ولو استخدم المخلّص قوّة ألوهيته ليسهّل على نفسه حمل صليب الآلام من
المذود إلى طريق الآلام المؤدي للجلجثة، لكان مُجحفاً بحقوقنا ما دام يطلب
منّا المستحيل. ولكانت قصّته وتجسّده مجرّد تمثيلية هزلية خادعة يضحك بها
على البسطاء والسذّج والبلهاء. وكيف يستخدم قوّته اللامحدودة كإله الكون
ليدفع ثمن خطايا جميع البشر في كل العصور بلا ألم أو معاناة ؟ فالإله لا
يجوع ولا يعطش، ولا ينام ولا يتعب، لا يتألم ولا يموت وهو لا يحتاج إلى
الركوع والصلاة بلجاجة طوال الليل. وهو لا يلجأ إلى الصوم المكرّس أربعين
يوماً، وما كان ليعتمد على إرشاد وتعزية الروح القدس وخدمة الملائكة. ولو
حدث ذلك فعلا فقد انتفت التضحية ولهان عمل الفداء ولا كان هناك جدوى من حمل
الصليب وسفك الدم ولما اعتُبر التعدّي على الوصايا خطيّة البتّة.
لكي يكون الإنسان كاملاً تلبية لدعوة المسيح يهوشوه القائلة: (( فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ )) متى 48:5. ينبغي أن يؤمن بالكمال ويحبّه ويسعى إليه حسبما هو آتٍ:
مخلوق كامل
(( وَجَبَلَ يهوه الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ. وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً )) تكوين 2: 7. يتّضح هنا أن النفس الحيّة هي عبارة عن جسد + روح والروح هي النسمة من عند الخالق. لا كيان لإنسان بدون أحد هذين العنصرين، لذلك فعندما ينفصل الروح عن الجسد، يموت الإنسان ويفقد كيانه كنفس حيّة. وتأمّل قوله في متى 28:10 (( بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنّم )). فلو صحّ اعتقاد البعض بذهاب الجسد الخاطيء إلى جهنّم وحده، فلن يكون هناك حسّ أو عذاب. ولو صحّ اعتقادهم بذهاب الروح إلى الفردوس، فلا يكون لها كيان تحسّ ُ به وتتمتّع بالنعيم في الفردوس كما يتخيّلون. (( إِلَى أَنْ نَنْتَهِيَ جَمِيعُنَا إِلَى وَحْدَانِيَّةِ الإِيمَانِ وَمَعْرِفَةِ ابْنِ يهوه، إِلَى إِنْسَانٍ كَامِل، إِلَى قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ الـمسِيا )) أفسس 13:4.
ناموس كامل
(( نَامُوسُ يهوه كَامِلٌ يَرُدُّ النَّفْسَ. شهادات يهوه صادقة تصيّر الجاهل حكيماً. وَصَايَا يهوه مُسْتَقِيمَةٌ تفرّح القلب )) مزمور 19: 7، 8. وهذا معناه أنّ الناموس يصلح لكل عصر ومصر، هو فرض مُلـزم لكلّ من ينوي أن يدعو باسـم يهوه ليخلص، ولا ينفع أن ننتقي بعض الوصـايا دون الأخرى (( لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِمًا فِي الْكُلِّ )) يعقوب 2: 10.
ويشرح السيد يهوشوه مجمل الوصايا في كلمة "محبة" إذ يقول (( .. تُحِبُّ يهوه إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى والعظمى والثانية مثلها. تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. بِهَاتَيْنِ الْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ النَّامُوسُ كُلُّهُ وَالأَنْبِيَاءُ )) متى 37:22-39.
لا يكفي أن يمتنع عن فعل السلبيات التي ينهى عنها ناموس يهوه الأدبي الملوكي، ناموس الحرّية، بل يتوجب على المؤمن أن يتدّرج في النمو الإيماني بأن يفعل الإيجابيّات فيجول كسيّده يفعل خيراً : (( فَمَنْ يَعْرِفُ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنًا وَلاَ يَعْمَلُ ، فَذلِكَ خَطِيَّةٌ لَهُ )) يعقوب 4: 17.
