ودستور يهوه هو ناموسه المقدّس الأزلي يعكس صورة مُشرّعه ويُدلي بجلاءٍ عن أخلاقه وصفاته. وحيث أنّ يهوه صالح منزّه في كلّ أعماله وأفكاره ونواياه فناموسه كذلك، لا يرقى إليه النقص ولا تشوبه شائبة. فذاك الذي أشفق على الأجناد السماويّة الساقطة وأتاح لهم المجال للرجوع عن غيّهم وحيدانهم دهورا لا يعلم إلاّهُ مداها، كيف لا يمهل البشر الذين صنعتهم يمينه على شبهه ومثاله؟ ولناموس يهوه أو دستوره المقدّس سمات هي صفات وصاياه اللازمة للحياة لزوم الغذاء والماء والهواء.
وهذه السمات الجوهرية لها:
1- مصداقيتها: هي مشيئة السماء. (( حينئذ قلت هنذا جئت. بدرج الكتاب مكتوب عنّي. أن أفعل مشيئتك يا إلهي سررت وشريعتك في وسط أحشائي )) مزمور40: 7، 8. فإن كانت مسرّة السيد ياهوشوه هي أن يفعل مشيئة الآب، أفلا يجدر بنا أن نفعل نحن مشيئة الآب والابن كليهما؟!
(( يهوه قد سرّ من أجلّ برّه. يعظّم الشريعة ويكرمها )) إشعياء21:42 لهذا عندما قصّر الجنس البشري في إكرام الشريعة وتعدّى عليها، أدّى إكرام السيد ياهوشوه لهذه الشريعة إلى معاناته وآلامه على الصليب وكأنّه بذلك يقول لنا في عتاب رقيق … لو أنّكم توانيتم في إكرام الشريعة لما أكرمتموني وتسبّبتم في صلبي مجدّداً.
2- سنحتها: هي شريعة غرّاء. (( كلّ وصاياك أمانة )) مزمور86:119. (( بارّ أنت يا يهوه وأحكامك مستقيمة. عدلاً أمرت بشهاداتك وحقاً إلى الغاية )) مزمور119: 137، 138. حيث أنّ يهوه عادل ومستقيم لابد أن يكون دستوره عادلاً مستقيماً كذلك لكي يكون ميزان حقّ يزن بالأمانة، لا يضير أحداً. ينصف ولا يجحف، يصون ولا يخون، يشدّد ويحدّد ولكنّه لا يهدّد فقد سطّرته يدُُ أمينة وفاض به قلب محبّ رؤوف رحيم يسعى لإسعاد رعاياه.
3- مكانتها: هي قوانين عصماء. (( عدلك عدل إلى الدهر وشريعتك حقّ )) مزمور142:119. (( ضيقٌ وشدّة أصاباني أمّا وصاياك فهي لذّتي. عادلة شهاداتك إلى الدهر فهّمني فأحيا )) مزمور119: 134، 144. من صفات الحكومات الناجحة برلمانيّاً هي نزاهة قوانينها التي ترعى مصالح شعوبها وتضمن لهم السعادة والهناءة وحكومة يهوه هي أقصى مراتب النزاهة والتجرّد حبّاً في رعاياها التي تسخّر لهم كنوز النعمة الفياضة لتنيلهم السعادة الأبدية.
4- صفتها: هي كمال وارتقاء. (( ناموس يهوهّ كامل يردّ النفس. شهادات يهوهّ صادقة تصيرّ الجاهل حكيماً. وصايا يهوهّ مستقيمة تفرّح القلب.أمر يهوهّ طاهر ينير العينين )) مزمور19: 7، 8. إنّ ناموس يهوه كامل كيهوه نفسه؛ وهو صورة أخلاق صانعه ومشرّعه. المحبّة والبرّ لحمته حتّى ينسج الخالق الماهر كمال الخُلق على نوله وعلى نمط كمال المسيح (( الذي لم يفعل خطيّة ولا وجد في فمه مكر )) 1بطرس22:2. وعندما نؤمن نتبرّر في لحظة؛ ثمّ ننمو في القداسة ببرّ المسيح ونلبس ثوب برّه بعد أن ينزع عنّا ثوب الخطيّة والعار.
