Print

دفاعا عن السبت القمري | الجزء الأول

"وسجدوا للتنين الذي أعطى السلطان للوحش وسجدوا للوحش قائلين من هو مثل الوحش. من يستطيع أن يحاربه. وأعطي فما يتكلم بعظائم وتجاديف وأعطي سلطانا أن يفعل اثنين وأربعين شهرا. ففتح فمه بالتجديف على يهوه ليجدف على اسمه وعلى مسكنه وعلى الساكنين في السماء." (رؤيا ١٣: ٤ -٦)

نجد هذه النبوة مدونة في آخر سفر من أسفار الكتاب المقدس، وهو سفر يكشف لنا أحداث المستقبل الوشيكة الحدوث. ويؤكد هذا السفر النهائي أن الصراع الأخير سيدور حول العبادة.

إن حقيقة كون الصراع العظيم يظهر بصورة واضحة بأنه سيكون صراعا حول العبادة، توحي بأنه سيكون مختلفا في هذه المرة، نظامان في العقائد المتحاربة، في إطار العبادة لم يظهر من قبل على مسرح الديانة العالمي.

وهذا الصراع الديني لا يمكن أن يكون إلا صراعا حول يوم العبادة، لأنه من خلال يوم العبادة يظهر الإنسان ولائه للإله الذي يعبده. لقد أكد يهوه بنفسه يوم عبادته في تحذيره التالي:

وأما اليوم السابع ففيه سبت ليهوه إلهك. (انظر خروج ٢٠:٨،١٠)

في السنوات الأخيرة، زاد الضوء المسلط على سبت يهوه، كاشفا حقيقة هامة كانت في طي النسيان: وهي حقيقة استحالة استخدام التقويم الوثني المعمول به اليوم في تحديد سبت اليوم السابع. لا يمكن تحديد يوم السبت المقدس إلا من خلال التقويم العبري القديم، وهو تقويم الخليقة.

ولقد أثيرت اعتراضات مختلفة في وجه هذه الحقيقة المذهلة، التي كانت في طي النسيان. كثيرون يركضون إلى قساوستهم بكل لهفة متسائلين: "هل هذه الأمور حق؟" وآخرون لا يجدون تفسيرا لبعض التناقضات الظاهرة. ولقد ظهرت فيديوهات كثيرة وكتبت مقالات عدة لإثبات عدم صحة عقيدة السبت القمري.

إلا أن الفحص الدقيق للكتاب المقدس يظهر الحق جليا. وفي ضوء نور كلمته، نجد أن كل الاعتراضات التي تقدم ضد السبت القمري في الواقع متناقضة مع الكتاب المقدس، والتاريخ وتعاملات يهوه الخالق.

فيما يلي 10 اعتراضات مشتركة أثيرت ضد السبت القمري الكتاب المقدس ، وأجوبة كل منهما.

الاعتراض رقم ١: "إذا كان السبت القمري تعليما صحيحا، فلماذا لم نسمع عنه من قبل؟ لا يمكن أن يكون هذا تعليم صحيح لأن يهوه لن يسمح أبدا بأن سبته يفقد أو ينسى!!"

الجواب: بسبب أهمية السبت، فإن كثيرين يتمسكون بهذا الافتراض. ولكنه افتراض غير صحيح. نبوات الكتاب المقدس أظهرت أن السبت الحقيقي سينسى.

صار السيد كعدو. ابتلع إسرائيل. ابتلع كل قصوره أهلك حصونه وأكثر في بنت يهوذا النوح والحزن. ونزع كما من جنة مظلته. أهلك مجتمعه. أنسى يهوه في صهيون الموسم والسبت ورذل بسخط غضبه الملك والكاهن. (مراثي إرميا ٢: ٥ -٦)

عندما لا يقدر حقه كما ينبغي، فإن يهوه يسحب حقه ليحفظه. عندما تنازل المسيحيون الأوائل عن حقه واحتضنوا الوثنية، فإن يهوه جعل سبوته تنسى.

