بين الحرمان من النوم وازدياد احتمال الإصابة بارتفاع ضغط الدم ومرض السكّر والسمنة والاكتئاب والأزمة القلبية والذّبحة. وبيّنت دراسة رائدة عام 1999 أنّه بعد ستّة أيام من النوم أربع ساعات فقط، انتاب المتطوعين الأصحّاء حالة سابقة للإصابة بمرض بالسكر. كذلك يعطي النومُ القلبَ فرصة للإبطاء، وأولئك الذين ينامون أقل من ستّ ساعات ليلاً يزيد احتمال إصابتهم بارتفاع ضغط الدم بنسبة 66٪.

يمكن أن تغيّر حالة نومنا اتّزان الهرمونات في أجسامنا تغييرًا خطيرًا. مما قد يعرقل دورة النوم والاستيقاظ، التي يطلق عليها أيضًا الإيقاع اليومي. وإذا تعطّل الإيقاع اليومي، أثّر ذلك على تقدّم السرطان من خلال تقلّبات في هرمونات مثل المِلاتونين، الذي ينتجه الدماغ أثناء النوم.

ما مقدار النوم الذي يجب الحصول عليه؟

تم إجراء أكبر دراسة على مدّة النوم ومعدّل الوفاة على أكثر من مليون مُشارك لمدة ستّ سنوات. وكانت نسبة البقاء على قيد الحياة لأولئك الذين ناموا حوالي سبع ساعات هي الأعلى، وأولئك الذين ناموا أقل من 4.5 ساعة الأدنى. أمَّا النوم تسعَ ساعات أو أكثر كلّ ليلة فيرتبط أيضًا بازدياد معدّل الوفاة.

يبدو أن أخذ قسط كافٍ من النوم أثناء الليل عمومًا مهم للصحة بنفس مقدار الاطعمة المغذّية والتمرين المنتظم. يميل الخبراء إلى الاتّفاق على أنَّ أغلبية الناس يحتاجون إلى حوالي ثمانِ ساعات من النوم كلّ ليلة.

لكن إياكَ والتمادي؛ فالإفراط في الأكل والشرب، وكذلك النوم، كلّه خطية. "لاَ تُحِبَّ النَّوْمَ لِئَلاَّ تَفْتَقِرَ. افْتَحْ عَيْنَيْكَ تَشْبَعْ خُبْزًا" (أمثال 20: 13).

نظرًا لحدوث عملية بناء الجسم أثناء ساعات الراحة، فمن الضروري، وخصوصًا عند الشباب، أن يكون النوم منتظمًا ووفيرًا. وبالنسبة إلى الطلبة، ينبغي أن يتذكّروا أنّ المخّ يواصل التعلّم حتّى وهو نائم. ولذا فإنّ عدم النوم معناه عدم التعلُّم. كذلك يستطيع النوم المريح ليلاً أن يحسّن الذاكرة بنسبة 30٪. أثناء النوم يحلّل المخّ الذاكرة ويصلها بأمور مترابطة بحيث يتمّ الأداء على نحو أسرع وأدقّ بعد الحصول على قسط كافٍ من النوم.

كيف أنام أفضل؟

"نَوْمُ الْمُشْتَغِلِ حُلْوٌ، إِنْ أَكَلَ قَلِيلاً أَوْ كَثِيرًا، وَوَفْرُ الْغَنِيِّ لاَ يُرِيحُهُ حَتَّى يَنَامَ" (الجامعة 5: 12). بدلاً من تعاطي قرص منومّ ضارّ، احرص على القيام بعمل بدني شاقّ في الهواء الطلق كلّ يوم.

امتنع عن كلّ المنبّهات (الكافيين، الكحول، التدخين، الأطعمة كثيرة التوابل).

الجلوس في بانيو ملآن بالماء الدافئ يساعدك على الاسترخاء بما فيه الكفاية بعد عناء يوم مرهق. ثم تناول فنجالاً أو اثنين من شاي الأعشاب المهدِّئ الذي تفضّله.

تجنّب الوجبات الخفيفة قبل النوم، لا سيما الحبوب والسكريات. يرفع هذا نسبة السكّر في الدم ويمنع النوم. أمَّا لاحقاً، عندما يهبط منسوب السكّر في الدم جدًا، فقد تستيقظ ولا تستطيع العودة إلى النوم.

الأوقات المنتظمة للنوم والاستيقاظ مفيدة جدًا. اذهب إلى الفراش مبكرًا بقدر المستطاع. أفضل وقت للنوم هو بين 8.00 مساء و9.00 مساء. وأعمق نوم يكون بين 9.00 مساء إلى 12.00 ليلاً. أنظمة أجسامنا، وخصوصا الغدتان الكُظْرِيّتان، تقومان بأغلبية عمل إعادة الشحن أو استعادة العافية بين الساعة 11.00 مساء و1.00 صباحًا.

نم في ظلام تامّ أو أقرب ما يكون إلى هذا. إذا وصل إلى الغرفة أقل قدر من الضوء فيمكنه عرقله إيقاعك اليومي وإنتاج الغدّة الصنوبرية للملاتونين والسيروتونين.

تتضمّن الراحة أكثر من مجرد النوم المريح

من المهم قضاء بعض الوقت بعيدًا عن العمل. "تَعَالَوْا أَنْتُمْ مُنْفَرِدِينَ ... وَاسْتَرِيحُوا قَلِيلاً" (مرقس 6: 31). لا تضيّع وقتك في التسلية، بل اقضيه في الاستجمام. كلّ استجمام حقيقي ينعش البدن ويجدّد طاقاته، لا بل ويقرّبنا إلى يهوه. الاستجمام ضروري لمن يعملون عملاً بدنيًا وضروري أكثر لمن يعملون عملاً ذهنيًا. أنت تحتاج إلى أخذ فترات من الراحة، وفترات من الاستجمام، وفترات من التأمل. مبادئ الاعتدال لها مدى أوسع مما يظنّه الكثيرون. قضاء الوقت في الهواء الطلق في الطبيعة مع أداء بعض التمارين البدنية هو أسلوب ممتاز للاستجمام، مثلاً: التنزّه سيرًا على الأقدام، تناول وجبة في الخلاء، السِباحَة، الخ. الاستجمام المفيد لمَن حولك مفيد جدًا.

السّبت

عيّن يهوه أيضًا يومًا لنرتاح فيه ونكرسّه له. بعد أن أكمل يهوه خلق الأرض في ستّة أيام، ارتاح ليقدّم لنا مثالاً: "وَفَرَغَ يهوه فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. وَبَارَكَ يهوه الْيَوْمَ السَّابعَ وَقَدَّسَهُ، لأَنَّهُ فِيهِ اسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ يهوه خَالِقًا" (تكوين 2: 2، 3).

