Print

معركة هرمجدّون

إنّ معركة هرمجدّون، مثل سمة الوحش، أثارت الكثير من التساؤلات والتخمينات بشكل مستمرّ لا يعرف التوقّف. وكلمة "هرمجدّون" نفسها تستحضر في الذهن صور الدمار والرعب والخراب الماحق. ولقد ظهرت تخمينات الناس وتقديراتهم بخصوص هذا الصراع الكوني، من خلال روايات "الاختطاف السرّي" الأكثر مبيعاً، بالإضافة إلى سلسلة من أفلام هوليوود. وكما كان الأمر مع "سمة الوحش"، فلقد فشلت كلّ هذه النظريّات في إصابة كبد الحقيقة، لأنّ واضعيها لم يدركوا أنّ الصراع الكوني الممتد عبر آلاف السنين هو صراع على العبادة. ومعركة هرمجدّون ليست إلا الحملة الأخيرة من الحرب الدائرة منذ زمان سحيق والتي بدأت عندما أخذ الشيطان يفتخر بأنّه سيجلس على جبل الاجتماع، أي جبل الموديم (أي مواعيد العبادة).

والكلمة نفسها "هرمجدون" تكشف عن طبيعة هذا الصراع. وهي كلمة غير معتادة الاستعمال، ولا تُستعمل في الكتاب المقدس إلا مرّة واحدة. وبينما لم يُكتب سفر الرؤيا بالعبريّة (1)، فهذه الكلمة هي في الواقع دمج لكلمتين عبريّتين. أوّلهما كلمة "هار"، والتي تعني ببساطة "جبل"(2). انقسم العلماء فيما يتعلّق بالكلمة الثانية في التركيب: فالبعض اعتقد أنّها الكلمة ذات الترميز H4023 من قاموس سترونج, أي كلمة "مجدّو"، التي تشير إلى مكان في فلسطين (3). المشكلة مع هكذا تفسير هي أنّه عندما نذهب إلى حيث كانت مجدّو، لا نرى أيّ جبل! في الحقيقية، هناك فقط وادٍ: "وادي مجدّو" (راجع 2 أخبار 35: 22). ويرى علماء آخرون أنّ الكلمة الثانية هي الكلمة ذات الترميز H4150: مُوِيد أو مُوِئد [mo’ed] ،النقطة رقم (4)، وهذا هو التفسير الأكثر تناغمًا وانسجامًا مع السياق.

فهرمجدّون، هار موئد، هي جبل الإجتماع نفسه الذي أعلن لوسيفر (الشيطان) أنّه سيجلس عليه، وبالتالي ينال كلّ العبادة من الناس (5). وهذه هي ذروة الصراع بأكمله، وهو صراع يدور، كما هي الحال دومًا، على ساحة العبادة.

ومباشرة بعد أن يعرض الكتاب المقدس للزانية الجالسة على الوحش، ويعرّفها بهذه العبارة: "سِرٌّ. بَابِلُ الْعَظِيمَةُ"، يظهر ملاك رابع ويكرّر التحذير الذي قدّمه الملاك الثاني. يُعطى التحذير هذه المرّة بقوّة وبصوت قويّ: "ثُمَّ بَعْدَ هذَا رَأَيْتُ مَلاَكًا آخَرَ نَازِلاً مِنَ السَّمَاءِ، لَهُ سُلْطَانٌ عَظِيمٌ. وَاسْتَنَارَتِ الأَرْضُ مِنْ بَهَائِهِ. وَصَرَخَ بِشِدَّةٍ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً:«سَقَطَتْ! سَقَطَتْ بَابِلُ الْعَظِيمَةُ! وَصَارَتْ مَسْكَنًا لِشَيَاطِينَ، وَمَحْرَسًا لِكُلِّ رُوحٍ نَجِسٍ، وَمَحْرَسًا لِكُلِّ طَائِرٍ نَجِسٍ وَمَمْقُوتٍ، لأَنَّهُ مِنْ خَمْرِ غَضَبِ زِنَاهَا قَدْ شَرِبَ جَمِيعُ الأُمَمِ، وَمُلُوكُ الأَرْضِ زَنَوْا مَعَهَا، وَتُجَّارُ الأَرْضِ اسْتَغْنَوْا مِنْ وَفْرَةِ نَعِيمِهَا. ثُمَّ سَمِعْتُ صَوْتًا آخَرَ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: اخْرُجُوا مِنْهَا يَا شَعْبِي لِئَلاَّ تَشْتَرِكُوا فِي خَطَايَاهَا، وَلِئَلاَّ تَأْخُذُوا مِنْ ضَرَبَاتِهَا. لأَنَّ خَطَايَاهَا لَحِقَتِ السَّمَاءَ، وَتَذَكَّرَ...[يهوه] آثَامَهَا" (رؤيا 18: 1-5).

