Print

!مجموعات تبشيرية مستقلة: حذار من الفخ الخفي

نشأت العديد من المجموعات التبشيرية المستقلة لنشر الحقيقة عندما فشلت مختلف الطوائف في المضي قدما مع النور. للأسف، معظم إن لم يكن كل المجموعات التبشيرية فشلت أيضا في متابعة النور المتزايد. تدعو السماء الجميع إلى الوقوف بعيدا عن أي منظمة من شأنها أن تعيق تقدم الحقيقة.

هاستين راجنارسون

هاستين راجنارسون في غارة بإيطاليا (1862، الرسام: غير معروف)، المصدر:
 https://commons.wikimedia.org/wiki/File:Hasting_859_in_Luna.jpg

إذا تم منح الجوائز لحسن النوايا مع نتائج كارثية، بالتأكيد سيمنح هاستين راجنارسون ميزة شرفية على الأقل. كان هاستين من الفايكنغ. وقع في شهوة الذهب والمجد وحقوق المفاخرة التي يمكن تحقيقها عن طريق غزو روما. لذلك، في 859 بعد الميلاد، انطلق مع 62 سفينة لكسب الذهب والمجد وحقوق المفاخرة.

في البداية، لم تسر الغارات وعمليات النهب على ما يرام. لكن، الممارسة تصنع الكمال، في الوقت الذي وصلوا إلى البحر الأبيض المتوسط، كانوا يبلون حسنا في المهنة التي اختاروها.

كانوا سيئين! كانوا شرسين! كانوا الفايكنغ!

عند بلوغهم روما، شرعوا في الهجوم على المدينة. وعندما لم يتمكنوا من اختراق الجدران القديمة الموقرة، اجتمع هاستين مع رجاله لوضع خطة بديلة لدخول المدينة.

في اليوم التالي، نقل هاستين على نقالة إلى بوابات المدينة. أعلن رجاله للرومان المشاهدين: "!. ساعدونا السيد هاستين يحتضر إنه يريد ان يعمد كمسيحي قبل أن يموت".

شكل هذا مشكلة حقيقية للرومان. من ناحية، بطبيعة الحال لم يرغبوا السماح للعدو بدخول البوابات. من ناحية أخرى، كيف يمكن أن يدعوا أنفسهم مسيحين وينكروا خلاص وثني محتضر؟ (كونهم رومان، وليس يونانيين، سنمنحهم حق الشك ونفترض أنهم لم يسمعوا قط عن حصان طروادة).

لذلك، فتح الرومان البوابات وسمحوا لوحدة صغيرة من الفايكنج بنقل زعيمهم إلى الكنيسة. فور تعميده وتلقيه الطقوس الأخيرة، شفي هاستين بأعجوبة! قفز على قدميه، شق هو ورجاله طريقهم إلى بوابات المدينة للسماح لبقية رجالهم بالدخول. وبحلول المساء، كانت روما قد دمرت...

... عند هذه النقطة تعلم هاستين أن المدينة التي داهمها لم تكن روما، ولكن لونا. كانت روما على بعد 250 ميلا!

كانت "كوميديا ​​أخطاء" كلاسيكية. مما لا شك فيه تسلية للمراقبين أكثر من المشاركين الفعليين!

تقدم الأسفار المقدسة "كوميديا ​​أخطاء" مماثلة. للوهلة الأولى، في أقصى حالة يبدو الأمر كحلقة من مسلسل كرتوني. يحاول المقطع وصف مدى سوء شيء مستخدما هذا التشبيه: "كما اذا هرب انسان من امام الاسد فصادفه الدب او دخل البيت ووضع يده على الحائط فلدغته الحية" عاموس 19:5

يبدو الأمر هزليا تقريبا: الرجل الكرتوني، يركض بأسرع ما يمكن في اتجاه واحد للهروب من الأسد، ثم ينزلق إلى أن يجد نفسه وجها لوجه مع دب.يظهر المقطع التالي، تطاير سحب من الغبار بفعل هرولته حتى يصل إلى منزله ويغلق الباب. في راحة كبيرة، ركد على الجدار، فيعضه ثعبان. انه مجرد سيناريو متطرف صمم في الرسوم الكاريكاتورية، التي جعلت أجيالا من الأطفال يضحكون بمرح.

