يوم رأس الشهر: الفجر الذي يلي التزامن القمري الشمسي
أعزائنا الأخوة والأخوات،
يسر موقع إنذار (النسخة العربية لموقع World's Last Chance) أن يزف إليكم فرحته العارمة ويشارككم بما نعتقده بكل إخلاص أنه نور متزايد يشع على تقويم خالقنا. ففي رحمة يهوه العظيمة وطول آناته، احتملنا فيما كنا نؤمن بخطأ عقائدي قد أدركناه الآن، المجد لاسمه! منذ أن قبلنا حق يهوه المجيد الخاص بتقويمه القمري الشمسي ودوره الإلهي في تحديد تواريخ الأعياد المقدسة، بما فيها سبت اليوم السابع، فقد أعلنّا في جهلنا وليس عن عمد أن يوم رأس الشهر يتم تحديده بعد رؤية أول هلال قمري بعد الغروب مباشرة. ولكن الآن، وبعد صلاة كثيرة ودراسة، نتوب عن هذا الخطأ ونود بكل تواضع أن نشارك معكم قناعتنا بأن يوم رأس الشهر يتم حفظه، عند فجر اليوم الذي يأتي بعد احتجاب القمر الكلي (المحاق) مع الشمس وليس اليوم الذي يأتي بعد مشاهدة ظهور الهلال عند الغروب.
نحن أيضًا نعترف ببطئنا في إدراك الخطأ الخاص بتحديد اليوم الأول من شهر أبيب (السنة الجديدة في الكتاب المقدس) الذي كنا نبنيه على موعد نضوج الشعير. بعض أعضاء موقع إنذار السابقون رأوا هذا الخطأ في وقت مبكر وقاموا بالإشارة إليه بكلمات جد واضحة، إلا أننا بكل أسف لم نرى الخطأ في حينه، وكم نتمنى لو أننا أدركنا الخطأ مبكرًا. المجد لاسمه أننا نرى الخطأ الآن! بالنسبة للأعضاء الذين استاءوا من موقفنا الخاطئ في هذا الشأن وأخطاء أخرى ذات الصلة، نقدم اعتذارنا الصادق ونسعى بكل إخلاص لطلب مغفرة الخالق وغفرانكم.
إذ نطلب غفرانكم، نطلب أيضًا منكم أن تفحصوا بروح الصلاة الأدلة لفائدة أنفسكم. موقع إنذار ملتزم بأن يتبع الخروف أينما ذهب، مهما كان الثمن. وملتزمون بإطاعة واتّبَاع نور الحق الغير متغير في جميع دقائق الأمور، وصلاتنا هي أن كل إنسان يلتزم شخصيًا بأن يقبل دائمًا بمبدأ ثقل الأدلة. ليت أبانا السماوي يقودنا إلى معرفة كل الحق لكي يتمجد اسمه هو وحده!
بالأسفل ستجدون الأدلة الكافية التي جعلتنا نترك طريقتنا القديمة (والتي كنا نعلن فيها رأس الشهر بعد معاينة الهلال القمري عند الغروب) في تحديد يوم رأس الشهر، لنعلن اليوم بأن يوم رأس الشهر يأتي عند فجر اليوم الذي يلي بعد احتجاب القمر مع الشمس.
ليبارككم يهوه ويقودكم بينما تسلّمون ذواتكم بالكامل لرعايته الحافظة.
في محبة المسيح وخدمته،
فريق إنذار وWLC
يوم رأس الشهر يبدأ عند الفجر الذي يلي احتجاب القمر مع الشمس
للأسف، لا نجد في الكتاب المقدس تفسيرًا واضحًا لكيفية حساب يوم رأس الشهر بالضبط. تقديرًا لهذه الحقيقة، يجب علينا بكل عناية وبالصلاة أن نتحقق من كل الأدلة المتوفرة قبل استخلاص أيّة استنتاجات. حتى في حالة عدم وجود ما يمكن أن يُنظر إليه على أنه دليلاً قاطعًا، يجب أن نكون مؤمنين بما توفّر لدينا من أدلة، كما يجب أن نكون دائمًا مستعدين لتّتبع الدليل حسب وزنه أينما يقودنا.
المنطق الذي تستند عليه هذه الطريقة
يبدأ القمر بالإضاءة مباشرة بعد التزامن القمري الشمسي. لا نستطيع أن نرى ذلك حتى غروب الشمس لأن القمر يكون محتجبًا بنور الشمس الأعظم. وحقيقة أنه لا يمكننا رؤية القمر مباشرة بعد التزامن لا تنفي أن القمر قد بدأ بالفعل دورة جديدة بضوء جديد. ففي كثير من الأحيان، تتم رؤية أول هلال مرئي مساء يوم رأس الشهر، عاكسًا للمُشاهد الضوء الجديد للقمر.
يحدث الاحتجاب
عندما يكون موقع القمر بين الأرض والشمس مباشرة.
يبدأ القمر في جمع ضوء الشمس
فور انتهاء الاحتجاب
السبب في جعل اليوم الذي يلي الاحتجاب رأس الشهر، بدلاً من يوم الاحتجاب ذاته يرجع إلى أنه لا يمكن ليوم أن يكون جزءًا من الشهر القديم وجزءًا من الشهر الجديد في آن واحد. ولذا فإن الفجر الأول بعد حدوث الاحتجاب يكون بداية الشهر الجديد. هنالك حجتان رئيسيتان أجبرتانا على التحوّل عن أول هلال مرئي إلى الفجر الأول بعد الاحتجاب:
(1) حجة الكتاب المقدس
حتمية أن تُحفظ أيام يهوه المقدسة في أوقاتها المحددة (لاويين 23 :4)
"هذه مواسم يهوه، الأعياد المقدسة التي تنادون بها في أوقاتها [أوقات معينة]." (لاويين 23: 4). الوصية المقدسة لحفظ أيام يهوه المقدسة في أوقاتها المعينة لا يُمكن إطاعتها إلا من خلال الفجر الأول بعد الاحتجاب. نحن نؤمن إيمانًا راسخًا بأن هناك يوم سبت واحد يجب أن يحفظه العالم أجمع في يوم واحد. وأن العالم كله مُلزم بأن يحفظ أعياد يهوه المقدسة في مواعيدها المحددة، وليس على مدى عدة أيام. إن طريقة الفجر الأول بعد الاحتجاب تُوحِّد الكوكب بأسره بشكل عجيب وفريد في دورة شمسية واحدة. إليكم شرح لكيفية حدوث هذا الأمر:
عند اعتبار الفجر الذي يلي الاحتجاب كبداية ليوم رأس الشهر، سيتم توحيد العالم كله في حفظ نفس اليوم. في حين أنه قد يبدو أن يومين مختلفين يجرى حفظهما عند استخدام التقويم الجريجوري، ففي الواقع كل من على الأرض سيحفظ رأس الشهر، والسبوت، وأيام الأعياد أثناء الدورة الشمسية نفسها. الكل سيبدأ يومهم أثناء فترة الـ24 ساعة نفسها. بمعنى آخر، فإن كل بلدان العالم ستختبر قدوم السبت وأيام الأعياد في دورة شمسية واحدة مدتها 24 ساعة. وهكذا، العالم كله سيصبح متحدًا في حفظ أيام يهوه القدوس ضمن فترة 24 ساعة واحدة. باستخدام هذه الطريقة، يتم تأسيس خط تاريخ عالمي مقدس كل شهر من قِبَل الخالق.
إن طريقة أول هلال مرئي لتحديد يوم رأس الشهر لا يمكنها أن تجعل العالم يتحد في بدء الأعياد الكتابية خلال فترة الـ24 ساعة لنفس اليوم الواحد. يأمرنا الكتاب المقدس بحفظ السبت، وليس أي سبت. هل من المنطق أن يكون هناك أكثر من سبت واحد في نفس الأسبوع؟ هل يُعقل أن السكان المحليين يحتفلون بالسبت بفارق 48 ساعة؟ فقط عن طريق اعتبار اليوم الذي يلي التزامن أنه يوم رأس الشهر يمكن لجميع مَنْ على الأرض أن يحفظوا يوم سبت واحد بشكل جماعي وموحد.