"سِتَّةَ أَيَّامٍ تَعْمَلُ وَتَصْنَعُ جَمِيعَ عَمَلِكَ، وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابعُ فَفِيهِ سَبْتٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ. لاَ تَصْنَعْ عَمَلاً مَا أَنْتَ وَابْنُكَ وَابْنَتُكَ وَعَبْدُكَ وَأَمَتُكَ وَبَهِيمَتُكَ وَنَزِيلُكَ الَّذِي دَاخِلَ أَبْوَابِكَ" (خروج 20: 9، 10).

قال ياهوشوه : "لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ" (متى 5: 17، 18).

"إِذًا بَقِيَتْ رَاحَةٌ لِشَعْبِ يهوه! لأَنَّ الَّذِي دَخَلَ رَاحَتَهُ اسْتَرَاحَ هُوَ أَيْضًا مِنْ أَعْمَالِهِ، كَمَا يهوه مِنْ أَعْمَالِهِ" (عبرانيين 4: 9، 10).

تتبارك صحتنا متى استندنا إلى سبت يهوه: "يَا ابْنِي، لاَ تَنْسَ شَرِيعَتِي، بَلْ لِيَحْفَظْ قَلْبُكَ وَصَايَايَ. فَإِنَّهَا تَزِيدُكَ طُولَ أَيَّامٍ، وَسِنِي حَيَاةٍ وَسَلاَمَةً" (أمثال 3: 1، 2). مستحيل أن تنال صحة كاملة ما لم تحفظ سبت يهوه.

ملحوظة هامة:  [عندما نذكر يوم السبت، فنحن نشير بذلك إلى سبت الوصية الرابعة أي اليوم السابع من الأسبوع وليس يوم السبت الحالي (Saturday) . كما يجب أيضاً الأخذ في الاعتبار أنّ السبت يجب حفظه حسب التقويم الإلهي وليس حسب التقويم الميلادي الغريغوري الحديث الذي يتبعه العالم اليوم. فسبت الوصية الرابعة، أي اليوم السابع من الأسبوع يقع دائماً في الكتاب المقدس في أيام 8، و15، و22، و29 من الشهر القمري، في هذه التواريخ المحددة من كل شهر قمري، الأمر الذي لا يستطيع أن ينجزه أي تقويم آخر. لمعرفة المزيد حول تقويم الكتاب المقدس الأصلي وسبت يهوه الحقيقي، يمكنك دراسة كورس ثلاثة شهور متتالية من موقعنا أو قراءة مقالة السبت الحقيقي..متى وكيف نجده؟]


8. أهمّ عادة:
الثقة بيهوه

landscapeلم يُصمَّم الجسم للتعامل مع المواد الكيماوية الداخلية التي يُطلِقها التوتّر أثناء حالات الطوارئ لأكثر من فترات قصيرة، مثل حالات "الاختيار بين التقاتل أو الفرار". أمَّا الإطلاق المستمر للمواد الكيماوية الداخلية بسبب التوتر المزمن فيدمّر نظام مناعتك. من هذه المواد الكيماوية الأدرينالين. كلّ نقطة من الأدرينالين تُضَخّ دون حاجة إليها هي سمّ للجسم ويمكن أن تسبّب التهاب المفاصل، أنوع الحساسية، أمراضًا جلدية، …الخ. الأدرينالين أسوأ من الكافيين. فالأدرينالين ينتج كورتيزونًا طبيعيًا. مِنْ ثَمَّ كان نصيب التوتّر في الإصابة بالمرض كبيرًا، لكن يجب أن تكون هناك العوامل الأخرى أولاً: أي مخالفة النواميس الطبيعية للصحة التي تسبّب التوتّر، الذي يؤدّي بدوره إلى المرض.

يتم تصنيع هرمون الكورتيزول في الغدد الكُظْرِيّة. متى تعرّض شخص للتوتّر، سواء كان بدنيًا أو ذهنيًا أو عاطفيًا، حفّز الجِسْمُ الوِطَائِيُّ الغدّةَ النخاميةَ لإصدار الهرمون ACTH (المُنَمي لقِشْرِ الكُظْر). وعليه يدور الـACTH في الجسم حتّى يصل إلى الغدّتين الكُظريّتين ويجعلهما تفرزان الكورتيزول. والكورتيزول هو المسؤول عن زيادة نسبة السكّر في الدم على المدى القريب. أمَّا على المدى البعيد، فهو يضعف العضلات ويرقّق العِظام ويعطّل نظام المناعة.

التوتّر سببه الخوف والقلق. هذا لأننا لا نثق بخالقنا. كلّ ما يطلبه يهوه هو الثقة البسيطة: أن نرتمي بين ذراعيه بكلّ ضعفنا وانكسارنا ونقصنا. إنَّ ياهوشوه  يساعد العاجز، ويقوّي ويبني الشاعرين بأنهم أضعف من الضعف. لا تصعد تنهيدة، ولا يُشعَر بألم، ولا يخترق حزنٌ نفسًا، إلاَّ ووصلت ذبذبته إلى قلب الآب. ساعة احتياج الإنسان هي ساعة فرصة يهوه.

يرغب يهوه أنّ تحسّ باعتمادك عليه واتكّالك على تلك اليد التي يمكن أن تخلّص إلى التمام، وذلك القلب الذي ينبض استجابةً لنداءات معاناة الإنسانية. لا يجب أن نثق بالإنسان أو نتّكل على ذراع بشر، بل أن نضع ثقتنا في يد تنبض بالحياة وقلب يخفق بالحبّ للعاجزين.

إن أردنا السير بلا خوف، فيجب أن نعلم أنّ يد ياهوشوه  المسيح مُطبِقة على يدنا بإحكام. ويمكن أن نتأكّد من هذا بتفتيش كلمة يهوه الحيّ وطاعة كلمته. اقضِ وقتًا في الصلاة، وإذ تصلّي آمن أنّ يهوه يسمعك. وامزج صلواتك بالإيمان. قد لا تحسّ بالاستجابة الفورية في جميع الأوقات، لكن حينئذٍ يُمتَحن إيمانك. وسبب امتحانك هو التأكُّد إذا كنت ستثق بيهوه، ومن امتلاكك إيمان حيّ وثابت. "أَمِينٌ هُوَ الَّذِي يَدْعُوكُمُ الَّذِي سَيَفْعَلُ أَيْضًا" (1تسالونيكي 5: 24). سِر على طريق الإيمان الضيّق، واتّكل على وعود يهوه. اتّكل على يهوه في الظلام، فذلك هو الوقت المناسب للإيمان. لكنّك تدع العواطف تتحكم فيك في أغلب الأحيان. وتبحث عن القيمة في ذاتك حين لا تشعر بتعزية روح يهوه، فتيأس لأنك لا تستطيع إيجادها. إنك لا تثق بما فيه الكفاية في ياهوشوه  .. ياهوشوه  الغالي.

ولا ينبغي علينا الثقة في إيماننا، لكن في وعود يهوه. عندما نتوب عن تعدّياتنا الماضية على شريعته، ونصمّم على تقديم الطاعة في المستقبل، يجب أن نؤمن أنَّ يهوه يقبلنا ويغفر خطايانا لأجل خاطر المسيح.