ولكن عندما يقرأ في سياقه، يتوقف الضحك. يأتي الرعب. ما تم وصفه هو حدث ينتظره الملايين! وحتى الآن، يعرض هذا المقطع وجهة نظر مختلفة تماما. لا فرح ولا ترقب، بل رعب ومصيبة.

تنص الآية، عندما تقرأ في سياقها، على ما يلي:

"ويل للذين يشتهون يوم يهوه لماذا لكم يوم يهوه هو ظلام لا نور كما اذا هرب انسان من امام الاسد فصادفه الدب او دخل البيت ووضع يده على الحائط فلدغته الحية ليس يوم يهوه ظلاما لا نورا وقتاما لا نور له ..." عاموس 5: 18 - 20

حيةننتظر. ماذا؟ هذا ليس مقطعا من رسوم متحركة سخيفة. هذا وصف "يوم يهوه"! يشير يوم يهوه إلى المجيء الثاني، بطبيعة الحال، لكن يمكن أيضا الرجوع إلى وقت الضيقة التي تسبق المجيء الثاني. المستخدمة في هذا المعنى، فمن المفهوم أن ينظر إلى يوم يهوه بكثير من الرعب والخوف. أسوأ جزأ من وقت الضيقة، حيث يتم سكب الضربات المشار إليها في الكتاب المقدس باسم "وقت ضيقة يعقوب".

لكن حتى ذلك الحين، يتبع المقطع على الفور بوعد الخلاص: "آه لان ذلك اليوم عظيم وليس مثله وهو وقت ضيق على يعقوب ولكنه سيخلص منه." ارميا 30: 7

يتحدث مقطع عاموس عن شيء مختلف. شيء خطير جدا، وليس هناك تليين في النص. بل تحذير واضح. لا شيء أكثر من ذلك.

الموضوع المتكرر في تحذيرات عاموس هو أن يوم يهوه ظلام لا نور. جاء ذلك مرارا وتكرارا. كل مرة يتكرر أي شيء في الكتاب المقدس، يعني أن يهوه أقامه، لذلك من الافضل الجلوس والانتباه. أوضح يوسف هذا المبدأ لفرعون: "واما عن تكرار الحلم على فرعون مرتين فلأن الامر مقرر من قبل يهوه ويهوه مسرع ليصنعه" تكوين 41:32

يتكرر التحذير من الظلام ثلاث مرات في عاموس: "ليس يوم يهوه ظلاما لا نورا وقتاما لا نور له ..." عاموس 5: 18 – 20  مهما كان التهديد، فهو حقيقي وخطر على الروح. ليست هناك كوميديا ​​أخطاء. الخطر حقيقي.

لكن كيف يمكن أن يكون الظلام خطرا؟ لذلك، إذا أظلم القمر ولم تعط الشمس نورا. ماذا في ذلك؟ وعد إرميا أن الصالحين يخلصون من ذلك!

ظلمة روحية

يكمن الخطر في أن هذا الظلام المتحدث عنه ليس ماديا. بل ظلمة روحية، وهذا النوع أكثر خطورة. كتب داوود: "سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي" مزامير 119: 105 إذا يرمز لكلام يهوه، الذي هو الحقيقة، بالنور، فإنه من المعقول أن يكون "الظلام" خطأ. الخطر الأكبر على شعب يهوه في وقت الضيقة هو الخطأ الروحي. التهديد شديد جدا لدرجة أن عاموس لم يتوقف عن تكرار التحذير مرارا وتكرارا.

