تخيّل أنّك علمت ذات يوم أنّ المنطقة التي تسكنها ملوّثة. فقد قام مجهول خلسة بإلقاء نفايات سامّة فيها ممّا عرّض حياة السكّان للخطر. فماذا تفعل في وضع مماثل؟ لا شكّ أنّك ستغادر المنطقة إن أمكنك ذلك. ولكن حتى لو هربت، فلا يمكنك أن تهرب من السؤال: "هل تعرّضت لتأثير هذه النفايات السامّة؟".
نواجه اليوم وضعًا مشابهًا بسبب الدين الباطل. فالكتاب المقدّس يعلّم أنّ العبادة الباطلة ملوّثة بتعاليم وممارسات نجسة (2 كورنثوس 6: 17)، لذلك فمن الضوروي أن نخرج من (بابل العظيمة) أمّ الدين الباطل. فهل خرجت منها فعلاً؟ [للمزيد من الدراسة حول بابل، برجاء النقر هنا]...إذًا فقد فعلت الصواب. ولكن لا يكفي أن تترك الدين الباطل أو تسحب عضويّتك من كيانات الدين الباطل، لكن حتى بعد خروجك من بابل الروحية، عليك أن تسأل نفسك: "هل هناك بعد أيّة آثار من العبادة الباطلة ما تزال عالقة بي؟"
من الأمور التي يمكن من خلالها للدين الباطل أن يلوّث عبادة الإنسان هي من خلال الأعياد الشائعة، والتي سنتطرّق إلى مثال عنها: عيد الميلاد (أو الكريسماس). تحتفل بهذا العيد معظم الطوائف المدعوّة مسيحية. ولكنّ دراسة متأنّية للكتاب المقدس ولشهادة التاريخ تثبت أنّ:
آ) ولادة المسيح لم تحدث في الشتاء.
ب) عيد الميلاد (الكريسماس) مرتبط بجذور وثنية لا يمكن التغاضي عنها.
ولنبدأ بعرض الأدلة:
1) ما من دليل يُظهر أنّ تلاميذ المسيح في القرن الأول كانوا يحتلفون بهذا العيد:
يذكر كتاب "الجذور الدينية للخفايا المعيقة" (بالإنكليزية): ("طوال قرنين بعد ولادة المسيح، ما كان يعرف بالتحديد تاريخ مولده, وقلّة من الناس اهتمّوا بمعرفة هذا التاريخ". حتى لو عرف تلاميذ المسيح تاريخ ولادته، ما كانوا ليحتلفو به. والسبب؟ لأنّ المسيحيين الأوّلين، كما توضح دائرة معارف الكتاب العالمي (بالإنكليزية) "اعتبروا الاحتفال بولادة أي شخص عادة وثنية").
2) موقف الكتاب المقدس من أن يحتفل الإنسان بعيد ميلاده:
لا يذكر الكتاب المقدّس أحًدا احتفل بعيد ميلاده سوى حاكمَين لا يعبدان يهوه، الإله الحقيقي، وهما فرعون (تكوين 40: 20) وهيرودوس (مرقس 6: 21). كما كانت الاحتفالات بأيّام الميلاد تقام تكريمًا لآلهة وثنية. على سبيل المثال، كان الرومان يعيّدون في 24 أيّار/ مايو احتفالا بميلاد الإلهة ديانا. وفي اليوم التالي، كانوا يحتلفون بعيد مولد إله الشمس أبولّو. وهكذا يتّضح أنّ الاحتفال بأيام الميلاد كان يرتبط بالوثنية لا بالمسيحية.