وأبطّل كل أفراحها أعيادها ورؤوس شهورها وسبوتها وجميع مواسمها. (هوشع ١١:٢)

ولكن لنا الوعد في كتابه المقدس أنه في الأيام الأخيرة من تاريخ العالم سيكتشف حقه من جديد:

لأن شعبي قد نسيني. بخروا للباطل وقد أعثروهم في طرقهم في السبل القديمة ليسلكوا في شعب في طريق غير مسهل. (إرميا ١٥:١٨)

هكذا قال يهوه. قفوا على الطريق وانظروا واسألوا عن السبل القديمة أين هو الطريق الصالح وسيروا فيه فتجدوا راحة لنفوسكم. ولكنهم قالوا لا نسير فيه. (إرميا ٦:١٦)

ومنك تبنى الخرب القديمة. تقيم أساسات دور فدور فيسمونك مرمم الثغرة مرجع المسالك للسكنى. إن رددت عن السبت رجلك عن عمل مسرتك يوم قدسي ودعوت السبت لذة ومقدس يهوه مكرما وأكرمته عن عمل طرقك وعن إيجاد مسرتك والتكلم بكلامك. (إشعياء ٥٨: ١٢ -١٣)

الاعتراض رقم ٢: "إن الدورة الأسبوعية جاءتنا بدون أي توقف أو انقطاع منذ الخليقة. ومن ثم فإن السبت الغريغوري  هو السبت الحقيقي، سبت الوصية الرابعة!"

الجواب: الوقت في حد ذاته مستمر وبدون أي توقف. إلا أنه توجد عدة طرق لقياس عنصر الوقت غير المتوقف. إن فكرة الدورة الأسبوعية المتجددة وبدون توقف، أدخلها البابليون في تقويمهم لأول مرة قبل ميلاد المخلص يهوشوه بمئات السنين. جميع التقويمات التي كان يعمل بها قديما، كانت مبنية على أساس أن الدورة الأسبوعية تتجدد شهريا مع كل هلال، أو سنويا عند نهاية السنة المنقضية.

نجد في التقويم الذي تتجدد فيه الدورة الأسبوعية في كل شهر، أن أيام الأسبوع تقع دائما في ذات التواريخ. فعندما تبدأ دورة أسبوعية جديدة عند الهلال، فإن اليوم السابع من كل أسبوع يقع في أيام ٨، ١٥، ٢٢، ٢٩ من أيام الشهر.

التقويم القمري الشمسي ، يُظهر السبوت في أيام ٨ و ١٥ و ٢٢ و ٢٩ من الشهر.

والكتاب المقدس يثبت صحة التقويم المبني على تجدد الدورة الأسبوعية شهريا مع كل هلال. إنه لأمر هام لا يمكن تجاهله أن نعلم أنه في كل مرة يتطرق الكتاب المقدس إلى السبت، مع تحديد تاريخ لهذا السبت، إما مباشرة أو بالاستنتاج الحسابي، فإننا نجد أن تواريخ السبت الأسبوعي في الكتاب تقع دائما في ٨، ١٥، ٢٢، ٢٩ من الشهر. هذا الأمر يثبت أن تقويم الكتاب المقدس مبني على الشهر القمري، حيث تقع أيام الأسبوع في نفس التواريخ من كل شهر.

الاعتراض رقم ٣: "لقد خلق يهوه القمر في اليوم الرابع! لذا لا يمكن أن يحدد القمر السبت، لأنه القمر لم يخلق إلا في اليوم الرابع من أسبوع الخليقة!"

الجواب: إن صحت هذه الحجة، فانها حجة أيضا ضد السبت الغريغوري (نسبة إلى التقويم الغريغوري المعمول به اليوم). إن يوم السبت المعمول به اليوم يتم تحديده بالتقويم الوثني اليولياني، والتقويم الغريغوري، وهو تقويم كنيسة روما الكاثوليكية. وكلاهما تقويمان مبنيان على الشمس. و إذا كانت الأنوار المخلوقة في اليوم الرابع من أسبوع الخلق لا يمكن استخدامها في حفظ الوقت، فإن السبت الغريغوري يسقط أيضا مثله مثل السبت القمري، إذ أن التقويم الغريغوري تقويم شمسي.

