إنسان الخطية:
أعلن بولس الرسول أن المسيح (( لا
يأتي إن لم يأتِ الارتداد أوّلاً، ويستعلن إنسان الخطية، ابن الهلاك،
المقاوم والمرتفع على كلّ ما يدعى إلهاً أو معبوداً، حتّى إنه يجلس في هيكل
يهوه كإله، مظهراً نفسه أنّه إله )) ويستطرد قائلاً (( سرّ الإثم الآن
يعمل فقط إلى أن يرفع من الوسط الذي يحجز الآن وحينئذ يُستعلن الأثيم الذي
السيد يبيده بنفخة فمه ويبطله بظهور مجيئه. الذي مجيئه بعمل الشيطان بكل
قوّة وبآيات وعجائب كاذبة وبكل خديعة الإثم في الهالكين لأنهم لم يقبلوا
محبّة الحقّ حتى يخلصوا )) (2 تسالونيكي 3:2-10).
يوجد سرّان يستعصي على الإنسان إدراكهما بإعمال عقله البسيط المحدود، فهما فوق طاقة فهم البشر.
السرّ الأوّل هو سرّ التقوى، الذي ظهر في الجسد "يهوشوه المسيح"، آخذاً صورة عبد صائراً في الهيئة كإنسان بالتجسّد موضوعاً تحت الآلام مثلنا مجرّباً في كلّ شيء، حتّى يتسنى له أن يعين المجرّبين .. والسيد يهوشوه من فرط محبته لجبلتنا الساقطة تطوّع بتنازل عجيب ليخلصنا عمليّاً بحياته ومثاله الكامل. هنيئاً للجنس البشري هذا الحبّ الإلهي الأزلي الأبدي العارم الذي يفرض علينا فرضاً .. وهذه هي أخلاق إله كامل صالح قدوس محبّ طويل الأناة وكثير الإحسان .. لا يشاء أن يهلك أحد بل أن ترجع إليه كلّ نفس فتحيا في نعيم مقيم ما له نهاية.
والسرّ الثاني هو سرّ الإثم وذلك هو تحوّل أجمل وأبهى وأكمل كائن نوراني من لوسيفر الكروب المظلل إلى إبليس أي الشيطان أو الحيّة القديمة أو التنيّن. وعنه يدوّن الوحي (( أَنْتَ كَامِلٌ فِي طُرُقِكَ مِنْ يَوْمَ خُلِقْتَ حَتَّى وُجِدَ فِيكَ إِثْمٌ )) (حزقيال 28: 15). ويستطرد حزقيال 17:28في قوله: (( قَدِ ارْتَفَعَ قَلْبُكَ لِبَهْجَتِكَ. أَفْسَدْتَ حِكْمَتَكَ لأَجْلِ بَهَائِكَ )). وها هو إشعياء يوضح حبّ الذات الذي أسقط لوسيفر من مكانته السامية المرموقة بقوله: (( وَأَنْتَ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ أَصْعَدُ إِلَى السَّمَوَاتِ. أَرْفَعُ كُرْسِيِّي فَوْقَ كَوَاكِبِ يهوه وَأَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ الاجْتِمَاعِ فِي أَقَاصِي الشَّمَالِ. أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ )) (إشعياء 14: 13و14). فكيف يوجد الإثم في مخلوق نوراني كامل ؟! ومن أين تأتيه الكبرياء ويرتفع قلبه وهو مشرف على المجد الاسنى مبهوراً بجمال قداسة يهوه وبرّه وعظمته! إنّه لغز محيّر تماماّ .. ومّما يزيد من صعوبة مجابهاتنا مع هذه الخليقة المتمّيزة أنّ إبليس طاعن في العمر والخبرة إلى جانب التمّيز الفطري الذي جُبل عليه. كلّ ذلك يضاعف من ضراوة الحرب الروحيّة، وبمقدار الذكاء والدهاء والعداء والحنكة التي له يزداد النضال والمعاناة والمجابهة صعوبة وخاصةً أنّه يجيد الخداع والمراوغة وخلط المعتقدات والضلالات. من هنا فلقب الوحش (( إنسان الخطية )) يصفه بدقّة لأنّ الشيطان يتقمّص شخصية الوحش وينفّذ مخطّطاته عن طريقه.