خط التاريخ الدولي
إن خط التاريخ الدولي هو بكل بساطة خط وهمي تم ابتكاره بواسطة مؤتمر ماريديان الدولي، و الذي عُقد في واشنطن العاصمة في أكتوبر 1844 م. لقد تكوّن هذا المؤتمر من علماء فلك وممثلين من 25 دولة.1 والمشتركون في هذا المؤتمر ابتكروا أول خط تاريخ دولي، دون أي مراعاة للانقسام الذي أحدثه هذا الخط الوهمي في الجزر المحيطية التي وقعت في طريقه. اليوم نجد مسار هذا الخط يسلك مسارًا متعرجًا عبر محيط الباسفيك حول الخط الطولي 180°، مُقسمًا العالم إلى يومين بحسب التقويم الجريجوري. لا توجد ظاهرة طبيعية لنشأة خط التاريخ الدولي، فهو خط عشوائي من صنع البشر. لقد تم اختيار موقع هذا الخط لأنه يقع في الجهة المقابلة وبالإتجاه المعاكس للبرايم مريديان (Prime Meridian)، والذي هو أيضًا من صنع البشر والذي به يتم تحديد توقيت غرينتش (Greenwich Mean Time) والتوقيت العالمي (Coordinated Universal Time). وخط التاريخ الطولي يمر في أغلبه عبر المحيط. ويُحتسب الوقت ويُرصد الزمن بشكل منتظم دون أيّة علاقة بأي ظاهرة طبيعية: كالساعة المُبرمَجة التي تعمل دون أي تدخل. وكما ترون في الرسم التوضيحي إلى جانب هذا العرض، فإن خط التاريخ الدولي والمناطق الزمنية التالية له معقدة جدًا.2 وقد تم تصميمها بواسطة الإنسان حديثًا، ومساره عشوائي. هل يُعقل أن يكون يهوه الخالق قد صمم وقته بهذه الكيفية؟ ماذا يخبرنا الكتاب المقدس عن تقويمه؟
"وقال ...[إلوهيم]: لتكن أنوار في جَلَد السماء لتفصل بين النهار والليل، وتكون لآيات وأوقات وأيام وسنين." (تكوين 1: 14).
باستخدام تقويم الخالق مع النجوم التي وضعها بعناية إلهية في السماء، ليس هناك ما هو تعسفي أو غير ذات أهمية. مراحل القمر، شروق وغروب الشمس وحتى مواقع النجوم كلها متصلة وذات صلة.3 عند استخدام تقويم الخالق، فإن الفجر الأول بعد الاحتجاب يشير إلى بداية خط التاريخ. ومن ثم ينتقل الفجر إلى الأمام من تلك النقطة حاملاً معه رأس الشهر للجميع مناطق العالم. في نهاية المطاف هذه الطريقة توحِّد العالم أجمع على دورة شمسية واحدة خلال 24 ساعة، وهذا أمر لا يمكن حدوثه مع أي طريقة أخرى لتحديد رأس الشهر. هذه الطريقة تعيد مرة أخرى للشمس والقمر إدارة فصول السنة والشهور والسبوت والأعياد. لو تم الالتزام بطريقة "الفجر الذي يلي الاحتجاب" على مر القرون منذ الخليقة لِمَا كان هناك أي سبب لاستحداث خط التاريخ الدولي الذي من صنع الإنسان. على الرغم من أن خط تاريخ يهوه والذي يمكن أيضًا أن يُسمى "خط فجره" قد يتغير موقعه الجغرافي من شهر إلى شهر، فطريقة الفجر الذي يلي الاحتجاب هي الوحيدة التي بأعجوبة توحِّد العالم أجمع على دورة شمسية واحدة خلال 24 ساعة. (سيتم مناقشة في وقت لاحق لماذا لا يمكن اعتبار القمر المُكتمل رأسًا للشهر. ارجع إلى القسم المُعنون "مشاكل مع استخدام اليوم الذي يلي القمر المكتمل").
إن هذه الطريقة لا توحّد العالم في حفظ الأعياد على دورة شمسية واحدة خلال 24 ساعة فحسب، بل لا توجد طريقة أخرى تسمح بأن لا تتجاوز الفترة الزمنية من الاحتجاب الى آخر منطقة بالعالم تستقبل رأس الشهر مدة الـ24 ساعة. إذ أنه لا تُوجد سوى 24 ساعة من وقت الاحتجاب حتى يشرق رأس الشهر في آخر منطقة جغرافية بالعالم. هذه شهادة مذهلة على التفرّد واتساق خط تاريخ يهوه العالمي.
1 http://www.staff.science.uu.nl/~gent0113/idl/idl_imc1884.htm
2 http://en.wikipedia.org/wiki/File:International_Date_Line.png
3 موقع النجوم بالنسبة للشمس والقمر في ما يخص دراسة نظم
تقاويم الكتاب المقدس هو الشيء الذي لا يزال فريق WLC يدرسه.
الاتساق: بداية اليوم عند الفجر (بدلاً من شروق الشمس)
اليوم في الكتاب المقدس يبدأ عند الفجر، عند بزوغ أول بصيص من الضوء، وينتهي عند الغسق، عند الغياب التام للضوء. وعلى نفس النمط، فالشهر يبدأ مع الفجر الأول مباشرة بعد بدء ظهور ضوء القمر، وينتهي عندما يكون القمر خاليًا تمامًا من الضوء عند التزامن القمري الشمسي. (لمجرد أننا لا نستطيع أن نرى أول ظهور لضوء القمر لا يلغي هذا بأي شكل من الأشكال حدوث هذا الأمر. إن ضوء أول هلال مرئي هو برهان واضح على ما بدأ يحدث مباشرة بعد التزامن القمري الشمسي).
رأس الشهر: خودش (H2320)
الكلمة العبرية لـ"رأس الشهر" هي "خودش" (H2320) أو بداية الشهر، كما تُترجم أيضًا "شهر". خودش تظهر في الكتاب المقدس أكثر من 270 مرة، ولكن لم يتم استخدامها ولو مرة واحدة للدلالة على رؤية شيء (أي القمر مرئيًا، الهلال، وما إلى ذلك). بدلاً من تلك الكلمة، فإن الكلمة العبرية التي تدل ماديًا على القمر المرئي هي "يراخ" (H3391, H3393, & H3394). تم ترجمة يراخ 28 مرة باسم "القمر" و 13 مرة بـ"الشهر"، ولكن لم تستخدم أبدًا للدلالة على رأس الشهر.
ملاحظة: يوجد في العبرية كلمة الهلال "سهرونيم" (H7720) ومع ذلك يتم استخدامها حصرًا في ما يتعلق بعبادة الأصنام الوثنية (قضاة 8: 21، 26؛ إشعياء 3: 18)، ولم يتم أبدًا ربطها بـ"رأس الشهر" أو حتى "شهر". المزيد عن هذا في وقت لاحق. يُرجى مراجعة الجزء الذي يتطرق إلى هذه النقطة أدناه تحت عنوان "مشاكل مع استخدام أول هلال مرئي".
مزمور 81: 3
"انفخوا في رأس الشهر بالبوق، عند الهلال [H3677] ليوم عيدنا [H2282]." (مزمور 81: 3).
H3677 (كهسه) – على ما يبدو من H3680 أنها تشير إلى القمر المكتمل الذي هو (زمن) عيد معين. (قاموس سترونجس اليوناني العبري).1
H2282 (حاج) فإنها تشيرتحديدًا إلى "العيد المُخصص للحج". (قاموس سترونجس الجديد المُوسَّع لكلمات الكتاب المقدس).
مزمور 81: 3 يخبرنا بأمرين:
1. كان البوق (شوفار) يُسمع عند رأس الشهر.
2. كان البوق (شوفار) يُسمع عند اكتمال القمر، في وقت عيد الحج.
سياق مزمور81 يتحدث عن خروج إسرائيل من أرض مصر. ويمكن استنتاج أن عيد الحج المُشار إليه هنا هو عيد الفطير الذي يبدأ في اليوم 15 من شهر أبيب القمري (في اليوم نفسه الذي خرج فيه بني إسرائيل من مصر). واقترح البعض أن مزمور 81: 3 يشير إلى عيدي الأبواق (رأس الشهر)، وعيد المظال (يبدأ في 15) من الشهر الـ7. ولكن هذا يبدو مُستبعدًا في ضوء سياق الأصحاح بأكمله. وحتى هذا التفسير يضع البدر في نهاية الأسبوع الثاني في 15 من الشهر. لا توجد طريقة للتوفيق بين هذه الآية بصراحة مع طريقة أول هلال مرئي لحساب رأس الشهر، إذ أن طريقة أول هلال مرئي عادة ما تضع "البدر" في الثالث عشر أو الرابع عشر من الشهر، إلا أن طريقة اليوم الذي يلي الاحتجاب كرأس الشهر يضع القمر المكتمل في 14 أو 15 من الشهر، الأمر الذي يتوائم مع مزمور 81: 3، (وهذا أيضًا يتفق مع كتابات فيلو. انظر "الحجة التاريخية" أدناه).
يرجى ملاحظة الآتي: إن هذا هو التمثيل المثالي للشهر القمري بطريقة أول هلال مرئي وطريقة الفجرالذي يلي الاحتجاب. القمريمكن أن يحقق مراحل التربيع الكامل والبدر والاحتجاب في أي وقت خلال فترة 24 ساعة، وبما أن معظم (إن لم يكن كل) برامج / التقويمات تستخدم منتصف الليل إلى منتصف الليل لحساب اليوم فسوف ترى في بعض الأحيان مراحل مثالية تظهراليوم باكرًا أو متأخرًا مما يجعلهم لا يتساوون دائمًا. عند الحساب بواسطة أول هلال مرئي فأن الفرق يزداد (من شهر إلى شهر) أكثر مما هو مُبيَّن في الوصف أعلاه، لأن هناك العديد من المتغيرات التي ينطوي عليها تحديد أقرب رؤية للقمر. إن طريقة الفجر الذي يلي الاحتجاب تُنشئ نمط ثابت لمراحل القمرالمختلفة.