هذا التحذير هو غير متوقع! بعد كل شيء، وعد جبريل دانيال: "المعرفة تزداد" دانيال 12: 4

مع زيادة النور مع ذلك يزداد الخطر أيضا لأن الناس أصبحوا راضين وواثقين. كان اللاودكيون يتباهون بالغنى، بتزايد البضائع، وبعدم احتياجهم إلى أي شيء، في حين يعلن الشاهد: "لأنك تقول إني أنا غني وقد استغنيت ولا حاجة لي إلى شيء ولست تعلم أنك أنت الشقي والبئس وفقير وأعمى وعريان" سفر الرؤيا 17:3

إن أسوأ ظلمة روحية يمكن أن يقع فيها أي شخص في هذه الأيام الأخيرة ليست خطأ مذهبيا. بل الافتراض المتغطرس بالمعرفة المسبقة لكل الحقائق اللازمة للخلاص. هذا الافتراض يؤدي إلى ما هو أكثر خطورة. يدفع هذا الاعتقاد، نظرا لما يتمتع به الفرد بالفعل من النور الضروري للخلاص، إل إلى افتراض أن أي نور جديد هو خطأ. يغلق مثل هذا الادعاء العقل عن أي أشعة إضافية تجلبها روح يهوه. لا يمكن لأشعة النور المشرقة اختراق القلب الذي تصلب وتشدد ضد أي نور جديد.

صحيح أننا نعرف الحق، و يجب أن نظل متماسكين بالمواقف التي لا يمكن أن تهتز. لكن يجب علينا أن لا ننظر بعين الشك إلى أي نور جديد قد يرسله يهوه، حقا، لا نستطيع أن نرى أننا بحاجة إلى أي مزيد من النور أكثر من الحقيقة القديمة التي تلقيناها حتى الآن، والتي استقرينا عليها. بينما نتشبت بهذا الموقف، شهادة شاهد الحق تنطبق على قضايانا، "لست تعلم أنك أنت الشقي والبئس وفقير وأعمى وعريان" اولئك الذين يشعرون بالغنى وزيادة السلع وعدم الاحتياج إلى شيء، هم في حالة من العمى كحالتهم الحقيقية قبل يهوه، وهم يعرفون ذلك[i].

خطر الوقوع في ظلام الغطرسة الروحية هو من الضخامة بحيث جعل WLC مضطرا لرفع التحذير. وهناك مجال على وجه الخصوص حيث هذا التهديد هو الأعظم لأنه غير معترف به. إنه خطر المجموعات التبشيرية المستقلة.

إعطاء البوق صوتا معينا

قامت المجموعات التبشيرية المستقلة بعمل رائع ليهوه في نشر الحقيقة. كما أصبحت الكنائس أكثر دنيوية وفشلت في التقدم في الحقيقة، ائتمنت السماء على النور المتقدم أفرادا مختلفين عملوا بجد لتقاسم ما أتيح لهم. بوركت WLC أيضا عن طريق جمع أشعة ثمينة من النور المتناثر بين العديد من المجموعات التبشيرية المستقلة.

وقد مكن انتشار شبكة الإنترنت العديد من الناس العاديين من نشر الحقيقة أبعد بكثير مما كان في السابق. وقد عانى العديد من هؤلاء الأفراد ومجموعاتهم من اضطهاد الطوائف المنظمة. شعرت الكنائس بتهديد تأثير هؤلاء الأفراد المتواضعين. وقد شجبت المجموعات التبشيرية المستقلة من المنابر، في منشورات الكنيسة واستدعي بعضها إلى المحكمة من قبل الكنائس الساقطة التي تحاربهم.

الشيطان مدرك جيدا للنجاح الذي حققته المجموعات التبشيرية المستقلة في نشر الحقيقة. ولهذا أطلق سهام غدر فعالة، بشكل مأساوي، للاعتداء عليهم. وقد استهدف هجوم الشيطان اتجاهين مختلفين. هاجم:

1.    قادة المجموعات المستقلة.

2.    الأفراد الذين اكتسبوا نورا من المجموعات المستقلة.