أ - ما هو هذا الارتداد الآتي ؟
ذلك هو الارتداد عن الحقّ الذي حرّر المخلصين الذين سعى بهم حبّهم للحق وللحرّية الدينيّة إلى فحص الكتب المقدّسة القادرة أن تحكّمهم للخلاص هناك كان عليهم كحملان ودعاء أن يجابهوا ضراوة كنيسة روما في محاكم التفتيش التي اعتبرت حق الكتاب المقدّس عدّواً لها فأحرقت المصلحين الأمناء مع كتبهم المقدسة .. وكان اقتناء الكتاب المقدّس يعتبر تعدّياً على سلطة الحبر الأعظم، أمّا مطالعته فتعتبر تعدّياً أكبر وأعظم تعدٍ لا يغتفر هو أن تقرأ الكتاب المقدس لإنسان ما وتشرحه. فهذا الأمر موكول إلى الكاهن الذي يقرأه، ويفسره حسب تعاليم وطقوس وتقاليد الكنيسة الرومانيّة المقدّسة.
ب - المقاوم والمرتفع على كلّ ما يُدعى إلهاً.
صورتان معبرّتان أبلغ تعبير عن المسيح و" نائبه " على الأرض، الذي هو الوحش، إحداهما تصوّر الحبر الأعظم مع الكرادلة الإثني عشر وكلّ واحد منهم قد تمنطق بمنشفة على كتفه وركع ليغسل قدمي أسقف روما المعظم والثانية تصوّر يهوشوه المتواضع بمنشفة على كتفه راكعاً يغسل أرجل التلاميذ مبتدأ من يهوذا، وكذلك صورتان الأولى تصوّر البابا المعظم في عرشه المذهّب المطعّم بالجواهر يحمله اثنا عشر كردينالاً في موكب مهيب والثانية تضع يهوشوه ذا الثوب الوضيع على ظهر أتان داخلاً أورشليم .. ما أبلغها من صورة تجسّد الحقيقة وتظهر تعالي المخلوق وتواضع الخالق!
جـ – يجلس في هيكل يهوه.
تبيّن بجلاء صفته الدينيّة حتى تنطلي الخدعة على السذّج والبسطاء وكلّ من يتخذ الديانة المظهرية جلباباً. وها الوحش الكهنوتي له صولة وصولجان ومرسوم وفرمان لا يتجاوزهما أحد. فهو يدّعي بأنّه خليفة بطرس الذي يُعتبر أوّل بابا وهذا تزوير صارخ لأنّ بطرس أكبر التلاميذ سناً لابدّ أنه مات في النصف الأوّل من القرن الأوّل الميلادي بينما لم يجلس أوّل بابا على عرشه قبل سنة 538م.
فهناك خمسمائة سنة بين بطرس والبابّوية. ومع أنّ المسيح كان يتحدّث عن صخرة الإيمان الذي نطق به بطرس قائلاً (( أَنْتَ هو المسيح ابْنُ يهوه الْحَيِّ ))، ومع أنّ كلمة بطرس ( P e t r o s ) تعني الحجر الصغير المتدحرج المتقلقل، ومع أنّ بطرس نفسه قد كتب في رسالته يقول: (( كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مَبْنِيِّينَ كَحِجَارَةٍ حَيَّةٍ بَيْتًا رُوحِيًّا ، كَهَنُوتًا مُقَدَّسًا ، لِتَقْدِيمِ ذَبَائِحَ رُوحِيَّةٍ مَقْبُولَةٍ عِنْدَ يهوه بيهوشوه المسيح. لِذلِكَ يُتَضَمَّنُ أَيْضًا فِي الْكِتَابِ هنَذَا أَضَعُ فِي صِهْيَوْنَ حَجَرَ زَاوِيَةٍ مُخْتَارًا كَرِيمًا وَالَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لَنْ يُخْزَى )) (1 بطرس4-6). (( فَالْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ ، هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ )) عدد 7. كلّ ذلك يقطع ببطلان الإدّعاء بأنّ بطرس هو الصخرة التي لا تقوى عليها أبواب الجحيم. فقد قويت أبواب الجحيم على بطرس وأنكر سيده بحلف ولعن ثلاث مرّات.
د - يظن أنه يغيّر الأوقات والسنّة.
