في السنوات الأخيرة، نمت وانتشرت معرفة تقويم الخالق. فضلا عن سبت اليوم السابع المحسوب وفق ذلك التقويم. أثيرت اعتراضات مختلفة ضد هذا الحق. لكن، عند تحليل هذه الاعتراضات بعناية في النور المشع من الكتاب المقدس و السجل التاريخي، نجد هذه الحقائق تدافع عن أن السبت الكتابي لا يمكن العثور عليه إلا باستعمال تقويم الخليقة القمري الشمسي. أما جميع أيام العبادة الأخرى المحسوبة وفق كل التقويمات الأخرى فهي نسخ مزيفة.
فيما يلي ٩ اعتراضات مشتركة أثيرت ضد السبت القمري الكتابي، وأجوبة كل منها.
الاعتراض رقم ١:"قد يصلح استعمال التقويم القمري الشمسي في مناخ مثالي إذا كنت تعيش قرب خط الاستواء لكنه لا يصلح إذا كنت تعيش قرب القطب الشمالي أو الجنوبي"
إجابة: إن جمال تقويم الخالق يتجلى في أنه يصلح للقطب الشمالي و الجنوبي كما يصلح لخط الاستواء.
تبدأ السنة الجديدة في التقويم القمري الشمسي في الربيع الذي يقع في المنتصف بين طرفي الصيف و الشتاء، حتى في المناطق القطبية.
بمجرد فهم المبادئ الفلكية التقويم القمري الشمسي، يمكن بعد ذلك تحديد السنة الجديدة عند رأس الشهر الأول في الربيع.
وبما أن مدة الأشهر القمرية ٢٩ يوم ونصف، يمكن للشخص أن يحسب كل ثاني شهر ٣٠ يوما في المتوسط على أن تكون الشهور الأخرى ٢٩ يوما. من المرجح أن المسيحيين الأوائل استعملوا هذه الطريقة عندما أجبرو على الاختباء في سراديب الموتى أو كانوا مستعبدين في المناجم و غير قادرين على رؤية السماء.
يبدأ تقويم الخالق بالفجر الأول بعد الاقتران. هذا و يمكن حساب اقتران الشمس و القمر بدقة و ذلك باستعمال التكنولوجيا الحديثة أو أدوات منزلية بسيطة و مبادئ رياضية أساسية. لكن بما أننا مصنوعون بإعجاز مدهش، كل ما نحتاج إليه حقا هو أيدينا. و العبادة بالتقويم القمري الشمسي في المناطق القطبية ليست مشكلة أيضا. على ما يفعله حافظوا السبت الجريجوري على التقويم الجريجوري، يحفظ الانسان الوقت مقدسا منذ الاستيقاظ صباحا حتى الخلود إلى النوم ليلا.
إن تقويم الخليقة هو أسهل التقويمات استعمالا في الوجود. ويمكن للجميع استخدامه بدقة بغض النظر عن مكان معيشتهم.
الاعتراض رقم ٢:"واضح أن التلمود اليهودي لا يدعم السبت القمري. فهو يشير إلى الصلوات التي تتلى إذا وافق مطلع الشهر القمري سبتا. وبه فرائض خاصة بعيد الفصح إذا وافق السادس عشر سبتا. لم يمكن الادلاء بمثل هذه التصريحات لو كان اليهود يتعبدون في السبت القمري؛ لأنه طبقا للتقويم القمري، لا يوافق مطلع الشهر القمري ولا السادس عشر من الشهر يوم السبت الأسبوعي أبدا."
إجابة: تم تدوين التلمود بعد خراب أورشليم سنة ٧٠ ميلادية. ربما تعكس بعض عناصره الحق الكتابي بدقة، غير أن مثل هذه النقاط لا يمكن إثباتها إلا بمقارنهها بدليل كتابي آخر.
أثناء حياة المخلص على الأرض، كان الإسرائيليون لم يزالوا يستعملون التقويم الأصلي. وكان رئيس الكهنة الذي ينتمي دائما إلى طبقة الصدوقيين الحاكمة، مسؤولا عن الإعلان عن بداية الشهر الجديد. أما الفريسيون الذي ندد المخلص بتمسكهم بتقاليد الناس أشد تنديد، فلم يسيطروا على التقويم.