معمودية كاملة
((فَقَالَ لَهُمْ بُطْرُسُ تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يهوشوه المسيح لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ )) أعمال 38:2. وهنا نجد الخطوة الأولى التي يتحتم على المتقدّم للمعمودية أن يتخذها: وهي التوبة حتى يصير أهلاً لاستلام عطيّة الروح القدس. والخطوة الثانية هي الإيمان (( مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ )) مرقس 16: 16. تلاحظ هنا أنّ الطفل الصغير لا تحسب له خطيّة يلزم التوبة والرجوع عنها، بل أنّ المسيح له المجد قال بأنّه يلزمنا أن نرجع كالأطفال حتّى يتسنّى لنا الدخول إلى ملكوت السموات. والطفل القاصر لا يدرك الأمور الروحية العميقة ولا يستطيع أن يؤمن، ومعموديته قبل الإيمان وقبل التعليم ستسبّب لعنةً لا بركة لوالديه، وكذلك للخادم الذي يجري له المعمودية. لقد أرسل السيد يهوشوه تلاميذه إلى الأمم قائلاً: (( فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِي، وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ )) متى 28: 19، 20. مما سبق نعرف الخطوة الثالثة وهي التلمذة والتعليم قبل إجراء المعمودية (( وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جاء يهوشوه من ناصرة الجليل واعتمد من يوحنا في الأردنّ. وللوقت وهو صاعد من الماء رأى السموات قد انشقّت والروح مثل حمامة نازلاً عليه. وكان صوت من السموات. أنت ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ )) مرقس 9:1-11. من النصين السابقين نرى أنّ فريضة المعمودية يجب أن تُجرى باسم يهوشوه، حتى تكون كاملة. ومن بولس الرسول نتعلّم بأنّ إجراء المعمودية هو بالتغطيس وليس بالرش أو الوشم أو خلافه: (( مدفونين معه في المعمودية التي فيها أيضاً أقمتم معه بإيمان عمل يهوه الذي أقامه من الأموات )) كولوسي 12:2. فالمعمودية تمثل موت ودفن وقيامة السيد يهوشوه هي موتنا عن الخطية ودفنها تحت الماء والولادة الجديدة.
إيمان كامل
(( وَأَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى )) عبرانيين 11: 1. وليس بالعيان كما طلب توما .. فإنّ المعاينة والملامسة هي تصديق وليس إيمان، ولذلك لا ننتظر أن نرى ظهورات واستعلانات حتى نؤمن. (( طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا )) يوحنا 20: 28 . ونجد (( أنّ الإيمان بِدُونِ أَعْمَالِ ميّت )) يعقوب 20:2. فيجب أن ندلّل على إيماننا ونشفعه بالأعمال الإيجابية الصالحة. فما يُحسب هو الإيمان العامل بالمحبّة. فإن كان إيماناً شفويّاً مجرّداً أو سلبيّاً، فهو إيمان شياطين. وإن كان أنانياً مغرضاً بلا محبةً، فهو كإيمان الفرّيسيين. (( لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِمًا فِي الْكُلِّ )) يعقوب 2: 10. و (( كُلُّ مَا لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ فَهُوَ خَطِيَّةٌ )) رومية 14: 23. وكما قال يهوشوه لمرثا .. إن آمنت ترين مجد يهوه، وعلّم هذا الدرس عملياً للجمع عند قبر لعازر قائلاً لهم .. ارفعوا أنتم أولاً الحجر .. حجر الشك والعراقيل التي تعوق تكميل الإيمان. فَرْفَعُوا الْحَجَرَ حيث كان الميّت موضوعاً، ورفع يهوشوه عينيه إلى فوق وقال أَيُّهَا الآبُ ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي ، وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي )) يوحنا 11: 41، 42. لقد بلغ إيمان المخلّص بأبيه السماوي أوج الكمال واليقين.