لا تصعد تنهيدة، ولا يُشعَر بألم، ولا يخترق حزنٌ نفسًا، إلاَّ ووصلت ذبذبته إلى قلب الآب. ساعة احتياج الإنسان هي ساعة فرصة يهوه.

"تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ" (متى 11: 28-30).

"عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ، وَلكِنْ لَيْسَ عِنْدَ يهوه، لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ يهوه" (مرقس 10: 27).

"هأَنَذَا يهوه إِلهُ كُلِّ ذِي جَسَدٍ. هَلْ يَعْسُرُ عَلَيَّ أَمْرٌ مَا؟" (إرميا 32: 27).

"إِنْ كُنْتَ تَسْمَعُ لِصَوْتِ يهوه إِلهِكَ، ... وَتَصْغَى إِلَى وَصَايَاهُ وَتَحْفَظُ جَمِيعَ فَرَائِضِهِ، فَمَرَضًا مَا ... لاَ أَضَعُ عَلَيْكَ. فَإِنِّي أَنَا يهوه شَافِيكَ" (خروج 15: 26).

"وَمِنْ أَجْلِ أَنَّكُمْ تَسْمَعُونَ هذِهِ الأَحْكَامَ ... يَرُدُّ يهوه عَنْكَ كُلَّ مَرَضٍ" (تثنية 7: 12، 15).

قال ياهوشوه : "إِنْ ثَبَتُّمْ فِيَّ وَثَبَتَ كَلاَمِي فِيكُمْ تَطْلُبُونَ مَا تُرِيدُونَ فَيَكُونُ لَكُمْ" (يوحنا 15: 7).

"وَمَهْمَا سَأَلْنَا نَنَالُ مِنْهُ، لأَنَّنَا نَحْفَظُ وَصَايَاهُ، وَنَعْمَلُ الأَعْمَالَ الْمَرْضِيَّةَ أَمَامَهُ" (1يوحنا 3: 22).

تسري قوّة يهوه الشافية في الطبيعة كلّها. فإن قُطِعَت شجرة، أو تأذّى إنسان أو كُسِر له عظم، تبدأ الطبيعة حالاً في إصلاح التلف. إن وسائط الشفاء مستعدّة حتى من قبل وجود الحاجة؛ وحالما يُجرَح جزء، تعمل كلّ الطاقة بهِمّة على التجديد. صميم عمل المسيح هو: "لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ ... وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ" (لوقا 4: 18).

من خلال وسائط الطبيعة، يعمل يهوه، يومًا بعد يوم، وساعةً بعد أخرى، ولحظة بلحظة، ليحافظ على حياتنا ويبنينا ويردّنا. عندما يتعرّض أيّ جزء من الجسم للضرر، تبدأ حالاً عملية الشفاء؛ إذ يتم توظيف وسائط الطبيعة لإعادة الصحّة والسلامة. لكن القوّة التي تعمل خلال هذه الوسائط هي قوّة يهوه. فكلّ قوّة مُحيِية هي منه. عندما يتعافى إنسان من المرض، يهوه هو الذي يقيمه. والمرض والمعاناة والموت إن هي إلاَّ أعمال قوّة معادية. الشيطان هو المُهلِك، أمَّا يهوه فهو المُحيِي.

عادات الاعتدال الصارم في الأكل والشرب، مقترنةً بالاتّكال على يهوه، ستحسّن صحتك البدنية والعقلية والأخلاقية.

ثماني عادات للصحة الكاملة:

1. الثقة بيهوه

2. الاعتدال

3. الماء

4. ضوء الشمس

5. الهواء

6. الراحة

7. التمرين

8. التغذية

الواسطة الأكثر فعالية المهملة لمكافحة المرض

عند هذا المنعطف، يكون من غير المُجدِي أن نتوقّف بدون توجيه الأنظار إلى قدرة العقل الذهنية على إعادة الصحة وصيانتها. إنَّ قوّة ذهنك لَهِيَ أشدّ واسطة لمكافحة المرض.

من الضروري السيطرة على الذهن؛ لأنَّ له تأثيرًا بالغًا على الصحة. مِنْ ثَمَّ تعمل طاقة المخّ الكهربائية، مدعومةً بالنشاط الذهني، على تنشيط جسم الإنسان بالكامل وهي لذلك مُعينًا ثمينًا في مقاومة المرض.

إنَّ استجماع ذهن الإنسان ضدّ مرضه لهو أسمى فنون الطب. أَلهِم الإنسان الشجاعة والعزيمة، فتطرد قوّةُ الذهنِ المرضَ. قوة الإرادة هو اسم آخر لقوة الحياة. يقاوم أصحاب الإرادة القوية المرض ويكافحونه عندما يهاجمهم. الخيال يُضلّلُ في أغلب الأحيان، وعندما ننساق وراءه، يجلب أشكالاً حادّة من المرض على المصابين.

تسود الأمراض العقلية في كل مكان. تسعة أعشار الأمراض التي يعاني منها الناس أساسها العقل. وتسعون بالمائة من الأمراض سببها عقلي - أغلبها نتيجة للتوتّر والشعور بالذنب.

ثماني خطوات عقلية للصحة الكاملة

ما هو أفضل دواء للأجسام والعقول المريضة؟

1. الضمير النقي

ثَمَّة علاقة وثيقة بين الكيان الجسماني والنفس. عندما ينسجم الإنسان مع يهوه، يقلّ عدد المشاكل الجسمانية غير القابلة للحلّ، مهما كانت الأعراض غريبة ومقلقة. بمعونته لا يوجد مستحيل.

توجد صحة في طاعة شريعة يهوه. وإدراك الإنسان بأنه يفعل الصواب لهو أفضل دواء للأجسام والعقول المريضة. بركة يهوه الخاصّة التي تحلّ على المتلقي هي الصحة والقوّة. الشخص المطمئن والراضي ذهنه في يهوه هو في سبيله إلى الصحة.

"يَا ابْنِي، لاَ تَنْسَ شَرِيعَتِي، بَلْ لِيَحْفَظْ قَلْبُكَ وَصَايَايَ. فَإِنَّهَا تَزِيدُكَ طُولَ أَيَّامٍ، وَسِنِي حَيَاةٍ وَسَلاَمَةً. فَيَكُونَ شِفَاءً لِسُرَّتِكَ، وَسَقَاءً (أي نخاعًا) لِعِظَامِكَ" (أمثال 3: 1، 2، 8). تتشكّل خلايا نظام المناعة في نخاع العظم، مما يعني أنّ الضمير النقي يقوّي نظام المناعة مباشرةً.

تذكّر أنّ الخطيّة هي المُسبِّب الأول للمرض، ذلك أنه لو لم توجد الخطية مطلقًا لما وُجِد أيّ مرض. وفقًا لذلك، ترتبط مغفرة الخطيّة في الكتاب المقدّس بشفاء المرض. لذا فإن عِلّة المرض هي الخطيّة. تفشل كلّ خطط أو وسائل التخلّص من المرض في إصابة الهدف تمامًا، إذا لم تحسب حساب التخلّص من الخطيّة باعتبارها السبب الرئيسي.