هذه نقطة مهمة جدا لأن التقويم الذي يستعمله اليهود اليوم لحساب أعيادهم هو تعديل فاسد للتقويم الأصلي قام بتلفيقه الفريسيون وبرروا ذلك التغيير بتقاليدهم الشفهية.
بخراب الهيكل (٧٠ سنة بعد الميلاد) اختفى الصدوقيون تماما، تاريكين تنظيم كل الشؤون اليهودية في أيدي الفريسيين. ومنذ ذلك الحين، تولى الفريسيون تنظيم الحياة اليهودية: فأعيد بناء تاريخ اليهودية بالكامل طبقا لوجهة النظر الفريسية، وأظيفت سمة جديدة للسنهدريم القديم، و حلت سلسلة جديدة من التقاليد محل التقليد الكهنوتي الأقدم (أبوت١١). شكلت الفريسية الشخصية اليهودية و حياة اليهودي وفكره على مدى الأجيال. ("الفريسيين" ، الموسوعة اليهودية ، المجلد ٩ ، [١٩٠١-١٩٠٦ ، ص.] ، ص ٦٦٦).
لذا فالاستعانة بالتلمود لإثبات خطأ التقويم القمري الشمسي بطريقه ما، لا تثبت شيئا على الاطلاق. إنما كل ما يثبته هذا هو أن تقاليد الفريسيين انتصرت بعد رفض الاسرائيليين للمسيح.
فتحول الفريسية إلى التلمودية... لكن روح الفريسي القديم بقيت كما هي. عندما يدرس اليهودي التلمود يردد في الحقيقة الحجج التي استعملتها الأكاديميات الفلسطينية... روح عقيدة الفريسيين بقيت حية و فعالة. (لويس فينكلشتاين ، الفريسيين: الخلفية الاجتماعية لإيمانهم ، [جمعية النشر اليهودية الأمريكية] ، المجلد ٤ ، ص ١٣٣٢.)
يؤسس العلماء اليهود الحديثون معتقداتهم على التلمود الذي يأتي مباشرة بدوره من معتقدات الفريسيين. أراد المخلص تحرير الشريعة الإلهية و السبت من تقاليد الشيوخ هذه. تم تأسيس المعتقدات على التلمود لهو تأسيس معتقداتنا على التقاليد ذاتها التي رفضها المسيا.
الاعتراض رقم ٣:"تأتي كلمة أسبوع من الكلمة سبعة. من الواضح أن هذا يشير إلى دورة متكررة من سبعة أيام! إضافة إلى ذلك، السبت هو يوم عبادة اليهود!"
إجابة: الكلمة العبرية شافواع تعني حرفيا مسبع لأن الأسبوع العبري كانت مدته سبعة أيام. و لذلك يترجم إلى العربية بكلمة أسبوع. غير أن الثقافات المختلفة على مدار الزمان اتبعت أسابيع ذات أطوال مختلفة.
ففي أجزاء متفرقة من إفريقيا، كانت هناك أسابيع من ثلاثة، أربعة، خمسة، ستة، و ثمانية أيام تدور حول أيام السوق. في الحقيقة كلمة أسبوع في الكونغو هي عينها كلمة السوق.
كان لشعب المايا من يوكاتان مجموعة من أسابيع ذات خمسة أيام. وكان للمويسكاس من أمريكا الجنوبية المدعوون أيضا بالباتشيكا، أسبوع من ثلاثة أيام بينما كان للتشيبشاص المعروفون كذلك بالموسكا أسبوع من أربعة أيام.
أما الأوطروريون الذين امتدت حضارتهم في ايطاليا القديمة في منطقة تتساوى تقريبا مع توسكانيا، و كذلك الرومان فكان عندهم أسابيع من ثمانيه أيام. بينما كان للمصريين و الفرنسيين الثوريين أسابيع من عشرة أيام.
بيد أن تعريف كلمة شفواع لا يحوي أية إشارة إلى دورة من الأسابيع. في القديم، كانت كل الدورات الاسبوعية تستأنف في مطلع الشهر القمري.أما كون الأسبوع الجديد دورة أسبوعية مستمرة، فيمكن عزوه إلى تشكيلة من العوامل، لكن ليس للتقويم الأصلي للخليقة.