و تبقى الحقيقة بأن الشمس و القمر خلقا بفعل قدرة يهوه على الخلق. خلقا عندما نطق الخالق بكلمته أن يخلقا. وقد خلقهما يهوه بالعمر المطلوب كما فعل مع كل شيء آخر قد خلقه. آدم وحواء أروع نموذجين للخلق مع العمر المطلوب. فآدم لم يخلق جنينا أو طفلا رضيعا و إنما خلق رجلا في كامل الرجولة. وبنفس المنوال، فإن العصافير و الحيوانات لم تخلق في بيض كمخلوقات عمياء و عاجزة في حاجه للرعاية.

كما أن الساعاتي الماهر يحدد الوقت المطلوب للساعة التي صممها، فإن الخالق أيضا خلق القمر في وقته لكي يحفظ و يحدد الوقت بشكل دقيق منذ لحظة خلقه. عندما خلق يهوه الشمس، حدد لها المكان المناسب لأداء مهمتها: البعد المناسب من الأرض لإعطاء الحرارة المطلوبة؛ ليست قريبة أكثر من اللازم أو بعيدة أكثر من اللازم. كذلك الأمر مع القمر فقد اختار يهوه بكل حرص و دقة متناهية الموقع المحدد للقمر لإنطلاق و تفعيل نظامه لتحديد الوقت.

الاعتراض رقم ٤: "لقد أخبرني راعي كنيستي بأن التقويم القمري الشمسي كان يستخدم فقط لتحديد الأعياد السنوية و ليس السبت الأسبوعي"

الجواب: يعلم الكتاب بأنه يوجد نظام واحد لحساب الوقت، التقويم القمري الشمسي. نقرأ في تكوين ١٤:١:

"وقال يهوه لتكن أنوار في جلد السماء لتفصل بين النهار والليل. وتكون لآيات وأوقات وأيام وسنين."

إن كلمة "أوقات" مترجمة من الكلمة العبرية "مؤيد" .

بحسب القاموس فإن مؤيد تعني مجمع، تجمع احتفالي، موعد، اشارة. يهوه اجتمع مع إسرائيل في ٣ مناسبات محددة لإظهار و إعلان مشيئته. هذا مسمى مألوف و دارج لاجتماع العبادة لشعب يهوه. (#4150, Lexical Aids to the Old Testament, Key-Word Study Bible.)

الهلاللقد ترجمت كلمة مؤيد في مزمور ١٩:١٠٤ إلى مواقيت:

"صنع القمر للمواقيت [مو'اداه] الشمس تعرف مغربها."

هذه الآية تثبت  بكل وضوح أن القمر خلق لتحديد مواقيت العبادة لشعب يهوه.

مواقيت و مواسم يهوه للعبادة محددة في لاويين ٢٣. و أول هذه المواقيت المحددة هو سبت اليوم السابع!

وكلم يهوه موسى قائلا. كلم بني إسرائيل وقل لهم. مواسم يهوه التي فيها تنادون محافل مقدسة هذه هي مواسمي. ستة أيام يعمل عمل وأما اليوم السابع ففيه سبت عطلة محفل مقدس. عملا ما لا تعملوا. إنه سبت ليهوه في جميع مساكنكم. (لاويين ٢٣: ١ -٣)

لا يقدم الكتاب المقدس لنا تقويمين. أحدهما للسبت الأسبوعي و الآخر للمواسم (الأعياد) السنوية. وعلينا أن نتذكر جيدا أنه عندما خلق يهوه القمر لتحديد أوقات عبادته، لم يكن هنالك أية مواسم أخرى للعبادة. موسم العبادة الوحيد في أسبوع الخلق كان الموسم الأسبوعي للعبادة: سبت اليوم السابع.

الاعتراض رقم ٥: "يثبت يوحنا ٧ء٩ أنه أحيانا يقع السبت الأسبوعي في تاريخ مختلف عن ٢٢،١٥،٨ أو ٢٩ من الشهر. ففي هذين الإصحاحين نجد سبت اليوم السابع يقع في يوم ٢٣ بعد اليوم الأخير لعيد المظال في ٢٢ من الشهر!"