5- قوّتها: هي آيات وآلاء. عندما كان تابوت العهد الذي يحوي ناموس الخالق المقدّس يسير أمام جيوش العبرانيين، كان دائماً النصر حليفهم إن هم سمعوا لصوت يهوهّ وأنصتوا إلى أوامره وأطاعوا وصاياه. ولقد ظهرت قوّة ناموس الخالق المقدّس عندما جنحت العربة التي عليها التابوت فخاف عزّة أن يسقط التابوت على الأرض، ولمّا لمس التابوت الذي لا يحقّ لأحد غير سبط لاوي أن يمسّه سقط ميّتاً في الحال … فكم وكم من يستخفّ بناموس الخالق ويهمل في طاعته؟
6- هوّيتها: هي بطاقة انتماء. (( فالآن إن سمعتم لصوتي وحفظتم عهدي تكونون لي خاصّة من بين جميع الشعوب. فإنّ لي كلّ الأرض وأنتم تكونون لي مملكة كهنة وأمّة مقدّسة )) خروج19: 5: 6
كان على شعب يهوه قديماً أن يفرز نفسه من بين الأمم المجاورة الوثنية بتمسّكهم بوصايا يهوه وبختان كلّ ذكر. وقد ردّد الشعب قبوله وانصياعه للعهد المقدّس الذي قطعه يهوهّ معهم على جبل حوريب (( فأجاب جميع الشعب معاً وقالوا كلّ ما تكلم به يهوه نفعل )) خروج8:19. وأوصاهم يهوه بأن يعلّموا وصاياه لأولادهم ويكتبوها على قوائم أبوابهم. (( وأعطيهم قلباً واحداً، وأجعل في داخلهم روحاً جديداً، وأنزع قلب الحجر من لحمهم وأعطيهم قلب لحم، لكي يسلكوا في فرائضي ويحفظوا أحكامي ويعلموا بها، ويكونوا لي شعباً، فأنا أكون لهم إلهاً )) حزقيال11: 19، 20. ومتى حصل خاصّة يهوه على قلوب لحمّية، يكتب يهوه ناموسه المقدس في عهد جديد على صفحات قلوبهم. (( لأنّ هذا هو العهد الذي أعهده مع بيت اسرائيل بعد تلك الأيام، يقول يهوه: أجعل نواميسي في أذهانهم، وأكتبها على قلوبهم، وأنا أكون لهم إلهاً وهم يكونون لي شعباً )) عبرانيين10:8.
7- دلالتها: هي دليل وفاء. الطــاعة هي دلـيل الإيـمان فقد جــاء في يعقـوب 2: 17، 18(( هكذا الإيمان أيضاً إن لم يكن له أعمال ميّت في ذاته. لكن يقول قائل أنت لك إيمان وأنا لي أعمال. أرني إيمانك بدون أعمالك وأنا أريك بأعمالي إيماني )). ولقد أكدّ ياهوشوه ذلك بقوله (( إن كنتم تحبّونني فاحفظوا وصاياي )) يوحنا15:14. ودليل الطاعة هو حفظ يوم السبت مقدّساً (يوم السبت يُحفظ بحسب تقويم الخالق، وهو تقويم شمسي قمري، يتحدد فيه السبت بحسب الهلال القمري الذي يعين رأس الشهر وبالتالي سبوت الشهر الأربعة) لأنّ ذلك يتطلّب منّا تضحية إذ أن حفظه سيتعارض مع قوانين المجتمع الصارمة والتي تستوجب العمل في يوم السبت والدراسة والامتحانات .. فالسبت محكّ اختبار للأمناء الحقيقيّين الذين يثبتون إلى المنتهى بأمانة لكلّ مبادئهم.