3) إسهاب الكتاب المقدس في التركيز على موعد موت المسيح، لا على تاريخ ميلاده:
فبينما يخبرنا الكتاب المقدس متى وُلد يهوشوه المسيح، لكنّه لم يحدّد وقت ميلاده. فهناك الكثير من التفاصيل الزمنية التي تحيط حدث الصلب، فقد حدث الصلب في اليوم الرابع عشر من الشهر الأول [الفيديو التالي يعالج هذه النقطة، انقر هنا]. أمّا فيما يتعلق بتاريخ الولادة، فكلّ الأدلّة الزمنية المحيطة بهذا الحدث لا تتوافق مع كونه قد حصل في الشتاء. وصحيح أنّ كلمة يهوه تخبرنا بدقّة متى مات يهوشوه. لكنّها تزودنا بالقليل من التفاصيل حول تاريخ ولادته، مما يذكرنا بكلمات الملك سليمان: "اَلصِّيتُ خَيْرٌ مِنَ الدُّهْنِ الطَّيِّبِ، وَيَوْمُ الْمَمَاتِ خَيْرٌ مِنْ يَوْمِ الْوِلاَدَةِ" (جامعة 7: 1). فلا عجب، إذًا، أن يخبرنا الكتاب المقدس الكثير عن خدمة يهوشوه وموته، ولا يورد إلا القليل عن تاريخ ولادته.
4) أدلّة من الكتاب المقدس لا تنسجم مع توقيت عيد الميلاد كما يُحتفل به اليوم:
أولا: الاكتتاب الأوّل الذي أصدره أغسطس قيصر في أيّام ولادة المسيح (لوقا 2: 1، 3): "وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ صَدَرَ أَمْرٌ مِنْ أُوغُسْطُسَ قَيْصَرَ بِأَنْ يُكْتَتَبَ كُلُّ الْمَسْكُونَةِ... فَذَهَبَ الْجَمِيعُ لِيُكْتَتَبُوا، كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَدِينَتِهِ". وبسبب هذا القرار صعد يوسف ومريم إلى بيت لحم، مسقط رأسه. من المستبعد أن يكون قد نُفّذ هذا القرار في الشتاء لصعوبة السفر أثناء الطقس البارد وهطول الأمطار الغزيرة، حتى أنّ المسيح نفسه طلب من أتباعه الأمناء في الجيل الأخير الذي يسبق النهاية، أن يصلوا لكي لا يكون هربهم في شتاء، إذ قال: "وَصَلُّوا لِكَيْ لاَ يَكُونَ هَرَبُكُمْ فِي شِتَاءٍ وَلاَ فِي سَبْتٍ" (متى 24: 20).
ثانيًا حالة الطقس في كانون الأول (ديسمبر) في بيت لحم، مسقط رأس يهوشوه. ففي شهر كِسلو بحسب التقويم اليهودي (تشرين الثاني/نوفمبر، كانون الاول/ ديسمبر)، يكون الطقس باردًا وماطرًا. أمّا في الشهر الذي يليه، أي شهر طيبيت (كانون الأول، ديسمر /كانون الثاني، يناير)، فتصل الحرارة إلى أدنى درجاتها خلال السنة. كما يتساقط الثلج أحيانا على المرتفعات. وماذا يقول الكتاب المقدس عن المناخ في تلك المنطقة؟
يخبرنا عزرا، أحد كتبة الكتاب المقدّس أنّ كِسلو شهر بارد وماطر. فبعد أنّ ذكر أنّ حشدًا من الناس تجمّعوا في أورشليم "...في الشهر التاسع [كسلو].."، قال أيضا: "وَجَلَسَ جَمِيعُ الشَّعْبِ فِي سَاحَةِ بَيْتِ...[يهوه] مُرْتَعِدِينَ مِنَ الأَمْرِ وَمِنَ الأَمْطَارِ". كما قال الناس المجتمعون أنفسهم عن الطقس في تلك الفترة من السنة: "وَالْوَقْتَ وَقْتُ أَمْطَارٍ، وَلاَ طَاقَةَ لَنَا عَلَى الْوُقُوفِ فِي الْخَارِجِ" (عزرا 10: 9، 13، إرميا 36: 22). فمن الطبيعي أن يحرص الرعاة في تلك المنطقة ألا يبقوا هم أو قطعانهم في العراء أثناء الليل في الشهر التاسع (كانون الأول/ديسمبر).