البابويّة هي السلطة الوحيدة في العالم التي تجرّأت على وصايا يهوه الأزلية بزعم أنّ المسيح أعطى هذا التفويض لبطرس الصخرة (الحجر المتدحرج) وبطرس سلّمها إلى الحبر الأعظم .. فقد حذفت الوصيّة الثانية من الناموس القائلة (( لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ لأَنِّي أَنَا يهوه إِلهَكَ إِلهٌ غَيُورٌ أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ وَأَصْنَعُ إِحْسَانًا إِلَى أُلُوفٍ مِنْ مُحِبِّيَّ وَحَافِظِي وَصَايَايَ )) (خروج 4:20-6).
وغيّرت الوصيّة الرابعة فبدلاً من تقديس السبت نصّت على ما يلي (( احفظ أيّام الآحاد والأعياد )).
ملحوظة هامة: عندما نذكر يوم السبت، فنحن نشير بذلك إلى سبت الوصية الرابعة أي اليوم السابع من الأسبوع وليس السبت الحالي "Saturday". يجب أيضا الأخذ في الاعتبار أن السبت يجب حفظه حسب التقويم الإلهي وليس حسب التقويم الروماني الجريجوري الحديث الذي يتبعه العالم اليوم. فسبت الوصية الرابعة، أي اليوم السابع من الأسبوع يقع دائما في الكتاب المقدس في أيام 8، و15، و22، و29 من الشهر القمري، في هذه التواريخ المحددة من كل شهر، الأمر الذي لا يستطيع أن يفعله أي تقويم آخر. لمعرفة المزيد حول تقويم الكتاب المقدس الأصلي وسبت يهوه الحقيقي، يمكنك دراسة كورس ثلاثة شهور متتالية من موقعنا.
وقسمت الوصيّة العاشرة إلى جزئين لتعوض عن حذف الوصيّة الثانية فجاءت الوصيّة التاسعة هكذا 9-لا تشته بيت قريبك و10-لا تشته مقتنيات غيرك.
هذا بالإضافة إلى تغيير التقويم الميلادي في أكتوبر سنة 1582م بواسطة البابا جريجوري الذي أسقط عشرة أيّام فكان التاريخ يقرأ الخميس 4 من الشهر وجاء بعده يوم الجمعة 15 منه بدلاً من 5 منه.
هـ - القرن الصغير
هو من الرموز التي تشير إلى الوحش بجلاء، ففي دانيال 8:7 يقول (( كُنْتُ مُتَأَمِّلاً بِالْقُرُونِ، وَإِذَا بِقَرْنٍ آخَرَ صَغِيرٍ طَلَعَ بَيْنَهَا، وَقُلِعَتْ ثَلاَثَةٌ مِنَ الْقُرُونِ الأُولَى مِنْ قُدَّامِهِ )).
والقرون في النبوّة تمثّل ممالك أو ملوك. وإذ يقول النصّ الكتابي أنّ القرن الصغير سيطلع بعد القرون العشرة. فلابدّ من ظهوره بعد تمزيق الإمبراطورية الرومانية في سنة 476 م. وأثناء استيلاء البابويّة على السلطة حارب الإمبراطور جاستنيان لحساب البابا ثلاثة من القبائل القوطيّة (الهيروليون والفاندال والأستروقوط) وعيّن أسقف روما رئيساً على كلّ الكنائس المسيحية عام 533 م فلما قاوم (( الاستروقوط )) آخر القبائل الآرية الثلاث هذا القرار سنة 538 م، تمّ طردهم من روما بواسطة الجنرال بيليساروس وبدأت البابوية رسمياً في هذه السنة.
و - ثلاثة أرواح نجسة
((وَرَأَيْتُ مِنْ فَمِ التِّنِّينِ، وَمِنْ فَمِ الْوَحْشِ، وَمِنْ فَمِ النَّبِيِّ الْكَذَّابِ، ثَلاَثَةَ أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ شِبْهَ ضَفَادِعَ، فَإِنَّهُمْ أَرْوَاحُ شَيَاطِينَ صَانِعَةٌ آيَاتٍ )) (رؤيا 12:16-14).