١ اقترح البعض أن "كهسه" ينبغي أن تُترجم "القمر المستتر" وذلك استنادًا إلى جذور الكلمة (H3680; kâsâh) في مقابل "البدر"، مما يعني أنه ينبغي بدأ البوق عندما يكون القمر مظلم (أي محتجب) إشارة إلى رأس الشهر. حتى هذا التفسير هو في وئام مع طريقة الفجر الذي يلي الاحتجاب.
سفر التكوين، الأصحاح الأول
الظلام (وهو جزء فعلي من الوقت) سبق اليوم الأول لأسبوع الخليقة. وهذا يعني أن أول يوم لأول شهر في تاريخ الأرض كان مظلمًا ولم يسبقه أي ضوء. لماذا يجب أن نتوقع الأشهر التالية أن تكون مختلفة؟
"في البدء خلق ...[إلوهيم] السموات والأرض. وكانت الارض خربة وخالية، وعلى وجه الغمر ظلمة، وروح ...[إلوهيم] يرف على وجه المياه. وقال ...[إلوهيم]: ليكن نور، فكان نور." (تكوين 1: 1-3).
حزقيال 46: 1 وشهادة الطبيعة
حزقيال 46: 1 يُؤسس أن هناك 3 أنواع مختلفة من الأيام: (1) يوم رأس الشهر (2) أيام العمل (3) أيام السبوت.
"هكذا يقول السيد ...[يهوه]: باب الدار الداخلية المُتجه للمشرق يكون مغلقًا ستة أيام العمل، وفي السبت يُفتح. وأيضًا في يوم رأس الشهر يُفتح." (انظر حزقيال 46: 1).
فمن المنطقي أن تحدد الطبيعة أنواع الأيام المختلفة. عند حساب الفجر الذي يلي الاحتجاب كبداية الشهر فسنجد أن كل نوع من أيام الشهر تحدده مرحلة من مراحل القمر: (1) الظلام يسبق يوم رأس الشهر (الاحتجاب)، (2) ومراحل مضيئة تسبق أيام العمل (باستثناء مراحل التربيع).1 (3) أيام السبت تسبقها المراحل الربعية. وبالتالي، فإن هذه الطريقة تجعل تحديد السبوت أمر أيسر. يبدو أن الخليقة نفسها تشهد وتؤيد هذه الطريقة في الحساب.
١ الهلال يكون غالبًا مرئيًا للعين المجردة في يوم رأس الشهر (مساء اليوم الأول الذي يسبق أسبوع العمل)، ولكن هذا لن يكون الحال دائمًا.
(2) الحجة التاريخية
نقوش قبرية 269 م.
لدينا نقوش قبرية ترصد مرحلة تحوّل التقويم المسيحي إلى تقويم وثني. واحدة من أقدم النقوش القبرية المسيحية التي اُكتشفت في روما، تشير إلى يوم الزهرة (يوم كوكب الزهرة). ما يميز هذا النقش بشكل خاص هو أنه يسرد تاريخًا بالتقوميين الجولياني والقمري الشمسي. هذا الكشف يرجع تاريخه الى 269 م.، وإليكم نص النقش:
"في فترة حكم كلوديوس وباترنوس، في نونيس من نوفمبر، يوم كوكب الزهرة، ويوم 24 من الشهر القمري، وضعت لوشس [هذا النصب التذكاري] لسيفيرا ابنتها العزيزة جدًا. إلى روحكِ المقدسة. توفيت [في سن] 55 عامًا، و11 شهرًا [و] 10 أيام." (E. Dichl،Inscriptiones Latinæ Christianæ Veteres، مجلد 2، ص 193، رقم 3391. انظر أيضًا J. B. de Rossi، Inscriptiones Christianæ Urbis Romæ، مجلد 1، جزء 1، ص 18، رقم 11).
و"نونيس" نوفمبر (تشرين الثاني) تعني 5 نوفمبر، في يوم كوكب الزهرة يوم الجمعة. وهذا التاريخ ، 24 من الشهر القمري، أو "اليوم الثاني" من الأسبوع الثالث الكتابي. فمقارنة هذه التواريخ مع التواريخ المتاحة في برامج علم الفلك نجد أن رأس الشهر لابد أن يكون قد حُسِبَ بطريقة اليوم الذي يلي الاحتجاب.
كتابات فيلو (20 كتابات فيلو (20 ق.م. - 50 م).
فيلو (فيلسوف يهودي من الإسكندرية الهلنستية) عاش قبل وبعد وأثناء خدمة مُخلّصنا الأرضية. فمن المنطقي إذن أنه كان لديه الفهم الصحيح للتقويم الكتابي.
فيلو من الإسكندرية (20 ق.م. - 50 م.) |
في الاقتباس أدناه، يقول فيلو إن الاحتفال بيوم رأس الشهر يحدث عندما يبدأ القمر بالإضاءة. كما ذُكر سابقًا، يبدأ القمر بالإضاءة مباشرة بعد التزامن القمري الشمسي. لا نستطيع أن نرى ذلك حتى غروب الشمس لأن القمر يكون مُحتجبًا بنور الشمس الأعظم. وحقيقة أنه لا يمكننا رؤية القمر مباشرة بعد التزامن لا تنفي حقيقة بدء القمر لدورة شهرية جديدة، وها هو يضيء مجددًا مرة أخرى . ففي كثير من الأحيان، يمكن مشاهدة أول هلال مرئي مساء يوم رأس الشهر، عاكسًا للمُشاهد الضوء الجديد للقمر.
"وبعد النظام الذي اعتمدناه، نشرع في الحديث عن العيد الثالث، ألا وهو رأس الشهر. في بادئ الأمر لأنه هو بداية الشهر والبداية سواء كانت عدد أو وقت فهي مُبجَلة. ثانيًا، لأنه في هذا الوقت لا يوجد شيء في كل السماء يحتاج للضوء. ثالثًا، لأنه في تلك الفترة الجسم الأكثر قوة وأهمية يعطي جزءًا من المساعدة اللازمة للجسم الأضعف والأقل أهمية. في وقت رأس الشهر تبدأ الشمس إنارة القمر بضوء ظاهر للحواس الخارجية، وبعد ذلك يعرض جماله للناظرين . . ." (فيلو، قوانين خاصة 2، القسم السادس والعشرين (140-142)).
في الاقتباسات التالية ينص فيلو صراحة على أن رأس الشهر يلي الاحتجاب وأن الشهور تُحسب من احتجاب إلى احتجاب.
"العيد الثالث هو الذي يأتي بعد الاحتجاب والذي يحدث في يوم رأس الشهر من كل شهر." (فيلو، قوانين خاصة 2، القسم الحادي عشر، 41).
"هذا هو رأس الشهر أو بداية الشهر القمري، الفترة ما بين احتجاب والاحتجاب الذي يليه، و مداه الذي حُسِبَ بدقة في المدارس الفلكية." (فيلو، قوانين خاصة ، القسم السادس والعشرين (140-142)). ملاحظة: الناشرون هندريكسون طبعة (1993) من ترجمة 1854 س.د. جونغ في لا تحتوي على نفس المعلومات التي تتيحها ترجمة كولسون. الدلائل تشير إلى أن الاحتجاب كان حاسمًا في تحديد أول الشهر.
التصريحات التالية لفيلو تدل على أن القمر ينهي تكوينه الكامل (سطوع نصفي ، بدر، بهوت نصفي ثم احتجاب) في نهاية كل أسبوع. عند حساب الفجر الذي يلي الاحتجاب كبداية يوم رأس الشهر، سيكون هذا هو النمط في اغلب الأحيان.
"مرة أخرى، التغييرات الدورية للقمر، تتم وفقًا لعدد سبعة، هذا النجم الحائز على أعظم انسجام مع الأشياء التي على كوكب الأرض. والتغيرات التي يعملها القمر في الهواء فإنها تتقن بصورة رئيسية وفقا للتكويناته كل يوم سابع. إن جميع المناسبات وكل شيء بشري، كما قلت من قبل، تستمد طبيعتها الأكثر قدسية من السماء، ويتم نقلها بطريقة ما لحفظها وفقا لرقم سبعة. ... وبناء عليه، في اليوم السابع، استراح إلوهيم من جميع اعماله التي أتمّها." (فيلو، تفسير مجازي، 1، القسم الرابع (8-9)، القسم السادس (١٦)).
"... هناك مبدأ واحد خلف الأسباب التي على أساسها يتزايد ويتناقص القمر في فترات متساوية، حينما يزيد ويقل في الإضاءة: لأن الشمعات الـ7يحصلن على شكلهن الكامل في فترات زمنية مدتها 7 أيام -- القمر المنتصف في فترة الـ7 أيام الأولى بعد احتجابه مع الشمس، والبدر في فترة الـ7 أيام الثانية، وعند إيابه مرة أخرى ينتنصف القمر كأول فترة ثم يتوقف باحتجابه مع الشمس." (فيلو، قوانين خاصة 1، (178)).
يرجى ملاحظة: أن هذا هو التمثيل المثالي من الشهر القمري عند عملية حساب أول هلال مرئي والفجر الذي يلي الاحتجاب. لأن القمر يمكن أن يحقق مراحل التربيع الكامل والبدر والاحتجاب في أي وقت خلال فترة 24 ساعة، وبما أن معظم (إن لم يكن كل) برامج/التقويمات تستخدم منتصف الليل إلى منتصف الليل لحساب اليوم، فسوف ترى في بعض الأحيان مراحل مثالية تُظهراليوم باكرًا أو متأخرًا مما يجعلهم لا يتساوان دائمًا. سوف تحتاج إلى التحقق من وقت الاحتجاب في منطقتك.