من خلال حمل الناس على استعمال التقاويم المزيّفة بدلا من تقويم الخالق، جعل الشيطان جميع الأمم يشربون من خمر بابل. لم يُعفَ أحد من هذا الاتّهام الخطير، ولكنّ دعوة الرحمة ماتزال تنتظر التائبين من الذين يدعوهم الخالق بكل حنوّ: "شعبي". وقلب المحبّة اللامتناهية يطلب أن يفهم شعبه هذه الأمور بوضوح لكي يختار أن يتبعه كلُّ من يريد بالفعل أن يُكرم الخالق. وإصلاح التقويم الذي يحتاج العالم إليه هو الرجوع إلى تقويم الكتاب المقدس. فتقديس اليوم السابع يستلزم استعمال التقويم الحقيقي لحساب هذا اليوم.

من السهل أن يشعر المؤمنون الذين طالما باركهم الخالق بنور روحيّ عظيم، من السهل أن يشعروا بالتعجرف والتكبّر، إذ يعتقدون أنّ عندهم كل الحقّ اللازم للخلاص. لكن، الآية في إشعياء 58 تؤكّد أنّ المؤمنين في خطأ: " نَادِ بِصَوْتٍ عَال. لاَ تُمْسِكْ. اِرْفَعْ صَوْتَكَ كَبُوق وَأَخْبِرْ شَعْبِي بِتَعَدِّيهِمْ، وَبَيْتَ يَعْقُوبَ بِخَطَايَاهُمْ" (إشعياء 58: 1).

إنّ ملك الكون يناشد من كل إنسان أن يُظهر خطايا شعبه المؤمنين ! من الواضح أنّ أولئلك المدعوّين "شعبي" لا يعتقدون أنّهم على خطأ، كما يوضّح العدد التالي:"وَإِيَّايَ يَطْلُبُونَ يَوْمًا فَيَوْمًا، وَيُسَرُّونَ بِمَعْرِفَةِ طُرُقِي كَأُمَّةٍ عَمِلَتْ بِرًّا، وَلَمْ تَتْرُكْ قَضَاءَ إِلهِهَا. يَسْأَلُونَنِي عَنْ أَحْكَامِ الْبِرِّ. يُسَرُّونَ بِالتَّقَرُّبِ إِلَى...[يهوه]" (إشعياء 58: 2). ولكن، بالرغم من المظاهر الخارجية الموحية بالتقوى، فهناك خطأ خطير في مكان ما من الاختبار الروحي: لقد تركوا قضاء (وصايا) إلههم.

الوصية المهملة والمتروكة المُشار إليها هنا هي العبادة في سبت يوم الراحة الحقيقي. فهذا هو علامة الولاء التي تركوها. فكثير من المسيحيين الذين يحفظون يوم الأحد يؤمنون بإخلاص أنّ السبت أعطي لبني إسرائيل. وبخلاف حقيقة أنّ السبت أعطي عند الخليقة قبل أن يصبح إسرائيل شعبًا، بولس، رسول الأمم، أعلن بوضوح (راجع رومية 11: 13) أنّ كل من يقبلون المسيح هم ورثة الموعد وكأنّهم تحدّروا من إبراهيم.  وبالتالي، فالمطالب اللازمة للوراثة، وهي الطاعة للقوانين الإلهية، هي هي للأمم كما لبني إسرائيل (6).

وكما أظهرنا من قبل، فإنّ ارتداد بني إسرائيل المتكرّر، كان يدور حول عبادة ساترن (7)، الإله المتخفي (الشيطان). أمّا إسرائيل الروحية الحديثة (أي المؤمنون في أيّامنا هذه) فقد استمرّت في ذلك الارتداد: فهُم"...تَعَدَّوْا الشَّرَائِعَ، غَيَّرُوا الْفَرِيضَةَ، نَكَثُوا الْعَهْدَ الأَبَدِيَّ"(إشعياء 24: 5).  الخالق نفسه هو من أسّس سبتَ اليوم السابع كعلامة ولاء لملكوته.