هذا هو الاتحاد الثلاثي لمناجاة الأرواح ويشمل الديانات الوثنية بمؤسسّها التنيّن (الشيطان) والوحش (البابوية) والنبّي الكذاب (البروتستانتية المرتدّة) هذا الاتحاد يعمل لتحقيق أهداف ثلاثة هي:
1-توحيد العالم المسيحي لمسخ شخصية كنيسة يهوه الباقية الأخيرة، عمود الحقّ وقاعدته.
2-توحيد العالم أجمع بشتى طوائفه ونظمه لمحو آثار المسيحيّة الحقّة والرضوخ لسلطة الحبر الأعظم الغاشمة.
3-إعلان عن مجيء يوم السيد وسيعتقد غير المدّققين وغير الأمناء أن هذه الحركة المسكونيّة تحقّق معقد آمال الكنائس قاطبة.
ز - امرأة متسربلة بأرجوان وقرمز
إنّ المرأة (بابل) الوارد ذكرها في رؤيا 17 (( مُتَسَرْبِلَةً بأُرْجُوانٍ وَقِرْمِزٍ وَمُتَحَلِّيَةً بِذَهَبٍ وَحِجَارَةٍ كَرِيمَةٍ وَلُؤْلُؤٍ، وَمَعَهَا كَأْسٌ مِنْ ذَهَبٍ فِي يَدِهَا مَمْلُوَّءةٌ رَجَاسَاتٍ وَنَجَاسَاتِ .. وَعَلَى جَبْهَتِهَا اسْمٌ مَكْتُوبٌ: (( سِرٌّ بَابِلُ الْعَظِيمَةُ أُمُّ الزَّوَانِي )). وقدرآها النبـي: (( سَكْرَى مِنْ دَمِ الْقِدِّيسِينَ وَمِنْ دَمِ شُهَــدَاءِ يهوشوه )). وأعلِـن عن بـابـل أيضــــاً أنّها (( الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ الَّتِـي لَهَا مُلْكٌ عَلَى مُلُوكِ الأَرْضِ )) (رؤيا 17: 4-6، 18). إنّ السلطة التي سيطرت على ملوك العالم المسيحي بغطرسة وتعسّف لم تكن غير روما. والأرجوان والقرمز والجواهر واللآلئ تشير إلى الأبّهة والفخامة التي فيها فاق الباباوات أعظم ملوك وملكات المسكونة، حتّى أنّ كاتدرائية القديس بطرس وحدها بما فيها من تحف ومجوهرات وتماثيل وفنون والتي تمتدّ أميالاً في بذخٍ صارخ ويطوف حولها مترو لتمكين الزائرين من الطواف حولها ومشاهدة عشرات الهياكل فيها، قد قُدّر ما فيها بملايين المليارات من الجنيهات الذهبية ممّا يسدّ حاجة (( البليون الفقير المعدم )) أي سدس سكان الكرة الأرضية ويلغي المجاعة والفقر والعوز من على وجه هذه البسيطة. ويكفي أن تعلم بأن قبّة واحدة من إحدى قاعات هذه الكاتدرائية الهائلة قد استغرق العمل الفني أربع سنوات كاملة من أعظم فنّاني النهضة (( مايكل انجلو )) ليخرجها تحفة فريدة من نوعها والتي لا تقدّر قيمتها التاريخيّة بثمن.
شيء آخر يرمز إليه القرمز إلى جانب السلطان الملوكي وهو الخلاعة والفسق والفساد فهي توصف بأنّها زانية روحيّاً وقد أسكرت سائر الكنائس بتعاليمها الخاطئة وبجرائمها التي لا تحصى وجرّت حتّى ملوك الأرض وأباطرتها لكي يحذوا حذوها ويسيروا في ركابها.