في الاقتباسات التالية لفيلو سنجد ما يؤكد صحة فهمنا بأن فيلو كان يرصد رأس الشهر باليوم التالي لاحتجاب القمر. سنجد أن فيلو نص على أن القمر يكون بدرًا نهاية الأسبوع الثاني (أي يوم 15 من الشهر القمري). ملاحظة: عند حساب اليوم الذي يلي الاحتجاب كيوم رأس الشهر سيكتمل القمر في يومي 14 أو 15 من الشهر.
"لأنه قيل في الكتاب المقدس: في العاشر من هذا الشهر يأخذون كل واحد شاة بحسب بيوت الآباء، وهذا لـ[إلوهيم]، المحرقات التي تمت المحافظة عليها في النفس، والتي تكون مضيئة في جزئين من ثلاثة، حتى يتم تغييرها في كل جزء، وتصبح مضيئة مثل البدر في ذروة زيادته في نهاية الأسبوع الثاني ..." (على التزاوج مع الدراسات الأولية، القسم التاسع عشر، (106)).
"وهذا العيد بدأ في اليوم الخامس عشر من الشهر في منتصف الشهر في اليوم الذي يكون القمر بدرًا نتيجة لعناية إلوهيم مع الحرص على أن لا يكون هناك أيّة ظلمة في ذلك اليوم." (فيلو، قوانين خاصة 2، العيد الخامس، القسم الثامن والعشرون (155)).
هذا هو في وئام تام مع مزمور 81: 3 (انظر "حجة الكتاب المقدس" أعلاه).
اعتبار يوم التزامن القمري الشمسي هو يوم رأس الشهر
بعض من الذين يحفظون السبت القمري يدعون إلى حفظ يوم التزامن القمري الشمسي كيوم رأس الشهر بدلاً من اليوم الذي يليه. المشكلة مع هذه الطريقة هي أن الشهر الجديد يبدأ قبل انتهاء الشهر القديم. الشهر القمري لا ينتهي حقًا حتى يبدأ التزامن القمري الشمسي، وبعد ذلك يبدأ القمر مرة أخرى في الإضاءة لأنه بذلك يبدأ دورة جديدة. إن السبب في جعل اليوم الذي يلي التزامن القمري الشمسي هو يوم رأس الشهر بدلاً من يوم التزامن نفسه، هو أنه لا يمكن ليوم أن يكون جزءًا من الشهر القديم والشهر الجديد في آن واحد. لذلك، فإن الفجر الذي يلي التزامن القمري الشمسي هو يوم رأس الشهر.
اليوم الذي يلي الاحتجاب – شريطة مشاهدة أول هلال مرئي مساء ذلك اليوم
بعض الذين يحفظون السبت القمري يُعلِّمون أن رأس الشهر هو اليوم الذي يلي الاحتجاب بشرط مشاهدة أول هلال مرئي ذلك المساء. كما يقولون أن أول هلال مرئي هو الإشارة لبدء أسبوع العمل. يتطلب هذا الأسلوب أن اليوم الذي يلي آخر سبت في التاسع والعشرين سيُحفظ دائمًا على أنه رأس الشهر. إذا شُوهد أول هلال مرئي في ذلك المساء كان ذلك اليوم هو رأس الشهر. إذا لم يُشاهد أول هلال مرئي إذًا كان ذلك اليوم هو الثلاثون واليوم الذي يليه سيكون يوم رأس الشهر. هناك مسألتان لا يمكن التغلب عليهما في استخدام هذه الطريقة:
1. باستخدام هذه الطريقة يستحيل على العالم حفظ يوم رأس الشهر أو السبت أو أي عيد في نفس فترة الـ24ساعة. فقط عند اعتبار اليوم الذي يلي التزامن القمري الشمسي، هو يوم رأس الشهر، يُمكن لجميع مَنْ على الأرض أن يتحدوا في حفظ رأس الشهر، والسبوت، والأعياد السنوية في فترة زمنية واحدة مدتها 24 ساعة.
2. لا يمكن للملتزمين بهذه الطريقة أن يعرفوا على وجه اليقين يوم رأس الشهر حتى ينتهي اليوم تقريبًا، لأنهم يجب أن ينتظروا ليروا إذا ما أمكن مشاهدة الهلال ذلك اليوم بعد غروب الشمس. هذه مشكلة واضحة خاصة عند حساب عيد الأبواق (والذي يتزامن مع يوم رأس الشهر في الشهر السابع)، لتقديم المحرقات المقررة على وجه التحديد في يوم رأس الشهر، في بداية كل شهر (عدد 28: 11-15). بالتأكيد فقد كان الكهنة يعلمون يوم رأس الشهر عند بداية اليوم، وليس عند نهايته، ليتسنّى لهم تقديم الذبائح الخاصة بهذا اليوم. لم يحتاجوا إلى الانتظار حتى انتهاء اليوم تقريبًا لمعرفة ما إذا كانوا قد قدموا المحرقات في اليوم الصحيح. إن الإشارة بأثر رجعي ليست حقًا إشارة.
اليوم الذي يلي اختفاء الهلال المتناقص
واقترح البعض أن يوم رأس الشهر هو اليوم الذي يلي اختفاء الهلال المتناقص رؤيته قبل شروق الشمس، لأنه من المفترض أن اختفاء القمر يشير إلى أن الاحتجاب سيتم في وقت لاحق من ذلك اليوم، مما يجعل اليوم التالي هو يوم رأس الشهر.
الطريقة المقترحة: "وبما أن ضوء القمر يتناقص كلما كبر عمره، فإن مع كل صباح يُرى هلالاً أصغر فأصغر، ويُرى أقرب وأقرب إلى الأفق من جهة الشرق. إن يوم الاحتجاب هو اليوم الذي تشرق فيه الشمس من دون رؤية القمر أولاً. إذًا اليوم التالي هو رأس الشهر حيث إنه أول يوم جديد بعد الاحتجاب. إذا كان من الممكن رؤية الهلال المتناقص في صباح يوم آخر سبت (أي يوم 29 من الشهر القمري) فإنه سوف يكون شهرًا من 30 يومًا. إذا تعذّر رؤية الهلال المتناقص صباح آخر يوم سبت فسيكون شهرًا من 29 يومًا".
في حين تهدف هذه الطريقة لتحديد اليوم الصحيح ليوم رأس الشهر (أي بعد الاحتجاب)، فإنها ليست مضمونة، ولا يمكن أن تُستخدم لتحديد يوم الاحتجاب بدقة بشكل مستمر. ونتيجة لذلك، لا يمكن استخدام هذه الطريقة لتحديد يوم رأس الشهر.
على سبيل المثال: في نيودلهي، الهند، في صباح يوم 13 نوفمبر 2012، كان من الممكن مشاهدة الهلال المتناقص في السماء الشرقية. (و13 نوفمبر كان السبت الأخير من الشهر القمري الموافق اليوم التاسع والعشرون من الشهر القمري.)
نيودلهي، الهند - 13 نوفمبر 2012، قبل شروق الشمس
إن استخدام هذه الطريقة تقود إلى افتراض أن 14 نوفمبر سيكون اليوم الـ30 من الشهر، أي أن 15 نوفمبر هو يوم رأس الشهر. ومع ذلك فإن الاحتجاب قد حدث فعلاً في الفجر الذي سبق 14 نوفمبر، وبالتالي أصبح 14 نوفمبر رأس الشهر.1 باستخدام الطريقة المقترحة هنا سوف يتم إعلان يوم رأس الشهر متأخرًا يومًا واحدًا. في حين أن الهدف جيد فإن الطريقة خاطئة.
بعض من الذين يحفظون السبت القمري يُعَلمون أن يوم رأس الشهر هو اليوم الذي يلي الهلال المتناقص إذا تعذر رؤيته قبل شروق الشمس - بغض النظر عن توقيت حدوث التزامن القمري الشمسي فعليًا. هذه الطريقة تقسم العالم بنفس الطريقة التي يفعلها أول هلال مرئي. لأن رؤية آخر هلال مرئي على موقع الشخص جغرافيًا، ستجعل العالم غير مُتحد في حفظ السبوت وأيام الأعياد في دورة شمسية واحدة، مدتها 24 ساعة.
١ نيودلهي، الهند: وقعت بالتزامن نوفمبر. الفجر (الشفق الفلكي) وقع في 5:20 صباحًا، يوم 14 نوفمبر. والاحتجاب وقع في 3:38 صباحًا من نفس اليوم.
أول غروب للشمس بعد الاحتجاب
بعض الذين يحفظون السبت القمري يُعلِّمون بأن رأس الشهر يبدأ مع أول غروب للشمس بعد الاحتجاب. هذا غير ممكن على الإطلاق. الكتاب المقدس يعلّمنا بوضوح أن اليوم يبدأ عند الفجر وليس عند غروب الشمس. الممارسات التقليدية المُتمثلة في حفظ جميع الأيام من غروب الشمس إلى غروبها (مساء حتى مساء) هي عرف بابلي اعتمده اليهود بعد القرن الأول.
