تعلم معظم ديانات العالم أن النفس البشرية لا تموت مع الجسد. يؤمن الكثيرون بأن الإنسان يبقى واعي الإدراك حتى بعد موت الجسد. والذين فقدوا حبيبا، فهم لا يزالون يفتقدون ذلك الشخص الذي عرفوه. وما زالوا يشتاقون للتواصل والإرشاد من الشخص الميت. وفي محاولة يائسة للتواصل خلف أبواب القبر، يلجأ الكثيرون إلى جلسات تحضير الأرواح، والإنتشاأت الروحية السحرية، ومجالس الويجا، ووسائل الاتصال بالموتى. أراد الآب السماوي حماية أبنائه من هذا الخطر. وحذر بوضوح:
"لأن الأحياء يعلمون أنهم سيموتون أما الموتى فلا يعلمون شيئا" (جامعة5 :9)
وبما أنه ليس هناك حياة للنفس بعد الموت، فأي تواصل مع أي شكل أو هيئة تدعي أنها الشخص الميت، فهو في الحقيقة تواصل مع الشياطين. وملائكة الشيطان الساقطين لهم المقدرة على تقمص الموتى بكل دقة. فأي ملاك من الملائكة الساقطين يستطيع تقمص جميع الأمور التالية وبدقة: كالظهور بنفس شكل الموتى، وتقليد طريقة مشيهم، ونبرة صوتهم، وكتابة نفس خط اليد، ومعرفة الأسرار الشخصية، والإلمام بالتواريخ الخاصة. فالعلاقة بين الزوج والزوجة، الأب وابنه، البنت وأمها، الصديق والقريب يمكن للشياطين أن تستغلها لإيقاع أي شخص في شرك الاتصال بالموتى. فالمحبة التي ما زال الأحياء يشعرون بها تجاه الموتى يتم التلاعب بها من قبل الشياطين لمحاولة الظفر بعقولهم والتأثير فيها. إن حوادث التواصل مع الشياطين المتقمصين للأحباء الموتى هي إدمان خطير. فهم يشعرون فيها بالانشراح المفرط والإثارة، والتغيير في الحياة. وهذه الحوادث غير الطبيعية للتواصل مع الشياطين تعطي رجاء وهميا، وراحة "وبرهانا" على أن الشخص المتوفي ما زال موجودا.
"بحسب دراسة حديثة لمعهد البايلور للدراسات الدينية، وجد أن 20% من الأمريكان يعتقدون أن الأحياء يستطيعون التواصل مع الموتى. وفي استطلاع للرأي مع مائة ألف شخص على الإنترنت وجد أن 62% من النساء يؤمنون بأن أرواح الموتى تحمي الأحياء كمرشدين روحيين..." (ل. ماركوس ول. شنيدر، "التحدث مع الموتى")
إن الاعتقاد بأن النفس لا تموت أبدا، هو باب مفتوح للخدع الشيطانية. عندما تؤمن بأن الموتى ما زالوا يملكون نفسا واعية ويستطيعون التحدث معك، فهذا يتيح للأرواح الشريرة فرصة لكي يتقمصوا الأحباء الموتى لكي يتواصلوا مباشرة معك. ويحدث هذا من خلال ظهورات تراها، أو أصوات تسمعها، أو من خلال شخص آخر يعمل كوسيط يخبرك بما قاله الموتى.
بالنسبة لبعض الناس يستطيع الشيطان "أن يخدعهم بطريقة ما، ومع البعض الآخر بطريقة أخرى. فهو لديه خدع معدة لتؤثر على العقول المختلفة. البعض ينظرون برعب إلى نوع من الخداع، ولكنهم يقبلون خداعا آخر بكل سهولة. فالشيطان يخدع البعض عن طريق مناجاة الأرواح. وهو يظهر كملاك من نور لينشر تأثيره على الأرض...فالكنائس تنتعش، ويعتبرون أن ...[يهوه] يعمل بطريقة عجائبية لأجلهم، بينما هذا العمل هو من روح آخر. فهذا الاهتياج سيخمد ويترك العالم والكنيسة في حال أسوأ مما كانوا عليه" (إلين وايت، كتابات مبكرة، ص 261)
الشيطان لديه طرق عديدة ومختلفة لاستغلال الاعتقاد بأن هناك حياة بعد الموت. يتم استخدام طرق مختلفة لجذب العقول ذات الخلفيات المتعددة. الوثنية، والهندوسية، والفودو تستخدم جميعها الانتشاأت الروحية السحرية للتواصل مع الشياطين. وهذه الانتشاأت الروحية السحرية تنتج بواسطة الإثارة القصوى الناتجة عن إيقاعات الرقص، والغناء، والطبول، وأحيانا المخدرات. جميع الكاثوليك الذين يصلون لمريم، والدة المسيح، يصلون لسيدة متوفية لا تستطيع أن تسمعهم. يؤمن الكثيرون بأن الظهورات المريمية، هي ظهورات لمريم نفسها، ولكنها ليست أكثر من تقمصات للأرواح الشريرة. والصلوات "للقديسين" هي مثل الصلوات التي تقدم للموتى الذين يعلن الكتاب المقدس أنهم "لا يعلمون شيئا". وهذا يتيح الفرصة للأرواح الشريرة أن "تجيب" على هذه الصلوات وتدعم عقيدة استمرار الحياة بعد الموت. فأي معجزة أو شفاء يحدث نتيجة لهذه الصلوات فهو من الشيطان لكي يثبت اعتقاد الإنسان المزيف في الحياة بعد الموت.