صرح عالم يهودي، وهو أستاذ في جامعة راتغيرز، مغتبطا:
دورة السبعة أيام المستمرة التي تجري في كافة أنحاء التاريخ دون أي التفات إلى القمر ومراحله هي اختراع يهودي بامتياز. علاوة على ذلك، فإن فصل الأسبوع ذا السبعة أيام عن الطبيعة كان من أهم المساهمات اليهودية في الحضارة... فهو قد سهل تأسيس ما سماه لويس مامفرد بالدورية الميكانيكية. الأمر الذي زاد التباعد بين البشر و الطبيعة أشباه الأسابيع (الأسابيع التي تستأنف دورتها مع مطلع الشهر) و الأسابيع المستديمة الدوران تمثل في الحقيقة نمطين متميزين في جوهرهما من أنماط تنظيم الحياة البشرية. أما الأول فيتضمن التكيف الجزئي مع الطبيعة، وأما الثاني فيؤكد على التحرر الكلي منها. إذا كان اختراع الأسبوع المستمر أحد أهم الاختراعات في محاولات البشر للانفصال عن سجن الطبيعة و خلق عالم اجتماعي خاص بهم. (Eviatar Zerubavel, The Seven Day Circle: The History and Meaning of the Week, p. 11)
إن هذا التصريح بمثابة إقرار بالارتداد. ويجب فهمه ضمن سياق الإقرارات اليهودية بأن اليهودية الحديثة هي السليلة الروحية للفريسيين، الذين ندد المخلص بتقاليدهم وتطبيعاتهم و مراوغاتهم.
الاعتراض رقم ٤:"من المستحيل حساب عيد الخمسين وفق التقويم القمري الشمسي."
إجابة: استعمال التقويم القمري الشمسي هو الوسيلة الوحيدة حاليا لحساب عيد الخمسين. فلا يمكن إيفاء كل متطلبات حساب عيد الخمسين إلا باستعمال التقويم الكتابي.
يزود الكتاب المقدس ٣ ثوابت زمنية ينبغي توقيتها لحساب عيد الخمسين بطريقة صحيحة. ترد هذه بوضوح في لاويين ١٥:٢٣ و ١٦:
"ثم تحسبون لكم من غد السبت من يوم إتيناكم بحزمة الترديد سبعة أسابيع تكون كاملة. إلى غد السبت السابع تحسبون خمسين يوما" (لاويين ١٥:٢٣ و ١٦)
المتطلبات الثلاثة كما تتضح في الكتاب المقدس هي:
بدء الحساب بحزمة الترديد "اليوم اللاحق للسبت العظيم"(لاويين ١١:٢٣ )
يجب اكتمال سبعة سبوت
عد خمسين يوما
سبعة سبوت مكتملة تعطينا سبعة أسابيع كاملة، بدأ بحزمة الترديد.
في اليوم اللاحق لسابع سبت، يبدأ العد حتى ٥٠ يوما. على حسب عدد الأيام في الشهر الثالث (أو الشهر القمري)، بأخذك إحصاء ال ٥٠ يوما إما إلى الثامن و العشرين أو التاسع والعشرين من الشهر الرابع. يبلغ العدد الكامل من حزمه الترديد ١٠٠ يوم تقريبا. يدور عيد الأسابيع حول باكورات حصاد الحنطة الصيفي ونظرا لأن الحنطة تستلزم من ١٠٠ إلى ١٢٠ يوم للنضوج، فالعملية بكاملها لا تستغرق سوى ٤ شهور. (لاويين ٢٣: ١٧ -٢١ )
أما الميزة العظيمة للاحتفال بعيد الأسابيع فكان تقديم رغيفين مصنوعين من باركورات حصاد الحنطة. (عيد الخمسين، قاموس سميث للكتاب المقدس)
ألمح يهوشوه إلى هذه الحقيقة عندما صرح بعد فترة وجيزة من عيد الفصح:
"أما تقولون أنه يكون أربعة أشهر ثم يأتي الحصاد؟" (يوحنا ٣٥:٤)
يتفق المؤرخون و علماء الكتاب المقدس معا على أن عيد الاسابيع ما هو إلا تذكار لإعطاء الشريعة على جبل سيناء.