يوم الكتاب المقدس يبدأ عند الفجر وينتهي عند غروب الشمس١:
• باستخدام طريقة أول هلال مرئي، فإنه من المستحيل بالنسبة للعالم حفظ أي من الأيام المقدسة خلال فترة الـ24 ساعة نفسها.
• لا تتفق مع المبادئ التي تحكم معطيات الكتاب المقدس لليوم.
• "خودش" الكلمة العبرية لـ"رأس الشهر"، اُستخدمت أكثر من 270 مرة في الكتاب المقدس، ولكن لم يتم استخدامها حتى مرة واحدة للدلالة على رؤية شيء (أي القمر مرئيًا، الهلال، ...). الكلمة العبرية لـ"الهلال"سهرونيم يتم استخدامها حصرًا في ما يتعلق بعبادة الأصنام.
• لا تنسجم مع مزمور 81: 3.
• لا تنسجم مع سفر التكوين، الأصحاح الأول.
• لا تنسجم مع شهادة الطبيعة (الخلق).
• لا تنسجم مع كتابات فيلو، الذي عاش في عصر مخلصنا (20 ق.م. – 50 م.).
معلومات إضافية واجب مراعاتها
الروابط إلى بابل
"بدأت الأشهر [البابلية] بأول رؤية للقمر، وفي القرن الثامن قبل الميلاد كان علماء فلك البلاط مازالوا يذكرون هذه الملاحظة المهمة للملوك الآشوريين. . . . كانت أسماء الأشهر البابلية نيسانو، آيارو، سيمانو، دوعوزو، يولولو، تشريتو، أراخسامنا، كيسليمو، تيبيتو، شاباتو، أداراو. وقد أُضيف شهر آذار 6 مرات فى الدورة الميتونية التي مدتها 19 سنة، إلا أنه لم يُضَف شهر آذار في السنة الـ17 من الدورة المتونية لأن في هذه السنة أُضيف شهر يولولو. وبالتالي حافظ التقويم البابلي حتى النهاية على تقسيم السنة إلى موسمين، كالأشهر البابلية إلى نهاية ظلت قمرية حقًا وبدأت عند أول قمر مرئي في المساء. كما أن اليوم بدأ عندهم عند غروب الشمس." (http://www.webexhibits.org/calendars/calendar-ancient.html).
ولابد من الاعتراف بأن لمجرد أنها كانت مُصمَمة ومستخدمة في بابل لا يعني أنها خطأ. ومع ذلك، فمن المُؤكد أن العرف البابلي لحساب الشهر الجديد دار حول رؤية أول هلال مرئي. ومن غير المستبعد على الإطلاق أن اليهود في عصر ما بعد القرن الأول اعتمدوا هذه الطريقة في الحساب بدلاً من الطريقة الكتابية، مثلما اعتمدوا على الممارسة البابلية غير الكتابية لبداية اليوم عند غروب الشمس، وكذلك أسماء الأشهر البابلية.
الآيات التالية تدين بوضوح تبجيل الهلال، والتي كانت من الواضح عادة منتشرة بين الأمم الوثنية. للإنصاف، هذه الآيات بمفردها لا تفرض تجنّب طريقة أول هلال مرئي لحساب يوم رأس الشهر، ولكن يجب أن تُؤخذ في الاعتبار عند وزن كل الأدلة بأمانة.
"فقال زبح وصلمناع: قم أنت وقع علينا لأنه مثل الرجل بطشه. فقام جدعون وقتل زبح وصلمناع، وأخذ الأهلّة التي في أعناق جمالهما. وقال رجال إسرائيل لجدعون: تسلّط علينا أنت وابنك وابن ابنك، لأنك قد خلّصتنا من يد مديان. فقال لهم جدعون: لا أتسلّط أنا عليكم ولا يتسلّط ابني عليكم. ...[يهوه] يتسلّط عليكم. ثم قال لهم جدعون: أطلب منكم طلبة، أن تعطوني كل واحد أقراط غنيمته. لأنه كان لهم أقراط ذهب لأنهم إسماعيليون. فقالوا: إننا نعطي. وفرشوا رداء وطرحوا عليه كل واحد أقراط غنيمته. وكان وزن أقراط الذهب التي طلب ألفًا و سبع مئة شاقل ذهبًا، ما عدا الأهلّة والحَلق وأثواب الأرجوان التي على ملوك مديان، وما عدا القلائد التي في أعناق جمالهم." (قضاة 8: 21-26).
"الأدلة الأثرية تكشف عن الاستعمال الشائع للحُلِّي على شكل قرص الشمس أو هلال مقلوب رمزًا إلى الإلهة عشتار- العشتروت يتم ارتداءها بواسطة النساء أو الحيوانات لزيادة خصوبتها (قضاة 8: 21)." (قاموس الكتاب المقدس الجديد، مقال "التمائم"، ص34).
"ينزع السيد في ذلك اليوم زينة الخلاخيل والضفائر والأهلة. والحلَقِ والأساور والبراقع والعصائب والسلاسل والمناطق وحناجر الشمامات والأحراز. والخواتم وخزائم الأنف. والثياب المزخرفة والعُطْفِ والأردية والأكياس. والمرائي والقمصان والعمائم والأزر." (إشعياء 3: 18-23).
وبالمناسبة، هذه الكلمة العبرية (سهرونيم)، وتُترجم "هلال"، لا تظهر في أي مكان آخر في الكتاب المقدس. إذا كان من المفترض أن يُحسب الشهر بواسطة أول هلال مرئي، فيتوقع المرء العثور على سهرونيم في أماكن أخرى عديدة في الكتاب المقدس. ومع ذلك، هذه الكلمة لا تُوجد في أي مكان آخر وتُستخدم فقط في ما يتعلق بعبادة الأصنام الوثنية. لم يستخدم أي من كُتَّاب الوحي سهرونيم في الكتاب المقدس للإشارة للأعياد المقدسة أو للشهر.
"وكان الهلال التميمة المُفضلّة لدى كثير من الشعوب في آسيا الغربية إذ أنه مَثَّل لهم القوة والحماية من القمر الزائد وليس المتناقص." (التمائم والخرافات، .E.A. واليس بادج، ص 213).
"فأعطوا يعقوب كل الآلهة الغريبة التي في أيديهم والأقراط التي في آذانهم، فطمرها يعقوب تحت البُطمة التي عند شكيم." [تكوين 35: 4]." (نفس المرجع، ص 214).
تجدر الإشارة إلى سين، وهو واحد من آلهة بابل الرئيسية، كان مُمثَلاً على شكل هلال.
"على أختام إسطوانية كان [سين] مُمثلاً على هيئة رجل مُسن ذو لحية متدفقة ورمز الهلال .... انتشرت عبادة القمر إلى مراكز أخرى، حتى أنه تم العثور على معابده في كل مدن بابل وآشور الكبرى." (http://en.wikipedia.org/wiki/Sin_(mythology)).
كانت عبادة سين أيضًا منتشرة في شبه الجزيرة العربية في أيام محمد. ونتيجة لذلك، فإن الإسلام يبجّل الهلال حتى يومنا هذا. العديد من الأديان ذات الجذور البابلية تُبجّل الهلال (أي الكاثوليكية والهندوسية والبوذية وغيرها).
الممارسات الوثنية من الديانات الوثنية المُتجذّرة في بابل تقف بشراسة في وجه تحذيرات يهوه لشعبه.
"ولئلا ترفع عينيك إلى السماء، وتنظر الشمس والقمر والنجوم، كل جند السماء التي قسمها ...[يهوه] إلهك لجميع الشعوب التي تحت كل السماء، فتغترَّ وتسجد لها وتعبدها." (تثنية 4: 19).
منذ 600 سنة تقريبًا قبل ميلاد مُخلّصنا، وبخ يهوه سكان يهوذا من خلال إرميا النبي على سلوكياتهم الوثنية، التي شملت صنع الكعك على شكل هلال قربانًا إلى "ملكة السماء". للأسف، فإن رجال يهوذا لم يستجبوا لإنذار إرميا، إذ كان يعتقدون أن ممارساتهم الوثنية كانت مصدر ازدهارهم.
"ولكن من حين كففنا عن التبخير لملكة السماوات وسكب سكائب لها، احتجنا إلى كلٍّ، وفنينا بالسيف والجوع. وإذ كنا نبخّر لملكة السماوات ونسكب لها سكائب، فهل بدون رجالنا كنا نصنع لها كعكًا لنعبدها و نسكب لها السكائب؟" (إرميا 44: 18-19).
"أن تعبدها – بالأحرى أن تُمثّل صورتها. وقد صُنع الكعك على شكل هلال القمر لتمثيل القمر." (تسجيل بارنز للأحداث).
"كعك على شكل هلال كان يُقدَّم إلى القمر." (تسجيل جاميسون - فاوسيت - براون للأحداث).
في جميع أنحاء الكتاب المقدس، يُذكر تبجيل الهلال حصرًا فيما يتعلق بعبادة الأصنام وتبنِّي إسرائيل للممارسات الوثنية.