نموّ كامل
لنا نموذج للنموّ الكامل في حياة يهوشوه الطفل الوديع الطاهر منذ نعومة أظفاره: (( وَأَما يهوهشوه فَكَانَ يَتَقَدَّمُ فِي الْحِكْمَةِ وَالْقَامَةِ وَالنِّعْمَةِ ، عِنْدَ يهوه وَالنَّاسِ )) لوقا 2: 52. فهو نموّ عقلي وجسماني وروحي كامل منجزاً علاقة مثاليّة مع الآب السماوي بطاعة الوصايا الأربع الأولى ومع الناس بطاعة الوصايا الستّ الأخيرة وبالمحبّة يتمّم الناموس. وفي النموّ تعرّف وتقرّب للخالق (( وَلكِنِ انْمُوا فِي النِّعْمَةِ وَفِي مَعْرِفَةِ سيدنا وَمُخَلِّصِنَا يَاهوشوه الْمَسِيا)) 2 بطرس 18:3. وفي معرفة يهوه السلامة والأمان لأنّ (( اَلصِّدِّيقُ كالنخلة يزهو كَالأَرْزِ فِي لُبْنَانَ يَنْمُو )) مزمور 92 : 12. فإن أردت أن تكون كاملاً فردّد بثقة مع الرسول تصميمه على النموّ الروحي المسيحي إذ يقول (( إِذْ أَنَا أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ أَسْعَى نَحْوَ الْغَرَضِ لأَجْلِ جَعَالَةِ دَعْوَةِ يهوه الْعُلْيَا فِي الْمَسِيا يَاهوشوه )) فيلبي 3 : 13، 14.
تكريس كامل
((طوبى للرجل الذي لم يسلك في طريق الأشرار وفي طريق الخطاة لم يقف وفي مجلس المستهزئين لم يجلس لكنّ في ناموس يهوه مسرّته وفي ناموسه يلهج نهاراً وليلاً )) .. فماذا تكون نتيجته التي يجنيها ؟ (( فيكون كشجرة مغروسة عند مجاري المياه التي تعطي ثمرها في أوانه وورقها لا يذبل وكلّ ما يصنعه ينجح )) مزمور 1:1-3. المؤمن المخلص، لسان حاله يقول دائماً (( أنا وما أملك ملك ٌ لخالقي وفاديّ ورهن إشارته لأفعل مشيئته )) كما قالَ وفعلَ سيّده العظيم .. (( أَنْ أَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا إِلهِي سُرِرْتُ وَشَرِيعَتُكَ فِي وَسَطِ أَحْشَائِي )) مزمور 40 :8. فدستور الآب السماوي مسطور على قلبه، وجلّ مسرّته وغبطته في طاعة وصايا أبيه وإتمام قصده في حياته، وغاية إيمانه هو خلاص النفوس.
خلاص كامل
(( فبقسم من القائل له أقسم يهوه ولن يندم أنت كاهن إلى الأبد على رتبة مَلْكِي صَادِقُ. على قدر ذلك قد صار يهوشوه ضامناً لعهد أفضل. وأولئك قد صاروا كهنة كثيرين من أجل منعهم بالموت عن البقاء. وأمّا هذا فمن أجل أنّه يبقى إلى الأبد كَهَنُوتٌ لاَ يَزُولُ. فَمِنْ ثَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضًا إِلَى التَّمَامِ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِهِ إِلَى يهوه، إِذْ هُوَ حَيٌّ فِي كُلِّ حِينٍ لِيَشْفَعَ فِيهِمْ )) عبرانيين 21:7-25. وكما يخلّص السيد يهوشوه الروح، فهو يخلّص الجسد أيضاً لأنّه يخلّص النفس التي تتكون من الجسد والروح معاً (( لأَنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ الْمَسِيا أَيْضًا رَأْسُ الْكَنِيسَةِ وهو مخلص الجسد )) أفسس 23:5. ويهوه قادر أن يزيل كل أدران الشرّ والإثم من حياتنا ويطهّر سجلاتنا بدم ابنه الزكي الثمين. إنّ إلهنا المحبّ يريد الكلّ يخلصون وإلى معرفة الحقّ يقبلون، ومن يأتي إليه لا يخرجه خـارجاً. (( هَا إِنَّ يَدَ يهوه لَمْ تَقْصُـرْ عَنْ أَنْ تُخَلِّـصَ وَلَمْ تَثْقَلْ أُذُنُهُ عَنْ أَنْ تَسْمَعَ )) إشعياء 1:59.