"حفظ اليهود يوم الخمسين أيضا كاحتفال لإحياء ذكرى إعطاء الشريعة على جبل سيناء" (ملاحظات بارنز على العهد الجديد)
"كان عيد الاسابيع يحفظ إحياء لذكرى إعطاء الشريعة" (تفسير متى هنري المصغر)
"عيد الخمسين أو عيد الأسابيع... وقت تقديم الباكورات (خصوصا باكورات الحنطة)؛ يحيي أيضا ذكرى إعطاء الشريعة على جبل سيناء" (تاريخ الشعب اليهودي)
إذا عد الإنسان و ببساطة ٥٠ يوما من تقديم حزمة الترديد أثناء عيد الفطير، لوقع الاحتفال بيوم الخمسين قبل بلوغ بني إسرائيل سيناء أصلا. لكن باستعمال التقويم القمري الشمسي، نرى التسلسل الزمني المبين في الكتاب المقدس مما يثبت أن الحساب الكتابي و التاريخي لعيد الخمسين هو في الحقيقة إحياء لذكرى إعطاء الشريعة.
إن حساب سبعة سبوت كاملة سيحل دائما في اليوم الثامن من الشهر الثالث. يقول الخروج ١:١٩ وصل بنو إسرائيل في نفس اليوم من الشهر الذي تركوا فيه مصر أي الخامس عشر. هنا نحصل على أول سبعة أيام في إحصائنا حتى ٥٠. يقول خروج ١٩: ١٠ -١٦ فقال الرب لموسى إذهب إلى الشعب و قدسهم. في اليوم الثالث ينزل الرب على جبل سيناء. وبذلك نحصل على ثلاثه أيام أكثر إضافة إلى الحساب، فيكون الإجمالي عشرة أيام. في خروج ٢٤ يطلب يهوه من موسى صعود الجبل برفقة الشيوخ. فصعد موسى، هارون، ناداب، أبيهو و الشيوخ جبل سيناء. فإذا بيهوه يدعو موسى إلى الجبل. و بعد أربعين يوما، ينزل موسى و معه لوحا الحجر الأصليين مكتوبا عليهما بإصبع يهوه. إضافه ال ٤٠ يوم لهذه تعطينا ٥٠ يوما إجماليا.
ولنا في اليوم التاسع والأربعين من إحصائنا برهان إضافي، فخروج ٣٢ يخبرنا بأن هارون يعلن:
"غدا عيد للرب." (خروج ٥:٣٢)
لكونه رئيس كهنة عينه يهوه نفسه، سبق هارون و عاين حضور يهوه علي شبه صنعة من العقيق الأزرق في خروج ٢٤. و لذا لم يكن ذلك عيدا عشوائيا، رغم أن بني إسرائيل دنسوا هذا اليوم المقدس بسلوكهم الوثني. كان ذلك عيد الأسابيع الذي يقع بعد السبوت السبعة الكاملة ب ٥٠ يوما بالضبط وفق التقويم القمري الشمسي. فقط بواسطة حساب السبوت السبعة المكتملة وفق التقويم القمري الشمسي ثم إضافة ٥٠ يوما أخرى يمكننا الوصول إلى عيد الأسابيع الصحيح أي عيد الخمسين! و بدلا من تفنيد السبوت القمرية و نظام التقويم القمري الشمسي، فان الإحصاء الكتابي لعيد الأسابيع هو من أروع الإثباتات لدقة كليهما.
للحصول على دراسة أكثر شمولاً حول كيفية الاعتماد بشكل صحيح على "عيد الأسابيع" ، يرجى الرجوع إلى عيد العنصرة استعادة الحساب.
الاعتراض رقم ٥:"هناك العديد من الأفكار المتعارضة بشأن السبت القمري. و الله ليس إله تشويش. إذا كان هذا صحيحا، لكان السبتيون القمريون متحدين في اعتقاداتهم. بينما هم في الواقع غير موحدين بالمرة، حيث يحفظ البعض مطلع الشهر عند الاقتران، و الآخرون عند آخر هلال مرئي، وغيرهم عند الهلال الأقرن، فيما يحفظه البعض الآخر عند اكتمال البحر! في الكل تشويش، و من ثم يتضح أنهم جميعا على خطأ"
إجابة: هذه حجة خاطئة. يمكن استعمال هذا التشويش ضد المسيحية نفسها، لما لها من مئات الطوائف المختلفة و غير المتحدة في يوم العبادة، طبيعة المسيح، ما يحدث بعد الموت، لا بل ويمكن الاستشهاد بحشد غفير من المعتقدات الأخرى!
يعلن الكتاب المقدس أن يهوه هو الذي سبب نسيان السبت الحقيقي.