اليوم الذي يلي البدر
لا توجد ذرة دليل واحدة تدعم فرضية أن اكتمال القمر هو مؤشر ليوم رأس الشهر. من يُعلِّمون أن البدر هو رأس الشهر يستندون في المقام الأول على أربعة افتراضات/تفسيرات. سوف نلقي نظرة سريعة على كل منها الآن:
وفقًا لِمَن يؤيدون البدر لحساب رأس الشهر ...
ادّعاء (1): "كسوف كلّي للشمس حدث في الظهر (واستمر ثلاث ساعات متى 27: 45)، في اليوم الذي صُلب فيه يهوشوه (اليوم 14 من الشهر القمري). علمًا بأن كسوف الشمس لا يمكن أن يتم إلا خلال احتجاب القمر. وبالتالي لابد من أن الشهر كان قد بدأ مع اكتمال القمر".
المشكلة/الافتراض: بينما يظل صحيحًا أن كسوف الشمس لا يمكن أن يتم إلا عندما يكون القمر محجوبًا (مباشرة بين الأرض والشمس)، وهذا أمر مُتفق عليه، إلا أنه وَجَب التنويه أنه لم يكن هنالك أي كسوف كامل للشمس في أورشليم في ربيع 31 م.1 (http://eclipse.gsfc.nasa.gov/phase/phases0001.html).2 في الواقع، لم تكن أورشليم في طريق الكسوف الكامل على مدار القرن الأول. ضربة ساحقة أخرى لهذا الافتراض هو أن كسوف الشمس عمومًا في أقصاه يستمر حوالي 7-8 دقائق فقط، وليس 3 ساعات. "إن أطول كسوف كلي للشمس خلال فترة 8000 عام للفترة من 3000 ق.م. إلى 5000 م. سوف يحدث في 16 يوليو 2186، عندها سيستمر الكسوف الكلي لمدة 7 دقائق و29 ثانية." (http://en.wikipedia.org/wiki/Solar_eclipse). الظلام الذي سقط على الأرض في وقت الصلب كان مُعجزيًا، ولا يمكن تفسيره من خلال أي ظاهرة طبيعية. الادّعاء أنه كان هنالك كسوفًا كليًا للشمس استمر لثلاث ساعات في وقت صلب يهوشوه هو مًشين وكاذب، ولا يمكن افتراضه أو إثباته على الإطلاق.
1 نبوة الـ70 أسبوعًا (دانيال 9) تدعم بيقين سنة صلب يهوشوه.
2 وبشكل محدد، فإن الطريقة المقترحة لحساب العام الجديد المُشار إليها في النقطة رقم 2 (أدناه) تتطلب أن كسوف شمسي كامل كان قد حدث عند الظهر في أورشليم في 10 أبريل- نيسان، 31 م. إن ذلك لم يحدث. إن هذا الإدّعاءلا يمكن إثباته على الإطلاق.
ادّعاء (2): "إن الدراسة بعناية للترجمة اليونانية لكلمة "أَظْلَمَتِ" في سجّل لوقا من الصلب يكشف أن الشمس حُجبت بواسطة القمر، الشيء الذي لا يمكن أن يحدث إلا فقط في الاحتجاب".
"وأظلَمَت الشمس، وانشق حجاب الهيكل من وسطه." (لوقا 23: 45).
البعض ممن يؤيدون استخدام البدر لتحديد رأس الشهر، زعموا أن ترجمة كلمة "أَظْلَمَتِ" في هذا المقطع هي الكلمة اليونانية ekleipō [سترونجس G1587]، وهذه الكلمة هي أصل لكلمة "الكسوف" التي نستخدمها اليوم. ويقولون أن هذا يثبت أنه كان هناك كسوف للشمس الذي أظلم الأرض في وقت الصلب. كما نُوقش في النقطة السابقة (رقم 1)، فإن هذا أمر مستحيل. إن الظلام الذي اجتاح الأرض في وقت الصلب كان ظاهرة خارقة، شهادة من يهوه. ومع ذلك، دعونا نبحث المشكلة مع هذا الادّعاء بتفصيل أكثر.
المشكلة/الافتراض: كلمة skotizō تُرجمت "أَظْلَمَتِ" في هذا المقطع [سترونجس G4654]، وليس ekleipō [سترونجس G1587].
"وَ[G2532] أَظْلَمَتِ [G4654] الشَّمْسُ، وَ[G2532] انْشَقَّ [G4977] حِجَابُ [G2665] الْهَيْكَلِ [G3485] مِنْ وَسْطِهِ [G3319]". (لوقا 23: 45).
Skotizō ببساطة تعني "تغطية بالظلام، لتُظلم، على أن تُغطى بالظلام، ..." فإنه يمكن أن تعني ظلام مجازي (مثل أفسس 4: 18)، أو ظلام حرفي (مثل الأجرام السماوية؛ رؤيا 8: 12).
في حين أن Ekleipō هي أصل كلمة "الكسوف" التي نستخدمها اليوم، ويمكن أن تشير إلى كسوف الشمس وبشكل عام تعني "فناء، خروج، حذف، مرور، ..." وأي من هذه المعاني لا علاقة له بالشمس أو الأجرام السماوية.
Ekleipō وردت في ثلاث مواقع فقط في الكتاب المقدس، ولم يرد في هذه الـ3 مواقع ما يشير الى حركة القمر نسبة إلى الشمس.
"وأنا أقول لكم: اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم، حتى إذ فنيتم [G1587 - ekleipō]، يقبلونكم في المظال الأبدية." (لوقا 16: 9).
"ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفني [G1587 - ekleipō] إيمانك. ,أنت متى رجعت ثبِّت إخوتك." (لوقا 22: 32).
"وكرداءٍ تطويها فتتغير. ولكن أنت أنت، وسِنُوك لن تفنى [G1587 – ekleipō]." (عبرانيين 1: 12).
حتى في ضوء المعنى الشائع لهذه الكلمة (ekleipō)، فإن هذه الكلمة لم تُوجد حتى في النص المُقدَّم لدعم حساب البدر ليوم رأس الشهر، رغم ما يزعمه البعض.
ادّعاء (3): "المرأة في سفر الرؤيا، أصحاح 12، متسربلة بالشمس، والقمر تحت قدميها، والنجوم فوق رأسها هو الإعلان عن أول أيام العام الجديد. في أول يوم في السنة كل ربيع، تُرى كوكبة العذراء وهي ترتفع في الشرق والبدر تحت قدميها. كما أنها أيضًا "متسربلة بالشمس"، بمعنى أنها ليست مظلمة تمامًا عند حدوث هذه الظاهرة. لديها 12 نجمة على رأسها، وهذا يعني أنها رأس السنة. ولذلك، فإن البدر تحت أقدام العذراء هو مؤشر ليوم رأس الشهر وبداية العام".
"وظهرت آية عظيمة في السماء: امرأة متسربلة بالشمس، والقمر تحت رجليها، وعلى رأسها إكليل من اثني عشر كوكبًا." (رؤيا 12: 1).
المشكلة/الافتراض: لا يوجد في النص ما يعني ضمنًا أن هذه الظاهرة هي مؤشر ليوم رأس الشهر أو بداية العام. ولا يقول هذا النص أن المرأة تقف على "البدر". إذا أردنا بأمانة تقييم كل التفاصيل التي جاءت في وصف المرأة، فيجب علينا أن ندرك أنه بالإضافة إلى الوقوف على القمر فهي متسربلة بالشمس. بدلاً من التوسّع في تفسير "متسربلة بالشمس"على أنها تعني أنه ليس بعد الظلام قد وقع في هذا المشهد، ربما ينبغي أن نبحث عن الوقت الذي تكون فيه فرجو (الذي يرمز إلى العذراء) حرفيًا متسربلة بالشمس (أي عندما تكون الشمس سابحة في منتصف برج فرج العذراء الفلكي)، ويكون القمر تحت قدميها. هل هناك مثل هذه الظاهرة؟ نعم، يحدث هذا في كل خريف، وغالبًا (ولكن ليس دائمًا) بالتزامن مع بداية الشهر السابع.
العذراء: هذه الظاهرة تحدث في شهر قمري واحد كل خريف. لا شيء في النص يشير إلى أن هذا له علاقة مع يوم رأس الشهر أو السنة الجديدة. أولئك الذين يدافعون عن هذه الفكرة استنادًا إلى أنه في الربيع يحدث تطبيق جزئي لظاهرة الخريف إنما يمعنون في التخمين والافتراض.
في الوقت الذي نجد في رؤيا 12: 1 تأكيدًا سماويًا على أن الكنيسة الحقيقية على مر التاريخ اعتمدت على الشمس والقمر والنجوم لتحديد السبت والأيام المقدسة، لا يوجد في النص ما يمكن أن يشير ضمنا إلى أن مشهد المرأة له أي علاقة بيوم رأس الشهر أو بداية العام.1 أولئك الذين يحاولون استخدام رؤيا 12 كدليل لدور البدر في تحديد رأس الشهر، قد تكون لديهم نوايا حسنة، لكنهم يستندون في تفسيراتهم على التخمين المطلق.