"وَأَنْتَ تُكَلِّمُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: سُبُوتِي تَحْفَظُونَهَا، لأَنَّهُ عَلاَمَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ فِي أَجْيَالِكُمْ لِتَعْلَمُوا أَنِّي أَنَا...[يهوه] الَّذِي يُقَدِّسُكُمْ، فَتَحْفَظُونَ السَّبْتَ لأَنَّهُ مُقَدَّسٌ لَكُمْ. مَنْ دَنَّسَهُ يُقْتَلُ قَتْلاً. إِنَّ كُلَّ مَنْ صَنَعَ فِيهِ عَمَلاً تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا (8). سِتَّةَ أَيَّامٍ يُصْنَعُ عَمَلٌ، وَأَمَّا الْيَوْمُ الْسَّابِعُ فَفِيهِ سَبْتُ عُطْلَةٍ مُقَدَّسٌ لـ [...يهوه]. كُلُّ مَنْ صَنَعَ عَمَلاً فِي يَوْمِ السَّبْتِ يُقْتَلُ قَتْلاً. فَيَحْفَظُ بَنُو إِسْرَائِيلَ السَّبْتَ لِيَصْنَعُوا السَّبْتَ فِي أَجْيَالِهِمْ عَهْدًا أَبَدِيًّا. هُوَ بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلاَمَةٌ إِلَى الأَبَدِ. لأَنَّهُ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ...[يهوه] السَّمَاءَ وَالأَرْضَ، وَفِي الْيَوْمِ السَّابعِ اسْتَرَاحَ وَتَنَفَّسَ" (خروج 31: 13- 17).

عندما تُترك الفريضة الإلهيّة، تصبح الطقوس الدينيّة مجرّد شكليّات تخلو من البركات الروحيّة. في إشعياء 58، طالب الشعبُ قائلين: " لِمَاذَا صُمْنَا وَلَمْ تَنْظُرْ، ذَلَّلْنَا أَنْفُسَنَا وَلَمْ تُلاَحِظْ؟" (إشعياء 58: 3). فعندما مات اختبارهم الديني، ألقوا اللوم على يهوه واتّهموه وكأنّهم يقولون: "ما الخطب، يا يهوه؟ كيف لا تُعير اهتمامًا لعبادتنا؟ ألم تلاحظ كل الأمور التي عملناها لنعبدك؟ والآن أين هي البركات التي وعدت بها؟".

يستجيب الآب بتأكيده أنّ ما يهمّه بالفعل هو ديانة القلب الداخليّة والتي ستجلب البركات التي يطلبها هؤلاء (راجع إشعياء 58: 4- 11). وفي صميم هذا كلّه دعوة للعودة إلى العبادة الحقيقيّة من خلال ترميم الثغرة في الشريعة، من خلال استرجاع الفريضة المهلمة، فريضة العبادة في اليوم المعيّن من الخالق، أي سبت اليوم السابع الحقيقي الذي يُحسب فقط وفق تقويم الكتاب المقدّس. إنّ الجيل الأخير هو الجيل الذي تُعطى له مهمّة استرداد السبت وإرجاعه إلى مكانه الطبيعي بين الناس، مهمّة الوقوف أمام العالم وتحدّياته والشهادة للحق الكتابي ومشاركة هذا الحقّ الرائع: "وَمِنْكَ تُبْنَى الْخِرَبُ الْقَدِيمَةُ. تُقِيمُ أَسَاسَاتِ دَوْرٍ فَدَوْرٍ، فَيُسَمُّونَكَ: مُرَمِّمَ الثُّغْرَةِ، مُرْجعَ الْمَسَالِكِ لِلسُّكْنَى"(إشعياء 58: 12).

هذا هو الامتياز المُعطى للجيل الأخير: الفرصة في إكرام الخالق من خلال إعادة العالم إلى معرفة التقويم الوحيد الذي من خلاله يمكن العثور على يوم الراحة الحقيقي، سبت اليوم السابع.  فيما يلي واحد من أجمل الوعود في الكتاب المقدس بأسره، اعتمادًا على حال ضمير المتلقّي:

"إِنْ رَدَدْتَ عَنِ السَّبْتِ رِجْلَكَ، عَنْ عَمَلِ مَسَرَّتِكَ يَوْمَ قُدْسِي، وَدَعَوْتَ السَّبْتَ لَذَّةً، وَمُقَدَّسَ...[يهوه] مُكَرَّمًا، وَأَكْرَمْتَهُ عَنْ عَمَلِ طُرُقِكَ وَعَنْ إِيجَادِ مَسَرَّتِكَ وَالتَّكَلُّمِ بِكَلاَمِكَ، فَإِنَّكَ حِينَئِذٍ تَتَلَذَّذُ...[بيهوه]، وَأُرَكِّبُكَ عَلَى مُرْتَفَعَاتِ الأَرْضِ، وَأُطْعِمُكَ مِيرَاثَ يَعْقُوبَ أَبِيكَ، لأَنَّ فَمَ...[يهوه] تَكَلَّمَ"(إشعياء 58: 13، 14).