الجواب: في الواقع فإن يوحنا ٧و٩ يحوي إحدى أقوى الدلائل لصالح السبت القمري. فسنجد في هذين الأصحاحين أنه في الشهر السابع يقع السبت الأسبوعي في يوم ٢٢ من الشهر. تبدأ القصة بتصريح من يهوشوه ألقاه في اليوم السادس من الأسبوع:

وفي اليوم الأخير العظيم من العيد وقف يهوشوه ونادى قائلا إن عطش أحد فليقبل إليّ ويشرب. (يوحنا ٣٧:٧)

إن العيد المشار إليه في الآية السابقة هو عيد المظال. إذ نقرأ في يوحنا ٢:٧ الآتي:

"وكان عيد اليهود عيد المظال قريبا." (يوحنا ٢:٧)

إن عيد المظال مدته سبعة أيام، يتبعه مباشرة سبت اليوم السابع الذي يدعى في لاويين ٢٣ "بالمحفل المقدس".

كلم بني إسرائيل قائلا. في اليوم الخامس عشر من هذا الشهر السابع عيد المظال سبعة أيام ليهوه.  سبعة أيام تقرّبون وقودا ليهوه. في اليوم الثامن يكون لكم محفل مقدس تقرّبون وقودا ليهوه. إنه اعتكاف. كل عمل شغل لا تعملوا. (لاويين ٢٣:٣٤،٣٦)

تقويم عيد المظال
عيد المظال هو عيد مدته سبعة أيام، يبدأ في يوم ١٥ وينتهي يوم ٢١.

إن عيد المظال دائما يبدأ في يوم ١٥ من الشهر السابع أو في يوم ١٥ بعد معاينة الهلال. وهو كما ذكرنا عيد مدته سبعة أيام وينتهي في يوم ٢١ من الشهر السابع و من ثم فإن اليوم التالي هو سبت اليوم السابع. 

يوحنا ٧و٩ يثبت ذلك بكل وضوح ينص الكتاب المقدس على أن يهوشوه وقف و تكلم في اليوم الأخير العظيم من العيد. إن اليوم الأخير من العيد يقع في يوم ١ من الشهر السابع وبعد أن خاطب يهوشوه الشعب:

أما يهوشوه فمضى إلى جبل الزيتون. ثم حضر أيضا إلى الهيكل في الصبح وجاء إليه جميع الشعب فجلس يعلّمهم. (يوحنا ٨:١،٢)

لقد أمضى المخلص ليلته في جبل الزيتون. و في صباح اليوم التالي، يوم السبت، عاد إلى الهيكل. إنه في هذا التوقيت حاول اليهود أن يرجموه لاتهامهم له بالتجديف. إلا أن:

فرفعوا حجارة ليرجموه. أما يهوشوه فاختفى وخرج من الهيكل مجتازا في وسطهم ومضى هكذا.  وفيما هو مجتاز رأى إنسانا أعمى منذ ولادته. (يوحنا ٥٩:٨، ١:٩)

إن قلب المخلص المحب كان يستجيب دائما إلى كل نفس في احتياج.

قال هذا وتفل على الأرض وصنع من التفل طينا وطلى بالطين عيني الأعمى. وكان سبت حين صنع يهوشوه الطين وفتح عينيه. (يوحنا ١٤:٩)

البعض افترض أن هذا السبت قد وقع في يوم ٢٣ من الشهر السابع. إلا أن هذا الاستنتاج الخاطئ مبني على الفهم الغير صحيح لليوم الأخير العظيم من عيد المظال. فقد وجدنا في سفر اللاويين أصحاح ٢٣ أن اليوم الأخير من العيد يقع في يوم ٢١ من الشهر السابع. كيف أن هذا العيد مدته سبعة أيام و يبدأ من يوم ١٥ من الشهر السابع الذي هو يوم سبت أسبوعي. لذا نرى أن أصحاحات يوحنا ٧ و ٩ بدلا من كونها تثبت عدم صحة السبت القمري كما يظن البعض فإنها في الحقيقة و الواقع تثبت صحة السبت القمري!