صار السيد كعدو. ابتلع إسرائيل. ابتلع كل قصوره، أهلك حصونه، وأكثر في بنت يهوذا النوح والحزن. ونزع كما من جنة مظلته. أهلك مجتمعه. أنسى يهوه في صهيون الموسم والسبت ورذل بسخط غضبه الملك والكاهن. (مراثي إرميا ٢: ٥ -٦)
يقول يهوه في هوشع،أصحاح ٤٢، آية ١١:
وأبطّل كل أفراحها، أعيادها، ورؤوس شهورها وسبوتها وجميع مواسمها. (هوشع ١١:٢)
مواسم العبادة هذه جميعا محسوبة وفق التقويم القمري الشمسي. لكننا نحصل على ضمان آخر في في هذه الأيام الأخيرة سيتم استرداد كل الحق:
ويقودك يهوه على الدوام ويشبع في الجدوب نفسك وينشط عظامك فتصير كجنة ريا وكنبع مياه لا تنقطع مياهه. ومنك تبنى الخرب القديمة. تقيم أساسات دور فدور فيسمونك مرمم الثغرة مرجع المسالك للسكنى. إن رددت عن السبت رجلك عن عمل مسرتك يوم قدسي ودعوت السبت لذة ومقدس يهوه مكرما وأكرمته عن عمل طرقك وعن إيجاد مسرتك والتكلم بكلامك. (إشعياء ٥٨: ١١ -١٣)
إن عملية استرداد حقائق طال دفنها قد بدأت أثناء الإصلاح البروتستانتي و تتواصل في استرداد التقويم الكتابي وسبوته. إن استخراج حقائق طال نسيانها أمر صعب يستغرق وقتا وجهدا مضنيا.
لكن اختلاف الآراء بين أولئك الذين يريدون إعادة تأسيس الحق المفقود ليس حجة ضد إمكانية القيام بذلك. خصوصا في ظل النبوة عن القيام به. بالأحرى، ينبغي للجميع ممارسة حقوقهم الإنسانية و حريتهم الدينية في الدراسة كي نقنع بالحق بانفسنا.
الاعتراض رقم ٦:"نظرية السبت القمري هذه هي ببساطة إحياء لعبادة القمر القديمة بعد إلباسها لباس حديث. إنها لا تزيد عن عبادة القمر شيئا"
إجابة: الزمن كله يحسب على أساس الحركة. لولا حركة الأجرام السماوية بالنسبة إلى موقع الأرض، لما أمكننا قياس الزمن.
هناك أربعة تقويمات أساسية:
التقويم الفلكي و هو يستعمل الحركة الظاهرة للنجوم مقارنة بالأرض.
التقويمات الشمسية التي تستعمل دوران الأرض حول الشمس في السنة على اعتقاد أن الشهور مستقلة عن أي شيء في الطبيعة.
التقويمات القمرية و هي تستند بصرامة إلى دورات القمر. و لأن السنة القمرية أقصر من السنة الشمسية، تطوف الشهور القمرية عبر السنة الشمسية، كما هو الحال مع التقويم الإسلامي.
التقويمات القمرية الشمسية تستعمل الشمس لقياس طول السنة، و دورات القمر لتتبع الشهور، أو الشهور القمرية.
أما التقويم الجريجوري الحديث فتقويم شمسي. و أما التقويم الكتابي فتقويم قمري شمسي. لا يعني هذا أن الإنسان يعبد القمر باستعمال الزمن الذي يستغرقه ليدور حول الأرض. إنما يعني ببساطة استعمال القمر و الشمس كليهما لضبط الوقت. وهذا هو الدور المخصصه لهما في تكوين ١:
وقال يهوه "لتكن أنوار في جلد السماء لتفصل بين النهار والليل. وتكون لآيات وأوقات وأيام وسنين ..." (تكوين ١٤:١)
استعمال الشمس و القمر لقياس الوقت لا يجعل الإنسان عابدا للقمر.
الاعتراض رقم ٧:"يوضح عضو مجلس الشيوخ و المؤرخ الروماني كورنيليوس تاسيتوس أن اليهود حفظوا السبت الجريجوري. إن حفظ السبت المرتبط بعبادة زحل عند الوثنيين يثبت أن يوم زحل الروماني هو نفسه يوم السبت في الكتاب المقدس!"
إجابة: الكتاب المقدس نفسه يشير إلى عبادة الاسرائيليين زحل. كان زحل إلها كوكبيا.