هلاك كامل
(( فَسيَأتِي الْيَوْمُ الـمتَّقِدُ كَالتَّنُّورِ وَكُلُّ الـمسْتَكْبِرِينَ وَكُلُّ فَاعِلِي الشَّرِّ يَكُونُونَ قَشًّا وَيُحْرِقُهُمُ الْيَوْمُ الآتِي قَالَ يهوه إاله الْجُنُودِ فَلاَ يُبْقِي لَهُمْ أَصْلاً وَلاَ فَرْعًا .. وَتَدُوسُونَ الأَشْرَارَ لأَنَّهُمْ يَكُونُونَ رَمَادًا تَحْتَ بُطُونِ أَقْدَامِكُمْ )) ملاخي 4: 1، 3. بما أنّ يهوه هو خالد وقدوس كامل كما يدوّن الوحي (( الْذي وَحده له عَدَمَ مَوْتٍ )) 1 تيموثاوس 16:6. وبما أنّ الإنسان قد أخطأ فهو مائت (( لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ. وَأَمَّا هِبَةُ يهوه فَهِيَ حَياةٌ أَبَدِيَّةٌ بَاٌلْمَسِيا يَاهوشوه سيدنا )) رومية 23:6. الخاطيء لن يسمع صوت البوق عندما يأتي السيد يهوشوه ثانيةً على سحاب المجد، ولن يستيقظ حتى نهاية الألف سنة. أمّا البار فهو الذي سيتغيّر، والمائت يلبس عدم موت، والفاسد يلبس عدم فساد وعندئذٍ فقط يُعطي الحياة الأبدية. (( ماذا تفتكرون على يهوه. هو صانع هلاكاً تاماً .. يؤكلون كالقش اليابس بالكمال )) ناحوم 1: 9، 10. حتى الموت نفسه سيزول لأن الوحي يقول (( آخر عدوّ يبطل هو الموت )) 1 كورنثوس 26:15. الحكم الإلهي على الأشرار هو قضاءٌ مبرمٌ أكيد، لا رجعة عنه، ولا استئناف، ولا حقّ للأشرار في البقاء والخلود.
فردوس كامل
إنّ شهادة الخالق عمّا صنع كما وردت في آخر الاصحاح الأول من سفر التكوين تقول (( وَرَأَى يهوه كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا سَادساً )) تكوين1: 31. زال هذا البهاء والجمال بسبب الخطية وسادت الخطية في الفردوس المفقود؛ ولكن سيأتي زمن ردّ كل شيء، ويعيد الخالق للأرض بهاءها ورونقها، ويضفي عليها مجد لبنان، ويأكل الأسد التبن كالبقر، والنمر يرعى مع الخروف . (( لاَ يُؤْذُونَ وَلاَ يُهْلِكُونَ فِي كُلِّ جَبَلِ قُدْسِي، قَالَ يهوه )) إشعياء 25:65. (( وَيَمْسَحُ يهوه كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ )) رؤيا 4:21. والأهم هو المستوى الروحي لقاطني الملكوت (( وَلكِنَّنَا بِحَسَبِ وَعْدِهِ نَنْتَظِرُ سَمَوَاتٍ جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً يَسْكُنُ فِيهَا الْبِرُّ )) 2 بطرس 13:3. (( بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ مَا أَعَدَّهُ يهوه لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ )) 1 كورنثوس 9:2.
لا يوجد هناك ما ينغّص حياة المؤمن في ملكوت يهوه المجيد. متعة حافلة، وفرح مقيم مستديم، وسعادة غامرة في كنف السيد يهوشوه، وعشرة طاهرة مع أجناد السماء والقديسين. تهاليل فرح وهتافات فرج وانعتاق من أسر الشيطان الذي أوقعنا في مستنقع كدر وجلب علينا الشقاء والعناء. فليتمجد يهوه صانع الخيرات وواهب النعم الذي أحبّنا محبّة أبدية، من أجل ذلك أدام لنا الرحمة.
دستورنا على درب الكمال
1-الصبر في الجهاد: (( وأمّا الصبر فليكن له عملٌ تام لكي تكونوا تاميّن وكاملين غير ناقصين في شيء )) يعقوب 4:1.
2-التقدّم في السلوك: (( فَاطْرَحُوا كُلَّ خُبْثٍ وَكُلَّ مَكْرٍ وَالرِّيَاءَ وَالْحَسَدَ وَكُلَّ مَذَمَّةٍ وَكَأَطْفَال مَوْلُودِينَ الآنَ اشْتَهُوا اللَّبَنَ الْعَقْلِيَّ الْعَدِيمَ الْغِشِّ لِكَيْ تَنْمُوا بِهِ. إِنْ كُنْتُمْ قَدْ ذُقْتُمْ أَنَّ السيد (يهوشوه المخلّص) صَالِحٌ )) 1بطرس: 2: 2, 3 .