لكنّ
الكتاب المقدس يذكر أنّ الرعاة كانوا في الحقول يعتنون بقطعانهم في الليلة التي وُلد
فيها يهوشوه. فلوقا، أحد كتبة الكتّاب المقدّس، يُظهر أنّ الرعاة كانوا يحرسون
قطعانهم في الليل: "وَكَانَ فِي تِلْكَ
الْكُورَةِ رُعَاةٌ مُتَبَدِّينَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ اللَّيْلِ عَلَى
رَعِيَّتِهِمْ"
قرب بيت لحم (لوقا 2: 8- 12). هل لاحظت أنّه قال أنّ الرعاة كانوا ساهرين على قطعانهم
في الحقول أثناء الليل. فهل يتلاءم هذا الوصف مع الطقس البارد والماطر في بيت لحم خلال
شهر كانون الأول؟ كلا بالتأكيد. وهكذا فإنّ الظروف المحيطة بولادة يهوشوه تشير إلى
أنّه لم يولد في كانون الأول.
5) هنالك سبب آخر يدفعنا إلى القول أنّ المسيحيين في القرن الأوّل لم يحتلفوا بميلاد المسيح.
فقد أدرك التلاميذ على الأرجح أنّ الاحتفال بأيّام الميلاد يرتبط بالمعتقدات الخرافية. مثلا، كان العديد من اليونانيين والرومانيين قديمًا يعتقدون أنّ روحًا تحضر ولادة كلّ إنسان وتحميه طوال حياته. يذكر كتاب حكاية "أيّام الميلاد": "هذه الروح لها علاقة خفيّة بالإله الذي في يوم ميلاده وُلد الفرد". ومن المؤكد أنّ يهوه لا يرضى عن ايّ احتفال يربط يهوشوه بالمعتقدات الخرافية (إش 65: 11، 12).
6) افتقار الاحتفال بعيد الميلاد على أساس عقائدي من الكتاب المقدس.
فلا نقرأ أنّ المسيح أو أيّ من التلاميذ قد احتفلوا بهذا العيد، على عكس موقفهم من عيد الفصح أو عيد الفطير أو عيد المظال، التي ذكر الكتاب المقدس صراحة أنّهم احتفلوا بها. فلا توجد آية واحدة في الكتاب المقدس تشجعنا على الاحتفال بعيد ميلاد المسيح. فماذا يعني ذلك؟ لو أرادنا المخلّص أن نحتفل بعيد ميلاده أما كان أخبرنا بذلك؟ّ! ألا يحتوي الكتاب المقدس على كل ما نحتاج إلى معرفته للخلاص وللحياة الطاهرة والعبادة النقية التي يرضى عنها الخالق؟ إذا لم يكن منشأ الاحتفال بعيد الميلاد هو الكتاب المقدس، فما هو أصل هذا الاحتفال.
أصل عيد الميلاد
مرّت مئات السنين على مجيء يهوشوه إلى عالمنا هذا قبل أن يبدأ الناس بالاحتفال بعيد ميلاده. وجزء من المسيحيين يحتلفون بهذا الميلاد في كانون الأول (ديسمبر)، وبعضهم في كانون الثاني (يناير)، لكنّ يهوشوه لم يولد في هذا التاريخ ولا في ذاك. فلماذا يُحتفل بعيد الميلاد في هذا التاريخ بعينه؟
من المرجّح أنّ بعض الذين ادّعوا لاحقًا الإيمان بالمسيح "أرادوا أن يتزامن التاريخ...[أي تاريخ عيد الميلاد] مع العيد الروماني الوثني الذي يسم مولد الشمس التي لا تُقهر". (دائرة المعارف البريطانية الجديدة). ففي فصل الشتاء حين تكون الشمس ضعيقة، كان الوثنيون بطقوسهم يبتهلون إلى الشمس، مصدر الدفء والنور، لتعود من أسفارها البعيدة. وكانوا يعتقدون أنّ الشمس تبدأ بالعودة في الخامس والعشرين من كانون الأول. وفي محاولة لهداية الوثنيين، تبنّى القادة الدينيّون هذا الاحتفال وصبغون بصبغة "مسيحية".