وقد كانت الصلاة للكواكب في أيامها الخاصة جزأ من عباده الأجرام السماوية. (Robert L. Odom, Sunday in Roman Paganism, p. 158.)
لكن عبادة البعل هذه حدثت عندما كان شعب إسرائيل في حالة ارتداد، بعد أن ابتعدوا عن التقويم القمري الشمسي، الذي ظل دائما يستعمل لإيجاد سبت يهوه الحقيقي. السبت الجريجوري هو يوم زحل. ويحتمل أن الإسرائيليين عندما كانوا يعبدون هذا الإله الكوكبي، كانوا يفعلون ذلك في يومه: أي يوم السبت الجريجوري. لكن مثل هذه العبادات كانت تحدث دائما عندما كان إسرائيل في حالة ارتداد وتمرد كاملين على السماء.
ترد أول إشارة إلى ارتداد إسرائيل بسبب زحل في خروج ٣٢، أي الارتداد في سيناء مع العجل الذهبي. قد قالوا عندما صنع العجل:
"هذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر" (خروج ٤:٣٢)
كان هذا العجل رمزا لزحل.
كانت الطريقة العادية التي يمثل بها الإله المصري المفضل أوزيريس بطريقة باطنية هي شكل ثور أو عجلء العجل أبيسء الذي منه استعار الإسرائيليون عجلهم الذهبي. كان هناك سبب لعدم ظهور ذلك العجل عادة في الرموز الخاصة بالإله الذي يمثله، وهو أن ذلك العجل كان يمثل الإله في شخص زحل، أي الإله المستتر، حيث أن أبيس ليس سوى اسم آخر لزحل. (Alexander Hislop, The Two Babylons, p. 45)
بعد ذلك بقرون عندما قسمت مملكة إسرائيل بين الأسباط الشمالية العشرة و السبطين الجنوبيين. أعاد يربعام أول ملوك المملكة الشمالية لإسرائيل، فرض عبادة زحل.
وقال يربعام في قلبه الآن ترجع المملكة إلى بيت داود . إن صعد هذا الشعب ليقربوا ذبائح في بيت يهوه في أورشليم يرجع قلب هذا الشعب إلى سيدهم رحبعام ملك يهوذا ويقتلوني ويرجعوا إلى رحبعام ملك يهوذا .
فاستشار الملك وعمل عجلي ذهب وقال لهم . كثير عليكم أن تصعدوا إلى أورشليم . هوذا آلهتك يا إسرائيل الذين أصعدوك من أرض مصر.
ووضع واحدا في بيت إيل وجعل الآخر في دان. وكان هذا الأمر خطية . وكان الشعب يذهبون إلى أمام أحدهما حتى إلى دان. (١ ملوك ١٢: ٢٦ -٣٠)
في رحمته، أرسل يهوه النبي عاموس لتنبيه الإسرائيليين إلى خطر هذا الارتداد. أما الرسالة التي أرسلها يهوه على لسان عاموس فكانت:
هل قدمتم لي ذبائح وتقدمات في البرية أربعين سنة يا بيت إسرائيل. بل حملتم خيمة ملكومكم وتمثال أصنامكم نجم إلهكم الذي صنعتم لنفوسكم. (عاموس ٥: ٢٥ -٢٦)
طبقا لفهرس سترونغ الجديد لآيات الكتاب المقدس، فإن كلمة كيوان هي:
"اسم آخر للإله زحل." (The New Strong's Exhaustive Concordance of the Bible, p. 194)
تكشف تفاصيل الارتدادات العديدة لإسرائيل، كما ترد في الكتاب المقدس، عن شيوع عبادة زحل في تمرد اتهم الدينية.
إن اليوم الذي يتعبد فيه الإنسان هو بمثابة إكرام لإله ذلك اليوم! و زحل هو إله السبت الغريغوري.
أما يهوه الخالق فينبغي أن يعبد في يوم سبته المقدس، وفق تقويمه القمري الشمسي. أما العبادة في أي يوم آخر، وفق أي تقويم آخر، فتكرم إلها آخر غير الخالق.
الاعتراض رقم ٨:"مؤرخون قدماء مختلفون، من كاسيوس ديو إلى فرونتينوس وآخرين، أعلنوا بوضوح أن اليهود رفضوا القتال في يوم زحل. بل إن خراب أورشليم سنة ٧٠ ميلادية وقع في يوم زحل. من الواضح أن هذا كان السبت سابع أيام الأسبوع حتى في تلك الأزمنة السحيقة"
إجابة: يستند هذا الاعتراض إلى افتراض بأن الأسبوع، في زمن هؤلاء المؤرخين الرومان، كان مماثلا للأسبوع الحديث. هذا خطأ.