إذا سلّم الإنسان مشيئته ليهوه الخالق، وحفظ السبت الحقيقي مقدّسًا، وبالتالي أكرم سيّده، عندئذ سيأكل ميراث يعقوب، أبيه بالمعنى الروحي. لا وعد آخر يمكن أن يبعث رجاءً أعظم، أو يكون مناسبًا أكثر، من هذا الوعد بالنسبة للذين قضوا سنواتهم وهم يوجّهون عبادتهم للإله المتخفّي، عن جهل. إنّ اسم يعقوب يعني: "المنتزع أو المغتصب"، أي الذي ينتزع مكان آخر بالعنف أو بالحيلة...وهو اسم مناسب ليعقوب الذي قدّم نفسه لأبيه العجوز الأعمى على أنّه عيسو أخي يعقوب (راجع تكوين 27).

إنّ "بيت يعقوب" هم الذين يُدعون للاعتراف بتعدّيهم. السبت الحقيقي هي العلامة أنّ الخالق العظيم يهوه هو الذي يُقدّس شعبه. ليس من الممكن للمرء أن يتقدّس وهو يحفظ يومًا زائفًا على أنّه اليوم الحقيقي. وهكذا، فالإله الخفي، الشيطان، بكل غدر وخديعة، وضع أيّام العبادة الخاصّة به لتحلّ محلّ سبت اليوم السابع الحقيقي. وكل الذين يعبدون بحسب التقويم المزيّف، عن علم أو جهل، تعاونوا مع الإله الخفي وأحلّوا بأنفسهم أيّام مزيّفة للعبادة مكان الأيّام الحقيقيّة. هذه النبوءة في إشعياء قد أعطيت قرونًا عديدة بعد أن نال يعقوب ميراثه الإلهي: اسم جديد، كعلامة على أخلاق طاهرة نال صاحبها غفران الخطايا. واستعمال اسمه القديم في السياق أمر هامّ وبارز، لأنّ يحتوي على وعد يشمل الناس في أيّامنا الحاليّة ممّن يُحلّون أيّام الإله الخفي محلّ أيّام الخالق الحقيقي.

عندما عاد يعقوب إلى كنعان، بعد أن قضى عقدين هناك مع خاله لابان، علمَ أنّ عيسو سيأتي لملاقاته بجيش صغير، وهو، أي عيسو، مصمّم على الانتقام من يعقوب لأنّه سرق منه حق البكوريّة منذ سنوات خلت. وهذه النقطة كانت الذروة في حياة يعقوب. وبعد أن أرسل أسرته والحيوانات عبر جدول الماء، " فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ، وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ" (تكوين 32: 24). ولم تمكّن أحد المصارعين من التغلّب على الآخر، وإذ اقترب الفجر، أدرك يعقوب أنّه كان يتصارع مع ملاك العهد (راجع تكوين 32: 26، 29- 30).

وعندئذ، طلب البركة إذ أدرك مع مَن كان يتصارع: "فَقَالَ [أي الملاك] لَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ» فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ...[يهوه] وَالنَّاسِ وَقَدَرْت" (تكوين 32: 27، 28). وهكذا، تغيّر اسم يعقوب، المنتزع المغتصب، من اسم يذكّر بالخطيّة إلى اسم جديد، يشير إلى طبيعته الجديدة التي تقدّست وتحوّلت بالنعمة. فكلمة "إسرائيل" تعني "أمير يهوه".