8- صنعتها: هي بوتقة للنقاء. ((لأنّه مثل نار الممحصّ، ومثل أشنان القصّار. فيجلس ممحّصاً ومنقياً للفضّـة. فينقّي بني لاوي ويصفّيهم كالذهب والفضّة، ليكونوا مقرّبين ليهوه، تقدمةً بالبرّ)) ملاخي3: 2، 3.
والبرّ يأتي نتيجة تسليم أنفسنا لقيادة الروح القدس وطاعة وصايا يهوه، وذلك لأنّ ناموس يهوهّ روحي يحارب ميول الجسد والخطيّة رومية14:7. وكوننا نسـلك حسـب الـروح فإننا سنثمر ثـمار الـروح وهي ((محبّة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفّف. ضدّ أمثال هذه ليس ناموس )) غلاطية 5: 22، 23.
9- كفايتها: هي تحرير الأسراء. يظهر في إجابة ياهوشوه على تساؤلات اليهود إيضاحٌ جميل لمعنى التحرّر إذ قال (( … إنّ كلّ من يعمل الخطيّة هو عبد للخطيّة. والعبد لا يبقى في البيت إلى الأبد، أمّا الابن فيبقى إلى الأبد. فإن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً )) يوحنا34:8-36. والدرس المستفاد هنا أنّ يهوشوه قد حرّرنا من كسر الناموس، وليس من الناموس نفسه. فالوصايا هي قانون، والخارج عن القانون لا يتحرّر بل على النقيض يدخل السجن؛ فإنّ الخطيّة هي التعدّي على ناموس الخالق الأدبي. فإذا توهّمنا بأنّ دم المسيح قد أعفانا من طاعة الوصايا فقد فشل في حربه الروحيّة ضدّ الشيطان ولم يعدّ بعدُ يصلح لأن يكون مخلصاً.
10- طاعتها: هي إزكاء للرجاء. يدون آخر أسفار الوحي (( الرؤيا )) إعلان يهوشوه بنفسه عن مجيئه الثاني الذي هو رجاء المؤمنين المبارك قائلاً: (( وها أنا آتي سريعاً وأجرتي معي لأجازي كلّ واحد كما يكون عمله. أنا الألف والياء. البداية والنهاية. الأول والآخر. طوبى للذين يصنعون وصاياه )) رؤيا12:22-14. وما دام الجزاء مربوطاً بطاعة الخالق في الانصياع لمطاليب وصاياه المقدّسة، إذن فالحرمان من الحياة الأبدية سيكون نتيجة طبيعيّة للعصيان والتمرّد على دستور يهوه الأبدي.
11- عصمتها: هي مروءة وإباء. إنّ ما تحضّ عليه الوصايا من عمل الصلاح وما تنهى عنه من عمل الطلاح، يوعز به روح يهوه القدوس الساكن في خائفيه؛ فيبكّت على الخطيّة، ويرشد إلى السلوك السويّ؛ فتكون الوصايا له بمثابة منذر بالخطر من جرّاء الخروج من الأرض المقدّسة التي يهيمن عليها الروح القدس والولوج في الأرض المنجسّة بأفكار الشيطان وأدران الخطيّة؛ فيكون لسان حال المؤمن الأمين: (( كيف أصنع هذا الشرّ العظيم وأخطيء إلى يهوه )) تكوين 9:39.
12- رؤيتها: هي مرآة وصفاء. في مشادّة مع الناموسيّين وجّه بولس الرسول سؤالاً إليهم باستنكار قائلاً: (( فماذا نقول؟ هل الناموس خطيّة؟ حاشاَ. بل لم أعرف الخطيّة إلاّ بالناموس )) رومية7:7.