الاعتراض رقم ٦: "ولكن أين أجد في الكتاب المقدس توضيحا للتقويم؟ هل بمقدورك اقتباس آية واحدة توضح كيفية عمل هذا التقويم؟"

الجواب: يبدو أن هذا المطلب منطقي. و لكن هل هذا المنطق متوافق مع الكتاب المقدس؟ فهناك تعاليم كثيرة في الكتاب لا يمكن إثباتها من آية واحدة كما أن مبادئ الدراسة الصحيحة لكلمة يهوه نجدها موضحة في الآية التالية:

"لأنه أمر على أمر. أمر على أمر. فرض على فرض. فرض على فرض. هنا قليل هناك قليل." (إشعياء ١٠:٢٨)

أيدي مطوية ترتكز على الكتاب المقدس المفتوحإن دارس الكتاب عليه أن يسأل: أين ثقل الأدلة الكتابية؟ عندما تحدد كل آيات الكتاب الخاصة بموضوع ما، فما هي الخلاصة التي نخرج بها؟

إنه يستحيل إثبات السبت الغريغوري من آيات الكتاب المقدس. إن ثقل الأدلة الكتابية تؤيد بشكل مقاطع أن السبت الحقيقي يحدد ويحسب من الهلال القمري.

لا توجد آية واحدة لشرح كيفية عمل التقويم القمري الشمسي لأن الكل كان ملما بها و على دراية كاملة بتفاصيلها. جميع الشعوب في القديم كانت تستخدم التقويم القمري الشمسي.

هناك اعتقاد شائع بأن الأسابيع في التقويم اليولياني في القرن الأول قبل الميلاد وكذلك القرن الميلادي الأول كانت مطابقة للأسبوع الحديث الذي نعمل به اليوم. و الذي يبدأ في يوم الأحد وينتهي في يوم السبت. إن التاريخ و علم الآثار يثبتان بشكل مقاطع وبعيدا عن أي شك بأن الأسبوع اليولياني في بداية العمل به كان مكونا من ثمانية أيام. عندما تم تبني الأسبوع الكوكبي الوثني في القرون الأولى الميلادية، كان اليوم المخصص للإله ساتورن هو اليوم الأول من الأسبوع وكان اليوم الأخير من الأسبوع مخصصا للإلهة فينوس.

كذلك يتعذر إيجاد نصوص في كتابات آباء الكنيسة حول التقويم اليولياني تشرح كيفية عمل التقويم اليولياني. لم تكن هناك أي حاجة لتوضيح الأمور المتعلقة بالتقويم القمري الشمسي لأن الجميع كان ملما به. قلما يحتاج آباء الكنيسة أن يشرحوا في كتاباتهم أي شيء عن التقويم اليولياني لأنه كان معروفا ومستخدما من الجميع.

الاعتراض رقم ٧: "إذا كان اليهود في وقت المسيح يحفظون السبت المغلوط لكن صحح لهم هذا الأمر وبما أنه لم يفعل هذا يمكننا أن نفترض بأمان أنهم كانوا يحفظون السبت الصحيح."

الجواب: إنه صحيح القول بأن المسيح كان سيصحح لهم الأمر لو كانوا بالفعل يحفظون سبتا مخالفا لسبت السماء. إن حقيقة عدم قيام المسيح بتصحيح يوم العبادة الأسبوعي يثبت أن اليهود في وقته كانوا يحفظون السبت الصحيح و الدليل الاضافي لحقيقة أن اليهود في عصر المسيح كانوا يحفظون السبت الصحيح هو أنه في فتره تجسده على الأرض لم يكن يوم الإله ساتورن و المعروف بالسبت بالعربية. هذا اليوم لم يكن أحد أيام الأسبوع الروماني بحسب التقويم اليولياني المعمول به حينئذ. إن الأسبوع اليولياني في ذلك الوقت كان مكونا من ثمانية أيام و اليهود كانوا متمسكين بتقويم يهوه و لم يستخدموا تقويم الرومان الغزاة.