هذه هي الكرامة المقدّمة للذين يتركون عبادة الإله الخفي، وإكرام أيّامه التي حلّت محلّ أيّام الخالق الإله الحقيقي. وكلمة "ملاك" تعني ببساطة "رسول" (9). وكلّ من يسمعون رسالة التحذير الخاصّة بتقويم الكتاب المقدّس، يدخلون في صراع مع الخالق: "هل هذا الكلام صحيح؟ كيف يكون ذلك؟ أنا لا أريد أن أضلّ الطريق عن الإيمان القويم! ماذا لو...؟ماذا لو...؟". أخيرًا، في تسليم الذات للخالق، يقولون: " وَلكِنْ لِيَكُنْ لاَ مَا أُرِيدُ أَنَا، بَلْ مَا تُرِيدُ أَنْتَ" (مرقس 14: 36)، وعندئذ ينتصرون كما انتصر يعقوب. ومثل يعقوب، ينالون الغفران، إذ يُحسبون أمراء وأميرات، أبناء وبنات ملك الملوك.

إنّ الدعوة للخروج من بابل تُقدّم للعالم اليوم. كل ناحية من نواحي الحياة ستخضع للتأثير: العمل، والتعليم، والعلاقات بالكنيسة والأسرة، إلخ...ولأنّ العالم بأسره قد انغمس في النظام البابلي لحساب الوقت وفي العبادة البابلية، فالكلّ عليهم أن يقفوا صامدين أمام هذه التحدّيات. لا توجد منظمة ينضمّ إليها من يخرجون من بابل. ومثل إيليّا على جبل الكرمل، عليهم أن يقفوا بمفردهم مع هذا الحق الرائع، وهم راغبون في مقابلة كل معارضة بقوّة القدير على الخلاص.

قال المسيح: "خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي" (يوحنا 10: 27). وإذ تنتشر رسالة سبت اليوم السابع الحقيقي ورسالة التقويم الحقيقي، كلّ من يرغبون فعلاً بإكرام خالقهم سيلتفتون للنداء: "وَلِي خِرَافٌ أُخَرُ لَيْسَتْ مِنْ هذِهِ الْحَظِيرَةِ، يَنْبَغِي أَنْ آتِيَ بِتِلْكَ أَيْضًا فَتَسْمَعُ صَوْتِي، وَتَكُونُ رَعِيَّةٌ وَاحِدَةٌ وَرَاعٍ وَاحِدٌ" (يوحنا 10: 16). الروم الكاثوليك، والمسلمون (10)، واليهود، والبروتستانت من حفظة الأحد أو السبت الغرغوري Saturday، والهندوس، والبوذيّون، والمزيد...الراعي الصالح له خراف متفرّقة حول العالم. كلّ من هم خاصّته يسمعون ويستجيبون للنداء بالخروج من بابل.

لقد أتتك الدعوة. فكيف ستستجيب؟ هل ستلتفت إلى نداء الرحمة، وتختار أن تقول مع الرسول بولس: "...إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ...[يهوشوه]..."؟ (11). هناك وقت للدراسة والتثبّت من الحقّ، ولكن لا وقت للتذبذب والتردّد والبقاء في مرحلة اللاقرار. وحالما ينتهي الوقت الأخير المعطى للملاك الرابع في رؤيا 18، ستستقط الضربات على كلّ من يبقون في بابل [للتعرف على هوية بابل، ومن هي الكنيسة الحقيقية، برحاء النقر هنا]، وسيكون "...زَمَانُ ضِيق لَمْ يَكُنْ مُنْذُ كَانَتْ أُمَّةٌ إِلَى ذلِكَ الْوَقْتِ"، ولكن، "َ...فِي ذلِكَ الْوَقْتِ يُنَجَّى شَعْبُكَ، كُلُّ مَنْ يُوجَدُ مَكْتُوبًا فِي السِّفْرِ" (دانيال 12: 1، 2).

وبعد أن تظهر مملكة السماء منتصرة على مملكة الشيطان، الإله الخفي، عندئذ يترك المسيح  رسالة أخيرة لشعبه. إنّ الكلمات المشّجعة والضروريّة لك هي هذه:

"هَا أَنَا آتِي سَرِيعًا. طُوبَى لِمَنْ يَحْفَظُ أَقْوَالَ نُبُوَّةِ هذَا الْكِتَابِ... وَهَا أَنَا آتِي سَرِيعًا وَأُجْرَتِي مَعِي لأُجَازِيَ كُلَّ وَاحِدٍ كَمَا يَكُونُ عَمَلُهُ. أَنَا الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، الأَوَّلُ وَالآخِرُ. طُوبَى لِلَّذِينَ يَصْنَعُونَ وَصَايَاهُ لِكَيْ يَكُونَ سُلْطَانُهُمْ عَلَى شَجَرَةِ الْحَيَاةِ، وَيَدْخُلُوا مِنَ الأَبْوَابِ إِلَى الْمَدِينَةِ... نَعَمْ ! أَنَا آتِي سَرِيعًا" (رؤيا 22: 7، 12- 14، 20).