فهل إذاً نظرت نفسك في المرآة ووجدت شعرك منكوشاً ولاحظت وجود وسخ على جبينك، تلوم المرآة في ذلك. هل تسبّبت المرآة في تشويه طلعتك؟! ألا تهب وتغسل وجهك وتمشّط شعرك حتى يكون مظهرك لائقاً؟ وهل إذا دفنت رأسك في الرمال، كما يدّعون للنعامة، تنجو من الخطر المقبل؟ ألا ينبغي أن تواجه أخطاءك وتصحّح أوضاعك؟! انظر كيف تساعدك هذه المرآة الإلهيّة في الصيرورة مثل المسيح ((وأمّا يهوه فهو الروح وحيث روح يهوه هناك حرّية. ونحن جميعاً ناظرين مجد يهوه بوجه مكشوف كما في مرآة نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من يهوه الروح )) 2 كورنثوس3: 17، 18. لقد حمانا يهوه، من فرط محبّته، من خطورة رؤيته مباشرة، فأرسل لنا روحه القدوس الذي يمكث في داخلنا طالما أطعنا وصاياه وسلكنا بالروح، كما سلك ذاك في جدّة الحياة، فلا بدّ نتغيّر بفعل قوّة نعمته التي تمكنّنا من طاعة وصاياه لنشابه صورة شقيقنا الأكبر ياهوشوه المسيح.
13- حمايتها: هي سياج ووقاء. (( في ذلك اليوم يُغنَّي بهذه الأغنية في أرض يهوذا. لنا مدينة قويّة. يجعل الخلاص أسواراً ومترسة. افتحوا الأبواب لتدخل الأمة البارة الحافظة الأمانة ذو الرأي الممكّن تحفظه سالماً سالماً لأنه عليك متوكّل )) إشعياء1:26-3. المسيح هو الباب الذي يدخل منه القطيع إلى الحظيرة سالماً طالماً يحفظ الأمانة ويطيع الوصايا. ويكفي التعدّي على وصية واحدة من هذا السياج فتحدث ثغرة ينفذ منها الأسد المزمجر إبليس طالباً من يبتلعه. ولكنّنا نظل في أمان من الخطر كلّما حافظنا على سلامة ذلك السياج ومتانته ووحدته: (( فمن حفظ كلّ الناموس وإنّما عثر في واحدة فقد صار مجرماً في الكلّ )) يعقوب10:2.
14- براءتها: هي دستور أتقياء. إنّ عبيد الخالق الطائعين يسيرون وفق تعاليمه ووصاياه المقدّسة، فهي دستور حياتهم، وبوصلة وجهتهم الأبدية. ولنا مثال مشرّف في سلوك يوسف عندما جرّبه الشيطان بحيلة امرأة فوطيفار مقدماً له كلّ المغريات، بالترغيب في المنصب والمجد، وبالترهيب بالحبس والجلد .. ومع أنّ كسر هذه الوصيّة يعتبر ضدّ إنسان لأنّ وصيّة ((لا تزنِ)) مدوّنة على اللوح الثاني من الوصايا العشر، إلاّ أنّ أمانة يوسف اعتبرت هذا التعدّي خطأً ضدّ العليّ القدّوس. لذا أعلن الشابّ العفيف موقفه قائلاً (( فكيف أفعل هذا الشرّ العظيم وأخطيء إلى يهوه )) تكوين9:39.
15- هدايتها: هي سراج وضياء. (( سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي )) مزمور105:119. وأيضا (( لأنّ الوصيّة مصباح والشريعة نور وتوبيخات الأدب طريق الحياة )) أمثال23:6. معطي الشريعة يُدعى (( شمس البر )) و (( كوكب الصبح المنير )) لا بل و (( نور العالم )) هذا هو كلمة يهوه المتجسد، وكلمته المكتوبة تنير لنا الطريق السويّ الذي يجب أن نسلك فيه فلا نتعثّر في حبائل الشيطان وأشراك خداعه الماكرة.
16- غايتها: هي تزكية وإبراء. وردّاً على سؤال صاحب المزامير القائل (( بمَ يزكيّ الشاب طريقه؟ )) مزمور9:119. تأتي الإجابة من ذات الآية فيكمل الوحي قوله (( بحفظه إيّاه حسب كلامك )) ومن يريد أن يفلت من الدينونة ويُزكّي، يجب أن يحيا بحسب إرادة يهوه المرضيّة الكاملة (( إذاً لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يهوشوه السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح )) رومية1:8.