القادة: الحقيقة المحزنة هي أن معظم المجموعات التبشيرية المستقلة حذوا حذو الكنائس التي اضطهدتهم. جعلها اعتمادها على مساهمات مالية من الأتباع أكثر تترددا في تعليم الحقائق التي لا تحظى بشعبية. وهكذا، فقد رفضت معظم المجموعات أي نور إضافي على الحقيقة التي أدلوا بها. عندما يقدم لهم جديد نور، لا يكتفون بإدارة ظهورهم له، بل يستخدمون كحاملي النور للتأثير على أتباعهم كي يرفضوا النور المتقدم. لا حرج في اختيار مجموعة مستقلة تركيز موقعها على شبكة الانترنت أو منشوراتها على مجال معين. لا يمكن المبالغة في هذه النقطة. ومع ذلك، تنشأ المشكلة عندما يصف قادة مجموعة ما حاملي نور آخرين بكونهم مخطؤون.

ملصق تصويري لمجموعات تبشيرية مستقلة 

الأتباع: تنعم الكثير من النفوس الصادقة بالنور الممنوح للمجموعات التبشيرية المستقلة. لا تعطي السماء كل الحقيقة لفرد واحد حتى يتمكن الجميع من المشاركة في فرحة الاكتشاف. لهذا السبب لا يحق لأي مجموعة تبشيرية أو فرد مستقل أكثر من أي وقت مضى أن تتخذ موقفا ضد نور معين آخر. وقد اقتيد العديد من الباحثين عن الحقيقة الصادقين من كنيسة إلى أخرى، ثم من مجموعة تبشيرية مستقلة إلى أخرى، وجمعوا أشعة نور هنا، وٱخرى هناك. يبدأ كل واحد رحلته من نقطة مختلفة. المشكلة هي عندما يصبح المرء من أتباع منظمة بدلا من باحث عن الحقيقة مستقل.

خرفان 

إذا كان لدى المرء عقلية "التبعية"، فهو لايتبع حقا الحمل عندما يمشي. بدلا من ذلك، يتبع سلطة بشرية. لهذا السبب هاجم الشيطان المجموعات التبشيرية المستقلة. بمناشدة الفخر الروحي، يمكنه الدفع بها للتنديد بغطرسة بالنور الذي أوكل لآخرين. ببساطة مجرد أن السماء منحتك بكرم نورا فهذا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يؤخذ كدليل على عدم وجود مزيد من النور ليتم الكشف عنه.

الخطر حقيقي جدا ولهذا السبب بالضبط، ضمت WLC صوتها مع الملاك الرابع في سفر الرؤيا 18، معلنا: "اخرجوا منها يا شعبي لئلا تشتركوا في خطاياها ولئلا تأخذوا من ضرباتها" سفر الرؤيا 18: 4

هذا النص مهم جدا. ويترجم عادة ب "اخرجوا منها"، ولكن قد تدور في ذهن المستمع فكرة خاطئة أن المجموعة التبشيرية المستقلة معفاة إلى حد ما من هذه الدعوة وأنه يمكن للمرء أن ينضم بأمان. هذا لا يمكن أن يكون بعيدا عن الحقيقة. لا يعفى أحد من هذا النظام الإلهي. إنه أمر ملح: اذهب!

"اهربوا من وسط بابل وانجوا كل واحد بنفسه لا تهلكوا بذنبها لان هذا زمان انتقام يهوه هو يؤدي لها جزاءها." ارميا 51: 6

الخطر حقيقي

الشخص الذي في الماضي، اكتسب نورا ثمينا من كنيسة أو جماعة أو مجموعة مستقلة، هو في خطر التورط من خلال الإحساس بالولاء أو العاطفة. عندما ترفض مجموعة النور المتقدم، فإنه من المغري البقاء مع الفريق عوض الخروج واتباع الحق أينما يقود.

وقد تم تصوير هذا الوضع المحدد بوضوح في رؤية لإلين وايت، نبية الجيل الأخير.