الابتهاج والضمير النقي أفضل من العقاقير وهما واسطتان فعّالتان في ردّ صحتك لك.

عاشت أخت جَدّتي لكي تأكل، وداومت على أكل الطعام الخاطئ وبكميات خاطئة. ناهيكم عن أنها كانت مريضة بالسكر وبدينة. ولم تمارس الرياضة في حياتها بل وتجنّبت كلّ ما يمتّ للصحة الجيدة تجنّب الطاعون. وكانت تهوى السفر دون أن تسنح لها فرصة للقيام بذلك. تزوّجت مرّتين، وكان زواجها في الحالتين تعيسًا. خالفت كلّ قوانين الصحة سوى واحد، وعاشت -رغم ذلك- حتّى الشيخوخة فبلغت السادسة والثمانين. ذلك بأنها كانت متفائلة عنيدة. سألتها ذات مرة كيف كان زوجها الثاني. فقالت وعلى وجهها تعبير ينمّ عن الذكريات الحلوة: "كان رائعًا؛ كان يأخذني دائمًا للأكل في المطاعم".

ثَمَّة علاقة وثيقة بين الكيان الجسماني والنفس. عندما ينسجم الإنسان مع يهوه، يقلّ عدد المشاكل الجسمانية غير القابلة للحلّ، مهما كانت الأعراض غريبة ومقلقة. بمعونته لا يوجد مستحيل.

توجد صحة في طاعة شريعة يهوه. وإدراك الإنسان بأنه يفعل الصواب لهو أفضل دواء للأجسام والعقول المريضة. بركة يهوه الخاصّة التي تحلّ على المتلقي هي الصحة والقوّة. الشخص المطمئن والراضي ذهنه في يهوه هو في سبيله إلى الصحة.

"يَا ابْنِي، لاَ تَنْسَ شَرِيعَتِي، بَلْ لِيَحْفَظْ قَلْبُكَ وَصَايَايَ. فَإِنَّهَا تَزِيدُكَ طُولَ أَيَّامٍ، وَسِنِي حَيَاةٍ وَسَلاَمَةً. فَيَكُونَ شِفَاءً لِسُرَّتِكَ، وَسَقَاءً (أي نخاعًا) لِعِظَامِكَ" (أمثال 3: 1، 2، 8). تتشكّل خلايا نظام المناعة في نخاع العظم، مما يعني أنّ الضمير النقي يقوّي نظام المناعة مباشرةً.

تذكّر أنّ الخطيّة هي المُسبِّب الأول للمرض، ذلك أنه لو لم توجد الخطية مطلقًا لما وُجِد أيّ مرض. وفقًا لذلك، ترتبط مغفرة الخطيّة في الكتاب المقدّس بشفاء المرض. لذا فإن عِلّة المرض هي الخطيّة. تفشل كلّ خطط أو وسائل التخلّص من المرض في إصابة الهدف تمامًا، إذا لم تحسب حساب التخلّص من الخطيّة باعتبارها السبب الرئيسي.

الابتهاج والضمير النقي أفضل من العقاقير وهما واسطتان فعّالتان في ردّ صحتك لك.

عاشت أخت جَدّتي لكي تأكل، وداومت على أكل الطعام الخاطئ وبكميات خاطئة. ناهيكم عن أنها كانت مريضة بالسكر وبدينة. ولم تمارس الرياضة في حياتها بل وتجنّبت كلّ ما يمتّ للصحة الجيدة تجنّب الطاعون. وكانت تهوى السفر دون أن تسنح لها فرصة للقيام بذلك. تزوّجت مرّتين، وكان زواجها في الحالتين تعيسًا. خالفت كلّ قوانين الصحة سوى واحد، وعاشت -رغم ذلك- حتّى الشيخوخة فبلغت السادسة والثمانين. ذلك بأنها كانت متفائلة عنيدة. سألتها ذات مرة كيف كان زوجها الثاني. فقالت وعلى وجهها تعبير ينمّ عن الذكريات الحلوة: "كان رائعًا؛ كان يأخذني دائمًا للأكل في المطاعم".

2. القلب السعيد

هناك حقيقة فسيولوجية -وهي حقيقة يلزم أخذها بعين الاعتبار- في الكتاب المقدّس: "الْقَلْبُ الْفَرْحَانُ يُطَيِّبُ الْجِسْمَ" (أمثال 17: 22).cat

أفكارك هي الطعام الذي يتغذّي عليه ذهنك. يمكنك أن تأكل أطعمة تسرق من جسمك مثل السكّر؛ ويمكنك أن تفكّر أفكارًا تسرق منك مثل الغضب. نحن نقدر أن نختار أفكارنا، وبذلك نختار بين الصحة والمرض.

كتب الدكتور رِدفورد وِليامز، مؤلف كتاب "الغضب يقتل": "الغضب مثل أخذ جرعة صغيرة من سمّ بطيء كلّ يوم من أيام حياتك". الحزن، القلق، عدم الرضا، الندم، الذنب، الارتياب- كلّ هذا يميل إلى هدم قوى الحياة وفتح باب الانحطاط والموت.

في كتابه "علم التشريح المرضي"، يصف الدكتور نورمان كازِنز شفاءه من تيبّس فقرات العنق الالتهابي، وهو مرض "مجهول المصدر،" فرصة النجاة منه واحد في الخمسمائة. في محاولة يائسة للبقاء حيًّا، رفض كازنز العلاج بالعقاقير، واستأجر آلة عرض وسلّى نفسه بمشاهدة أفلام السينما الكوميدية القديمة. وكان في ذلك يتّبع إحساسًا باطنيًا اكتسبه من قراءة كتاب الدّكتور سيلي بعنوان "توتّر الحياة"، فكان من ذلك أن صار تغيير حالته الذهنية، مع الضحك وتعديل نظامه الغذائي وإصراره، نقطة التحوّل التي استعاد عندها صحته كاملةً في بضعة شهور.

لعلَّ ضحكة من القلب في اليوم أبعدت عنك الطبيب! الضحك له منافع أخرى غير معدودة. فهو يزيد تدفّق الدم بنسبة تعادل 15 - 30 دقيقة من التمرينات. وقد أثبت أنه من العوامل القوية المضادّة للتوتّر، وأنه يُنقص أزمات الربو، ويرفع من اللياقة البدنية، ويريح من آلام المفاصل، كما يضمن نومًا جيدًا ويرفع الروح المعنوية. ونظرًا لارتفاع مستويات السيروتونين بعد الضحك، فهو دواء فعّال ضدّ الاكتئاب أيضًا. حتّى الأطفال الرضّع المصابين بالأكزيما خفّت أعراضهم عندما ضحكت أمهاتهم قبل ساعات من إرضاعهم.