1 مشكلة أخرى مع افتراض أن اكتمال القمر تحت أقدام العذراء هو إشارة لبدء العام هي تعارض هذا الافتراض مع ظاهرة السبق المحوري الفلكية: لأن الاعتدالات تتحرك غربًا على طول المدار الشمسي نسبة إلى النجوم الثابتة، فإن توقيت هذه الظاهرة (البدر تحت أقدام العذراء) يتغير ببطء. اليوم، هذه الظاهرة تحدث عادة في أواخر أبريل أو أوائل مايو. منذ 2000 سنة كانت تحدث عدة أسابيع أبكر في أواخر مارس أو أوائل أبريل. وإذ تقدّمنا بسرعة إلى الأمام 2000 سنة بالمعدّل الحالي لسرعة التغيّر، فسنجد أن هذه الظاهرة ستحدث أواخر مايو أو أوائل يونيو.
ادّعاء (4): "مزمور 81: 3 يقول أن البوق كان يُسمع عند اكتمال البدر لأنه هو الشهر الجديد".
"انفخوا في رأس الشهر بالبوق، عند [H3677] الهلال ليوم عيدنا [H2282]." (مزمور 81: 3).
H3677 (كهسه) تعني الامتلاء بشكل صحيح أو اكتمال القمر، وهذا هو العيد في الوقت المحدد. ( قاموس سترونجس اليوناني العبري).1
H2282 (حج) هذه الكلمة تشير بشكل خاص إلى "العيد الذي يتم إحيائه بالحج." (قاموس سترونجس الجديد المُوسَّع لكلمات الكتاب المقدس).
المشكلة/الافتراض: لم يُشَر إلى يوم رأس الشهر بأنه يوم حج في أي مكان في الكتاب المقدس. وبعض من يؤيدون هذا الفهم يقولون أن هذا ليس صحيحًا، ويشيرون إلى هوشع 2: 11 وحزقيال 45: 17، ولكن رأس الشهر كما ورد في هذه النصوص لا يشير إلى السبوت أو أي حج. حتى لو كانت حج تعني يوم رأس الشهر، هناك عقبة ثانية في هذا المقطع لا يمكن حلّها عن طريق أولئك الذين يُعلِّمون أن مزمور81: 3 يثبت أن البوق لابد أن يُسمع عند اكتمال البدر لأنه الشهر الجديد: في السياق، مزمور 81 يتحدث عن خروج إسرائيل من مصر. أكثر التفاسير عقلانية للعدد 3 تشير إلى تزامن البدر مع عيد الفصح وعيد الفطير. (خرجت إسرائيل من مصر ليلاً (تثنية 16: 1) في اليوم الأول من الفطير (عدد 33: 3) – في الخامس عشر).
"وأُبطِّل كل أفراحها: أعيادها ورؤوس شهورها وسبوتها وجميع مواسمها." (هوشع 2: 11)
"وعلى الرئيس تكون المحرقات والتقدمة والسكيب في الأعياد (الحج) وفي الشهور وفي السبوت وفي كل مواسم بيت إسرائيل. وهو يعمل ذبيحة الخطية والتقدمة والمحرقة وذبائح السلامة، للكفارة عن بيت إسرائيل." (حزقيال 45: 17)
يوجد دليل قوي ضد أن البدر هو إشارة ليوم رأس الشهر وذلك عند دراسة توقيت الأعياد. إن إثنين من أعياد الحج الهامة يحدثان في 15 من الشهر، وهما عيد الفطير وعيد المظال. في عنايته المقدسة قد فرض يهوه أن توقيت هذين العيدين أن يتزامنا مع اكتمال القمر، لتخفيف أعباء السفر لشعبه (إنارة القمر تيسِّر السير والحركة). أبانا المُحب هو سيد التفاصيل ولا يسهو عليه أمر. عندما يطلب حِجًا، فهو ينظم التوقيت الأكثر ملائمة لشعبه.2 ولهذا السبب لا توجد فريضة حج في فصل الشتاء. وهكذا، وإذا كان يهوه حريصًا على تجنّب فرض الحج في فصل الشتاء، فإنه أيضًا يحرص أن لا يطلب حجًا عندما يكون القمر مظلمًا.
1 البعض اقترح أن كهسه، استنادًا إلى جذورها (H3680؛ kâsâh) ينبغي أن تُترجم "أخفى القمر" في مقابل "البدر"، مما يعني أنه ينبغي نفخ البوق عندما يكون القمر مظلم (أي عند الاحتجاب) للإشارة إلى يوم رأس الشهر. حتى هذا التفسير هو في وئام مع طريقة حساب الفجرالذي يلي الاحتجاب.
2 استخدام حساب البدر، السبت الثاني من كل شهر، بما في ذلك السبوت المزدوجة لعيد الفطير وعيد الخيام ستتم في ظلام دامس.
الشهر الجديد: خودش (H2320)
الكلمة العبرية التي تُترجم في الكتاب المقدس "القمر الجديد" هي خودش [H2320]. أصل خودش هو خداش [H2318]، وهي تعني "أن يكون جديدًا ، تجديد، إصلاح، او اعادة بناء".
هنالك مسألة واضحة عند استخدام البدر لحساب يوم رأس الشهر، وهي أن القمر يتهدّم من أول يوم بعد رأس الشهر، وذلك بفقدان ضوءه تدريجيًا. إذ مباشرة بعد اكتماله، يبدأ القمر التنازل التدريجي عن ضوءه. هذا يعني أن ما بين مساء إعلان الشهر الجديد والغد المقرر "يوم الشهر الجديد" سيكون القمر قد خسر بالفعل الضوء، وسيستمر في خسارة الضوء حتى منتصف الشهر. وبعد ذلك سوف يبدأ مرة أخرى في إعادة بناء ضوءه. الحساب بواسطة القمر المكتمل يتحدى كل منطق وليس متمشيًا مع المعنى الأصلي لخودش/خادش.
تمييز الأيام حسب هيئة القمر
شيء آخر جدير بالملاحظة وهو أنه سيكون هناك يوم أو يومان من الظلمة في منتصف الشهر عند استخدام القمر المكتمل للحساب، كما أن مراحل القمر التربيعية لن تعلن السبوت بانتظام. عند استخدام البدر لحساب يوم رأس الشهر١ فإن المراحل اللاحقة للقمر تصبح غير متناسقة وغير مُتوقعة، وتجريد القمر من دوره المقدس الأساسي في تحديد السبوت والأعياد المقدسة.
١ تجدر الإشارة إلى أن القمر يمكن أن يظهر بدرًا لأكثر من يوم كل شهر. هذا من شأنه أن يُصعَّب الأمر للمراقبين. توجد آيات أخرى يستشهد بها من يدافعون عن الحساب بواسطة القمر المكتمل، لكنها لا تستحق أي رد، اذ جميعها (دون استثناء) ليست أكثر من اجتهاد المفسرين لفرض مفهومهم على النص الكتابي، وهو اجتهاد مضلل لجعل الكتاب المقدس يتفق مع أفكارهم. لا يوجد حتى ذرة دليل واحدة تدعم الحساب بواسطة البدر.
شيء واحد مؤكد ألا وهو أن الطريقة المُتَّبعة لحساب يوم رأس الشهر في وقت يهوشوه كانت صحيحة. إذ لا يوجد في العهد الجديد ما يشير لوجود أي نزاع بشأن وقت حدوث السبوت والأعياد. من الواضح أن الطريقة المُتَّبعة كانت صحيحة، لأن يهوشوه لم يعترض عليها اذ كان يُقدِّس ذات السبوت والأعياد.
العديد من المُخلصين الذين يحفظون السبت القمري كثيرًا ما يستشهدون بالتقاليد الشفوية اليهودية (أي التلمود البابلي) كدليل على أن أول هلال مرئي كان يُستخدم في وقت يهوشوه لحساب يوم رأس الشهر. ولكن هل التلمود موثوق به؟ هل نستطيع، بمباركة السماء، طرح جانبًا جميع أدلة الضد ونستبدلها بما بُني أساسًا على التقاليد، التي أوجدها الفريسيون؟
يتكون التلمود أساسا من جزئين: (١) المشنا: أول إصدار رئيسي للتقاليد الشفوية اليهودية، 220 م. (2) الجمارا: تحليل وتفسير الحاخامات على المشنا 500 م. في المشنا، نجد العديد من القواعد واللوائح والمراجع المتعلقة بدور المحكمة الحاخامية في فحص الشاهد للتأكد مما إذا كان قد رصد جيدًا الشهر الجديد. على سبيل المثال نجد التعليمات التالية:
"ما يلي لا يُعتبر كفء ليكونوا شهودًا: المقامرون بالنرد، المرابون، مربو الحمام، الذين يبيعون الخضرة في لسنة الراحة (أي السنة الـ7) والعبيد. هذه هي القاعدة: كما أن الأدلة لا يمكن قبولها من امرأة، كذلك لا يمكن قبول أي شهادة أو أدلة من أي من ذُكر أعلاه... . إذا أمضى الشهود في سفرهم يومًا كاملاً مع الليل، فيجوز لهم انتهاك السبت سفرًا لتقديم الأدلة على ظهور القمر". (التلمود البابلي، قسم مؤاد، روش هسنه، الفصل الأول http://www.jewishvirtuallibrary.org/jsource/Talmud/rh1.html).