"آمِينَ. تَعَالَ أَيُّهَا السيّد...[يهوشوه]" (رؤيا 22: 20).

_________________________________________________________

موادّ ذات صلة:

_________________________________________________________

 (1) تُصرّح الآية في (رؤيا 16: 16) : "فَجَمَعَهُمْ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُدْعَى بِالْعِبْرَانِيَّةِ هَرْمَجَدُّونَ". فلو كُتب سفر الرؤيا بالعبريّة أصلاً لكانت عبارة "...إلى الموضع الذي يُدعى بالعبرانيّة..." حشوًا زائدًا لا حاجة إليه.

(2) المادّة ذات الترميز: H2022 من قاموس سترونج. تاريخ الدخول: 1 يناير/كانون الأول، 2011.     

Blue Letter Bible. "Dictionary and Word Search for har (Strong's 2022)". Blue Letter Bible. 1996-2011. 1 Jan 2011. < http:// www.blueletterbible.org/lang/lexicon/lexicon.cfm?
Strongs=H2022&t=KJV >

(3) المادّة ذات الترميز H4023 من قاموس سترونج. تاريخ الدخول: 1 يناير/كانون الأول، 2011.

Blue Letter Bible. "Dictionary and Word Search for Mĕgiddown (Zech. 12:11) (Strong's 4023)". Blue Letter Bible. 1996-2011. 1 Jan 2011. < http:// www.blueletterbible.org/lang/lexicon/lexicon.cfm?
Strongs=H4023&t=KJV >

(4) المادّة ذات الترميز H4150 من قاموس سترونج. تاريخ الدخول: 1 يناير/كانون الأول، 2011.

Blue Letter Bible. "Dictionary and Word Search for mow`ed (Strong's 4150)". Blue Letter Bible. 1996-2011. 1 Jan 2011. < http:// www.blueletterbible.org/lang/lexicon/lexicon.cfm?
Strongs=H4150&t=KJV >

(5) "أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاوَاتِ. أَرْفَعُ كُرْسِيِّي فَوْقَ كَوَاكِبِ...[يهوه، وَأَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ الاجْتِمَاعِ [موئد] فِي أَقَاصِي الشَّمَالِ. أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ" (إشعياء 14: 13، 14).

(6) " فَإِنْ كُنْتُمْ لِلْمَسِيحِ، فَأَنْتُمْ إِذًا نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ، وَحَسَبَ الْمَوْعِدِ وَرَثَةٌ" (غلاطية 3: 29).

(7) ساترن (Saturn)، هو اسم آخر للإله زحل، إله يوم السبت الغريغوري Saturday.

(8) هذا ليس أمرًا إلهيّاً لحفظة السبت في أيّامنا هذه بأن يرجموا من يكسر قدسيّة السبت. بل هذا يؤكد أنّ حفظ السبت مقدّسًا مايزال مطلوبًا. "لأنّ أجرة الخطية هي موت"، ولا واحد مِن الذين يكسرون السبت بتعمّد وتصميم سينال هبة يهوه التي هي: "حياة أبديّة بالمسيح يهوشوه" (رومية 6: 23).

(9) المادّة ذات الترميز H4398 من قاموس سترونج. تاريخ الدخول: 1 يناير/كانون الأول، 2011.

Blue Letter Bible. "Dictionary and Word Search for mal'ak (Aramaic) (Strong's 4398)". Blue Letter Bible. 1996-2011. 1 Jan 2011. < http:// www.blueletterbible.org/lang/lexicon/lexicon.cfm?

Strongs=H4398&t=KJV >

(10) هناك اتجاه ضمن الإسلام للرجوع إلى التقويم القمري الشمسي. معنى "شهر رمضان" يوحي بشدة الحرّ في الصيف. وبالرغم من أنّ التقويم الإسلامي الحديث هو تقويم قمريّ فقط، إذ يأتي شهر رمضان كلّ عام أحد عشر يومًا في وقت سابق لميعاد قدومه في العامّ السابق، لكن التقويم الإسلامي الأصلي كان تقويمًا قمريّا شمسيّا، وكان رمضان يرتبط دومًا بفصل الصيف، الفصل الحارّ في السنة.  

(11) أفسس 3: 8.