شاهدت عددا من المجموعات التي بدت مرتبطة معا بحبال. وكانت العديد من هذه المجموعات في ظلام دامس. وجهت عيونها إلى الأرض، ويبدو أن لا علاقة بينها وبين يهوشوه هناك. ولكن بين هذه المجموعات المختلفة كان أشخاص متفرقون بدا نور على طلعتهم، وعيونهم ناظرة إلى السماء. اضفيت عليهم أشعة نور من يهوشوه، مثل أشعة الشمس. دفعني ملاك إلى النظر بعناية، فرأيت ملاكا يسهر على كل واحد من أولئك الذين لديهم بصيص من النور، في حين حاصرت الملائكة الأشرار الذين كانوا في الظلام. سمعت صوت صرخة ملاك، "خافوا يهوه، وأعطوا المجد له. فقد جائت ساعة دينونته".

رفضحل نور مجيد على هذه المجموعات، لتوعية جميع الذين سيحصلون عليه. بعض من أولئك الذين كانوا في الظلام حصلوا على النور وفرحوا. قاوم آخرون نور من السماء قائلين أنه ٱرسل ليقودهم إلى ضلال. مر النور بعيدا عنهم، وتركوا في الظلام. أولئك الذين تلقوا النور من يهوشوه ابتهجوا بزيادة النور الثمين الذي أريق عليهم. برقت وجوههم بفرح مقدس، في حين تم توجيه أنظارهم إلى يهوشوه باهتمام شديد، وكانت تسمع أصواتهم في وئام مع صوت الملاك، "خافوا يهوه، وأعطوا المجد له. فقد جائت ساعة دينونته"  حين رفعوا هذه الصرخة، رأيت ٱولئك الذين كانوا في الظلام محشورين. ثم كثيرون ممن فرحوا بالنور المقدس، قطعوا الحبال التي تربطهم وخرجوا من تلك المجموعات. وبينما كانوا يفعلون هذا، مر عليهم رجال ينتمون إلى مختلف الطوائف بجلهم البعض بكلمات ترغيب، وأرهبهم آخرون بنظرات رعناء وإيماأت تهديد، وتثبتوا الحبال التي ضعفت. هؤلاء الرجال كانوا يقولون دائما، "يهوه معنا. ونحن نقف في النور. لدينا الحقيقة." فسألت من هم هؤلاء الرجال، قيل لي أنهم كانوا رؤساء وقادة رفضوا النور، ولم يرغبوا في حصول الآخرين عليه.

... ثم سمعت صوتا يقول لمن دفعوا وتعرضوا للسخرية "اخرجوا من وسطهم، ولا تمسوا نجسا". في طاعة هذا الصوت، قطع عدد كبير من الرجال الحبال التي كانت تربطهم، وتركوا المجموعات التي كانت في الظلام، وانضم هؤلاء إلى الذين اكتسبوا حريتهم سابقا، وبفرح اتحدت أصواتهم معهم. سمعت صوت صلاة جادة ومؤلمة من عدد قليل من الذين بقوا مع المجموعات التي كانت في الظلام. مر قادة ورؤساء بجميع أنحاء هذه المجموعات المختلفة، وشدوا من ربط الحبال حتى صارت أكثر رسوخا. لكن لا زلت أسمع صوت الصلاة الجادة. ثم رأيت أولئك الذين يصلون تصل أيديهم نحو المجموعة المتحدة الذين تحرروا، وابتهجوا في يهوه. جوابهم، حيث كانوا يتطلعون بجدية إلى السماء، وأشاروا إلى أعلى، "اخرجوا من وسطهم وانفصلوا عنهم" رأيت الأفراد الذين يناضلون من أجل الحرية، أخيرا قطعوا الحبال التي تربطهم. قاوموا الجهود التي بذلت لربطهم بحبال مشدودة ورفضوا الالتفات الى التأكيدات المتكررة: "يهوه معنا" "الحق معنا".