"كُلُّ أَيَّامِ الْحَزِينِ شَقِيَّةٌ، أَمَّا طَيِّبُ الْقَلْبِ فَوَلِيمَةٌ دَائِمَةٌ" (أمثال 15: 15).

أنا لا أشعر بالسعادة، فكيف أحصل عليها؟

قَلِّم كلّ ورقة تالفة وكل فرع ذابل من حياتك ولا تُظهِر سوى النضارة والنشاط. ينتج الابتهاج بالتأمل في البركات العظيمة التي نتمتّع بها لأننا أبناء يهوه. ونكسب السعادة من خلال متعة مباركة الآخرين.

ما الأفكار التي ينبغي أن أفكّرها لتعزيز الصحة البدنية والنفسية؟

"أَخِيرًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ كُلُّ مَا هُوَ حَقٌ، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ، إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ، فَفِي هذِهِ افْتَكِرُوا" (فيلبي 4: 8).

3. الشكر والتسبيح

"لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ [أي لا تقلقوا على شيء]، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى يهوه" (فيلبي 4: 6).

تجيء كلّ بركة من يد يهوه الكريمة ولا شيء يميل إلى تعزيز صحة الجسم والنفس أكثر من روح الشكر والتسبيح. ويجب مقاومة الكآبة وأفكار ومشاعر عدم الرضا بقدر ما يجب أن نصلّي.

"اشْكُرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ، لأَنَّ هذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ يهوه فِي المسيح ياهوشوه  مِنْ جِهَتِكُمْ" (1تسالونيكي 5: 18). هذه الوصية ضمان بأنّ الأشياء التي تبدو ضدّنا ستعمل لمصلحتنا. فيهوه لا يأمرنا بأن نشكر على أمر يضرّنا.

لكن الكثيرين لا يسلّمون أمورهم لله، فيشجّعون الضعف والمرض بالقلق على أنفسهم. أمَّا إذا كفّ أولئك عن التشكّي وارتفعوا فوق الكآبة والغمّ، لضمنوا الشفاء بكلّ تأكيد. يجب أن يتذكّروا -بالشكر- كم تمتّعوا ببركة الصحة؛ وإذا رُدَّت لهم هذه الهدية الثمينة، يجب ألاَّ ينسوا أنّهم خاضعون لالتزامات مجدّدة نحو خالقهم. عندما شُفِيَ العشرة البُرص، عاد واحد فقط ليبحث عن ياهوشوه  ويمجّده. عسى ألاَّ نكون مثل التسعة الغافلين، الذين لم تتأثّر قلوبهم برحمة يهوه.

ماذا سيحدث إذا بدأت أسبّح يهوه؟

"تَلَذَّذْ ييهوه فَيُعْطِيَكَ سُؤْلَ قَلْبِكَ" (مزمور 37: 4).

4. قوّة الصلاة والمطالبة بوعود يهوه

لا تُجهِد نفسك؛ بدلاً من ذلك ارفع مشاكلك إلى يهوه في الصلاة. ضع حاجاتك وأفراحك وأتراحك وهمومك ومخاوفك أمام يهوه. عِلمًا بأنك لا تستطيع إجهاده، ولا تستطيع إتعابه. ذاك الذي يعدّ شعرات رأسك يهتمّ بحاجات أولاده. "يهوه كَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَرَؤُوفٌ" (يعقوب 5: 11). إنَّ قلبه المحبّ يتأثّر بحزننا، لا بل وبتعبيراتنا عن الحزن. اترك عنده كلّ ما يحيّر العقل. فلا شيء يفوق قدرته على التحمّل، ذلك لأنه يحمل العالمين، ويسود على كلّ شؤون الكون. ولا شيء يتعلّق بسلامنا أصغر من أن يلاحظه. وما من فصل في خبرة حياتنا إلاَّ وقرأه - مهما كان مظلمًا؛ وما من حيرة يصعب عليه حلّ ألغازها. وما من كارثة تقع لأصغر أولاده، وما من قلق يضايق النفس، وما من هتاف أو بهجة أو صلاة مُخلِصة تفارق الشفاه إلاَّ وأبونا السماوي عالم بها، ويهتم بها اهتمامًا فوريًا. "يَشْفِي الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، وَيَجْبُرُ كَسْرَهُمْ" (مزمور 147: 3).

إنّ العلاقات بين يهوه وكلّ إنسان هي علاقات متميّزة وكاملة كما لو أنه لا يوجد غيره على الأرض ليشاركه في عنايته، كما لو أنه لم يبذل ابنه الحبيب لأجل شخص آخر.

وعد ياهوشوه : "وَكُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ فِي الصَّلاَةِ مُؤْمِنِينَ تَنَالُونَهُ" (متى 21: 22).

وقال أيضًا: "إِنْ ثَبَتُّمْ فِيَّ وَثَبَتَ كَلاَمِي فِيكُمْ تَطْلُبُونَ مَا تُرِيدُونَ فَيَكُونُ لَكُمْ" (يوحنا 15: 7).

"وَصَلاَةُ الإِيمَانِ تَشْفِي الْمَرِيضَ، وَيهوه يُقِيمُهُ، وَإِنْ كَانَ قَدْ فَعَلَ خَطِيَّةً تُغْفَرُ لَهْ" (يعقوب 5: 15).
قد جُعلَت المثابرة في الصلاة شرطًا لنيل المطلوب. والصلاة المتواصلة هي اتحاد متواصل للنفس مع يهوه، لكي تسري حياة يهوه في حياتنا؛ فتسري من حياتنا طهارة وقداسة إلى يهوه.

بدون الإيمان في قوّة الصلاة، كيف أعلم أنَّ الصلاة تنفع حقًا؟

وصف الدكتور لاري دُوسي في كتابه "الكلام الشافي" أفضل الأسرار المكتومة في مجال الطب: أي فوائد الصلاة. يعرّف الدّكتور دوسي الصلاة بأنها "شعور بالحبّ والعطف والتعاطف نحو الآخر،" ويوضّح أنّ الصلاة "وسيلة شفاء قويّة وشرعية (وإن كانت مُهمَلة في أغلب الأحيان)". يستعين دوسي بسلسلة رائعة من الأدلة التي تبرهن على تأثير الصلاة الإيجابي على الصحة. من تلك الدراسة التي أجريت سنة 1988 في سان فرانسيسكو لبحث تأثير الصلاة على صحة أوعية القلب لـ393 مريضًا يشتكون من ضيق الشريان التاجي. وبدون علم المرضى، كان هناك من يصلّي من أجل إحدى مجموعات المرضى دون غيرها. ثم في نهاية الدراسة التي دامت عشرة شهور، كانت المجموعة التي صُلِّيَ من أجلها أقل احتياجًا للمضادات الحيوية بنسبة خمس مرات وأقل عرضة لامتلاء الرئتين بالسوائل بنسبة ثلاث مرات. كذلك وجد بحث الدّكتور دوسي أنَّ الصلاة يمكن أن تمارس تأثيرات مفيدة على الخلايا والكائنات الحيّة المختلفة، مثل الفئران والبكتيريا والإنزيمات والكتاكيت والخميرة والفُطر.