فالتقويم اليولياني كان يقوم أصلا على أسبوع من ثمانية أيام. فلما اكتسبت عبادة ميثرا شعبية في روما الوثنية، اكتسب الأسبوع الكوكبي ذو السبعة أيام شعبية أيضا.
يبدو الأمر و كأن عبقرية روحية مسيطرة على العالم الوثني رتبت الأمور بحيث يتم استحداث الأسبوع الكوكبي الوثني في الوقت الذي أتت فيه عبادة ميثرا أي أكثر عبادات الشمس شعبية على مدى الأزمنة، و عظمت يوم الشمس بوصفه يوما أعلى وأقدس من باقي الأيام. بالتأكيد، لم يحدث هذا صدفة. (Robert L. Odom, Sunday in Roman Paganism, p. 157)
السجلات التاريخية التي تدعم بأن الإسرائيليين تعبدوا في يوم زحل لا تثبت أن السبت الحديث هو سبت الكتاب المقدس. بالأحرى، يثبت ذلك حقيقة من الحقيقتين فقط:
كان الإسرائيليون في ارتداد، لهذا السبب سمح يهوه بهزيمتهم.
دورة الأسابيع بين التقويم الإسرائيلي و التقويم الروماني كانت مختلفة.
بين ٧٩ م إلى ٨١ م، بنى الإمبراطور تيطس حمامات عامة عند سفح التل الاسكويني في روما. كانت تزين هذه الحمامات المعروفة بحمامات تيطس العديد من التصميمات الجدارية بيد الفنان فامولوس. وكان على أحد الجدران في هذه الحمامات عصا لحساب التقويم. و هي أحد أقدم التصاوير الرومانية للأسبوع الكوكبي ذي السبعة أيام.
يكشف هذا التقويم أن الأسبوع الكوكبي الوثني بدأ أصلا في يوم زحل.فالسبت، في التقويم اليولياني المبكر، لم يكن اليوم السابع، بل الأول، متبوعا بيوم الأحد، ثم الاثنين لينتهي أخيرا بيوم الزهرة، أي يوم الجمعة الحديث.
على أنه لم يتم اتخاذ الأسبوع الكوكبي ذي السبعة أيام معيارا حتى مجمع نيقية في القرن الرابع، الذي أدخله في التقويم اليولياني بحيث يبدأ الأسبوع يوم الأحد وينتهي يوم السبت.
الاعتراض رقم ٩:"هذا أمر صعب للغاية! العالم بأسره يستعمل تقويما مختلفا. إن العبادة وفق هذا التقويم قد تكلفني وظيفتي، لا يمكن العيش في العالم الحديث و العبادة في هذا التقويم."
إجابة:إن الحجة الوحيدة ضد الحق التي لم يستطع أحباؤه ومروجوه على إنكارها قط هي أن طاعة الحق ترتبط بحمل الصليب: أي صليب الطاعة.
يتم تنظيم الحياة الحديثة بحسب التقويم الجريجوري: أيام العمل، أيام المدرسة، عطلة نهاية الأسبوع، الأجازات، هذا كله محسوب باستعمال دورة أسبوعية مستمرة. فإذا قبل نور السبت الحقيقي، سيكون هناك انفصال. هذا أمر حتمي.
تفقد الوظائف وتتحطم الزوجات حين يقبل شخص الحق ويرفضه الآخرون. لكن هذا لا يردع أتباع يهوه الحقيقيين. أولئك الذين يقدرون الحق فوق كل ما عداه لا ينتظرون حتى ينال الحق شعبية، أو تصبح الطاعه سهلة. بل عندما يقتنعون بالحق، يقبلون الصليب عن قصد، موافقين على قول الرسول بولس: "لأن خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبديا" (٢ كورنثوس ١٧:٤)
إن نور الحق يتقدم. و التعاليم التي طال دفنها تحت ضلال الافتراض و التقليد يتم استردادها.
فهل تختار اتباع الحق؟
هل تقدر الحق بما يكفي لطاعته مهما كانت الكلفة؟
إن أبدية من السعادة تنتظر كل من يقدم على هذا الاختيار.