لا تدع الخوف من الحاجة إلى العبادة وحدك توقفك عن التحرر. عدم وجود مجموعة تشاركك في العبادة ليس عذرا للاستمرار مع أي منظمة أو مجموعة ترفض النور

يغادر الأشخاص باستمرار المجموعات التي كانت في الظلام وينضمون إلى المجموعة الحرة، التي بدت في حقل مفتوح اقيم فوق الأرض. تم توجيه أنظارهم إلى أعلى، حل عليهم مجد يهوه، وصرخوا بفرح تسبيحه. كانوا متحدين بشكل وثيق، وبدوا ملفوفين في نور السماء. حول هذه المجموعة كان بعض الذين جاءوا تحت تأثير النور، ولكن لم يكونوا متحدين بالمجموعة. كل الذين ابتهجوا سلط نور عليهم وحدقوا إلى أعلى باهتمام شديد، نظر إليهم يهوشوه باستحسان[ii].

لا تقعوا في فخ الولاء الزائف. ولائك هو ليهوه ويهوه وحده. لا تدع الخوف من الحاجة إلى العبادة وحدك توقفك عن التحرر. عدم وجود مجموعة تشاركك في العبادة ليس عذرا للاستمرار مع أي منظمة أو مجموعة ترفض النور. أي مجموعة اتخذت موقفا جريئا ضد أي شعاع من النور (ومعظمها إن لم يكن كلها قد رفضت أشعة من النور) ليست أكثر ملائمة للعبادة من أي كنيسة تشكل بابل.

كن شجاعا

أطفال يهوه مدعوون اليوم للوقوف وحدهم، منفصلين ومستقلين عن أي تنظيم أو جماعة أو طائفة. ولا واحدة منها أذعنت لعقل وضمير الآخر، معتبرين كلمة شخص آخر كحق. يقود يهوه كل واحد بمفرده. يجب أن يكون شخص لوحده، لأن كل واحد يأتي من خلفية مختلفة، مع مجموعة مختلفة من المعتقدات. كما تزداد معرفته، تزداد حاجته إلى الحكمة الإلهية أيضا. ليس كل نور "جديد" هو الحقيقة. يتطلب ذلك التمييز الروحي للتمييز بين ما هو مقبول، وما يجب أن يوضع جانبا.

ولا واحدة منها أذعنت لعقل وضمير الآخر، معتبرين كلمة شخص آخر كحق

لا تستسلم لإغراء لمتابعة قيادة هذه المجموعة المستقلة أو الزمالة الروحية. فمن الطبيعي تماما أن ترغب في أن تكون محاطا بأناس يشاركونك نفس التفكير. ومن المؤكد أن تتعبد مع أولئك الذين يعتقدون كما تعتقد. ومن المشجع قراءة المقالات التي تتفق مع معتقداتك الحالية. ومع ذلك، فإن خطر أن تصبح تابعا لمجموعة مستقلة هو بالضبط نفس خطر الانتماء إلى طائفة منظمة، مقيدة بعقيدة محددة. عندما يتخد زعيم تبجله، أو مجموعة تعلمت منها الحقيقة، موقفا ضد الحقائق الأخرى، فمن السهل جدا أن تحذو حذوها. ينبغي للمرء أن لا يأخذ كلمة إنسان كحق مطلق ويرفض نورا آخر دون دراسة شخصية.

يجب أن تكون لمحبة الحقيقة الأسبقية على أي رغبة في الانتماء إلى مجموعة. يستخدم الشيطان الرغبة في الانتماء لغرس الخوف من الانفصال. هذا يمكنه إسكات صوت الروح.

إن طبيعة مجموعة تخلق ديناميكية "نحن" مقابل "هم". يتم تدريس الأعضاء قبول معتقدات الأغلبية. والأسوأ من ذلك، يتم تعليمهم عدم المجادلة. وهذا لا يشجع الباحث عن الحقيقة. كثيرا ما ينبذ أولئك الذين يصرون على الاستجواب. وأخيرا، يطردون من المجموعة. وهكذا يفرض التوافق من خلال الابتزاز العاطفي.