كما ساهم أيضا عيد الإله زحل في اختيار الخامس والعشرين من كانون الأول تاريخًا للاحتفال بعيد ميلاد المسيح, كان هذا العيد الذي يكرّم إله الزراعة، عيد الرومان يُقام بين 17 و 24 كانون الأول (ديسمبر). وكان الناس في عيد زُحل يتبادلون الهدايا ويُقيمون الولائم والحفلات الصاخبة.
وهناك مصادر أخرى تُرجع أصل هذا العيد إلى عيد مولد العديد من الآلهة الوثنية القديمة السابقة للمسيح والمرتبطة بعبادة الشمس: ميثرا، وإزيس وحورس، وباخوس، وأدونيس، وجوبيتر، وتمّوز وساترن (زحل). فكل هؤلاء كان يُحتفل بأعياد مولدهم في 25 ديسمبر/كانون الأول. كما أنّ الممارسات اللاأخلاقية التي كانت مرتبطة بأعياد ميلاد هذه الآلهة لا تتناسب أبدًا مع حدث ميلاد السيد المسيح. إنّ الاحتفال بعيد الميلاد (الكريسماس) هو، بلا شك، من آثار الدين الباطل وهو مكرهة ليهوه الإله الحقيقي. وكلّ من يرغبون في إرضاء يهوه لا يحتلفون بعيد الميلاد بسبب ارتباطه بالدين الباطل، ولا يحتفلون بأيّ عيد آخر جذوره وثنية.
لقد اعتنقت الكنيسة الكاثوليكية كل مظهر مميّز لمظاهر الأعياد الوثنية، ولم تفلح بإقناع الناس بالعدول عنها، مثل قطع الأشجار الخضراء وتزيينها وتبادل الهدايا والحفلات المرتبطة بالعيد. وقامت الكنيسة الكاثوليكية بالمزج بين الوثنية والمسيحية، فبدلا من الاحتفال بزحل أو تمّوز...أصبح الاحتفال الآن بالمسيح. وفي القرن الخامس، أمرت الكنيسة الكاثوليكية بالاحتفال بعيد الميلاد في الخامس والعشرين من شهر ديسمبر/كانون الأول...(راجع Encyclopedia Americana، المجلد 6، ص. 623).
لطالما كان واضحًا أنّ جذور الميلاد وثنية. ففي القرن السابع عشر، حُظر الاحتفال به في إنكلترا وفي بعض مستعمراتها الأميركية لأنّ أصله لا ينسجم مع الكتاب المقدس. وكان كل من يلزم منزله ولا يذهب إلى العمل في ذلك اليوم، يُغرّم بمبلغ من المال. ولكن سرعان ما عادت العادات القديمة إلى الحياة. فأصبح عيد الميلاد من جديد عيدًا مهمًّا، ولا يزال كذلك في العديد من البلدان.
هل أصل الأعياد مهمّ حقّا؟
مع أنّ البعض يقرّون بأنّ أصل بعض الأعياد مثل عيد الميلاد يعود إلى الوثنية، فهم لا يرون أيّ خطأ في الاحتفال بها. فهم يقولون أنّ معظم الناس اليوم لا يفكّرون في أصل العيد الوثني، بل يعتبرونها مجرّد مناسبات تقوّي الروابط بين أفراد الأسرة. هل هذا شعورك أنت أيضا؟
إذا كان الأمر كذلك فإنّ محبّتك لأسرتك لا للدين الباطل هي ما يعيقك عن تأييد العبادة الحقّة. لكنّ يهوه، مؤسّس العائلة، يريدك أن تتمتّع بعلاقة طيّبة مع أقاربك وأسرتك (أفسس 3: 14، 15). وبإمكانك أن تقوّي الروابط الأسريّة بطرائق يرضى عنها يهوه. وفي هذا المجال، يحدّد بولس الرسول ما يجب أن يكون الأهم في حياتنا عندما كتب: "مُخْتَبِرِينَ مَا هُوَ مَرْضِيٌّ عِنْدَ...[يهوه]" (أفسس 5: 10).