ح - يبلي قدّيسي العلي
(( وَيُسَلَّمُونَ لِيَدِهِ إِلَى زَمَانٍ وَأَزْمِنَةٍ وَنِصْفِ زَمَانٍ )) (انظر دانيال 7:12؛ رؤيا 14:12) وهي نفس المدّة الواردة في رؤيا 2:11؛ 5:13. (42 شهراً، وفي رؤيا 3:11؛ 6:12 على التعاقب هي 1260 يوماً نبوياً). من حزقيال 6:4؛ عدد 34:14 نحسب المدّة فنجدها 1260 سنة. فإذا حسبنا هذه المدّة من سنة 538 م وقت اعتلاء أوّل بابا العرش لوصلنا إلى سنة 1798م والتي يحددها الوحي بقوله (( جرح الوحش )). ولقد تمّ هذا عندما أخذ القائد الفرنسي برتييه البابا (( بيوس السادس )) سجيناً في فرنسا بأمر من نابليون بونابارت ومات وهو في السجن. في هذه الحقبة السوداء لطّخت البابوية يديها بسفك دماء أكثر من مائة مليون مسيحي متمسّك بكلمة يهوه ورافض لسلطان الظلمة الذي دنّس مقادس يهوه بتعاليم بشرية وممارسات شعوذة شيطانيّة. صكوك غفران وبيع أراض في السماء وغفران لخطايا المستقبل ولخطايا الموتى ولخطايا الذريّة التي لم تولد بعد، وعرش سماويّ للبابا بجوار عرش الآب وعرش الابن وعرش السيدة العذراء، وعصمة البابا، وخلق المسيح مجدّداً في خدمة القداس الإلهي (التحويل)، وتعليم المطهر، والصلاة إلى الموتى، وعبادة التماثيل والصور والأيقونات، وبتوليّة أم السيدة العذارء وحبلها بواسطة الروح القدس، والآم العذراء على الصليب وشراكتها في الشفاعة، والصلاة إلى رفات القديسين، وبدعة تعذيب الجسد وضربه بالصليب المعدني المقدّس حتى يدمي الجسد كلّه ويفنى، وتكفير من يمتلكون ويقرأون ويفسّرون الكتاب المقدس، وابتزاز الأموال بتهديد المعترفين للكهنة بخطاياهم، وضريبة الملح الباهظة واستباحة ممتلكات الفلاحين، وسموّ التقاليد والمراسيم الطقسية على كلمة يهوه المقدّسة .. إلى آلاف من الخرافات والخزعبلات والممارسات اللاأخلاقية في الأديرة ودور العبادة التي يندى لها الجبين. وكلّ من يلفّ لفّهم قد أصبح بالفعل مشتركاً مع بابل أم الزواني في النجاسة الروحية.
طـ – سمة الوحش
من البديهي أن تكون سمة الوحش مضادّة لختم يهوه. فإذا أُفرز يوم السبت المقدس كتذكار للخليقة (تكوين 1:2،2). وكختم في الوصية الرابعة (خروج 8:20-11). وكعلامة تقديس (حزقيال 12:20،20). وكعلامة رمز للمفدّيين لختمهم في الأيام الأخيرة، فلابدّ من أن يدبّر الشيطان عن طريق أعوانه سمة مضادّة وهي (( يوم الأحد )). ولسوف يستخدم ضغوطاً سياسيّة ودينيّة واقتصاديّة في تكتّلات تحتيّة خبيثة مدسوسة ليعزل المؤمنين الأمناء لكي يفشلوا حتى لو طال الأمد بعد أن يخوروا تحت أساليب التنكيل المتنوّعة عندما يقعون تحت اضطهاد وظلم وتعسّف فوق طاقة البشر فيكيل إبليس، الحيّة القديمة الاتهامات للأمناء الذين تفضح أمانتهم حياة اللامبالاة عند باقي المسيحيّين فيتكالب الجميع ضدّهم. ويجعل المعاملات والبيع والشراء وكسب العيش مستحيلاً على أولئك الذين يرفضون أن ينصاعوا إلى تلك الطغمة الظالمة الجائرة. وإذ يشفع الوحش واتباعه ادّعاءاتهم بإجراء المعجزات يظهر تفوّقهم على المؤمنين الذين لن يجاروهم في ذلك وسيُعزى كلّ هذا النجاح الظاهري إلى استعلان الروح القدس لهم بينما تكون القوة الفاعلة هي في الحقيقة (( الروحانية والتنويم المغناطيسي وكل علم شيطاني بالسحر والشعوذة )). ذلك لا يكلّف الناس شيئاً من التقوى الحقيقية أو التكريس وحياة القداسة التي بدونها لن يرى أحدُُ السيد. فلسوف يحلّ الوهم محلّ الحقيقة والشكّ محلّ اليقين والزائف محلّ الأصل والادّعاء محلّ الإيمان والظلمة محلّ النور. وطوبى لمن يكمل المشوار ويجعل السيد يهوشوه متّكله ويحتمل الصليب كمخلّصه مستهيناً بالخزي ويثبت إلى المنتهى فيخلص.