17- سمتها: هي لهج الأمناء. إنّ لسان حال أولاد يهوه دائماً يقول: (( بوصاياك ألهج وألاحظ سبلك. بفرائضك أتلذّذ. لا أنسى كلامك )) مزمور15:119. فحياة المؤمن الأمين لا تستقيم ولا يكون لها طعم بدون طاعة لوصايا يهوهّ الكاملة، إذ أنّه لا يحسّ بسلام مع الخالق حتى يأخذ القرار الحتمي بأن تبقى حياته نقية، طاهرة، خالصة لخالقه وفاديه. عبادتنا وصلواتنا وتسبيحنا لا يقيم الخالق لها وزناً إن لم نشفعها بطاعة إيمانيّة ، حينئذ تصبح عبادة يهوه هواية وغواية ليس فيها جبرٌ أو قسرٌ، وعندئذٍ فقط تثمر عبادتنا للملكوت.
18- قدرتها: هي غذاء وإرواء. لقد نبس ياهوشوه لتلاميذه بسرّ البركة الذي يتوخّاه التقليديّون في سرّ الأفخارستيا أو التحويل كما يتوهّمون، قائلاً :(( .. خذوا كلوا هذا هو جسدي ثم أخذ الكأس وشكر وأعطاهم فشربوا منها كلّهم )) مرقس 14: 22، 23؛ وفي يوحنا6: 54، 55. (( من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير لأنّ جسدي مأكل حقّ ودمي مشرب حقّ )). إذن فقد فسرّ ياهوشوه بكلّ وضوح فاعليّة دراسة كلمته والتغذّي عليها ففي ذلك الثبات في الحقّ، وفيه الشبع والارتواء. وما أبلغ ردّ المخلص على تجربة ابليس له قائلاً: (( إن كنت ابن يهوه فقل لهذه الحجارة أن تصير خبزاً، فقال له يهوشوه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكلّ كلمة تخرج من فم يهوه )) لوقا4:4.
19- سعتها: هي تقوى وأداء. إنّ واجب الإنسان في هذه الحياة هو أن يخاف الخالق ويتّقيه ويطيع أوامره (( فلنسمع ختام الأمر كلّه. اتّق يهوه واحفظ وصاياه لأنّ هذا هو الإنسان كلّه )) جامعة 13:12. ونصح الرسول بطرس المؤمنين قائلاً: (( فسيروا زمان غربتكم بخوف )) 1بطرس17:1. إن كنّا نخاف يهوه ونوقّره ونتّقيه، نحفظ وصاياه عملياً ونسير في إثر خطوات ياهوشوه متّخذينه مثالاً، نسلك كما سلك ذاك في حياة تكريس له وحده.
20- سطوتها: هي دينونة وقضاء. لقد أحسّ داود النبيّ بعدالة يهوه في قصاصه وتأديبه له على ذنبه العظيم فقال: (( قد علمت يا يهوه أنّ أحكامك عدل وبالحقّ أذللتني )) مزمور75:119. ولقد تحقّق يعقوب أخـو السيد يهوشوه المسيح من سـلطان الوصايا وسطـوتها على المعتدين المتعدّين عندما قال: (( هكذا تكلّموا وهكذا افعلوا كعتيدين أن تحاكموا بناموس الحرّية )) يعقوب12:2.
ومع هذا فهناك الجانب الإيجابي من قضاء الوصايا وهو الثواب. اقرأ عنه في مزمور 9:19-11 (( أحكام يهوهّ حقّ عادلة كلّها. أشهى من الذهب والإبريز الكثير، وأحلى من العسل وقطر الشهاد. أيضاً عبدك يحذّر بها، وفي حفظها ثواب عظيم )). إنه لقول حكيم الذي يقول .. "ابن الطاعة تحلّ عليه البركة"، فهلاّ عزمنا على الحصول عليها بالطاعة!