الاعتراض رقم ٨: "إن ساترداي هو السبت الحقيقي. فهذا هو اليوم الذي يقدسه اليهود، و هم على دراية كاملة بالسبت الصحيح"

الجواب: بحق أن اليهود اليوم يحفظون السبت الجريجوري. و صحيح أيضا أن اليهود كانوا دائما على دراية و علم بخصوص عقيدة سبت اليوم السابع. مع ذلك، وباعترافهم الصريح، فقد وضعوا جانبا التقويم الكتابي الذي يحسب بواسطة الهلال القمري.

"إن الهلال لازال، و السبت كما كان فى الأصل، معتمدا على الدورة القمرية" ("Holidays," Universal Jewish Encyclopedia, p. 410.)

"إن إعلان الشهر الجديد في معاينة الهلال، السنة الجديدة مع مطلع الربيع، يتم فقط بواسطة مجمع السنهدريم في عصر هليل الثاني (القرن الرابع ميلاديا) حرم الرومان هذه الممارسة . لذا أجبر هليل الثاني على تأسيس تقويمه الثابت" ("The Jewish Calendar; Changing the Calendar," www.torah.org.)الحاخام لويس فينكلشتاين

لقد صرح الرباي لويس فلنكنشتاين وهو باحث يهودي معروف من كلية اللاهوت اليهودية في امريكا بالتالي:

"إن التقويم اليهودي الحالي قد تم تثبيته في القرن الرابع"

ميمونيدس و هو أحد الباحثين اليهود المتخصصين في العصور الوسطى، و غالبية علماء الكرونولوجيا يتفقون على الآتي:"إن التقويم اليهودي الحديث يعتمد على متوسطات حركة دوران الشمس و القمر، و ذلك بعد أن تم استبعاد التقويم الحقيقي" (Maimonides، Kiddusch Ha-hodesch.)

إن حقيقة كون اليهود اليوم يحفظون يوم السبت بحسب التقويم الجريجوري لا يمثل دليلا على أن يوم السبت في التقويم الجريجوري هو اليوم السابع لسبت الوصية، و لا يمكن استخدام حفظ اليهود لهذا اليوم لإثبات أي شيء سوى تغيير التقويم الإلهي.

الاعتراض رقم ٩: "في التقويم القمري نجد أحيانا أن الفترة ما بين سبت وآخر قد تمتد إلى ثمانية و تسعة أيام! هذا خطأ، لأن السبت دائما يأتي في اليوم السابع"

الجواب: تنص الوصية الرابعة على أن السبت يأتي مباشرة بعد ستة أيام عمل:

الكتاب المقدس مفتوحستة أيام تعمل وتصنع جميع عملك . وأما اليوم السابع ففيه سبت ليهوه إلهك . لا تصنع عملا ما أنت وابنك وابنتك وعبدك وأمتك وبهيمتك ونزيلك الذي داخل أبوابك . (خروج ٢٠: ٩ -١٠)

في التقويم الإلهي، لا يمكن تحت أي حال من الأحوال، أن تزيد أيام العمل عن ستة أيام. إن الدورة الأسبوعية تتجدد مع كل شهر جديد. إلا أن رؤوس الشهور هي أيام عبادة.

" في البدء، كان يحتفل بالهلال على نفس كيفية الاحتفال بالسبت الأسبوعي، و لكن مع مرور الزمن فقد الهلال بعض من أهميته و أصبح يوما للديانة و الانسانية، للتأمل و التعليم..." ("Holidays," Universal Jewish Encyclopedia, p. 410.)

إن الأهلة كثيرا ما تقترن بالسبوت في الكتاب المقدس:

هكذا قال السيد الرب. باب الدار الداخلية المتجه للمشرق يكون مغلقا ستة أيام العمل وفي السبت يفتح وأيضا في يوم رأس الشهر يفتح. (حزقيال ١:٤٦)

لكون رأس الشهر هو يوم للعبادة، فيستحيل أن تزيد أيام العمل في تقويمه عن ٦ أيام يتبعها دائما سبت اليوم السابع. في التقويم الجريجوري الذي يعمل به العالم اليوم، لا نجد فيه أي مكان لرأس الشهر. إلا أن رأس الشهر الذي هو يوم للعبادة وأحد اركان مبادئ حفظ الوقت الكتابية، سيحفظ أيضا في الأرض الجديدة إلى أبد الآبدين!