لربّما تشعر أنّ أصل الأعياد شيء، والاحتفال
بها اليوم شيء آخر تمامًا. فهل أصل الأعياد مهمّ حقّا؟ نعم بالتأكيد ! ما هو السبب؟
تأمّل في التوضيح التالي: لنفترض أنّك رأيت قطعة سكاكر بين النفايات، فهل تلتقطها وتأكلها؟
طبعا لا، فهي ملوّثة ! وعلى غرار قطعة السكاكر، تبدو الأعياد جذّابة، لكنّ أصلها ملوّث.
وإذا كنّا نرغب فعلا في تأييد العبادة الحقّة، فيجب أن نمتلك النظرة الإلهيّة في سفر
النبي إشعياء: "...لاَ تَمَسُّوا نَجِسًا.
اخْرُجُوا مِنْ وَسَطِهَا" (إشعياء 52: 11)، والتي
كرّرها بولس في 2 كورنثوس 6: 17، "لِذلِكَ اخْرُجُوا مِنْ وَسْطِهِمْ
وَاعْتَزِلُوا، يَقُولُ...[يهوه]. وَلاَ تَمَسُّوا نَجِسًا فَأَقْبَلَكُمْ".
التعامل مع الآخرين بحكمة:
قد تواجه تحديات كبيرة عندما تقرر الامتناع عن الاحتفال بعيد الميلاد. وقد يتساءك زملاؤك في العمل أو أفراد أسرتك، لماذا لا تشارك في بعض النشاطات التي تُقام خلال موسم عيد الميلاد. وقد تتلقى هدية بمناسبة هذا العيد، فهل من الخطأ أن تقبلها؟ وما العمل إذا كان شريك زواجك لا يشاطرك معتقداتك؟ وماذا عن الأولاد؟ ماذا يمكنك أن تفعل كي لا يشعروا بالحرمان بسبب عدم الاحتفال بعيد الميلاد؟
اسأل يهوه، الإله الحقيقي، أن يمنحك روح التمييز لتعرف كيف يجب أن تتصرف في كل حالة بحسب الظروف. فإذا تمنى لك أحدهم عيدًا سعيدًا على سبيل المجاملة، يمكنك ببساطة أن تشكره. ولكن إن كنت تتكلّم مع شخص تعمل معه أو تراه بشكل دائم، فقد ترى من المناسب أن تخبره عن رأيك في مسألة أصول عيد الميلاد أو غيره من الأعياد الوثنية الأصل. ولكن بكل الحالات، يجب أن تتصرّف بلباقة. ينصح الكتاب المقدس: "لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ كُلَّ حِينٍ بِنِعْمَةٍ، مُصْلَحًا بِمِلْحٍ، لِتَعْلَمُوا كَيْفَ يَجِبُ أَنْ تُجَاوِبُوا كُلَّ وَاحِدٍ" (كولوسي 4: 6). انتبه لئلا تسيء إلى الآخرين، واشرح لهم موقفك بلباقة. أوضح لهم أنّك لا تعارض تبادل الهدايا والتجمّعات، ولكن تفضل المشاركة في هكذا نشاطات في ظروف أخرى لا تتعارض مع العبادة الحقّة.