في عدد أكتوبر/ تشرين الأول لسنة 2001 من مجلّة الصحة التناسلية، أعلن الباحثون في جامعة كولومبيا - مندهشين من نتائج أبحاثهم الخاصة- أنه عندما صلّى غرباء من أجل النساء المترددات على عيادة الخصوبة، زادت نسبة حملهنّ بنسبة الضعف على النساء التي لم يُصلَّ لأجلهنَّ.

5. الغفران

من المهم هنا إدراك أنَّ الواحد لا يستطيع اختبار فرحة يهوه وسلامه بدون اختبار غفرانه أوَّلاً. ذلك أنَّ عبء الإحساس بالذنب هو أساس عدد كبير من الأمراض.

وجد المفلوج في الكتاب المقدّس شفاء المسيح للنفس والجسم معًا. فأعقب الشفاءَ الروحي استردادٌ جسمانيٌّ. لا يجب إغفال هذا الدرس. إذ يعاني اليوم آلاف من المرض، وهم -مثل المفلوج- يشتاقون إلى رسالة: "مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ". إنّ عبء الخطيّة، بما تجلبه من عدم الراحة و الرغائب التى لم تشبع، هو علة أمراضهم. ولن يجدوا أي راحة حتى يجيئوا إلى شافي النفوس. السلام الذي لا يقدر أحد غيره على منحه يهب الطاقة للعقل والصحة للجسم.

أن وَعَدَ يهوه "إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ" (1يوحنا 1: 9). إدراك أن الخطايا قد غُفِرت يجلب سلامًا وبهجة وراحة يتعذر وصفها.

تذكّر وعد يهوه القائل: "اِرْجِعْ ... إِلَى يهوه إِلهِكَ، لأَنَّكَ قَدْ تَعَثَّرْتَ بِإِثْمِكَ. خُذُوا مَعَكُمْ كَلاَمًا وَارْجِعُوا إِلَى يهوه. قُولُوا لَهُ: ارْفَعْ كُلَّ إِثْمٍ وَاقْبَلْ حَسَنًا". فيجيب يهوه: "أَنَا أَشْفِي ارْتِدَادَهُمْ. أُحِبُّهُمْ فَضْلاً، لأَنَّ غَضَبِي قَدِ ارْتَدَّ عَنْهُ". انفصل عن العدو واطلب حضور ياهوشوه . وبدموع الاعتراف ارفع دعواك بحزن تائب مرة أخرى أمام عرش النعمة، فيجيب يهوه ويَسْمع؛ ارجع قبل فوات الأوان.

عندما نجيء لطلب الرحمة والبركة من لدن يهوه يجب أن نتحلّى بروح الحبّ والمغفرة في قلوبنا؛ وإلا فكيف نُصلّي: "اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا"، ومع ذلك نتمادى في روح عدم الغفران؟ (متى 6: 12). إن أردنا أن يسمع يهوه صلواتنا، يلزمنا أن نغفر للآخرين بنفس الأسلوب وإلى نفس المدى الذي نتمنّى أن يُغفَر لنا بهما.

ما الذي يجعل القلب فرحًا، وما الذي يبعث إشراق الشمس في النفس، أكثر من الإحساس بمغفرة خطايانا؟ إنّ سلام المسيح حياة وصحة. ونحن نحتاج إلى حبّ المسيح كي لا نُضمِر روح عدم الغفران. إن القلب غير الغفور لا يمكن أن يُشفَي.

محبّة يهوه هي التي تَشُدّنا إليه، وتلك المحبّة لا تقدر على لمس قلوبنا بدون أن تخلق فينا محبة لإخوتنا.
6. محبّة الآخرين

childrenمنح الحبّ من عوامل الشفاء القوية. يقول الدكتور بيرنيز زيجل في كتابه "الحبّ والطبّ والمعجزات": "إن أوصيت مرضاي برفع مستويات الهيموجلوبين في دمهم أو خلايا اللِّمْفاوِيَّات التَّائِيَّة القاتلة، ما عرف أحدهم كيف يفعل ذلك. لكن إذا أوصيتهم بمحبّة أنفسهم والآخرين بالكامل، لحدث نفس التغيير تلقائيًا".

عندما تحبّ، ينشط نظام مناعتك لمكافحة المرض. فالحبّ يغيّر الممرات الكيميائية للمخ، وهذا سيؤثّر بدوره على مقاومة جسمك. أمَّا محبّة يهوه فأقوى بكثير.

إنَّ الحبّ الذي ينشره المسيح في الكيان كلّه هو قوّة منشّطة. والشفاء يمسّ كلّ عضو حيوي -مثل المخ والقلب والأعصاب. وبواسطته تُستَدعَى أعلى طاقات الكيان وتنشط. وهو يحرّر النفس من القلق والحُزن والهمّ، الذي يسحق قوى الحياة. ومعه يجيء الصفاء والسكينة. إنه يغرس في النفس بهجة تهب الصحة، التي لا يقوى أي شيء أرضي على تدميرها.

7. مساعدة المحتاجين

فِعل الخير علاج ممتاز للمرض. والسرور الناتج عن فعل الخير للآخرين يجعل المشاعر تتوهّج فتنطلق بسرعة البرق خلال الأعصاب وتعجّل دوران الدم وتفيض بالصحة الذهنية والبدنية.

"أَلَيْسَ هذَا صَوْمًا أَخْتَارُهُ: حَلَّ قُيُودِ الشَّرِّ. فَكَّ عُقَدِ النِّيرِ، وَإِطْلاَقَ الْمَسْحُوقِينَ أَحْرَارًا، وَقَطْعَ كُلِّ نِيرٍ. أَلَيْسَ أَنْ تَكْسِرَ لِلْجَائِعِ خُبْزَكَ، وَأَنْ تُدْخِلَ الْمَسَاكِينَ التَّائِهِينَ إِلَى بَيْتِكَ؟ إِذَا رَأَيْتَ عُرْيَانًا أَنْ تَكْسُوهُ، وَأَنْ لاَ تَتَغَاضَى عَنْ لَحْمِكَ. حِينَئِذٍ يَنْفَجِرُ مِثْلَ الصُّبْحِ نُورُكَ، وَتَنْبُتُ صِحَّتُكَ سَرِيعًا" (إشعياء 58: 6-8).

إذا كان العقل حرًّا وفرحًا، من إدراكه لفعل الخير وإحساسه بالرضا من جلب السعادة للغير، خلق ابتهاجًا يتفاعل مع النظام إجمالاً، فيسبّب توزيعًا أكثر حرية للدم وتشديدًا لكامل الجسم. بركة يهوه هي قوَّة شافية، وأصحاب الكرم الوفير في إفادة الآخرين سيدركون تلك البركة المدهشة في القلب والحياة معًا.