والمسيحية البروتستانتية ليست مستثاة من التواصل مع الأرواح الشريرة. فالتكلم بألسنة هو ببساطة شكل من أشكال الانتشاأت الروحية السحرية. فالشخص الذي يترجم الكلام الغير مفهوم للمستمعين يتلقى رسائل من تأثيرات خارقة للطبيعة. والأشخاص الذين لايؤمنون بالدين وينكرون وجود الشيطان فهم أكثر عرضة للاقتناع بواسطة الأنشطة الخارقة للطبيعة بأن الموتى يتحدثون معهم. مجالس الطرق الشائعة المستخدمة من قبل الناس العالميين للتواصل مع الموتى هي ويجا وجلسات تحضير الأرواح، وكروت التاروت والتنبؤات الفلكية للأبراج. التأمل العميق لحركة العصر الحديث والتنويم المغناطيس هما بالأخص الأكثر خطورة. فهذه لاتعتبر قنوات للتواصل مع الأرواح الشريرة، ولكنها تمهد الطريق المباشر للتأثيرات الشيطانية على العقل.
التواصل مع الأرواح الشريرة هو أمر في غاية الخطورة. لا يمكن شرحه بالمنطق لكن نتائجه حقيقية. فالأحياء يريدون أن يصدقوا بأن الموتى لايزالون يحبونهم ويمكنهم تقديم الحكمة لهم من خلف أبواب القبر. لكن الأرواح الشريرة تريد تدمير كل شخص يستمع إليها. فكل التواصلات محسوبة لاقتناصهم وإهلاكهم. يريد يهوه أن يحمي أولاده من هذا الشر. فهو بكل شدة ووضوح يمنع أي شكل من أشكال التواصل مع الموتى لأن جميع هذه الاتصالات تتم مع الأرواح الشريرة.
" لا يوجد فيك من يجيز ابنه أو ابنته في النار ولا من يعرف عرافة ولا عائف ولا متفائل ولا ساحر ولا من يرقي رقية ولا من يسأل جانا أو تابعة ولا من يستشير الموتى لأن كل من يفعل ذلك مكروه عند يهوه. وبسبب هذه الأرجاس يهوه إلهك طاردهم من أمامك." (تثنية12-10 :18)
عندما كان المسيا على الأرض طرد كل روح شريرة كانت ساكنة في أي إنسان مثل في حضرته. وكان يقول للشخص المحرر إذهب ولا تخطئ أيضا لكيلا يكون لك أشر. لم تكن هذه مجرد تعويذة عاطلة لطرد الأرواح الشريرة، ولكن ثقة تامة في قوة الآب على تحرير كل من آمن به. إن قدرة يهوه على الخلاص اليوم قوية مثلما كانت في أيام المسيا عندما كان على الأرض.
"ها إن يد...(يهوه) لم تقصر عن أن تخلص ولم تثقل أذنه عن أن تسمع" (إشعياء1 :59)
وعرض محبته لا يزال مقدما للجميع: "تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" (إنجيل متى28 :11) فإذا كنت مجربا أو تتم مضايقتك من قبل الأرواح الشريرة، وتريد السلام والراحة اللذين يأتيان من السماء فقط، يوجد لك رجاء. فادع باسم يهوه واطلب قوته القادرة على تحريرك. فهو لن يتركك أو يهملك أبدا. وكلمته هي تشجيع للجميع:
" فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عونا في حينه" (عبرانيين16 :4)
مواد ذات صلة:
استرح بسلام (Video)