ي - ضدّ المسيح
قال المصلح العظيم مارتن لوثر أنا أشعر بالفعل بحرّية أعظم في قلبي، لأنّي علمت أخيراً أنّ البابا هو ضدّ المسيح. وأنّ عرشه هو عرش الشيطان ذاته.
نائب المسيح على الأرض ( The Vicar of Christ ) يحلّ محلّ المسيح في كلّ شيء، فهو يُسمّى الآب القدوس، أو البابا السيد الإله وسوف يكون له عرش في السماء بجوار عرش المسيح والآب السماوي والسيدة العذراء.
يقدر البابا أن يعدّل الناموس الإلهي لأنّ قوّته ليست من البشر بل من يهوه فهو يتصرّف كمندوب يهوه على الأرض.
المرأة سكرى من دم القديسين
لقد هلك مليون ولدنسي وألبيجنسي وهم بروتستانت فرنسيّون وسويسريون في حملة صليبيّة شنها البابا إنوسنت الثالث في عام 1208م. ومنذ نشأة اليسوعيّين عام 1540م إلى 1580م تمّ القضاء على تسعمائة ألف شخص. وفي غضون ثلاثين عاماً هلك مائة وخمسون ألفاً على يدّ محاكم التفتيش. وخلال ثمانية وثلاثين عاماً بعد إصدار فرمان شارلمان الخامس ضدّ البروتستانت، تمّ إعدام خمسين ألف شخص بالشنق وقطع الرقبة والحرق أحياءً بتهمة الهرطقة. وهلك ثمانية عشر ألفاً بعد ذلك في غضــون خمسـة أعوام ونصف ( Brief Bible Readings P.16 ).
لقد احتقرت الكنيسة الكاثوليكية جون ويكلف أوّل من ترجم الكتاب المقدّس، فأخرجت عظامه بعد أربعين سنة من وفاته وأحرقتها علناً ذلك لأنّ ويكلف أظهر في كتاباته أخطاء النظام الروماني البابوي. وأُحرِق المصلحان هاس وجيروم حتّى الموت على خشبة لأنّهما لم يتراجعا عن الكرازة بالحقّ ممّا حدا بالمطارنة إلى إلقائهما في ألسنة اللهيب ( Ch. 17 Wylie b3 ).
عدد اسم الوحش
(( مَنْ لَهُ فَهْمٌ فَلْيَحْسُبْ عَدَدَ الْوَحْشِ، فَإِنَّهُ عَدَدُ إِنْسَانٍ، وَعَدَدُهُ سِتُّمِئَةٍ وَسِتَّةٌ وَسِتُّونَ )) (رؤيا 13: 18). إنّ أحد ألقاب البابا الرسمي هو : ( VICARIUS FILIE DEI )، أي نائب المسيح أو نائب ابن يهوه. هذه الكلمات المنقوشة على تاج البابا. هذا اللقب هو في حدّ ذاته تجديف يرفعه فوق الروح القدس الذي هو نائب المسيح على الأرض بحقّ ويشهد له (يوحنا 12:16-15؛ 26:14؛ رومية 26:8).
إنّ حروف اللغة اللاتينيّة لها قيمة عددية والبعض قيمته العددية تساوي صفراً. وإذا كتبنا القيمة أسفل الحروف ثم نجمعها نصل إلى المطلوب.
ومن العجيب أنّ هذا اللقب الذي أعطي للحبر الأعظم مترجم إلى اللغة العبرّية وهي تختلف تماماً عن اللغة اللاتينيّة في الحروف والقيمة العددية ولكنّ الاسم العبراني يجمع 666 أيضاً والأدهى من ذلك فاسمه المترجم إلى اليونانية قيمته العددية 666 كذلك.
|
V |
=5= |
I |
1= | |
C |
100= | |
A |
0= | |
R |
0= | |
I |
1= | |
U |
5= | |
S |
0= | |
|
| |
F |
0= | |
I |
1= | |
L |
50= | |
كان حرف الـ U والـ V في الأصل حرفاً واحداً، ولهما نفس القيمة العددية. |
I |
1= |
I |
1= | |
|
| |
D |
500= | |
E |
0= | |
I |
1= | |
|
666 |