من العوائق الأكيدة أمام تحسّن حالة المرضى تركيز الاهتمام على الذات. إذ يشعر العديد من العاجزين بأنّ على الجميع أن يعطفوا عليهم ويساعدوهم، بينما كل ما يحتاجون إليه هو صرف انتباههم عن أنفسهم والتفكير في الآخرين والاهتمام بهم.

يمنح يهوه بركته لنا كي نمنحها للآخرين. وعندما نطلب منه خبزنا اليومي، ينظر إلى قلوبنا ليرى إذا كنا سنقتسم نفس البركة مع المحتاجين إليها أكثر منا. وعندما نُصلّي: "يهوهم ارحمني أنا الخاطئ"، يراقبنا يهوه ليرى إن كنا سنرحم أولئك الذين نعاشرهم. فهذا دليل اتّصالنا بيهوه: أنّنا رحماء مثل أبينا السماوي.

وأولى الناس بعطفنا وعنايتنا الأرامل واليتامى. فهم موضوع عناية يهوه الخاصّة. ويهوه يُعيرهم لنا -نحن المؤمنين- لنرعاهم نيابةً عنه. "اَلدِّيَانَةُ الطَّاهِرَةُ النَّقِيَّةُ عِنْدَ يهوه الآبِ هِيَ هذِهِ: افْتِقَادُ الْيَتَامَى وَالأَرَامِلِ فِي ضِيقَتِهِمْ، وَحِفْظُ الإِنْسَانِ نَفْسَهُ بِلاَ دَنَسٍ مِنَ الْعَالَمِ" (يعقوب 1: 27).

المحبة والعمل هما خلاصة الحياة، ولكن كم من الناس يعتقدون أنّهم يعيشون وهو لا يعملون ولا يحبّون!

فِعل الخير علاج ممتاز للمرض. والسرور الناتج عن فعل الخير للآخرين يجعل المشاعر تتوهّج فتنطلق بسرعة البرق خلال الأعصاب وتعجّل دوران الدم وتفيض بالصحة الذهنية والبدنية.

"أَلَيْسَ هذَا صَوْمًا أَخْتَارُهُ: حَلَّ قُيُودِ الشَّرِّ. فَكَّ عُقَدِ النِّيرِ، وَإِطْلاَقَ الْمَسْحُوقِينَ أَحْرَارًا، وَقَطْعَ كُلِّ نِيرٍ. أَلَيْسَ أَنْ تَكْسِرَ لِلْجَائِعِ خُبْزَكَ، وَأَنْ تُدْخِلَ الْمَسَاكِينَ التَّائِهِينَ إِلَى بَيْتِكَ؟ إِذَا رَأَيْتَ عُرْيَانًا أَنْ تَكْسُوهُ، وَأَنْ لاَ تَتَغَاضَى عَنْ لَحْمِكَ. حِينَئِذٍ يَنْفَجِرُ مِثْلَ الصُّبْحِ نُورُكَ، وَتَنْبُتُ صِحَّتُكَ سَرِيعًا" (إشعياء 58: 6-8).

إذا كان العقل حرًّا وفرحًا، من إدراكه لفعل الخير وإحساسه بالرضا من جلب السعادة للغير، خلق ابتهاجًا يتفاعل مع النظام إجمالاً، فيسبّب توزيعًا أكثر حرية للدم وتشديدًا لكامل الجسم. بركة يهوه هي قوَّة شافية، وأصحاب الكرم الوفير في إفادة الآخرين سيدركون تلك البركة المدهشة في القلب والحياة معًا.

من العوائق الأكيدة أمام تحسّن حالة المرضى تركيز الاهتمام على الذات. إذ يشعر العديد من العاجزين بأنّ على الجميع أن يعطفوا عليهم ويساعدوهم، بينما كل ما يحتاجون إليه هو صرف انتباههم عن أنفسهم والتفكير في الآخرين والاهتمام بهم.

يمنح يهوه بركته لنا كي نمنحها للآخرين. وعندما نطلب منه خبزنا اليومي، ينظر إلى قلوبنا ليرى إذا كنا سنقتسم نفس البركة مع المحتاجين إليها أكثر منا. وعندما نُصلّي: "يهوهم ارحمني أنا الخاطئ"، يراقبنا يهوه ليرى إن كنا سنرحم أولئك الذين نعاشرهم. فهذا دليل اتّصالنا بيهوه: أنّنا رحماء مثل أبينا السماوي.

وأولى الناس بعطفنا وعنايتنا الأرامل واليتامى. فهم موضوع عناية يهوه الخاصّة. ويهوه يُعيرهم لنا -نحن المؤمنين- لنرعاهم نيابةً عنه. "اَلدِّيَانَةُ الطَّاهِرَةُ النَّقِيَّةُ عِنْدَ يهوه الآبِ هِيَ هذِهِ: افْتِقَادُ الْيَتَامَى وَالأَرَامِلِ فِي ضِيقَتِهِمْ، وَحِفْظُ الإِنْسَانِ نَفْسَهُ بِلاَ دَنَسٍ مِنَ الْعَالَمِ" (يعقوب 1: 27).

المحبة والعمل هما خلاصة الحياة، ولكن كم من الناس يعتقدون أنّهم يعيشون وهو لا يعملون ولا يحبّون!

8. الكلام الحلو وكلام الإيمان

ما أهمية الكلام الحلو؟

أجرى جاري سمولي ورِكس راسِل البحث التالي في كتابهما "الغذاء والحبّ" فكشفا عمّا يلي:

كشفت دراسة البحث الطبي أن تأثير الشجار المتواصل على صحة الأفراد من الأزواج وشركاء السكن الذين يتخاصمون كثيرًا أنهم يميلون إلى الإصابة بأمراض أكثر ممن يتمتّعون بعلاقات ودّية. إنَّ الأزواج وشركاء السكن الذي يتعاركون على الدوام يعانون من ضعف نظام مناعتهم، وتقلّ صحتهم عمومًا عن صحة الذين يتجاوبون بمودة مع الأصدقاء والعائلة.

أحضر باحثو مركز جامعة ولاية أوهايو الطبي 180 زوجًا وزوجة إلى المختبر وطلبوا منهم حلّ مسألة خلاف معينة. فكشفت مراقبة الدم المستمر لمدة 24 ساعة أنّ الزوجين الذين كانت مستويات عداوتهما عالية تعرضّا إلى تدهور خطير في ثمانية من قياسات نظام المناعة. كلَّما ازددتَ عداءً أثناء جدال زوجي، صعّبتَ الأمر على نظام مناعتك.

وجد باحثون في جامعة كامبردج في إنجلترا أنَّ الأزواج الذين تدور بينهم نزاعات مستديمة زاد احتمال إصابتهم بمرض خطير بنسبة 13 مرة عن الأزواج الذين نادرًا ما يتشاجرون.

كذلك اكتشفت دراسة أجريت على الطلاب في جامعة Yale أنَّ شركاء السكن الذين يكرهون بعضهم البعض انتابتهم نوبات البرد والإنفلونزا وتكرّرت زيارتهم للأطباء أكثر بكثير من شركاء السكن الذي يحبّون بعضهم البعض؛ وكلما اشتدّت الكراهية ارتفع عدد الأمراض.