3-النموّ في النعمة: (( وَلِهذَا عَيْنِهِ وَأَنْتُمْ بَاذِلُونَ كُلَّ اجْتِهَادٍ قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ فَضِيلَةً ، وَفِي الْفَضِيلَةِ مَعْرِفَةً ، وَفِي الْمَعْرِفَةِ تَعَفُّفًا ، وَفِي التَّعَفُّفِ صَبْرًا ، وَفِي الصَّبْرِ تَقْوَى ، وَفِي التَّقْوَى مَوَدَّةً أَخَوِيَّةً ، وَفِي الْمَوَدَّةِ الأَخَوِيَّةِ مَحَبَّةً )) 2 بطرس 5:1-7.
4-الولادة الجديدة: (( كُلُّ مَنْ هُوَ مَوْلُودٌ مِنَ يهوه(الإله) لاَ يَفْعَلُ خَطِيَّةً لأَنَّ زَرْعَهُ يَثْبُتُ فِيهِ وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُخْطِئَ لأَنَّهُ مَوْلُودٌ مِنَ يهوه )) 1يوحنا 9:3.
5-التغذّي بكلمة يهوه: (( وُجِدَ كَلاَمُكَ فَأَكَلْتُهُ، فَكَانَ كَلاَمُكَ لِي لِلْفَرَحِ وَلِبَهْجَةِ قَلْبِي لأنّي دُعيت باسمك يا يهوه إِلهُ الْجُنُودِ )) إرميا 15: 16.
6-كبح جماح اللسان: (( إن كان أحد لا يعثر في الكلام فذاك رجل كامل قادر أن يُلجم كلّ الجسد أيضاً )) يعقوب 2:3. حتى يسيطر الإنسان على هذا العضو الهام يجب أن يلهج في ناموس يهوه نهاراً وليلاً.
7-اتّباع المثال الكامل: (( إِلَى وَحْدَانِيَّةِ الإِيمَانِ وَمَعْرِفَةِ ابْنِ يهوه. إِلَى إِنْسَانٍ كَامِل. إِلَى قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ الـمسِيا )). (( بَلْ صَادِقِينَ فِي الـمحَبَّةِ نَنْمُو فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلَى ذَاكَ الَّذِي هُوَ الرَّأْسُ الـمسِيا )) أفسس 4: 13، 15.
8-الاسترشاد بالروح القدس: (( وَأَمَّا مَتَى جَـاءَ ذَاكَ، رُوحُ الْحَـقِّ، فَهُوَ يُرْشِـدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ )) يوحنا 13:6. وعندئذ فقط نجني ثمار الروح التي هي مَحَبَّةٌ – فَرَحٌ – سَلاَمٌ – طُولُ أَنَاةٍ – لُطْفٌ – صَلاَحٌ – إِيمَانٌ – وَدَاعَةٌ – تَعَفُّفٌ.
9-الارتماء في حضن اله السلام: (( وَإِلهُ السَّلاَمِ نَفْسُهُ يُقَدِّسُكُمْ بِالتَّمَامِ. وَلْتُحْفَظْ رُوحُكُمْ وَنَفْسُكُمْ وَجَسَدُكُمْ كَامِلَةً بِلاَ لَوْمٍ عِنْدَ مَجِيءِ سيدنا يَاهوشوه الْمَسِيا )) 1 تسالونيكي 23:5.
10-لبس رداء المحبة الذي هو رباط الكمال: (( فَالْبَسُوا كَمُخْتَارِي يهوه الْقِدِّيسِينَ الْمَحْبُوبِينَ أَحْشَاءَ رَأْفَاتٍ وَلُطْفًا وَتَوَاضُعًا وَوَدَاعَةً وَطُولَ أَنَاةٍ .. وَعَلَى جَمِيعِ هذِهِ الْبَسُوا الْمَحَبَّةَ الَّتِي هِيَ رِبَاطُ الْكَمَالِ )) كولوسي 3: 12، 14.
(( فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ )) متى 48:5.