وإذا قدّم لك أحدهم هديّة، يعتمد ردّ فعلك على الموقف. فقد يقول مقدّم الهديّة: "أنا أعلم أنّك لا تحتفل بهذا العيد، لكنني أرغب أن أقدّم لك هذه الهديّة". في مثل هذه الحالة، قد ترى أنّ قبولك للهديّة لا يعني أنّك تشارك في العيد. وإذا كان مقدّم الهديّة لا يعرف شيئًا عن معتقداتك، فبإمكانك أن تخبره أنّك لا تحتلف بالعيد. فقد يوضّح له ذلك سبب عدم قبولك لهديّته، ولكنّك لا تبادله الهدية بهدية مقابلة في هذه المناسبة. ولكن من الحكمة أحيانا عدم قبول الهدية إذا كان واضحا أنّ مقدّمها يلمّح إلى أنّك لا تلتزم بمعتقداتك أو أنّك مستعدّ للمسايرة بغية تأمين مصالحك الشخصية.
كيفية التعامل مع أفراد الأسرة
كيف يجب أن تتصرّف إن لم يشاطرك أفراد العائلة معتقداتك؟ عليك باللباقة. في نفس الوقت، تجنّب أيّ تصرّف قد يجعلك تشارك في العيد، وفي الوقت نفسه كن منطقيّا في تحديد المسائل التي تعتبر حقّا جزءا من العيد. واحرص دوما على المحافظة على ضمير صالح (1 تيموثاوس 1: 18، 19).
وماذا يمكنك أن تعمل لكي لا يشعر أولادك بالحرمان بسبب عدم احتفالهم بهذا العيد أو غيره من الأعياد التي تخالف الكتاب المقدّس؟ إنّ ما تفعله في باقي أوقات السنة هو عامل أساسي في هذه المسألة. فبعض الوالدين يقدّمون دومًا الهدايا لأولادهم خلال السنة. وإحدى أفضل الهدايا التي يمكنك أن تقدّمها لأولادك هي وقتك واهتمامك الحبّي. كما يمكنك تقديم هدايا بسيطة لأولادك في أعياد يهوه بشكل خاص [خاصّة عيد المظال، للمزيد من الدراسة حول هذا الموضوع برجاء النقر هنا].
إتْبَع العبادة الحقّة
إن كنت ترغب في إرضاء يهوه، فعليك أن تنبذ العبادة الباطلة وتؤيّد العبادة الحقّة. وماذا يشمل تأييد العبادة الحقّة؟ يقول الكتاب المقدس: "وَلْنُلاَحِظْ بَعْضُنَا بَعْضًا لِلتَّحْرِيضِ عَلَى الْمَحَبَّةِ وَالأَعْمَالِ الْحَسَنَةِ، غَيْرَ تَارِكِينَ اجْتِمَاعَنَا كَمَا لِقَوْمٍ عَادَةٌ، بَلْ وَاعِظِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا، وَبِالأَكْثَرِ عَلَى قَدْرِ مَا تَرَوْنَ الْيَوْمَ يَقْرُبُ" (عبرانيين 10: 24، 25). نعم، إنّ الاجتماعات المسيحية هي مناسبات سعيدة لتعبد يهوه بالطريقة التي يرضى عنها (مزمور 22: 22و 122: 1).
كما يمكنك أن تأيّد العبادة الحقّة من خلال مشاركة ما تعلّمته في هذه المقالة مع غيرك. فهناك العديد من الناس الذين يئنّون ويتنهّدون بسبب العادات الوثنية التي تسرّبت إلى إيمان المسيحيّين. ومعاشرتك لهؤلاء الناس المؤمنين الحقيقيين بالكتاب المقدس ستساعدك على أن تتخلص تدريجيّا من أي تعلّق بعادات عيد الميلاد وغيرها من عادات الدين الباطل التي يمكن أن تكون ماتزال في قلبك. وكن على ثقة أنّك إذا أيّدت العبادة الحقّة، فستكون سعيدًا وتنال بركات وافرة من الخالق.