لا تفقد عزيمتك إذا كنت قد طردت من مجموعة. بالتأكيد يمكنك الاستمرار في الصلاة للأصدقاء والأحباء الذين لا زالوا مخدوعين، كل أبطال يهوه، وجميع العمالقة الروحيين في الماضي، دعيوا إلى الوقوف وحدهم. كان يوحنا المعمدان رجلا منعزلا في الصحراء. وحده، سمع الروح تتحدث إلى روحه، لإعداده لعمل عظيم قبل مجيء المسيح. أمضى جون بونيان 12 عاما في سجن بمقاطعة بدفورد لرفضه البقاء صامتا عن نور ٱعطي له. ولكن خلال تلك 12 عاما، ألهمته روح يهوه لكتابة سياحة المسيحي، وهو عمل يحتوي على حقائق روحية عميقة أنعم بها يهوه الكثيرين في القرون منذ أن خدش بها في زنزانته الحجرية الباردة. مارتن لوثر، وبالمثل، دعي إلى الوقوف أمام الكهنة والأساقفة، مؤتمنا على حقيقة حررت نفوس جموع غفيرة.

اتباع الحق هو طريق انفرادي جدا. لا تتراجع عندما تدعى إلى الوقوف لوحدك. اعتبر هذا تكريما من السماء. استخدم الوقت في النمو أقرب وأقرب إلى مصدر كل نور وحق.

احتضن كل الحقيقة!

هذا الجانب من السماء، من المستحيل لأي ذكاء بشري فهم كل الحقيقة. في كل أنحاء الأبدية، سيدرس المفدي أشياء عميقة من يهوه ويستمر في التعلم منه.

WLC هو منبر لنشر كل الحقيقة التي كشفت لنا. وهذا يشمل الحقائق التي لا تحظى بشعبية. في بعض الأحيان، تأتي ردود فعل غاضبة حيث يعلن الكاتب: "أنا لم أنضم إلى WLC لقبول هذا الخطأ أو ذاك" أيها الإخوة، WLC لا تحاول إرضاء الناس. فقط يهوه. بمجرد ما يتم الكشف عن النور لفهمنا، نسعى لنشره وتعميمه إلى القاصى والدانى.

الوقوف وحيدا 

تدعونا السماء اليوم جميعا إلى الوقوف بعيدا والانفصال وعدم لمس أي نجاسة. هناك عدد قليل من الأشياء أكثر نجاسة من الكبرياء الروحي الذي يتباهى فيه المرء بما يعرف، ولكنه يرفض الاعتراف بأي نور آخر.

عندما نعترف بأن الشاهد الحقيقي يعلم حالنا أفضل منا، وسوف يعطينا بره لتغطية عرينا، نقاءه لمحو إثمنا والذهب السماوي للإيمان. ثم يكمل وعده الثمين:

"ها أيام تأتي يقول يهوه واقطع مع بيت اسرائيل ومع بيت يهوذا عهدا جديدا. ليس كالعهد الذي قطعته مع آبائهم يوم امسكتهم بيدهم لاخرجهم من ارض مصر حين نقضوا عهدي فرفضتهم يقول يهوه. بل هذا هو العهد الذي اقطعه مع بيت اسرائيل بعد تلك الايام يقول يهوه . اجعل شريعتي في داخلهم واكتبها على قلوبهم واكون لهم الها وهم يكونون لي شعبا. ولا يعلمون بعد كل واحد صاحبه وكل واحد اخاه قائلين اعرفوا يهوه لانهم كلهم ​​سيعرفونني من صغيرهم الى كبيرهم يقول يهوه. لاني اصفح عن اثمهم ولا اذكر خطيتهم بعد ".

ارميا 31: 31-34



[i] الين وايت، مراجعة وإنذار، 7 أغسطس 1894.

[ii] الين وايت، كتابات مبكرة، ص.240-243. تناولت هذه الرؤية تجارب السبتيين خاصة في وقت مبكر عندما خيبت آمالهم أن يهوشوه لم يعد حسب توقعاتهم. ومع ذلك، فإن الدروس المستفادة من خلال تجربتهم هي لكل زمان وتنطبق خصوصا على شعب يهوه اليوم، كما لو كانوا في ذلك الوقت. قدمت الرؤى حتى يتعلم شعب يهوه اليوم من دروس الماضي.