ملاحظة: في الواقع إن الاقتباس أعلاه لا منطق له في سياق التقويم القمري الشمسي الكتابي. إن أقرب قمر يمكن رؤيته باستخدام طريقة أول هلال مرئي سيكون الذي يلي غروب الشمس لآخر يوم سبت (التاسع والعشرون من الشهر). لذا لا معنى إذن للموافقة على سفر الشاهد في ساعات السبت ليرصد القمر، الرؤية لن تكون في الأساس ممكنة. التلمود لا يدافع عن تقويم الكتاب المقدس. بدلاً من ذلك، فإنه يعزّز مبادئ التقويم البابلي (مثل أيام الغروب إلى الغروب)، ويثبت التقاويم الوثنية (على سبيل المثال Saturday – السبت).
"كان هناك فناءً واسعًا في أورشليم يُدعى بيت يعزق حيث اجتمع جميع الشهود لفحصهم من قبل بيت الدين. كانت تُعد الولائم الضخمة لـ(الشهود) من أجل دفعهم للمجيء بشكل دائم ...؟ كيف كان يتم فحص الشهود؟ الزوج الأول من الشهود كان يتم اختبارهما أولاً. الأكبر سنًا كان يدخل أولاً ويُسأل: قل لنا ما هيئة القمر الذي شاهدته؟ وهل كان الهلال أمام أو خلف الشمس؟ هل كان في الشمال أو الجنوب (للشمس)؟ وكم كان ارتفاعه فوق الأفق؟ إلى أي جانب كان ميله؟ كم كان عرض قرصه؟ إذا أجاب قبل أن تطلع الشمس فدليله لا قيمة له. وبعد هذا يدخل الشاب (الشاهد الثاني) ويتم اختباره. إذا اتفقت الشهادتان فكانت تُقبل كشهادة صحيحة؛ أما باقي الشهود فكانوا يُسألون أسئلة عامة، ليس بسبب أهمية شهادتهم ولكن فقط لمنعهم المغادرة بخيبة أمل ..." (التلمود البابلي، قسم مؤاد، روش، الفصل الثاني، http://www.jewishvirtuallibrary.org/jsource/Talmud/rh2.html).
"ر. جاماليل كان لديه على لوح وعلى جدار غرفته العلوية رسوم توضيحية لمختلف مراحل القمر، التي اعتاد أن يظهرها لعامة الناس، قائلاً: "هل رأيت القمر في مثل هذا الشكل أوذاك؟" (المرجع نفسه).
التلمود يدافع عن العديد من التعاليم غير الكتابية. على سبيل المثال:
أربعة بدايات للسنة - "هناك 4 أيام السنة الجديدة، وهي: الأول من نيسان وهو العام الجديد (لصعود) الملوك و(التناوب المنتظم) للأعياد. الأول من أيلول وهو رأس السنة الجديدة لعشور الماشية ولكن بحسب ل ر. أليعازر و ر. شمعون ، فهو يقع في الأول من تشري. أول تشري هو يوم رأس السنة الجديدة للسنوات العادية والسنوات السبتية واليوبيلات؛ وأيضًا لزراعة الأشجار والأعشاب. اليوم الأول من شباط هو السنة الجديدة للأشجار وهذا وفقًا لمدرسة شماي، ولكن المدرسة هلليل تقول أنها في الخامس عشر من الشهر نفسه." [ملاحظة: أسماء الأشهر البابلية] (http://www.jewishvirtuallibrary.org/jsource/Talmud/rh1.html).
Saturday – السبت (مع الحساب من الغروب إلى غروب) - "قام الحاخامات بتدريس أنه: لا يجوز لأحد إرسال رسالة بواسطة أممي يوم الجمعة ما لم يشترط على مبلغ معين للإيصال. إذا لم يتم هذا الشرط فإن بيت شاماي يقول إنه لا يجب تسليمه، إلا إذا كان لدى الرسول الوقت الكافي للوصول إلى البيت الذي يتم فيه التسليم (قبل غروب الشمس). ولكن بيت هليل له وجهة نظر أخرى يمكن للرسول تسليم الرسالة إذا كان لديه الوقت للوصول إلى البيت الذي هو أقرب إلى سور المدينة حيث يجب تسليم الرسالة." (التلمود البابلي، قسم مؤاد، السبت، الفصل الثاني، http://www.jewishvirtuallibrary.org/jsource/Talmud/shabbat1.html).
هل كان السبت (مساء الجمعة إلى مساء السبت) يجري مراعاته من قبل المؤمنين خلال تجسد يهوشوه على الأرض؟ بالطبع، لا. الكتاب المقدس واضح أن تقويم يهوه هو تقويم قمري شمسي، فاليوم في الكتاب المقدس يبدأ في الفجر وليس عند الغروب. السبت الغير كتابي اُعتمد بشكل واضح من قبل واضعي التلمود بعد القرن الأول، فقد كانت عادة بابلية لبدء اليوم عند غروب الشمس. لا ينبغي المغالاة في تأكيد هذه النقطة. نحن نعلم يقينًا أن هذه الممارسات الغير الكتابية اُعتمدت بعد وقت يهوشوه، وها نحن نرى ذات المصدر الذي يُروّج بدعة بدء اليوم عند غروب الشمس يعلن لنا أيضًا بدء الشهر بعد رصد أول هلال مرئي. لا يبدو منطقيًا تبنِّي طريقة أول هلال مرئي التي اعتنقها واضعو التلمود، ولدينا اليقين بأن الفريسيين هم من صاغوا هذه التعاليم التي تتناقض مع تعاليم الكتاب المقدس الجليّة. ومن الواضح أن التلمود ليس انعكاسًا أمينًا للنظام اليهودي الذي كان سائدًا أثناء تجسّد يهوشوه على الأرض.
التلمود البابلي، وفقا للحاخامات الذين صاغوه، هو أحق بالطاعة من الكتاب المقدس! "وهو مكتوب [سفر الجامعة الثاني عشر]: "ابني، توخَّي الحذر في حفظ وصايا الشيوخ (أكثر من حفظك الكتاب المقدس)، فبينما وصايا الكتاب المقدس هي في معظمها إيجابية وسلبية ... لكن إذا عُصيت وصايا الشيوخ فسينطوي على ذلك عقوبة الإعدام." (التلمود البابلي، قسم موأد، إروبين ٢١ ب، الفصل الثاني، http://www.jewishvirtuallibrary.org/jsource/Talmud/eruvin2.html) |
وشمل التلمود أيضًا قائمة واسعة بكل ما يمكن تخيّله لما هو مسموح أو محظور في السبت - وفقًا للحاخامات، التلمود هو في الأساس عبارة عن مجموعة من القيود الصارمة والتقاليد التي وضعها الفريسيون. كيف يمكن أن نعطي كثيرًا من الاعتبار لكتاب أساسه نشأ على التقاليد الشفهية من قِبَل من رفضوا حَمَل يهوه، الذي كان نورًا للعالم؟
"حينئذ جاء إلى ...[يهوشوه] كتبة وفريسيون الذين من أورشليم قائلين: لماذا يتعدّى تلاميذك تقليد الشيوخ، فإنهم لا يغسلون أيديهم حينما ياكلون خبزًا؟ فأجاب وقال لهم: وأنتم أيضًا، لماذا تتعدون وصية ...[يهوه] بسبب تقليدكم؟" (متى 15: 1-3)
يجب علينا أن لا نعطي أي اعتبار للتقليد اليهودي. في حين يجب أن تُؤخذ جميع المعلومات المُتاحة في الاعتبار عند فحص وتمحيص أيّة أدلة، يجب أن نراعي دائمًا نوعية المصدر، ونخضع إلى مبدأ الالتزام بثقل الأدلة، حتى لو كان الاستنتاج لا يتفق مع افتراضاتنا.
في الوقت الذي نجد أن الكثير من المؤرخين والموسوعات والمعاجم الكتابية تروج لبداية الشهر بعد أول هلال مرئي، نجدهم لا يقدِّمون أي دليل حقيقي لدعم ادعاءتهم. من الأرجح أنهم يعتمدون إلى حد كبير على التقاليد، كما يعترف بذلك وبكل سهولة واضعوا الموسوعة اليهودية العالمية.
"لا يُعرف سوى القليل من الاجراءات لتحديد التقويم حتى القرن الثاني عندما يتم إعطاء وصف الممارسة التقليدية الخاصة بالتقويم، فإنها جَرت على النحو التالي: في اليوم الثلاثين من الشهر يجتمع مجلس تلقِّي شهادة شهود من شاهدوا القمر الجديد. إذا قدم شاهدان شهادة موثوقة لهذا الغرض في ذلك اليوم، أعلن المجلس بداية شهر جديد في ذلك اليوم ... وإذا لم يظهر أي شهود، فإن الشهر الجديد كان يُحسب في اليوم الذي يلّي اليوم الـ30." (موسوعة اليهود العالمية، ص 632).
هنا بيت القصيد. لا يمكننا كدارسين جادين للكتاب المقدس أن نبني معتقداتنا حصرًا على التقاليد الشفوية لليهود، علينا فحص جميع الأدلة الأخرى المتاحة لنا. علينا أن نلزم أنفسنا دائمًا بالتسليم والخضوع لثقل الأدلة، مهما كانت النتائج.
أخيرًا أيها الإخوة،
"امتحنوا كل شيء، تمسَّكوا بالحَسن."
(1 تسالونيكي 5: 21).