ويكون من هلال إلى هلال ومن سبت إلى سبت أن كل ذي جسد يأتي ليسجد أمامي قال يهوه. (إشعياء ٢٣:٦٦)

إذا كنا سنسجد للخالق في كل رأس شهر مدى الأبدية، ألا يجدر بنا أن نبدأ بعبادته منذ الآن في كل رأس شهر؟

الاعتراض رقم ١٠: "إن السبت القمري يصعب فهمه! ينبغي أن يكون أي حق من السهولة بحيث يستطيع أي طفل أن يفهمه. لن يجعل الإله شيئا على هذا القدر من صعوبة الفهم امتحانا للإيمان"

الجواب: لا حداثة المعتقد، ولا صعوبة فهمه تمثل عذرا مقبولا. لقد صلى المخلص بنفسه الصلاة التالية:

أحمدك أيها الآب رب السماء والأرض لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال. نعم أيها الآب لأن هكذا صارت المسرة أمامك. (متى ١١: ٢٥ -٢٦)

و في الحقيقة، فإن الأطفال في كثير من الأحيان يسهل عليهم فهم التقويم الإلهي بدرجة أكبر من فهم الكبار له. كل طفل صغير يستطيع العد من ١ إلى ٧ .الصعوبة تكمن عندما يتحتم علينا حفظ أسماء وثنية عشوائية الأيام و الشهور.

إن موضوع فهم تقويم آخر مختلف هو أمر أكثر صعوبة على البالغين فهمه بسبب أنهم أمضوا كل عمرهم داخل سياج التقويم الجريجوري. لذا فإن موضوع فهم نظام مغاير لحساب الوقت يصبح أمره صعبا علي البالغين.

ولكن هذه الصعوبة في الفهم التي يظهرها البالغون في السن لا تمثل برهانا على خطأ السبت القمري. هذه الصعوبة سبق و تنبأ عنها الكتاب:

" ويتكلم بكلام ضد العلي ويبلي قديسي العلي ويظن أنه يغيّر الأوقات والسّنّة ويسلمون ليده إلى زمان وأزمنة ونصف زمان." (دانيال ٢٥:٧)

رجل عميق في الفكرإن هذا الموضوع من الأهمية بمكان بحيث لا يجوز تفويض أمر دراسته وفهمه لشخص آخر حتى وإن كان هذا الشخص هو الكاهن أو القس. لكل منا أعطيت مسئولية دراسة حقائق الكتاب المقدس. لقد وعد يهوه أن يرسل روح الحق لكل من يريد فهم و قبول حقه. برجاء دراسة هذا الموضوع المصيري بنفسك. ادرس هذا الموضوع بعقل متفتح و برغبة صادقة في إطاعته متى ثبت لك صحته، بواسطة تعزيز و تبكيت روحه القدوس.

لقد نسب لوينستون تشرشل القول التالي:

"أغلب الناس، في وقت ما في حياتهم، يصادفون الحق. و أغلبهم عندما يواجهون الحق ينتفضون، و يطرحونه جانبا، ثم يسرعون نحو روتين حياتهم اليومي، وكأنه لم يحدث لهم أي شيء" (وينستون تشرشل)

إن الحق لأمر هام جدا بحيث لا يجوز طرحه جانبا. ما أن يواجه الانسان أي حق، فتقع عليه المسؤولية الشخصية لتحديد ما إذا كان الحق كتابي أو لا، و إذا ثبت له أنه حق كتابي فعليه أن يقدم الطاعة الفورية لمثل هذا الحق.

"عندما يكون هناك رجل صادق و لكنه عن جهل مخطيء في معتقد ما، فعند سماع الحقيقة حول معتقده الخاطئ، فإنه إما أن يتخلى عن خطئه أو أن يتخلى عن صدقه" (ريتشارد هامبال)

هل تعزم على دراسة هذا الحق؟

هل تنوي طاعة هذا الحق متى تيقنت منه؟

فإن مصيرك الأبدي يعتمد على القرار الذي ستتخذه بشان هذا الحق. هل ستفوض للآخرين تحديد صحة هذا الحق... أم أنك ستدرسه بنفسك؟