"مِنْ ثَمَرِ فَمِ الإِنْسَانِ يَشْبَعُ بَطْنُهُ، مِنْ غَلَّةِ شَفَتَيْهِ يَشْبَعُ. اَلْمَوْتُ وَالْحَيَاةُ فِي يَدِ اللِّسَانِ، وَأَحِبَّاؤُهُ يَأْكُلُونَ ثَمَرَهُ" (أمثال 18: 20، 21).

"اَلْكَلاَمُ الْحَسَنُ شَهْدُ عَسَل، حُلْوٌ لِلنَّفْسِ وَشِفَاءٌ لِلْعِظَامِ" (أمثال 16: 24).

"لأَنَّ الأُذُنَ تَمْتَحِنُ الأَقْوَالَ، كَمَا أَنَّ الْحَنَكَ يَذُوقُ طَعَامًا" (أيوب 34: 3).

من الأفضل لكلّ نفس أن تتحرّى بدقة نوعية الطعام العقلي الذي نقدّمه لأنفسنا لنأكله. دعونا جميعًا نتكلّم كلامًا بَنّاءً. ولا تسمحوا بالكلام الرخيص الأحمق أو المبادئ الخاطئة أن تشكّل اختباركم المسيحي.

كيف أتغيّر؟

إن لم تخاطب صحتك، خاطبتك هي!

حدث في بيكين سنة 2006 أنْ سلّم رجل صيني، مطلوب في تهمة قتل، نفسه للشرطة بعد الاختباء في كهف حفره خلف بيته لمدة ثمان سنوات! وكان قد حفر الرجل -الذي يبلغ من العمر 35 سنة- الكهف في التلّ الذي وراء غرفة نومه في بيته ووضع خِزانة ملابس أمام المدخل للتمويه. ثُمَّ بعد ثماني سَنَوات، وبالرغم من إمكانية الحكم عليه بالإعدام، سلّم الرجل نفسه أخيرًا للشرطة بعد أن عجز عن تحمّل "الضغط النفسي".

حصاد عادات أسلوب حياتنا يؤثر حتمًا في حالتنا الصحية. فإن اخترنا ألاَّ نغيّر العادات السيئة، كنا مثل الرجل الذي اختبأ في المغارة متظاهرًا بأنه حرّ، بينما هو في الحقيقة عبد للمحتوم.

التأجيل هو أسوأ عدو للإصلاح. افحص نفسك واعلم أين فشلت، ثم ابدأ في الإصلاح بشكل جديّ بدون تأخير. ويجب بذل الجهد بكل عناية للحفاظ على ما تبقّى من قوّة الحياة، وذلك بالإقلاع عن كلّ تجاوز لنواميس يهوه الطبيعية والأخلاقية. وكلما عجّلت بإصلاحك كان هذا في مصلحة نجاحك؛ أمَّا التأجيل والإهمال فعاقبتهما الفشل.

أولئك الذين يسعون للحياة بشكل صحّي يُكافأون على جهودهم بالتمتّع بالسعادة والصحة الجيدة. تكمن الصعوبة الحقيقية الوحيدة في التغلّب على العادات السيئة الموروثة والمكتسبة. غير أنه بعد تغيير الإنسان عاداته بالتعاون مع قوّة يهوه، يكون جزاؤه عظيمًا.

اطلب نعمة يهوه

إذا كنت مريضًا وتريد أن تتعافى، فيجب أن يكون التغيير كاملاً. اطلب بإيمانٍ قوةَ الشخصيةِ اللازمة للقيام بالإصلاح، وسوف يمنحك يهوه إياها، فتتقوّى إرادتك وتمارس ضبط النفس.

يعوزنا أنَّ نتعلّم أن بركات الطاعة كاملةً يمكن أن تكون لنا، فقط إن قبلنا نعمة المسيح. نعمته هي التي تهبنا قوّة لطاعة قوانين يهوه. وهذا ما يمكّننا من تحطيم عبودية العادات الشريّرة. هذه هي القوّة الوحيدة القادرة على تسييرنا في الطريق الصحيح والإبقاء علينا سائرين.

تذكّر أنّ مبدأ "كل شىء أو لا شىء" هو أسلم طريق للهزيمة. إذا كنت غير قادر على عمل كلّ شيء دائماً، فلا تجزع. فليست قلة التمرينات أو قلة ضوء الشمس أو قصر الاستراحة بين الحين والحين، ولا كمية التمرينات أو كثرة السَّلَطة هي التي تُحدث الفرق. ليس بالمهم تواجد السلبيات سواء بكثرة أو بقلة فى ممارساتنا الصحيحة و الخاطئة بين الحين والآخر، إِنَّما الاهم هوما نمارسه من عادات طيلة حياتنا، فهذا ما يحدّد حالتنا الصحية. كلّ خطوة تخطوها نحو الصحة تعود عليك بالفائدة. وإذا تعثرت، فلا تيأس.

الصحة الجيدة عادة، لا حدثًا عارضًا

أحد الاختلافات بين الناس والحيوانات هو طريقة اكتسابهم أنماط السلوك. فالحيوانات تتبع الغريزة. وهذه المعرفة والسلوك وراثية عند الحيوان. على النقيض من ذلك، للإنسان غرائز قليلة، بالرغم من أن الميول وراثية. وأغلب ما نَعمَلُه من أعمال سببه أننا تعلّمناه في مكان ما. نحن نكتسب العادات من خلال عمليات تعليّميّة مختلفة. والعادات سهلة، ذلك أننا حالما رسّخناها، انعدمت الحاجة إلى دراسة كلّ شيء نعمله. أمَّا البشرى السارة فهي أنه بمجرد اتّباعنا أسلوب حياة صحّي لمدة طويلة بما فيه الكفاية، يصبح عادة، ثم يتحوّل إلى مسار ثابت وراسخ لا نحيد عنه بأقل مجهود وتخطيط من جانبنا.

ما هي الخلاصة؟

ثماني عادات الصحة الكاملة:

  1. الثقة بيهوه

  1. الاعتدال

  1. الماء

  1. ضوء الشمس

  1. الهواء

  1. الراحة

  1. التمرين

  1. التغذية

ثماني خطوات ذهنية للصحة الكاملة:

  1. الضمير النقي

  1. القلب السعيد والضحك

  1. الشكر والتسبيح

  1. قوّة الصلاة والمطالبة بوعود يهوه

  1. الغفران

  1. محبّة الآخرين

  1. مساعدة المحتاجين

  1. الكلام الحلو

معظم مادّة هذه المقالة مُجمَّع من كتب السيدة إلِن هوايت. أمَّا إذا أردت تحميل نسختك المجانية من كتاب "خدمة الشفاء" أو "المبادىء الاساسية للاصلاح الصحي" أو "كيف تقلع عن التدخين" فمرحبًا بك بتحميلهما من على موقعنا، برجاء استخدام هذه الوصلات: